• ×

10:03 مساءً , الأحد 20 جمادي الثاني 1446 / 22 ديسمبر 2024

خواطر عن الشيخ محمد البراهيم المصيريعي رحمه الله يكتبها الشيخ عبد المحسن القاضي

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 
بِسْم الله الرحمن الرحيم
الشيخ عبدالمحسن القاضي يكتب
خواطر عن الشيخ محمد البراهيم المصيريعي رحمه الله: تعرفت عليه قبل ٣٧ سنة كنّا طلاباً بالمعهد العلمي بعنيزة وكان رحمه الله داعماً للأنشطة الطلابية والمناسبات الاجتماعية كأسبوع النظافة وغيرها وكذلك عرفناه من أعمدة مسجد الهدا بجوار بيته لما انتقل من الرياض وقد دعمنا بإنشاء مكتبة للقراءة نجتمع بها ويتدارس فيها حُفّاظ القرآن!!
أما عشقه الحقيقي الذي لم يكن الأقربين يعرفونه فهو بناء المساجد ودعم أنشطتها من مكتبات وحلقات !! كان رحمه الله له عمل خفي بدعم كثير من الأسر المحتاجة بعنيزة وخارجها الذين لم يكونوا يعلمون من الذي يسيّر لهم المساعدات حتى توفي !!
لما علم أهل جامع العود الكبير الذي بناه ١٣٩٤هجرية بالرياض بوفاته نعاه خطيب الجمعة لهم فبكوه لما عرفوا من دعمه!! اشتُهر بحفظ الأمانات للناس قبل البنوك طبعاً!
نشأ عصاميّاً منذ صغره يحب أن يعتمد الإنسان على نفسه وكانت هذه وصيته ! حتى أولاده أنشأهم على ذلك حتى بعد تضخم تجارته وغناه وكثير ممن عملوا عنده استفادوا منه بفتح تجاراتهم الخاصة بتشجيعه ودعمه حتى أصبحوا منافسين له واستمروا بصداقتهم وحفظ الجميل له رحمه الله !!
خصص رحمه الله وقفاً يساوي ١٠٠ مليون تقريبا او أكثر بعنيزة بعدة مواقع حول إشارة الساعة وكذلك عمائر بالرياض وكتب في وصيته أن ريعه لعمارة الوقف ثم لبناء المساجد وصيانتها بعنيزة وخارجها!!
كانت له أفكّار سبّاقة منذ صغره ورؤية بعيدة لاسيّما بالعقار
فقد رأى أن منطقة البطحاء مستقبل للاستثمار بالرياض فضحك منه الناس وكانت بداية تجارته! لما رأى ازدحام مصلى العيد القديم الغربي بعنيزة أوقف مصلى العيد الشرقي كإضافة ثم يُبنى كجامع! غضب منه حينها شيخنا ابن عثيمين رحمه الله لأنه لايريد تعدّد المساجد وحاول ثنيَه لكن رئيس بلدية عُنيزة الفذ حينذاك وافق المصيريعي الرؤية فجهزوه وصلّوا فيه!! سمعت بعدها شيخنا ابن عثيمين رحمه الله يقول : لو استقبلت من أمري ما استدبرت لجعلنا أربع مصليات عيد بجهات عُنيزة رحمهما الله!
هذا المصلى سيُبنى بإذن الله الآن كجامع بتصميم نموذجي مميّز يتسع لحوالي ٥٠٠٠ مصلي ومواقف مناسبة جداً تعاونت البلدية معنا بتجهيزها عدا عن صيانة وإعادة بناء المساجد التابعة له من وقفه رحمه الله!!
بالمناسبة محمد المصيريعي لا يحب أحد يتكلم عن أعماله أو إبرازها بل كان يغضب من ذلك لما حاولنا مرة تكريمه بأحد المناسبات المدرسية!
كان باراً بوالدته وقرابته وداعماً لهم !
توفي رحمه الله فخلّف ذريّة ستنافسه بإذن الله في البذل والعطاء عرفتهم وجاورتهم وصادقتهم وأعرف كثيراً من شأنهم وبرّهم بأبيهم وأمهاتهم واستمرار بعمله وقام بعضهم على وقفه فطوّروه ولم يزالوا! ومقتدين بوالدهم استمرّ أكثرهم بعطائه للفقير والمسكين وكذلك دعم الجمعيات الخيريّة بعنيزة على مختلفها! غفر الله لنا وله ورحمه وتقبّل منه عمله وبارك في ذريته ووقفه ونفع بهم البلاد والعباد!!
ولمن يتساءل عن سيرة حياته فقد كتب عنها ابنه أحمد الوصي على الوقف الآن:
ولد محمد المصيريعي رحمه الله بعنيزة سنة ١٣٤٣ هـ
طفولته في كنف والده الذي كان إمام مسجد بعنيزة وعند بلوغه الرابعة عشـــر ارتحـل مع حملة كانت ذاهبة لمكة المكرمة على الجمال وعمل هناك لدى الشيخ أبــي السمح
حيث كـان يلقي دروس بالحــرم المكي وتعلّـم لديه مبــادئ القـراءة والكتــابة
وكان أجره لا يتعـدى معيشته وتعلمه وبعــد مضي سنتين كان خلالهـا يتطلّع لتحسين وضعه ووضع عائلته وكان يسأل عن أفضل المناطق التي بها عمــل
وبعد دراسة وتحرّي توجّه لمدينة الرياض مع بدأ ازدهار الأعمال بها ثم بدأت مسيرته في الأعمال التجارية من صيرفة ودلالة واستيراد للأقمشــة والمـواد
الغذائية ومكائن الخياطة ومنها قام بشـراء أرض فى البطحــاء لإقامــة عليـها
أسواق ( قيصرية) مازالت تحمل إسمــه حتى الآن وقــام بعمارتهـا وتأجيرهـا
وأصبحت سوق رائج للبضائع والبيع والشـراء من أهــم الأســواق بالريــاض
وتوسعت تجارتـــه بفضل الله ثم بصدقــه وأمانتــه ونصحــه للنــاس وأعمالـه
الخيرية مما أكسبه سمعة حسنةً داخل البلاد و خارجها وأنشأ مصنع الأوانـي المنزلية من المعدن والنحاس وكافح لإنجاحه ومازال المصنع يعمل حتى الأن بإدارة ابنه إبراهيم وقام في بداية النهضة الزراعية بإستيراد معدات ولوازم حفر الأبار وكان سباق في هذا المجال ويعد من الأوائل الذين دخلوا في هذا المجال ومجال الصناعــة
وتقدم هو وبعض تجار الرياض بطلب أمير الرياض الأمير سلمان حينذاك لإنشاء الغرفة التجـارية وتم لهم ذلك وســاهم أيضــا في التـبرع بتأسيــس مستشفى عنــيزة وكــانت بعض أراضيه بعنيزة تستغل من قبل الجميــع منها على سبيــل المثــال ميــدان الإحتفـالات سابقــاً وملعــب النادي العربي وسوق الأعلاف ومواقفها.
أما نشاطاته الخيرية رحمه الله فكان يعمل أكثرها بالخفاء ومــا ظهر منها كان بغيــر إرادتــه وكــان مولع في حب بيوت الله حيث بنــى مساجد عديدة في الرياض منها الجامع الكبير في حي العود بناه عام 1394 هـ ومساجد في مدينه عنيزة ومنها مسجد أم الخوابي – ومسجد طريق المدينة سوق الخضار ومسجد الهدا
توفي رحمه الله عام ١٤٠٦ هـ مخلّفًا ورائه سيرة عطرة وكفاح منذ نعومة أظفاره وحتى مماته رحمه الله رحمة واسعة )
 0  0  2804

Powered by Dimofinf cms Version 4.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Ltd.