الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحابته الأكرمين،والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.أما بعد..
فيا أيها الناس.. اتقوا الله -تعالى-وأكثروا من حمده وشكره؛ فربنا –تعالى وتقدس- هو المحمود على كل ما خلق،وعلى كل ما أمر به ونهى عنه،هو المحمود على عدله في أعدائه كما هو محمود على فضله،وإنعامه على أوليائه،ولهذا سبح بحمده السماوات السبع والأرض ومن فيهن.. (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ)وكان صلى الله عليه وسلم عند الرفع من الركوع.. يقول"ربنا ولك الحمد، ملء السماوات وملء الأرض،وملء ما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعد"والحمدُ أوسع الصفات،وأعم المدائح والطرق إلى العلم بالله؛لأن جميع أسمائه تبارك وتعالى حمد وصفاته حمد،وأفعاله حمد،وأحكامه حمد،والخلق والأمر إنما قام بحمده، وجاء اسم الله(الحميد)بالقرآن سبع عشر مرة..(يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) (وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ)قال ابن جرير.."الحميد أنه محمود عند خلقه بما أولاهم من نعم،وبسط لهم من فضله"يُحمدُ في السرَّاءِ وفي الشدة والرخاء؛فله الحمد سبحانه فهو حميد مجيد،له الحمد في الأولى والآخرة،وله الحكم،والحمد نوعان حمد على إحسانه إلى عباده، وهو من الشكر وحمد لما يستحقه هو بنفسه من نعوت كماله،وكل فضل وكمال فهو من الله الحميد قال صلى الله عليه وسلم-.."الطهورُ شَطْرُ الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمدُ لله تملأ ما بين السماوات والأرض،والصلاة نور، والصدقة برهان،والصبر ضياء،وأفضل الكلام"سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر"وقال صلى الله عليه وسلم في الصحيحين.. "كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن.. سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم"
عباد الله.. تذكروا -وفقكم الله- أن حمد الله، والثناء عليه، والإكثار من ذكره،أجلُّ وأفضلُ من النعم التي أنعم بها من صحة ورزق،وتوسعة عليكم في أمور الدنيا؛روى ابن ماجة بإسناد حسن عنه صلى الله عليه وسلم قال.." مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً فَقَالَ .. الْحَمْدُ لِلَّهِ ، إِلاَّ كَانَ الَّذِي أَعْطَى أَفْضَلَ مِمَّا أَخَذَ رواه ابن ماجه وللحمدِ منزلةٌ عظيمةٌ،ومكانةٌ رفيعة،في جميع أحوال المسلم حمداً لله،وثناءً عليه في السراء والضراء،والصحة والبلاء؛قال صلى الله عليه وسلم"عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير،إن أصابته سراء شكر،فكان خيراً له،وإن أصابته ضراء شكر فكان خيراً له،وليس هذا لأحد إلا للمؤمن"[رواه مسلم].وقال عمران بن حصين -رضي الله عنه-"خير عباد الله -تبارك وتعالى- يوم القيامة الحمَّادُون،الذين يحمدون الله على السرَّاءِ والضراء"والله -عز وجل- لا يمكن لأحدٍ من العباد أن يكفيِهَ على إنعامه أبداً،فإن ذلك الشكر من نعمه أيضا،عن أبي أيوب قال.. قال.."كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أكل أو شرب قال.."الحمد لله الذي أطعم وسَقَى، وسَّوغَه وجعلَ له مخرجا"[رواه أبو داود والنسائي]وقال صلى الله عليه وسلم.."إن الله ليرضى عن العبد يأكلُ الأكلةَ فيحمدَه عليها،أو يشربَ الشربة فيحمدَه عليها"وتأمَّلوا في أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين،وهي الصلاة،فهي حمدٌ لله منذُ البداية بقراءة الفاتحة،وحتى الفراغ منها،والمصلي إذا كبَّر يستفتح ب"سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك".وفي الحديث.."أحب الكلام عند الله -تعالى- أن يقول العبد.. سبحانك اللهم وبحمدك".وروى البخاري ومسلم.. أنه صلى الله عليه وسلم إذا قام يتهجد في الليل، يقول.."اللهم لك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن،ولك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن،ولك الحمد أنت مَلِكُ السماوات والأرض ومن فيهن، اللهم لك الحمد أنت الحق..."الحديث..وجاء رجلٌ والنَّبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي، فاستفتح بصلاته هذا الصحابي.. "الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا" فلما سلم صلى الله عليه وسلم سأل من المتكلم بهذه الكلمات، فقال الرجل.. "أنا" فقال"عجبتُ لها فتحتُ لها أبوابُ السماء" [رواه مسلم].وعَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه- أَنّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يُصَلِّي بِهِمْ، فَجَاءَ رَجُلٌ، فَدَخَلَ فِي الصَّلاةِ، وَقَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ، فَقَالَ.. "اللَّهُ أَكْبَرُ، الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ" فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- صَلاتَهُ، قَالَ.. "أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ بِالْكَلِمَاتِ؟" فَأَرَمَّ الْقَوْمُ -أي سكتوا- فَقَالَ.. "أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ بِالْكَلِمَاتِ؟ فَإِنَّهُ لَمْ يَقُلْ بَأْسًا" فَقَالَ رجل.. أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، جِئْتُ وَقَدْ حَفَزَنِي النَّفَسُ، فَقُلْتُهُنَّ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم.. "لَقَدْ رَأَيْتُ اثْنَيْ عَشَرَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَرْفَعُهَا أَوَّلا" [رواه مسلم]. وأما في الركوع؛ فمن أذكاره"سبحان ربي العظيم وبحمده".وكان يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده.. "سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي".وبعد الرفع من الركوع.. "ربنا ولك الحمد".وفي الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم"إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده، فقولوا ربنا لك الحمد، فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه"وحَمْدُ الله أفضل الدعاء، فهو متضمن لإثبات جميع أنواع الكمال لله، فيدخل في ذلك التوحيد، وقد روى ابن ماجة والترمذي عنه صلى الله عليه وسلم قال.. "أفضل الذكر.. "لا إله إلا الله" وأفضل الدعاء.. "الحمد لله".
يقول الله تعالى(هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)وعن فضالةَ بن عُبيد..أن النبي -صلى الله عليه وسلم-سمع رجلًا يدعو في صلاتِه ولم يحمدِ اللهَ ولم يصلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقال .. عَجِل هذا . ثم دعاه وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.. إذا صلَّى أحدُكم فليبدأْ بتحميدِ ربِّه والثناءِ عليه ثم يصلِّي على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثم يدعو بما شاء"[رواه أبو داود والترمذي والنسائي]فالله ملك الحمد والشكر أن وفقتنا لعبادتك وحمدك وشكرك،واجعلنا من عبادك المفلحين..ما تسمعون..
الخطبة الثانية..
اللهم لك الحمد كله، ولك الملك كله،وأشهد أن لا إله إلا الله الغني الحميد، يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد،وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله،صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً أما بعد..فاتقوا الله يا عباد الله وأكثروا من حمده سبحانه، فهذه سنة أنبياء الله والصالحين من عباده،فخليل الرحمن عليه الصلاة والسلام حمد الله في جميع أحواله؛(الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ)وكذا قال الله عن نوح عليه السلام..(إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا)وقال عن سليمان وداود..(وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ)وأما نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- فكل أحوالِه حمدٌ لله، وثناءً على الله، في شدته ورخاءه، وسلمه وحربه، وصلاته ونسكه،وكذلك كان أصحابه، قال سليمان بن يسار.."مر عمر بن الخطاب أثناء خلافته بِشِعْبٍ بين مكة والمدينة، فقال.. "الحمد لله لقد رأيتني أرعى في هذا الشعب غنماً للخطابِ، وكان فظا غليظا، ثم أصبحت خليفة على أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- يجوز أمري فيهم"ولما جاءت امرأة إلى عمر بن عبدالعزيز -رحمه الله- من مكان بعيد، فقالت.. "يا أمير المؤمنين مات زوجي وترك عندي بنات كُسُد كُسُل" فبكى عمر، ثم قال.. "ما حاجتك يا أمة الله؟"فقالت.."تفرض لهن في الذرية"فقال.."أما كلهن فلا،ولكن أثبت لك واحدة، ثم سألها عن اسم الكبرى،قالت..فقلت.. فلانة، قال.."قد أثبتُّها" فقالت.. "الحمد لله رب العالمين".فقال.."سمِ التي تليها"فسمتها فأثبتها،وكلما سألها عن أحد بناتها قالت اسمها فأثبت لها عطاءً حتى أثبتُّهنَّ جميعاً وهي تحمد الله فقال"والله لو كن ألفاً لأثبتُّهن ما أدمت الحمد لله"فمرِ هؤلاء السبع فليواسين الثامنة"
أيها المسلمون..ومما شرع فيه الحمد من لبس ثوبا جديدا، أو نحو ذلك؛ فعن أبي سعيد أن النبي -صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اكْتَسَى ثَوْبًا سَمَّاهُ بِاسْمِهِ..عِمَامَةٍ أَوْ قَمِيصٍ أَوْ رِدَاءٍ، وَيَقُولُ.."اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ،أَنْتَ كَسَوْتَنِي،أَسْأَلُكَ مِنْ خَيرِهِ وَخَيْرِ مَا صُنِعَ لَهُ،وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ مَا صُنِعَ لَهُ"وكما أنه واجب حمد الله وشكره فمن لم يشكر للناس لا يشكر لله فلنعوّد أنفسنا شكر كلَّ من صنع لنا معروفاً وأحسن إلينا فتلك من محاسن الدين والخلق نسأل الله أن نكون دوماً حامدين..لله شاكرين له ثم لكل من أحسن..
اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم- وعبادك الصالحين.
فيا أيها الناس.. اتقوا الله -تعالى-وأكثروا من حمده وشكره؛ فربنا –تعالى وتقدس- هو المحمود على كل ما خلق،وعلى كل ما أمر به ونهى عنه،هو المحمود على عدله في أعدائه كما هو محمود على فضله،وإنعامه على أوليائه،ولهذا سبح بحمده السماوات السبع والأرض ومن فيهن.. (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ)وكان صلى الله عليه وسلم عند الرفع من الركوع.. يقول"ربنا ولك الحمد، ملء السماوات وملء الأرض،وملء ما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعد"والحمدُ أوسع الصفات،وأعم المدائح والطرق إلى العلم بالله؛لأن جميع أسمائه تبارك وتعالى حمد وصفاته حمد،وأفعاله حمد،وأحكامه حمد،والخلق والأمر إنما قام بحمده، وجاء اسم الله(الحميد)بالقرآن سبع عشر مرة..(يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) (وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ)قال ابن جرير.."الحميد أنه محمود عند خلقه بما أولاهم من نعم،وبسط لهم من فضله"يُحمدُ في السرَّاءِ وفي الشدة والرخاء؛فله الحمد سبحانه فهو حميد مجيد،له الحمد في الأولى والآخرة،وله الحكم،والحمد نوعان حمد على إحسانه إلى عباده، وهو من الشكر وحمد لما يستحقه هو بنفسه من نعوت كماله،وكل فضل وكمال فهو من الله الحميد قال صلى الله عليه وسلم-.."الطهورُ شَطْرُ الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمدُ لله تملأ ما بين السماوات والأرض،والصلاة نور، والصدقة برهان،والصبر ضياء،وأفضل الكلام"سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر"وقال صلى الله عليه وسلم في الصحيحين.. "كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن.. سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم"
عباد الله.. تذكروا -وفقكم الله- أن حمد الله، والثناء عليه، والإكثار من ذكره،أجلُّ وأفضلُ من النعم التي أنعم بها من صحة ورزق،وتوسعة عليكم في أمور الدنيا؛روى ابن ماجة بإسناد حسن عنه صلى الله عليه وسلم قال.." مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً فَقَالَ .. الْحَمْدُ لِلَّهِ ، إِلاَّ كَانَ الَّذِي أَعْطَى أَفْضَلَ مِمَّا أَخَذَ رواه ابن ماجه وللحمدِ منزلةٌ عظيمةٌ،ومكانةٌ رفيعة،في جميع أحوال المسلم حمداً لله،وثناءً عليه في السراء والضراء،والصحة والبلاء؛قال صلى الله عليه وسلم"عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير،إن أصابته سراء شكر،فكان خيراً له،وإن أصابته ضراء شكر فكان خيراً له،وليس هذا لأحد إلا للمؤمن"[رواه مسلم].وقال عمران بن حصين -رضي الله عنه-"خير عباد الله -تبارك وتعالى- يوم القيامة الحمَّادُون،الذين يحمدون الله على السرَّاءِ والضراء"والله -عز وجل- لا يمكن لأحدٍ من العباد أن يكفيِهَ على إنعامه أبداً،فإن ذلك الشكر من نعمه أيضا،عن أبي أيوب قال.. قال.."كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أكل أو شرب قال.."الحمد لله الذي أطعم وسَقَى، وسَّوغَه وجعلَ له مخرجا"[رواه أبو داود والنسائي]وقال صلى الله عليه وسلم.."إن الله ليرضى عن العبد يأكلُ الأكلةَ فيحمدَه عليها،أو يشربَ الشربة فيحمدَه عليها"وتأمَّلوا في أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين،وهي الصلاة،فهي حمدٌ لله منذُ البداية بقراءة الفاتحة،وحتى الفراغ منها،والمصلي إذا كبَّر يستفتح ب"سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك".وفي الحديث.."أحب الكلام عند الله -تعالى- أن يقول العبد.. سبحانك اللهم وبحمدك".وروى البخاري ومسلم.. أنه صلى الله عليه وسلم إذا قام يتهجد في الليل، يقول.."اللهم لك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن،ولك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن،ولك الحمد أنت مَلِكُ السماوات والأرض ومن فيهن، اللهم لك الحمد أنت الحق..."الحديث..وجاء رجلٌ والنَّبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي، فاستفتح بصلاته هذا الصحابي.. "الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا" فلما سلم صلى الله عليه وسلم سأل من المتكلم بهذه الكلمات، فقال الرجل.. "أنا" فقال"عجبتُ لها فتحتُ لها أبوابُ السماء" [رواه مسلم].وعَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه- أَنّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يُصَلِّي بِهِمْ، فَجَاءَ رَجُلٌ، فَدَخَلَ فِي الصَّلاةِ، وَقَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ، فَقَالَ.. "اللَّهُ أَكْبَرُ، الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ" فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- صَلاتَهُ، قَالَ.. "أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ بِالْكَلِمَاتِ؟" فَأَرَمَّ الْقَوْمُ -أي سكتوا- فَقَالَ.. "أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ بِالْكَلِمَاتِ؟ فَإِنَّهُ لَمْ يَقُلْ بَأْسًا" فَقَالَ رجل.. أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، جِئْتُ وَقَدْ حَفَزَنِي النَّفَسُ، فَقُلْتُهُنَّ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم.. "لَقَدْ رَأَيْتُ اثْنَيْ عَشَرَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَرْفَعُهَا أَوَّلا" [رواه مسلم]. وأما في الركوع؛ فمن أذكاره"سبحان ربي العظيم وبحمده".وكان يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده.. "سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي".وبعد الرفع من الركوع.. "ربنا ولك الحمد".وفي الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم"إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده، فقولوا ربنا لك الحمد، فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه"وحَمْدُ الله أفضل الدعاء، فهو متضمن لإثبات جميع أنواع الكمال لله، فيدخل في ذلك التوحيد، وقد روى ابن ماجة والترمذي عنه صلى الله عليه وسلم قال.. "أفضل الذكر.. "لا إله إلا الله" وأفضل الدعاء.. "الحمد لله".
يقول الله تعالى(هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)وعن فضالةَ بن عُبيد..أن النبي -صلى الله عليه وسلم-سمع رجلًا يدعو في صلاتِه ولم يحمدِ اللهَ ولم يصلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقال .. عَجِل هذا . ثم دعاه وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.. إذا صلَّى أحدُكم فليبدأْ بتحميدِ ربِّه والثناءِ عليه ثم يصلِّي على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثم يدعو بما شاء"[رواه أبو داود والترمذي والنسائي]فالله ملك الحمد والشكر أن وفقتنا لعبادتك وحمدك وشكرك،واجعلنا من عبادك المفلحين..ما تسمعون..
الخطبة الثانية..
اللهم لك الحمد كله، ولك الملك كله،وأشهد أن لا إله إلا الله الغني الحميد، يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد،وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله،صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً أما بعد..فاتقوا الله يا عباد الله وأكثروا من حمده سبحانه، فهذه سنة أنبياء الله والصالحين من عباده،فخليل الرحمن عليه الصلاة والسلام حمد الله في جميع أحواله؛(الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ)وكذا قال الله عن نوح عليه السلام..(إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا)وقال عن سليمان وداود..(وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ)وأما نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- فكل أحوالِه حمدٌ لله، وثناءً على الله، في شدته ورخاءه، وسلمه وحربه، وصلاته ونسكه،وكذلك كان أصحابه، قال سليمان بن يسار.."مر عمر بن الخطاب أثناء خلافته بِشِعْبٍ بين مكة والمدينة، فقال.. "الحمد لله لقد رأيتني أرعى في هذا الشعب غنماً للخطابِ، وكان فظا غليظا، ثم أصبحت خليفة على أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- يجوز أمري فيهم"ولما جاءت امرأة إلى عمر بن عبدالعزيز -رحمه الله- من مكان بعيد، فقالت.. "يا أمير المؤمنين مات زوجي وترك عندي بنات كُسُد كُسُل" فبكى عمر، ثم قال.. "ما حاجتك يا أمة الله؟"فقالت.."تفرض لهن في الذرية"فقال.."أما كلهن فلا،ولكن أثبت لك واحدة، ثم سألها عن اسم الكبرى،قالت..فقلت.. فلانة، قال.."قد أثبتُّها" فقالت.. "الحمد لله رب العالمين".فقال.."سمِ التي تليها"فسمتها فأثبتها،وكلما سألها عن أحد بناتها قالت اسمها فأثبت لها عطاءً حتى أثبتُّهنَّ جميعاً وهي تحمد الله فقال"والله لو كن ألفاً لأثبتُّهن ما أدمت الحمد لله"فمرِ هؤلاء السبع فليواسين الثامنة"
أيها المسلمون..ومما شرع فيه الحمد من لبس ثوبا جديدا، أو نحو ذلك؛ فعن أبي سعيد أن النبي -صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اكْتَسَى ثَوْبًا سَمَّاهُ بِاسْمِهِ..عِمَامَةٍ أَوْ قَمِيصٍ أَوْ رِدَاءٍ، وَيَقُولُ.."اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ،أَنْتَ كَسَوْتَنِي،أَسْأَلُكَ مِنْ خَيرِهِ وَخَيْرِ مَا صُنِعَ لَهُ،وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ مَا صُنِعَ لَهُ"وكما أنه واجب حمد الله وشكره فمن لم يشكر للناس لا يشكر لله فلنعوّد أنفسنا شكر كلَّ من صنع لنا معروفاً وأحسن إلينا فتلك من محاسن الدين والخلق نسأل الله أن نكون دوماً حامدين..لله شاكرين له ثم لكل من أحسن..
اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم- وعبادك الصالحين.