الحمدُ للهِ على نعمة الإسلام،وأَشهدُ أنَّ لا إلهِ إلا الله وحدهُ لا شريكَ لهُ السلام وأشهدُ أن سيدنا محمداً عبدهُ ورسولهُ سيدُ الأنامِ صلى الله عليه و على آله وأصحابهِ الأعلام وسَلَمَ تسليماً.. أما بعد..فاتقوا الله عباد الله..واعلموا أنّ الله وجَّه المسلم للمحافظةِ على وعيه،وشددَّ على صيانةِ العقلِ وحمايتهِ مِمّا يُخِلُّ بِه..فهو مناط التكليف ومعرفة الخطأ من الصواب،ليسَهُلَ عليهِ القيامُ بما كُلِّفَ بِه،أما إذا أَهمَلَهُ وضَّيعه واسَتَعمَلَهُ فيما لا يَنفعُهُ فانحرافَهُ عن جادةِ الصوابِ قريبٌ،ووقوعَهُ في مزالقِ الرذيلةِ وشيكْ..والعبثُ بالعَقلِ وإفسادُهِ جريمةٌ تُوصِلُ لأَفظَعِ الجرائِم..فمن يتوقّع ولداً يتعدى على أبيهِ بالضربِ وآخرُ على نقودِ أمِّه فتمنعهُ فَيضربُها فتموتُ داعيةً عليه شاكيةً عقوقَه لربِّها..شبابٌ يموتونَ في دوراتِ المياهِ في غُرفِ الفنادقِ لوحدهم ..أو يتقاتلون بينهم أو يُثقِلونَ كَواهِلَ أُسَرِهِم خاصةً إذا احتاجوا إلى جرعة مخدرات وأيام بالامتحانات يكثر فيها ترويجها استغلال للبنين والبنات.. وغيرِ ذلكَ من قضايا ما كنا نتوقّعُها وذلكَ حينَ تَزولُ مكانةُ الأبِ وتهونُ كرامةُ الأمُ وتُنتهك المحارمُ والأعراض..ولكن لا تستغربوا وجودها مع آفةٍ عظيمةٍ كالمخدراتِ والمُسكِراتِ بهذا الانتشارِ..مما يُبيّن أن المخدرات طريقٌ لفعل محظورات ومحرمات تصل لضرب الوالدين طلباً للمال..وإفسادٌ للأمن والعيال..وقَصَصٌ ومآسي توضّح هذا الحال..نحن بالذات نواجه إرهاباً للمخدرات بكمياتها وترويجها وإدمانها ينبغي ألا نتهاون به..
عباد الله..المُسكراتُ والمخدراتُ تُغطِّي العَقلَ وتحجِبهُ عن أداءِ واجبهِ وتُوقعه بالخطر من زنا وشذوذ وقتل وإفساد بسببها ولذلك حرّمها الله سماها رجساً(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
مُسوّقةٌ للفساد والإجرام وتجلبُ المال الحرام..الشيطان وأتباعه حريصون على تسويقها ونشرها ليستفيدوا فساداً ومالاً في العالم ونحن مستهدفون بها وهي آفة تُدمّر المجتمع دينيَّاً وأخلاقيّاً وأمناً واقتصاداً،فكم مزَّقت من صِلاتٍ وعلاقات وفرقت من أُخُوَّةٍ وصداقاتٍ،شتَّتتَ أُسرًا وجماعاتٍ،وأَشعلت أَحقَادًا وعداواتٍ(إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ)لقد ضَجّت البيوت بالشكوى منها ودوائرُ الأمن من ضررها واصطلى بنارِها من تَعَاطَاهَا، وأحالت حياتَه ومن معه جحيمًا لا يُطاق، فوالدٌ يَشكي وأمٌّ تبكي وزوجةٌ حيرى وأَولادُ تائهونَ في ضيعةٍ كبرى، ومن عوفي فليحمدِ الله..وهي تُفسدُ العَقلَ وتَجِلبُ الوساوسَ والهمومَ وأمراضًا عقليّةً وعضويّة ليسَ لها شفاءٌ، وتُردي صاحبَها أَسوَأ المهالك للحصول عليها،تفكّكتِ الأسَرُ من أَثرها،وتفشّتِ الجرائِمُ بَسبَبِها،ومع غَلائِها فمُروِّجُها أفَقَرُ الناسِ وأتعَسُهِم حَالاً،وأسوأهم خاتمة..أمّا مُتعاطِيها فلا تَزالُ تَستَنزِفُ مَالَهُ..فيضيقُ بالنفقةِ الواجبةِ على عياله،بل تُصبحُ أُسرتُه على الناس عَالةً، وربّما بفرّط بعِرضَه مقابلَ جُرعَةِ مخدّرٍ..فهل من قلوبٍ تَعي أو عقولٍ تُفكّر..فَقدٌ للدينِ والخلق وضياعٌ للإيمانِ والمال، قال صلى الله عليه وسلم(ولا يشربُ الخَمرَ حينَ يَشربُها وهو مؤمن)متفق عليه
أخي الشاب..قد تبدأ المخدرات والمسكرات بالتدخين أو بقولهم تعال نُجرّب في سفرٍ أو حضر مع رفقةِ سوءٍ تنتهي بك لإدمانها وعدم التخلص منها!! واسألوا من وقع بها كيف أدّت به للهاوية..فقد يَسرقُ أو يَختَلِسُ،ويتخلى عن جميعِ القيمِ والأخلاقِ ليحصلَ عليها إلى أن تَضعُفَ قِواهُ، فيصبحُ غيرَ قادرٍ على العملِ فيكونُ عالةً على أُسرتِه ومُجتَمَعِه،وفريسةً سهلةً لمن يَتربصُ بِه الدوائر..وحجم انتشارها وضررها في تنميةِ المجتمعات وتقدُمِ الدول كبير..هي عِبءٌ ثَقيلٌ على الأُمةِ وأمنها..إهدارٌ لطاقاتِ أفرادها حتى الأطفال لم يسلموا منها،فانظروا للأرقام وإحصائياتها..عدد من يتعاطاها بالعالم مائتان وتسعة وستون مليوناً..واحد من كل عشرين شخص..ووفياتها سنوياً مائتا ألف..تكلفة مكافحتها والتوعية والعلاج عنها ستمائة مليار سنويا،تجارتها تتجاوز 8% من مجموع تجارة العالم..من أَسبابِ انتشارِها المخدرات وتَعاطَيها ضعفُ الوازعِ الديني والتوجيهِ الإسلامي الصحيحِ..توفر المادة والترف والفراغ يُؤدّيّ بصاحبهِ لكُلِّ شرٍ..مع غيابِ برامجَ مناسبة للشباب توجّههم وتشغلُ أوقاتهم!!وفي نفس الوقت هناك قنوات إعلامية تروج وتساهم بانتشار هذه الآفة عبر الأفلام والمسلسلات..
انتشرت المخدرات لعدمِ وعي كثيرين بِها وضعفِ توعيةِ الناسِ عنها وقنواتٌ فاسدة تعِرضُها بأساليبَ مغريةٍ في الأفلامِ والمسَلسَلاتِ كسبب للمتعة والسعادة في غَفلَةٍ من عينِ الرقيبِ والأب والأسرة..مجتمعُنا بالسعودية كمجتمع مُحافظ مُستهدف أثبتت الإحصاءات هنا أن (70%) من متعاطي المخدرات هم أقل من 25 سنة أما نسبة الـ 20% الخاصة بالإناث، فقد شكلت الحالات التي لم تتجاوز الخامسة عشر من عمرها وتستقبل مستشفيات الأمل في الرياض أكثر من 600 حالة أسبوعياً للعلاج من ضمنهم نساء.
كمياتٌ هائلة تدخل لبلادنا تبيّن لك أنه خطر بعشرات آلاف المتهمين ممن يجلبُ ألأطنان منها فخلال الأربعة الأشهر الأولى فقط من عام 1441هـ قُبض على ما يتجاوز قيمته عشرة ملايين وخمسمائة ألف ريال مما يبين لك خطرها العظيم وبالمناسبة هناك تصريحات رسمية أن ما يقبض فقط هو ثلث ما يدخل لهذه البلاد مما يبين لنا أننا مستهدفون عدد المدمنين تجاوز مائة وخمسون ألفاً فنحن أحبتي أمام مشكلة كبرى أمام هذه المعضلة تستهدفنا نحن بالذات تحتاج إلى وازع ديني وتوعية وأمن..ونحن نشكر وندعو بالتوفيقِ لرجالِ مُكَافَحَةِ المُخَدَراتِ والجمارك والحدود وهيئةِ الأمرِ بالمعروفِ والنهيّ عن المنكرِ،ومن شاركهم،ممن يقف بِجديةٍ وتضحيةٍ بالجهدِ والدمِ لمحاربةِ هذا الداءِ العظيم،يحاربونَ انتشارَه عندنا،داعين الله بِحفظِهِم،وأنّ يجعلَ ذلكَ في ميزانِ حسناتِهم.. كمياتٌ ضخمةٌ يقبضونها كانت ستذهب لدماء شبابنا وأسرنا!! لكننا نتساءَلُ عَمَنَ يَدعَمُها ويُورِدُهَا ليُفسِدَ بِها بلادنا فقد ثبت وجوّد دول ومنظمات من ضمنها إيران الرافضة وأحزابها تستهدفنا بالذات مع غيرهم..وهناك إخوتي آفةٌ أخرى هي التدخين ينبغي مكافحتها والتحذير منها فهناك مقولة تقول أن كل مدمن مخدرات هو بالأصل مدخن وإحصاءات التدخين العالمية والمحليّة مهولة نحن الرابع عالمياً بالتدخين في المملكة وتفاقمت المشكلة وتزايدت حيث تحتل المرتبة الرابعة عالمياً من حيث عدد المدخنين يتجاوز 10 ملايين مواطن ومقيم، هذا بخلاف مدخني المعسل والشيشة، حيث يقدر معدل الإنفاق بالمملكة 15مليار سنوياً 60% منهم رجال و20% نساء وكذلك الباقي أطفال!! أنا أورد الإحصاءات حتى نتبين هذه المشكلة وحجمها عندنا سبعون ألفاً يموتون سنوياً من التدخين تدخين المعسِّل الذي يعادل بالمرة الواحدة 15 سيجارة ويُسوق مع الأسف بالمحلات والمطاعم كترفيه ويُغرى بهنِّ النساء..الآن تسمع أنه يستخدم في المخيمات وغيرها..
أحبتي..لكل شيء علاج!فأدعو من ابتلي بهذه الآفة أو من له قريبٌ أوصديقٌ يمارسها، للعزْمِ على علاجها والتعافي منها ممكن بالابتعاد عن الأسبابِ المؤديةِ إليها،أبوابُ مستشفياتِ الأملِ في بلادِنا مَفْتوحَةٌ لعلاجهم وبالمجان ،هناك رقم مخصص وهو 1955 تتصل به فيعطيك المعلومات ويعينك بكلّ سريّة وبعيداً عن المساءلة لتُشفى..أو يتصل به الأهل لتجنيبه الأذى..هذا تعاون على الخير وأداءٌ للأمانةِ التي وضعها اللهُ في أعناقنا نسألُ اللهَ الإعانةَ عليها وأن يحفظ أولادنا وشبابنا من كل سوء..كما أننا نُطالب بتطوير هذه المستشفيات وزيادة قدرتها وكذلك جمعيّات خيريّة لمكافحة الإدمان نتساءل أين أهل الخير عن دعمها؟!وقد استبشرنا ولله الحمد بافتتاح جمعية نقاء عندنا هنا لمكافحة المخدرات والتدخين نسأل الله أن يُتمّم جهودهم وينفع بهم ويُيسّر أهل الخير لدعمهم..وهذا من أعظم النفع.. قال صلى الله عليه وسلم(خير الناس أنفعهم للناس)أقول قولي ..
الخطبة الثانية
الحمد لله و حده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده وبعد ..فاتقوا الله...
لنَنَتَبِهَ كآباءَ وأُسَر لأَولادِنا مِن آفة المخدرات بتَوعيتِهم بأضرارِها ومعَرِفَةِ أساليبِ الإيقاعِ بِها فهناك مسؤوليةٌ كبرى على جِهَاتِ الأمنِ والإِعلامِ والتعليم بالتوعيةِ ومحاربتها ..هناك أماكن وأوقات وأسباب لانتشارها في المقاهي والاستراحات العامّة والبراري وأيام الامتحانات والإجازات..وللوقوع بهاويتها علامات..مثل كثرة السفرِ والسهر خارج المنزل وتقلّب التصرفات وسرعة الغضب ينبغي الانتباهُ إليها من أولها وذلك لعلاجها من غيرِ تَشَدُدٍ ولا وسوسةٍ زائدة قد تنفّر البعض ..
انتبهوا إخوتي أيامَ الامتحاناتِ حيثُ يعملُ المروجونَ للمخدراتِ على نَشرِ و بيعِ الحبوبِ المنَبِّهةِ بإيهام الطلبة بفائدتها..واحذروا ثم احذروا أيها الآباء الغَفلَةَ فكثيرٌ مِن مَشَاكِل مُجتَمعنا وبيوتنا تحدث من غَفلةِ أولياءِ أمورِ وانشغالهِم..انظروا مثلاً للنساء يحدثني أحد المشائخ الفضلاء عن وقوع كثير من النساء بوقوع كثير من النساء بإغراءات ما يسمى بالنسويات الالتي يغرين البنات بالتمرد على أولياء أمورهن كل هذه جاءت من غفلة أولياء الأمور عن فينبغي أن ننتبه أيها ألأحبة.. بعضُ الآباءِ يستَهتِرُ بأمانَةِ أُسرَتِهِ وأَخَلاقِهِم ولباسِهِم وكيفيةِ قَضَاءِ أوقاتِهِم ورِفَقَتِهِم حتى تحدث مشكلة ولات حين مندم! وإن مُواجهةَ الآفاتِ الخطيرة التي تَضُرُ البلادَ والعبادَ بتوفيق الله ثم بتكاتف الجميع حُكُومَةً وشَعباً وأسراً ومَساجدَ وإِعَلاماً وتعليماً للقضاءِ عليها فالعالمُ كُلَّه يشتكي من هذهِ الآفات ونَحنُ المسلمونَ أولى أن نَكونَ سباقينَ في القضاءِ عليها وإيجادِ الأحكامِ الرادعةِ لمرتكبيها وللعلاج للواقعين بها..
نسأل اللهَ أن يحمي شبابَ المسلمينَ ونساءَهم من كل سوءٍ وآفةٍ ومكروهٍ وأن يهدي ضالهم ويوفقَ رجالَ أمننا لمكافحةِ كل شرٍ وخطر وأن ينصر جنودنا ويحميهم ويوفق ولاة أمرنا للهدى والصواب وأن يكفي بلادنا وبلاد المسلمين الشرور والفتن ما ظهر منها وما بطن..اللهم كن لإخواننا المستضعفين في بلاد المسلمين..احفظ عليهم دينهم وأهلهم وولدهم وأعراضهم وردّهم لأرضهم سالمين غانمين.. يارب العالمين..الاستغاثة
عباد الله..المُسكراتُ والمخدراتُ تُغطِّي العَقلَ وتحجِبهُ عن أداءِ واجبهِ وتُوقعه بالخطر من زنا وشذوذ وقتل وإفساد بسببها ولذلك حرّمها الله سماها رجساً(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
مُسوّقةٌ للفساد والإجرام وتجلبُ المال الحرام..الشيطان وأتباعه حريصون على تسويقها ونشرها ليستفيدوا فساداً ومالاً في العالم ونحن مستهدفون بها وهي آفة تُدمّر المجتمع دينيَّاً وأخلاقيّاً وأمناً واقتصاداً،فكم مزَّقت من صِلاتٍ وعلاقات وفرقت من أُخُوَّةٍ وصداقاتٍ،شتَّتتَ أُسرًا وجماعاتٍ،وأَشعلت أَحقَادًا وعداواتٍ(إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ)لقد ضَجّت البيوت بالشكوى منها ودوائرُ الأمن من ضررها واصطلى بنارِها من تَعَاطَاهَا، وأحالت حياتَه ومن معه جحيمًا لا يُطاق، فوالدٌ يَشكي وأمٌّ تبكي وزوجةٌ حيرى وأَولادُ تائهونَ في ضيعةٍ كبرى، ومن عوفي فليحمدِ الله..وهي تُفسدُ العَقلَ وتَجِلبُ الوساوسَ والهمومَ وأمراضًا عقليّةً وعضويّة ليسَ لها شفاءٌ، وتُردي صاحبَها أَسوَأ المهالك للحصول عليها،تفكّكتِ الأسَرُ من أَثرها،وتفشّتِ الجرائِمُ بَسبَبِها،ومع غَلائِها فمُروِّجُها أفَقَرُ الناسِ وأتعَسُهِم حَالاً،وأسوأهم خاتمة..أمّا مُتعاطِيها فلا تَزالُ تَستَنزِفُ مَالَهُ..فيضيقُ بالنفقةِ الواجبةِ على عياله،بل تُصبحُ أُسرتُه على الناس عَالةً، وربّما بفرّط بعِرضَه مقابلَ جُرعَةِ مخدّرٍ..فهل من قلوبٍ تَعي أو عقولٍ تُفكّر..فَقدٌ للدينِ والخلق وضياعٌ للإيمانِ والمال، قال صلى الله عليه وسلم(ولا يشربُ الخَمرَ حينَ يَشربُها وهو مؤمن)متفق عليه
أخي الشاب..قد تبدأ المخدرات والمسكرات بالتدخين أو بقولهم تعال نُجرّب في سفرٍ أو حضر مع رفقةِ سوءٍ تنتهي بك لإدمانها وعدم التخلص منها!! واسألوا من وقع بها كيف أدّت به للهاوية..فقد يَسرقُ أو يَختَلِسُ،ويتخلى عن جميعِ القيمِ والأخلاقِ ليحصلَ عليها إلى أن تَضعُفَ قِواهُ، فيصبحُ غيرَ قادرٍ على العملِ فيكونُ عالةً على أُسرتِه ومُجتَمَعِه،وفريسةً سهلةً لمن يَتربصُ بِه الدوائر..وحجم انتشارها وضررها في تنميةِ المجتمعات وتقدُمِ الدول كبير..هي عِبءٌ ثَقيلٌ على الأُمةِ وأمنها..إهدارٌ لطاقاتِ أفرادها حتى الأطفال لم يسلموا منها،فانظروا للأرقام وإحصائياتها..عدد من يتعاطاها بالعالم مائتان وتسعة وستون مليوناً..واحد من كل عشرين شخص..ووفياتها سنوياً مائتا ألف..تكلفة مكافحتها والتوعية والعلاج عنها ستمائة مليار سنويا،تجارتها تتجاوز 8% من مجموع تجارة العالم..من أَسبابِ انتشارِها المخدرات وتَعاطَيها ضعفُ الوازعِ الديني والتوجيهِ الإسلامي الصحيحِ..توفر المادة والترف والفراغ يُؤدّيّ بصاحبهِ لكُلِّ شرٍ..مع غيابِ برامجَ مناسبة للشباب توجّههم وتشغلُ أوقاتهم!!وفي نفس الوقت هناك قنوات إعلامية تروج وتساهم بانتشار هذه الآفة عبر الأفلام والمسلسلات..
انتشرت المخدرات لعدمِ وعي كثيرين بِها وضعفِ توعيةِ الناسِ عنها وقنواتٌ فاسدة تعِرضُها بأساليبَ مغريةٍ في الأفلامِ والمسَلسَلاتِ كسبب للمتعة والسعادة في غَفلَةٍ من عينِ الرقيبِ والأب والأسرة..مجتمعُنا بالسعودية كمجتمع مُحافظ مُستهدف أثبتت الإحصاءات هنا أن (70%) من متعاطي المخدرات هم أقل من 25 سنة أما نسبة الـ 20% الخاصة بالإناث، فقد شكلت الحالات التي لم تتجاوز الخامسة عشر من عمرها وتستقبل مستشفيات الأمل في الرياض أكثر من 600 حالة أسبوعياً للعلاج من ضمنهم نساء.
كمياتٌ هائلة تدخل لبلادنا تبيّن لك أنه خطر بعشرات آلاف المتهمين ممن يجلبُ ألأطنان منها فخلال الأربعة الأشهر الأولى فقط من عام 1441هـ قُبض على ما يتجاوز قيمته عشرة ملايين وخمسمائة ألف ريال مما يبين لك خطرها العظيم وبالمناسبة هناك تصريحات رسمية أن ما يقبض فقط هو ثلث ما يدخل لهذه البلاد مما يبين لنا أننا مستهدفون عدد المدمنين تجاوز مائة وخمسون ألفاً فنحن أحبتي أمام مشكلة كبرى أمام هذه المعضلة تستهدفنا نحن بالذات تحتاج إلى وازع ديني وتوعية وأمن..ونحن نشكر وندعو بالتوفيقِ لرجالِ مُكَافَحَةِ المُخَدَراتِ والجمارك والحدود وهيئةِ الأمرِ بالمعروفِ والنهيّ عن المنكرِ،ومن شاركهم،ممن يقف بِجديةٍ وتضحيةٍ بالجهدِ والدمِ لمحاربةِ هذا الداءِ العظيم،يحاربونَ انتشارَه عندنا،داعين الله بِحفظِهِم،وأنّ يجعلَ ذلكَ في ميزانِ حسناتِهم.. كمياتٌ ضخمةٌ يقبضونها كانت ستذهب لدماء شبابنا وأسرنا!! لكننا نتساءَلُ عَمَنَ يَدعَمُها ويُورِدُهَا ليُفسِدَ بِها بلادنا فقد ثبت وجوّد دول ومنظمات من ضمنها إيران الرافضة وأحزابها تستهدفنا بالذات مع غيرهم..وهناك إخوتي آفةٌ أخرى هي التدخين ينبغي مكافحتها والتحذير منها فهناك مقولة تقول أن كل مدمن مخدرات هو بالأصل مدخن وإحصاءات التدخين العالمية والمحليّة مهولة نحن الرابع عالمياً بالتدخين في المملكة وتفاقمت المشكلة وتزايدت حيث تحتل المرتبة الرابعة عالمياً من حيث عدد المدخنين يتجاوز 10 ملايين مواطن ومقيم، هذا بخلاف مدخني المعسل والشيشة، حيث يقدر معدل الإنفاق بالمملكة 15مليار سنوياً 60% منهم رجال و20% نساء وكذلك الباقي أطفال!! أنا أورد الإحصاءات حتى نتبين هذه المشكلة وحجمها عندنا سبعون ألفاً يموتون سنوياً من التدخين تدخين المعسِّل الذي يعادل بالمرة الواحدة 15 سيجارة ويُسوق مع الأسف بالمحلات والمطاعم كترفيه ويُغرى بهنِّ النساء..الآن تسمع أنه يستخدم في المخيمات وغيرها..
أحبتي..لكل شيء علاج!فأدعو من ابتلي بهذه الآفة أو من له قريبٌ أوصديقٌ يمارسها، للعزْمِ على علاجها والتعافي منها ممكن بالابتعاد عن الأسبابِ المؤديةِ إليها،أبوابُ مستشفياتِ الأملِ في بلادِنا مَفْتوحَةٌ لعلاجهم وبالمجان ،هناك رقم مخصص وهو 1955 تتصل به فيعطيك المعلومات ويعينك بكلّ سريّة وبعيداً عن المساءلة لتُشفى..أو يتصل به الأهل لتجنيبه الأذى..هذا تعاون على الخير وأداءٌ للأمانةِ التي وضعها اللهُ في أعناقنا نسألُ اللهَ الإعانةَ عليها وأن يحفظ أولادنا وشبابنا من كل سوء..كما أننا نُطالب بتطوير هذه المستشفيات وزيادة قدرتها وكذلك جمعيّات خيريّة لمكافحة الإدمان نتساءل أين أهل الخير عن دعمها؟!وقد استبشرنا ولله الحمد بافتتاح جمعية نقاء عندنا هنا لمكافحة المخدرات والتدخين نسأل الله أن يُتمّم جهودهم وينفع بهم ويُيسّر أهل الخير لدعمهم..وهذا من أعظم النفع.. قال صلى الله عليه وسلم(خير الناس أنفعهم للناس)أقول قولي ..
الخطبة الثانية
الحمد لله و حده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده وبعد ..فاتقوا الله...
لنَنَتَبِهَ كآباءَ وأُسَر لأَولادِنا مِن آفة المخدرات بتَوعيتِهم بأضرارِها ومعَرِفَةِ أساليبِ الإيقاعِ بِها فهناك مسؤوليةٌ كبرى على جِهَاتِ الأمنِ والإِعلامِ والتعليم بالتوعيةِ ومحاربتها ..هناك أماكن وأوقات وأسباب لانتشارها في المقاهي والاستراحات العامّة والبراري وأيام الامتحانات والإجازات..وللوقوع بهاويتها علامات..مثل كثرة السفرِ والسهر خارج المنزل وتقلّب التصرفات وسرعة الغضب ينبغي الانتباهُ إليها من أولها وذلك لعلاجها من غيرِ تَشَدُدٍ ولا وسوسةٍ زائدة قد تنفّر البعض ..
انتبهوا إخوتي أيامَ الامتحاناتِ حيثُ يعملُ المروجونَ للمخدراتِ على نَشرِ و بيعِ الحبوبِ المنَبِّهةِ بإيهام الطلبة بفائدتها..واحذروا ثم احذروا أيها الآباء الغَفلَةَ فكثيرٌ مِن مَشَاكِل مُجتَمعنا وبيوتنا تحدث من غَفلةِ أولياءِ أمورِ وانشغالهِم..انظروا مثلاً للنساء يحدثني أحد المشائخ الفضلاء عن وقوع كثير من النساء بوقوع كثير من النساء بإغراءات ما يسمى بالنسويات الالتي يغرين البنات بالتمرد على أولياء أمورهن كل هذه جاءت من غفلة أولياء الأمور عن فينبغي أن ننتبه أيها ألأحبة.. بعضُ الآباءِ يستَهتِرُ بأمانَةِ أُسرَتِهِ وأَخَلاقِهِم ولباسِهِم وكيفيةِ قَضَاءِ أوقاتِهِم ورِفَقَتِهِم حتى تحدث مشكلة ولات حين مندم! وإن مُواجهةَ الآفاتِ الخطيرة التي تَضُرُ البلادَ والعبادَ بتوفيق الله ثم بتكاتف الجميع حُكُومَةً وشَعباً وأسراً ومَساجدَ وإِعَلاماً وتعليماً للقضاءِ عليها فالعالمُ كُلَّه يشتكي من هذهِ الآفات ونَحنُ المسلمونَ أولى أن نَكونَ سباقينَ في القضاءِ عليها وإيجادِ الأحكامِ الرادعةِ لمرتكبيها وللعلاج للواقعين بها..
نسأل اللهَ أن يحمي شبابَ المسلمينَ ونساءَهم من كل سوءٍ وآفةٍ ومكروهٍ وأن يهدي ضالهم ويوفقَ رجالَ أمننا لمكافحةِ كل شرٍ وخطر وأن ينصر جنودنا ويحميهم ويوفق ولاة أمرنا للهدى والصواب وأن يكفي بلادنا وبلاد المسلمين الشرور والفتن ما ظهر منها وما بطن..اللهم كن لإخواننا المستضعفين في بلاد المسلمين..احفظ عليهم دينهم وأهلهم وولدهم وأعراضهم وردّهم لأرضهم سالمين غانمين.. يارب العالمين..الاستغاثة