الحمد لله جعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا، والصلاة والسلام على من أعلى بهديه شأننا وميّزَ بلغتِه أمتنا،وعلى آله وصحبه وسلم تسليما أمّا بعدُ..فاتقوا الله عباد الله.. واعلموا أنّ لغةَ القرآنِ التي بها ُيقرأُ وأُنزل وبها أفضلُ الخلْقِ أُرسل..هي وعاء علوم الدين وذخائرُه وبها معرفةُ القرآن والسنةِ،وهي مفتاحُ الفقه في الدين..هي لغةُ الأمةِ العربيةِ وأساسُ حفظِ الهوية؛وإذا أضاعت أمةٌ لسانَها أضاعت تأريخَها وحضارتها كما تُضيِّعُ حاضرَها ومستقبلها..فاللغة تربطُ المرءَ بأهله وأمّته ودينه وثقافته،وهي مظهرٌ لقوّة الأمة،وتقدّمُها وعنوانُ حضارتها..والتاريخُ يشهد أن لغتنا استطاعت تحقيقَ مُتطلّباتِ المجتمع عبر التاريخ،وكما هي لغةُ الشرع فقد استجابت لحاجات الحضارة وتجدُّدها فكانت لغةَ العلم والبحث، طِبّاً وعلوماً ورياضيات وهندسة وفلك..ولذلك تسابق أبناءُ غيرنا لتعلّم العربية.. بل نبغُوا فيها، وشاركوا في وضع قواعدها..وفي كل أرجاء الأمة وأصقاعها يترددّ قوله صلى الله عليه وسلم فيما صححه ابن تيمية(إن العربية ليست لأحدكم بأب ولا أم، إنما هي اللسان، فمن تكلّم العربيةَ فهو عربي))..
أيها الإخوة..اللغة العربية،محفوظةٌ بِحفظِ كتابِ اللهِ الَّذِي حفظَ وجودها..ميّزها بعنايةِ أُولِي الألباب، ملائمةٌ للعلومِ والآدابِ، عذبةُ الألفاظِ،جميلةُ المعانِي؛لغةٌ للقرآن عُجاب،(إِنَّا أَنزلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)كتابُ اللهِ المبينُ هدًى،نزلَ بهِ الرُّوحُ الأمينُ،بلسانٍ عربِيٍّ مُبينٍ،تَحدَّى اللهُ بهِ الفصحاءَ،وأفحمَ بِهِ البلغاءَ،وامتنَّ بِهِ علَى الناسِ أجمعينَ(وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ)فما أعظمها من لغةٍ حُقَّ التمسك بها ورَحِمَ اللهُ مَنْ قالَ علَى لسانِهَا، واقتبسَ مِنْ بيانِهَا، وهدى اللهُ منْ ظنَّ أنها تقصرُ عن استيعابِ مصطلحاتِ الحضارةِ فاستبدلها بلغةٍ أعجمية اللسان ظنُّوها أفضلَ للعلم والبيان..ترى ألسنتهم تعوّجُّ بالمصطلحات الأجنبية أثناء حديثهم وكأن العربية قاصرة..
وسعْتُ كتابَ اللهِ لفظاً وغايةً *** ومَا ضقْتُ عنْ آيٍ بهِ وعظاتِ
أنَا الْبَحْرُ فِي أحشَائهِ الدُّرُ كامنٌ*** فهَلْ ساءلوا الغواصَ عنْ صدفاتِي
لغةٌ،اختارَهَا اللهُ لشريعتِهِ،والاهتمامُ بِهَا أولويّة؛لتعلُّقِهَا بالكتابِ والسنَّةِ..وبالاشتغالِ بعلومِهَا أجرٌ عظيمٌ؛قالَ عمرُ بنُ الخطابِ رَضيَ اللهُ عنهُ.."تَعَلَّمُوا الْعَرَبِيَّةَ؛فَإِنَّهَا تُثَبِّتُ الْعَقْلَ، وَتَزِيدُ فِي الْمُرُوءَةِ"عرفوا فضلَ اللغةُ العربيةِ،فبذَلُوا فِي سبيلِهَا الغالِيَ والنَّفيسَ؛فكانَ مِنْهُمْ مَنْ صرَفَ هِمَّتَهُ إلَيها نَحواً وصَّرفاً وبلاغة،واعتنَوا بالشِّعرِ والنثر رِوَايةً ودرايةً. ذكر القرطبي بتفسيره عن ابنَ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهُمَا.. "إذَا سَألْتُمُونِي عَنْ غَرِيبِ الْقُرْآنِ فَالْتَمِسُوهُ فِي الشِّعْرِ، فَإِنَّ الشِّعْرَ دِيوَانُ الْعَرَبِ"علماءُ عرباً وعجماً أنفقوا أعمارَهُمْ فِي خدمةِ كتابِ اللهِ حفظاً وتفسيرًا وإعراباً، فنقلُوا القرآنَ الكريمَ بقراءاتِهِ، وضبطُوا قواعدَ اللغةِ، وكتبُوهَا فِي مؤلّفاتٍ عظيمةٍ، أفلا نتأسَّى بهم، ونُحافِظُ علَى لغتِنَا الفصحى نتعلَّمُهَا نحنُ وأبناؤُنَا، ونغرسُ فِي نفوسِ النشئِ حبَّها والاعتزازَ بِها؟ لاسيما ونحن نرى بعضهم يستهينون بها ويتخذون حروفاً أجنبيةً على صدورهم تفاخراً حتى أسماء مواليدنا اتخذها البعض أجنبيّة!!وأسماء المحلات والأكلات أجنبية في مخالفة واضحة للنظام الموضوع
أحبّتي..اللغاتُ أعظمُ شعائرِ الأممِ الَّتِي بِهَا يتميزُونَ ويتفاخرون..غيرنا يفتخر بلغته وبعضنا يزدريها بينما الواجب الحرصُ علَى إعلاءِ شأنِها بالحديث بِهَا دوماً في العلمِ والندوات والإعلام والقنوات ونظاماً لمؤسسات العلم بل والتجارات نحافظُ علَى لسانٍ عربِيٍّ مبينِ اختاره الله مُبيناً عنه في كتابه وسنة نبيّه صلى الله عليه وسلم ودعوته للنَّاسِ كافةً..نجعَلُ اللغةَ العربيةَ صاحبةَ مكانةٍ لائقةٍ مرموقةً في كل المجالات وكما أن اللغاتِ الأجنبيةَ،لغةُ الصناعةِ والتقنيةِ والعلومِ الدنيويةِ، فتُحصرُ في نطاقِها فلماذا نكسرُ لغتَنا ونلْحنُ في كلامِنا عندما نخاطبُ عمالةً أجنبيةَ، ظنا منا أنَّ هذا التكسيرَ يُسهِّلُ على العاملِ الفهمَ،فوُجدَ لدينا لغةٌ عُمّاليّةٌ ضحلة تستحيي الأذنُ العربيةُ من سماعِها..ولو خاطبناهم بالفصحى لتعلّمنا نَحْنُ وإياهم..
إخوتي الأمم الغالبة تسعى لنشر لغتِها وإضعافِ غيرها لتُعمّمَ فهمَها وتفرضَ قوّتها من خلالها والمؤسف أنّ لغةَ القرآن والإسلام مستهدفةٌ، وبعض أهلها يتهاونون بها أو يزدرونها جهلاً وضعفاً أو بدعوى عدم مناسبتها للعصر وعقمها عن الإفهام!!
وأصبحَ بعضُهم ينظرُ إلى ثقافة الإسلام ولغته بازدراء، في تبعيّةٍ مشينةٍ تبيّنُ أن الأزمةَ أزمةَ عزّةٍ لا أزمةَ لغة،وأزمةَ ناطقين لا أزمة كلمات،فلم تضعف اللغة ولم تعجز،ولكنْ ضعُفَ أبناؤها،وقصَّر حماتُها، في نفس الوقت الذي نرى فيه إقبالاً متزايداً من غيرنا على تعلّمها وفهمِ جماليّاتها والاستمتاعِ بأدبها وعذوبةِ نثْرها وشعْرها..ويزدادُ الضعف حين يؤسَّسُ النشءُ على تجاهل لغتهم العربية فتزورُ بلداً عربياً فلا تستطيعُ إنجازَ عملِك وسياحتِك إلا بالحديث بغير لغتك ولغتهم!!بل قوائمُ الأطعمةِ والسلعِ والأسعار بلغةٍ أجنبيّة،مهنٌ للعملِ بسيطةً أصبحت بشرطِ لغةٍ أجنبيّة فرضت وجودَها حتى باتوا مُستعمَرين بلغةٍ أجنبيّةً لغةً ولباساً وثقافةً وخُلقاً.. بل رياضةً وترفيهاً..وما لم نُهيّئُ للسانِ أجيالنا حمايةً ولجمال العربيّةِ دعايةً.. فستضيعُ هُويّتنا..
أيها المسلمون..تكلموا بلغتِكُم،وغيركم سيتعلَّمُها على الوجهِ الصحيحِ، بعض شعوب العالم لا يمكنُ أن يكسِّرَ في لغتِهِ لغيره ولو كانت مستفيداً منه سياحة وبضاعة،ينطقُ بلغتِهِ،فهمتَ أم لم تفهمْ.. يعتزُّون بهُويّتهم ولغتهم ونحن لغتُنا..
وإنَّ إهمالَ المجتمعِ للغتِه يُنتجُ أجيالاً تتحدّثُ خليطَ لغاتٍ أو لهجةً عاميّةً دارجة تُفرّقُ بيننا فأصبح العربيّ من المغربِ الأقصى لا يفهمُ لغة الشامِ والجزيرة والعكسُ كذلك..ولولا حفظُ اللهِ للقرآنِ ووجودُ سنةٍ نبويةٍ لما استطاعَ العربُ فهمَ بعضِهم ولتفرّقوا أُمماً كغيرهم!!
عباد الله..لغةُ القرآنِ،وهي دينٌ وهوّيةٌ ووطنٌ وشخصيةٌ!!فاليهودُ بلا وطن خاص أحيوْا لغةً مندثرةً، لا حضارةَ لها ولا تاريخ، فأصبحت عندهم لغةُ العلم والأدب والحياة والدين..وكذلك غيرهم ونحن أولى منهم بالحفاظ على لغةٍ هي ديننا وهويتنا(وإنه لتنزيلُ رب العالمين نزلَ به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسانٍ عربيٍّ مُبين وإنه لفي زبر الأولين أولم يكن لهم آيةً أن يعلمَه علماءُ بني إسرائيل)أقول ما تسمعون..
الخطبة الثانيةُ..الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد..
إن قوّةَ اللغةَ واستمرارَها ـ بإذن الله ـ يعتمدُ على وعي الأمة وحرصٍ الأوطان على رعايتها وانتشارها،للاعتزاز بها وتربية النشئ بإيجاد مراكز التي تُقوِّيها وتقيمُ دوراتِها للنشء إضافةً للتعليم والإعلام وكذلك في البيوت نحرص على الاهتمام بها أثناء تربيتنا لأولادنا وتعزيزها لديهم وكذلك اهتمام المثقفين والأدباء والعلماء فذلك ما يُبقي للغتِنا شموخَها،مع التعاملِ مع اللغات الأجنبية ببصيرة،وحسن استفادة من غير ذوبان.. نَحْنُ بحاجةٍ للأمن اللغوي،كما الأمن الفكري، والغذائي، والمائي وضرورات الحياة، والعيش الكريم..
أيها الإخوة..اللغة العربية،محفوظةٌ بِحفظِ كتابِ اللهِ الَّذِي حفظَ وجودها..ميّزها بعنايةِ أُولِي الألباب، ملائمةٌ للعلومِ والآدابِ، عذبةُ الألفاظِ،جميلةُ المعانِي؛لغةٌ للقرآن عُجاب،(إِنَّا أَنزلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)كتابُ اللهِ المبينُ هدًى،نزلَ بهِ الرُّوحُ الأمينُ،بلسانٍ عربِيٍّ مُبينٍ،تَحدَّى اللهُ بهِ الفصحاءَ،وأفحمَ بِهِ البلغاءَ،وامتنَّ بِهِ علَى الناسِ أجمعينَ(وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ)فما أعظمها من لغةٍ حُقَّ التمسك بها ورَحِمَ اللهُ مَنْ قالَ علَى لسانِهَا، واقتبسَ مِنْ بيانِهَا، وهدى اللهُ منْ ظنَّ أنها تقصرُ عن استيعابِ مصطلحاتِ الحضارةِ فاستبدلها بلغةٍ أعجمية اللسان ظنُّوها أفضلَ للعلم والبيان..ترى ألسنتهم تعوّجُّ بالمصطلحات الأجنبية أثناء حديثهم وكأن العربية قاصرة..
وسعْتُ كتابَ اللهِ لفظاً وغايةً *** ومَا ضقْتُ عنْ آيٍ بهِ وعظاتِ
أنَا الْبَحْرُ فِي أحشَائهِ الدُّرُ كامنٌ*** فهَلْ ساءلوا الغواصَ عنْ صدفاتِي
لغةٌ،اختارَهَا اللهُ لشريعتِهِ،والاهتمامُ بِهَا أولويّة؛لتعلُّقِهَا بالكتابِ والسنَّةِ..وبالاشتغالِ بعلومِهَا أجرٌ عظيمٌ؛قالَ عمرُ بنُ الخطابِ رَضيَ اللهُ عنهُ.."تَعَلَّمُوا الْعَرَبِيَّةَ؛فَإِنَّهَا تُثَبِّتُ الْعَقْلَ، وَتَزِيدُ فِي الْمُرُوءَةِ"عرفوا فضلَ اللغةُ العربيةِ،فبذَلُوا فِي سبيلِهَا الغالِيَ والنَّفيسَ؛فكانَ مِنْهُمْ مَنْ صرَفَ هِمَّتَهُ إلَيها نَحواً وصَّرفاً وبلاغة،واعتنَوا بالشِّعرِ والنثر رِوَايةً ودرايةً. ذكر القرطبي بتفسيره عن ابنَ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهُمَا.. "إذَا سَألْتُمُونِي عَنْ غَرِيبِ الْقُرْآنِ فَالْتَمِسُوهُ فِي الشِّعْرِ، فَإِنَّ الشِّعْرَ دِيوَانُ الْعَرَبِ"علماءُ عرباً وعجماً أنفقوا أعمارَهُمْ فِي خدمةِ كتابِ اللهِ حفظاً وتفسيرًا وإعراباً، فنقلُوا القرآنَ الكريمَ بقراءاتِهِ، وضبطُوا قواعدَ اللغةِ، وكتبُوهَا فِي مؤلّفاتٍ عظيمةٍ، أفلا نتأسَّى بهم، ونُحافِظُ علَى لغتِنَا الفصحى نتعلَّمُهَا نحنُ وأبناؤُنَا، ونغرسُ فِي نفوسِ النشئِ حبَّها والاعتزازَ بِها؟ لاسيما ونحن نرى بعضهم يستهينون بها ويتخذون حروفاً أجنبيةً على صدورهم تفاخراً حتى أسماء مواليدنا اتخذها البعض أجنبيّة!!وأسماء المحلات والأكلات أجنبية في مخالفة واضحة للنظام الموضوع
أحبّتي..اللغاتُ أعظمُ شعائرِ الأممِ الَّتِي بِهَا يتميزُونَ ويتفاخرون..غيرنا يفتخر بلغته وبعضنا يزدريها بينما الواجب الحرصُ علَى إعلاءِ شأنِها بالحديث بِهَا دوماً في العلمِ والندوات والإعلام والقنوات ونظاماً لمؤسسات العلم بل والتجارات نحافظُ علَى لسانٍ عربِيٍّ مبينِ اختاره الله مُبيناً عنه في كتابه وسنة نبيّه صلى الله عليه وسلم ودعوته للنَّاسِ كافةً..نجعَلُ اللغةَ العربيةَ صاحبةَ مكانةٍ لائقةٍ مرموقةً في كل المجالات وكما أن اللغاتِ الأجنبيةَ،لغةُ الصناعةِ والتقنيةِ والعلومِ الدنيويةِ، فتُحصرُ في نطاقِها فلماذا نكسرُ لغتَنا ونلْحنُ في كلامِنا عندما نخاطبُ عمالةً أجنبيةَ، ظنا منا أنَّ هذا التكسيرَ يُسهِّلُ على العاملِ الفهمَ،فوُجدَ لدينا لغةٌ عُمّاليّةٌ ضحلة تستحيي الأذنُ العربيةُ من سماعِها..ولو خاطبناهم بالفصحى لتعلّمنا نَحْنُ وإياهم..
إخوتي الأمم الغالبة تسعى لنشر لغتِها وإضعافِ غيرها لتُعمّمَ فهمَها وتفرضَ قوّتها من خلالها والمؤسف أنّ لغةَ القرآن والإسلام مستهدفةٌ، وبعض أهلها يتهاونون بها أو يزدرونها جهلاً وضعفاً أو بدعوى عدم مناسبتها للعصر وعقمها عن الإفهام!!
وأصبحَ بعضُهم ينظرُ إلى ثقافة الإسلام ولغته بازدراء، في تبعيّةٍ مشينةٍ تبيّنُ أن الأزمةَ أزمةَ عزّةٍ لا أزمةَ لغة،وأزمةَ ناطقين لا أزمة كلمات،فلم تضعف اللغة ولم تعجز،ولكنْ ضعُفَ أبناؤها،وقصَّر حماتُها، في نفس الوقت الذي نرى فيه إقبالاً متزايداً من غيرنا على تعلّمها وفهمِ جماليّاتها والاستمتاعِ بأدبها وعذوبةِ نثْرها وشعْرها..ويزدادُ الضعف حين يؤسَّسُ النشءُ على تجاهل لغتهم العربية فتزورُ بلداً عربياً فلا تستطيعُ إنجازَ عملِك وسياحتِك إلا بالحديث بغير لغتك ولغتهم!!بل قوائمُ الأطعمةِ والسلعِ والأسعار بلغةٍ أجنبيّة،مهنٌ للعملِ بسيطةً أصبحت بشرطِ لغةٍ أجنبيّة فرضت وجودَها حتى باتوا مُستعمَرين بلغةٍ أجنبيّةً لغةً ولباساً وثقافةً وخُلقاً.. بل رياضةً وترفيهاً..وما لم نُهيّئُ للسانِ أجيالنا حمايةً ولجمال العربيّةِ دعايةً.. فستضيعُ هُويّتنا..
أيها المسلمون..تكلموا بلغتِكُم،وغيركم سيتعلَّمُها على الوجهِ الصحيحِ، بعض شعوب العالم لا يمكنُ أن يكسِّرَ في لغتِهِ لغيره ولو كانت مستفيداً منه سياحة وبضاعة،ينطقُ بلغتِهِ،فهمتَ أم لم تفهمْ.. يعتزُّون بهُويّتهم ولغتهم ونحن لغتُنا..
وإنَّ إهمالَ المجتمعِ للغتِه يُنتجُ أجيالاً تتحدّثُ خليطَ لغاتٍ أو لهجةً عاميّةً دارجة تُفرّقُ بيننا فأصبح العربيّ من المغربِ الأقصى لا يفهمُ لغة الشامِ والجزيرة والعكسُ كذلك..ولولا حفظُ اللهِ للقرآنِ ووجودُ سنةٍ نبويةٍ لما استطاعَ العربُ فهمَ بعضِهم ولتفرّقوا أُمماً كغيرهم!!
عباد الله..لغةُ القرآنِ،وهي دينٌ وهوّيةٌ ووطنٌ وشخصيةٌ!!فاليهودُ بلا وطن خاص أحيوْا لغةً مندثرةً، لا حضارةَ لها ولا تاريخ، فأصبحت عندهم لغةُ العلم والأدب والحياة والدين..وكذلك غيرهم ونحن أولى منهم بالحفاظ على لغةٍ هي ديننا وهويتنا(وإنه لتنزيلُ رب العالمين نزلَ به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسانٍ عربيٍّ مُبين وإنه لفي زبر الأولين أولم يكن لهم آيةً أن يعلمَه علماءُ بني إسرائيل)أقول ما تسمعون..
الخطبة الثانيةُ..الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد..
إن قوّةَ اللغةَ واستمرارَها ـ بإذن الله ـ يعتمدُ على وعي الأمة وحرصٍ الأوطان على رعايتها وانتشارها،للاعتزاز بها وتربية النشئ بإيجاد مراكز التي تُقوِّيها وتقيمُ دوراتِها للنشء إضافةً للتعليم والإعلام وكذلك في البيوت نحرص على الاهتمام بها أثناء تربيتنا لأولادنا وتعزيزها لديهم وكذلك اهتمام المثقفين والأدباء والعلماء فذلك ما يُبقي للغتِنا شموخَها،مع التعاملِ مع اللغات الأجنبية ببصيرة،وحسن استفادة من غير ذوبان.. نَحْنُ بحاجةٍ للأمن اللغوي،كما الأمن الفكري، والغذائي، والمائي وضرورات الحياة، والعيش الكريم..