الحمد لله شمل الأنام بواسع رحمته،وببالغ حكمته،وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الصادقُ في عبوديَّته صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحابته وسلم تسليماً..أما بعد فاتقوا الله عباد الله ..
ميزانُ العدلِ تحترمُه الأُمم، وتقيمُ له الضمانات، ليَرسخَ ويستقرَّ..فبه حياةُ الإنسان..والحضاراتُ الإنسانية لا تعتز إلا حينَ يعلو العدلُ تاجَها.ولذلك تواطأت على حُسنه الشرائعُ الإلهية،والعقولُ الحكيمة،والفطرُ السويَّة فهو دِعامةُ بقاءِ الأمم،ومستقرُّ أساساتِ الدول،وباسطُ ظلال الأمن،وغايةُ الرسالات السماوية(لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِٱلْبَيّنَـٰتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلْقِسْطِ)ارتبط العدْلُ بخلْلقِ الأكوان(والسماءَ رفعها ووضعَ المِيزان)بالعدلِ قامت السموات والأرض،وللظلمِ يهتزُّ عرشُ الرحمن.العدل جامعُ الكلمة،ومؤلفُ القلوب.إذا قام في البلاد عمَّر،وإذا ارتفع عن الديار دمَّر..حكم عمر بن عبد العزيز سنتين فسطَّرَ التاريخُ عَدْلَه. في أجواءِ العدلِ الناسُ في الحق سواءٌ لا تمايزَ بينهم ولا تفاضل..بالعدل يشتدُّ أزرُ الضعيف ويقوى رجاؤه،وبه يهون أمرُ القويِّ وينقطعُ طمعُه(لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ)والإسلامُ دينُ حقٍّ وعدلٍ ووسط،وأمَّتُه قوَّامةٌ على الأمم في الدنيا،شاهدةٌ عليهم في الآخرة،خيرُ أمةٍ أخرجت للناس،يهدون بالحق وبه يعدلون..وأمِروا بالعدل(إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ ٱلامَـٰنَـٰتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ ٱلنَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِٱلْعَدْلِ)(يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِٱلْقِسْطِ شُهَدَاء للَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ ٱلْوٰلِدَيْنِ وَٱلاْقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَٱللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً)فالوعيدُ والتهديدُ لمن أعرضَ عن إقامة العدل فبدونه لا تستقيمُ حياة،وبه يَسعدُ الراعي والرعية، وتُعَمرُ الأسبابُ الدنيوية،بالعدْلِ نحاربُ الفساد ونُقيم الإصلاح،وبدونه خرابُ الديار،وفتحُ أبوابِ الفتن،وحصولِ العداواتِ والبغضاء،ولايهنأ بالعيش من يحترقُ كمَداً من ظلمٍ أصابه. وكيف ينام قرير العينِ من غُصبَ له مالٌ أو خُدع في تجارة؟وكيف يَستقِرُّ عاملٌ مسكين تغرَّبَ عن بلده وكفيلُه سلَبهُ حقَّه ويُضيِّقُ عليه في رزقه؟
إقامةُ العدلِ في الأرض من أهدافِ الرسل وصريحِ الكتبِ،ولا أعدلَ ولا أصدقَ ولا أوفى من عدلِ شريعةِ الله فهي مبنيةٌ على المصالحِ العامة وبعيدةٌ عن الأهواء..لمصالحِ البشرِ كلِّهم(فَلِذَلِكَ فَٱدْعُ وَٱسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَقُلْ ءامَنتُ بِمَا أَنزَلَ ٱللَّهُ مِن كِتَـٰبٍ وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ٱللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَـٰلُنَا وَلَكُمْ أَعْمَـٰلُكُمْ لاَ حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ٱللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ)فالإسلامُ صدقٌ كلُّه عقيدتُه وحُكْمُه(وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدّلِ لِكَلِمَـٰتِهِ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ)عدلُ الإسلام شاملٌ يسَعُ المسلمَ وغيرَه، والقريبَ والغريب..والقويَّ والضعيفَ..عدلٌ يُنظِّمُ الحياةَ في دولةً وقضاءً،والراعي والرعية والأولاد والأهلين عدل في حقِّ الله،وفي حقوق العباد في الأبدان والأموال،والأقوال والأعمال عدلٌ في العطاء والمنع، والأكل والشرب،يُحقُّ الحقَّ ويمنعُ البغيَ في الأرض ولدى البشر وعكسُ ذلك كلِّه الظلم. قال صلى الله عليه وسلم..(ما من أحد يكون على شيء من أمور هذه الأمة فلم يعدل فيهم إلا كبَّه الله في النار)أخرجه الحاكم..
وأَهمُّ العدل ما يكونُ في حقِّ الله سبحانه في توحيدِه وعبادته،وإخلاصِ الدينِ له كما شرعَ خُضوعًا وتذلُّلاً ورضاً بحكمِه وقدَرهِ، وإيماناً بأسمائِه وصفاته..وأظلمُ الظلمِ الشركُ بالله عز وجل بأن تجعلَ لله ندًا وهو خلقك. ثم عدلٌ في حقوق العباد تُؤدَّى كاملةً موفورةً..قال صلى الله عليه وسلم..(إن المقسطين عند الله على منابرَ من نورٍ عن يمينِ الرحمن-وكلتا يديه يمين-الذين يعدلون في حُكمهم وفي أهلهم وما ولَوا)أخرجه مسلم، ومَنْ وليَ مِن أمرِ المسلمين شيئاً عليه أن يُقيمَ العدلَ في الناس..والدينَ في الحُكم والإصلاح في النظام والمال.. العدلُ إنصافٌ للمظلوم،ونصرةٌ للمهضوم،وردعٌ للظلوم (وإن حدًا من حدودِ الله يقَامُ في الأرض خيرٌ من أن تُمطروا أربعين صباحًا..)وقال صلى الله عليه وسلم..(أهل الجنة ثلاثة..ذو سلطان مقسطٌ مُتَصدقٌ موفَّق،ورجلٌ رحيمٌ رقيقُ القلب لكلِّ ذي قربى،ومسلمٌ عفيفٌ مُتعفِّفٌ ذُو عيال)والإمامُ العادلُ مع سبعةٍ يُظلُّهم اللهُ في ظلهِ يومَ لا ظلَّ إلا ظلُّه..قال ابن تيمية رحمه الله..[إن أمورَ الناس تستقيمُ في الدنيا مع العدل..وإن الله يُقِيمُ الدولةَ العادلة ولو كانت كافرة,ولا يقيم الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة] ونزاهةُ القضاءِ مهمَّةٌ ليطمئنَّ صاحبُ الحق ويشعرَ بالأمان في أروقة المحاكم،ولأن يخطئَ القاضي في العفوِ خَيرٌ من أن يُخطئَ في العقوبة والقاضي العادلُ يواسِي الناسَ بِلحظهِ ولفظهِ،وفي وَجههِ ومَجلسهِ،لا يَطمعُ شريفٌ في حَيفهِ،وَلا ييأسُ ضَعيفٌ من عَدلهِ،لا يَميلُ مَع هوىً،ولا يتأثرُ بودٍّ،ولا ينفعلُ مع بُغض،لا تتبدل التعاملاتِ عندَهُ مُجَاراةً لهوىً أو مكانة..قال صلى الله عليه وسلم..(إن الله مع القاضي ما لم يجُر فإذا جار تخلى الله عنه ولزمه الشيطان)أخرجه الترمذي..والدولُ العادلةُ تحترمُ القضاءَ وأنظمتَه وأحكامَه ولا تتوانى بتطبيقها..ولذا أقامَ صلى الله عليه وسلم العدلَ بين أصحابه شِرعةً ومنهاجًا يسألونَه الرجوعَ عن حدِّ قطع يد المخزوميَّةِ فيقول..[إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ،وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ، وَأيْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا]يُرْسِلُ صلى الله عليه وسلم عبدَ الله بن رواحة رضي الله عنه إلى يهود خيبر لخراجٍ وجزيةٍ فيُحاولون رشوتَه ليُخَفِّفَ عنهم فيقولُ..[والله لقد جئتكم من عند أحبِّ الناس إليَّ،ولأنتم أبغضُ الناسِ إليَّ ولا يحملُني بغضي إياكم وحُبي إياه على أن لا أعدلَ معكم] وعمرُ بن الخطاب كانت خلافتُه عدلاً ومثالاً للقسط بين الناس..وعليٌّ رضي الله عنه يقاتلُ من خرجَ عليه فلما سئل عنهم..أمشركون هم أم منافقون؟قال..[إخواننا بغَوا علينا فقاتلناهم ببغيهم]هذا هو عدلُ الإسلام (وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ)عدلٌ بكل ميدان،يكفلُ الحقَّ للناس كُلِّهم ولذلك لما رأى الناسُ عدلَ الإسلام المطلق دخلوا به أفواجاً(يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ للَّهِ شُهَدَاء بِٱلْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَانُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ ٱعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ) أمَّا الظلمُ فإنه لا استقرارَ معه ولا أمن(الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)
وهديُه صلى الله عليه وسلم إِيمانٌ وعدل(وَقُلْ ءامَنتُ بِمَا أَنزَلَ ٱللَّهُ مِن كِتَـٰبٍ وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ) لأنَّ العدلَ أقربُ للتقوى..والفئة الباغية إذا فاءت لأمر الله فحقُّها العدلُ..(فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا بِٱلْعَدْلِ وَأَقْسِطُواْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ)والعدلُ عملاً وقولاً(وَإِذَا قُلْتُمْ فَٱعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ)بل في الأقوالِ أدقُّ وأشقُّ فما أسرعنا باتهامِ الناس في أعمالهم وأموالهم وأماناتهم وأخلاقهم ونِيَّاتهم فقط لأنهم خالفونا رأيَهم.. والله يحبُّ الكلامَ بعلمٍ وعدلٍ،ويكره الكلام بجهلٍ وظلم(وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) لايتورّعُون عن اتهامِ مَسؤولٍ مجتهد والطعنِ بنيته إذا خالف رأيَهم ومَصالِحهم،أو تصنيفٌ وتأليبٌ على من يخالفون،وتشويهٌ لسمعةِ غيرهم بوسائل التواصل لتصفيةِ حساباتٍ معهم!فأين هذا من العدل؟!إذا سادَ العدلُ إخوتي حُفظت الحقوق،ونُصرَ المظلوم وولَّت الهموم،وأدبرت الغموم أما حينَ يتجافى الناسُ عن العدل ويمارسونَ الظلمَ والاتهامَ والوقيعةَ ينتشرُ الحقدُ والفُرقةُ والقطيعة..وينقلبُ الحالُ فجأة..نسأل الله السلامة والعافية..يتسلَّطُ المنافقون الذين..(إِذَا دُعُواْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مّنْهُمْ مُّعْرِضُونَ*وَإِن يَكُنْ لَّهُمُ ٱلْحَقُّ يَأْتُواْ إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ)يُجانبونَ العدلَ بعصبيِّة ويدَّعون الحريَّةَ،ويُوالون الظالمَ ويُشوِّهونَ الحقَّ. ويُحاربونَ القِيم..طبعُهم الظلمُ والحَيْفُ والهوى،وإيثارُ ذوي القُربى،وسلبُ الحقوقِ وإهدارُ الكرامات وذلك مَبْعثُ الشقاء ومَثارُ الفتن..وسببُ تَسَلُّطِ العدوِّ يسومونهم سوء العذاب،قال صلى الله عليه وسلم(إن الله لَيَمْلي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته)متفق عليه
عباد الله..من العدلِ الحرصُ على اجتماعِ الكلمة،ونبذِ التنازع والفُرقَة،نحترمُ القضاءَ ونُقيمُ حكمَه.. نتحمَّلُ الناصحين الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر..نواجهُ الفسادَ ونحذرُ من فكرِ غلوٍّ ضالٍّ يثيرُ الفتنَ والفوضى.. أو من فِكْرٍ آخرَ ضِدّه يريد حَرْفَ المسيرةِ وتدميرَ الأسرةِ ونبذَ الخُلقِ والقيَم..وبالحزمِ واجتماع الكلمة نقوى ونَلزَمُ العدلَ في شؤون حياتنا،ونحذر الظلمَ فهو ظلماتٌ يوم القيامة،وكل نفس بما كسبت رهينة وليس من ذنبٍ أسرع عقوبةً من البغي وقطيعة الرحم.
لا تظلِمنَّ إذا ما كنتَ مقْتدراً فالظلمُ آخرهُ يأتيكَ بالنـدمِ
نامتْ عيونُك والمظلومُ منتبهٌ يدعو عليكَ وعينُ الله لم تَنمِ
اللهم إنا نسألك العدل في أحكامنا وأعمالنا وأقوالنا..ارزقنا خشيتك في الغيب والشهادة،وكلمةَ الحقِّ في الغضبِ والرضا،والقصْدَ في الفقرِ والغني،والرضا بعد القضاء، وبرْدَ العيش بعد الموت ولذَّةَ النظرِ إلى وجهك الكريم في غيرِ ضَراء مُضرةٍ ولا فتنة مُضِلَّة، أقول ما تسمعون ..
الخطبة الثانية (( العدل مع الأولاد و الزوجات))
الحمد لله وحده و الصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد
العدلُ إخوتي كما هو في الأبعدين فهو في الأهلين والأقربين حقٌّ وواجب وهم أحقُّ الناس بالعدل،فمن ابتغى برَّهم في حياته وبعد مماتِه فليتق الله وليُقم العدلَ بينهم،في العطية والمعاملة وحتى النظرةِ والقُبْلَة،وعدمُ العدل ظلمٌ،والوصيةُ به ظُلمٌ وحيف،تقوم به الخصومات والأحقاد وتقعُ به المظالم،وتتقطع به الأرحام..قال صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة(أيسرك أن يكونوا لكَ في البِرِّ سواء؟ قال..بلى.قال..فاعدل بينهم) والعدلُ في المعاملات الزوجية فرضٌ وحقٌ واجبٌ في النفقة والكسوة والمعاملة والعشرة كما يفعل الكرماء ديناً وعقلاً ومروءة..وكم عرفنا من مشكلاتٍ أسريّة بدأت بالتفريق بين الأولاد والزوجات وعدم العدل فيما بينهم..
أيها الإخوة..إذا تشَّرّبت النفوسُ العدلَ واتصفت به فسيقودها لمحاسن الأخلاق ومكارم المروءات، وكلُّ تعاملٍ فَقَدَ العدل فهو ضرر وإضرار،وفساد وإفساد(وَلاَ تَبْخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ في ٱلاْرْضِ مُفْسِدِينَ)نسأل الله جلًّ و علا أن يرزقنا العدل والإحسان..ويجنبنا الكفر والفسوق والعصيان..اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى وأدم علينا النعمةَ واجتماعَ الكلمة وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن لبلادنا وسائرِ بلاد المسلمين..الاستغاثة
ميزانُ العدلِ تحترمُه الأُمم، وتقيمُ له الضمانات، ليَرسخَ ويستقرَّ..فبه حياةُ الإنسان..والحضاراتُ الإنسانية لا تعتز إلا حينَ يعلو العدلُ تاجَها.ولذلك تواطأت على حُسنه الشرائعُ الإلهية،والعقولُ الحكيمة،والفطرُ السويَّة فهو دِعامةُ بقاءِ الأمم،ومستقرُّ أساساتِ الدول،وباسطُ ظلال الأمن،وغايةُ الرسالات السماوية(لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِٱلْبَيّنَـٰتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلْقِسْطِ)ارتبط العدْلُ بخلْلقِ الأكوان(والسماءَ رفعها ووضعَ المِيزان)بالعدلِ قامت السموات والأرض،وللظلمِ يهتزُّ عرشُ الرحمن.العدل جامعُ الكلمة،ومؤلفُ القلوب.إذا قام في البلاد عمَّر،وإذا ارتفع عن الديار دمَّر..حكم عمر بن عبد العزيز سنتين فسطَّرَ التاريخُ عَدْلَه. في أجواءِ العدلِ الناسُ في الحق سواءٌ لا تمايزَ بينهم ولا تفاضل..بالعدل يشتدُّ أزرُ الضعيف ويقوى رجاؤه،وبه يهون أمرُ القويِّ وينقطعُ طمعُه(لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ)والإسلامُ دينُ حقٍّ وعدلٍ ووسط،وأمَّتُه قوَّامةٌ على الأمم في الدنيا،شاهدةٌ عليهم في الآخرة،خيرُ أمةٍ أخرجت للناس،يهدون بالحق وبه يعدلون..وأمِروا بالعدل(إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ ٱلامَـٰنَـٰتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ ٱلنَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِٱلْعَدْلِ)(يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِٱلْقِسْطِ شُهَدَاء للَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ ٱلْوٰلِدَيْنِ وَٱلاْقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَٱللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً)فالوعيدُ والتهديدُ لمن أعرضَ عن إقامة العدل فبدونه لا تستقيمُ حياة،وبه يَسعدُ الراعي والرعية، وتُعَمرُ الأسبابُ الدنيوية،بالعدْلِ نحاربُ الفساد ونُقيم الإصلاح،وبدونه خرابُ الديار،وفتحُ أبوابِ الفتن،وحصولِ العداواتِ والبغضاء،ولايهنأ بالعيش من يحترقُ كمَداً من ظلمٍ أصابه. وكيف ينام قرير العينِ من غُصبَ له مالٌ أو خُدع في تجارة؟وكيف يَستقِرُّ عاملٌ مسكين تغرَّبَ عن بلده وكفيلُه سلَبهُ حقَّه ويُضيِّقُ عليه في رزقه؟
إقامةُ العدلِ في الأرض من أهدافِ الرسل وصريحِ الكتبِ،ولا أعدلَ ولا أصدقَ ولا أوفى من عدلِ شريعةِ الله فهي مبنيةٌ على المصالحِ العامة وبعيدةٌ عن الأهواء..لمصالحِ البشرِ كلِّهم(فَلِذَلِكَ فَٱدْعُ وَٱسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَقُلْ ءامَنتُ بِمَا أَنزَلَ ٱللَّهُ مِن كِتَـٰبٍ وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ٱللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَـٰلُنَا وَلَكُمْ أَعْمَـٰلُكُمْ لاَ حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ٱللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ)فالإسلامُ صدقٌ كلُّه عقيدتُه وحُكْمُه(وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدّلِ لِكَلِمَـٰتِهِ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ)عدلُ الإسلام شاملٌ يسَعُ المسلمَ وغيرَه، والقريبَ والغريب..والقويَّ والضعيفَ..عدلٌ يُنظِّمُ الحياةَ في دولةً وقضاءً،والراعي والرعية والأولاد والأهلين عدل في حقِّ الله،وفي حقوق العباد في الأبدان والأموال،والأقوال والأعمال عدلٌ في العطاء والمنع، والأكل والشرب،يُحقُّ الحقَّ ويمنعُ البغيَ في الأرض ولدى البشر وعكسُ ذلك كلِّه الظلم. قال صلى الله عليه وسلم..(ما من أحد يكون على شيء من أمور هذه الأمة فلم يعدل فيهم إلا كبَّه الله في النار)أخرجه الحاكم..
وأَهمُّ العدل ما يكونُ في حقِّ الله سبحانه في توحيدِه وعبادته،وإخلاصِ الدينِ له كما شرعَ خُضوعًا وتذلُّلاً ورضاً بحكمِه وقدَرهِ، وإيماناً بأسمائِه وصفاته..وأظلمُ الظلمِ الشركُ بالله عز وجل بأن تجعلَ لله ندًا وهو خلقك. ثم عدلٌ في حقوق العباد تُؤدَّى كاملةً موفورةً..قال صلى الله عليه وسلم..(إن المقسطين عند الله على منابرَ من نورٍ عن يمينِ الرحمن-وكلتا يديه يمين-الذين يعدلون في حُكمهم وفي أهلهم وما ولَوا)أخرجه مسلم، ومَنْ وليَ مِن أمرِ المسلمين شيئاً عليه أن يُقيمَ العدلَ في الناس..والدينَ في الحُكم والإصلاح في النظام والمال.. العدلُ إنصافٌ للمظلوم،ونصرةٌ للمهضوم،وردعٌ للظلوم (وإن حدًا من حدودِ الله يقَامُ في الأرض خيرٌ من أن تُمطروا أربعين صباحًا..)وقال صلى الله عليه وسلم..(أهل الجنة ثلاثة..ذو سلطان مقسطٌ مُتَصدقٌ موفَّق،ورجلٌ رحيمٌ رقيقُ القلب لكلِّ ذي قربى،ومسلمٌ عفيفٌ مُتعفِّفٌ ذُو عيال)والإمامُ العادلُ مع سبعةٍ يُظلُّهم اللهُ في ظلهِ يومَ لا ظلَّ إلا ظلُّه..قال ابن تيمية رحمه الله..[إن أمورَ الناس تستقيمُ في الدنيا مع العدل..وإن الله يُقِيمُ الدولةَ العادلة ولو كانت كافرة,ولا يقيم الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة] ونزاهةُ القضاءِ مهمَّةٌ ليطمئنَّ صاحبُ الحق ويشعرَ بالأمان في أروقة المحاكم،ولأن يخطئَ القاضي في العفوِ خَيرٌ من أن يُخطئَ في العقوبة والقاضي العادلُ يواسِي الناسَ بِلحظهِ ولفظهِ،وفي وَجههِ ومَجلسهِ،لا يَطمعُ شريفٌ في حَيفهِ،وَلا ييأسُ ضَعيفٌ من عَدلهِ،لا يَميلُ مَع هوىً،ولا يتأثرُ بودٍّ،ولا ينفعلُ مع بُغض،لا تتبدل التعاملاتِ عندَهُ مُجَاراةً لهوىً أو مكانة..قال صلى الله عليه وسلم..(إن الله مع القاضي ما لم يجُر فإذا جار تخلى الله عنه ولزمه الشيطان)أخرجه الترمذي..والدولُ العادلةُ تحترمُ القضاءَ وأنظمتَه وأحكامَه ولا تتوانى بتطبيقها..ولذا أقامَ صلى الله عليه وسلم العدلَ بين أصحابه شِرعةً ومنهاجًا يسألونَه الرجوعَ عن حدِّ قطع يد المخزوميَّةِ فيقول..[إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ،وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ، وَأيْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا]يُرْسِلُ صلى الله عليه وسلم عبدَ الله بن رواحة رضي الله عنه إلى يهود خيبر لخراجٍ وجزيةٍ فيُحاولون رشوتَه ليُخَفِّفَ عنهم فيقولُ..[والله لقد جئتكم من عند أحبِّ الناس إليَّ،ولأنتم أبغضُ الناسِ إليَّ ولا يحملُني بغضي إياكم وحُبي إياه على أن لا أعدلَ معكم] وعمرُ بن الخطاب كانت خلافتُه عدلاً ومثالاً للقسط بين الناس..وعليٌّ رضي الله عنه يقاتلُ من خرجَ عليه فلما سئل عنهم..أمشركون هم أم منافقون؟قال..[إخواننا بغَوا علينا فقاتلناهم ببغيهم]هذا هو عدلُ الإسلام (وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ)عدلٌ بكل ميدان،يكفلُ الحقَّ للناس كُلِّهم ولذلك لما رأى الناسُ عدلَ الإسلام المطلق دخلوا به أفواجاً(يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ للَّهِ شُهَدَاء بِٱلْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَانُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ ٱعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ) أمَّا الظلمُ فإنه لا استقرارَ معه ولا أمن(الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)
وهديُه صلى الله عليه وسلم إِيمانٌ وعدل(وَقُلْ ءامَنتُ بِمَا أَنزَلَ ٱللَّهُ مِن كِتَـٰبٍ وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ) لأنَّ العدلَ أقربُ للتقوى..والفئة الباغية إذا فاءت لأمر الله فحقُّها العدلُ..(فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا بِٱلْعَدْلِ وَأَقْسِطُواْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ)والعدلُ عملاً وقولاً(وَإِذَا قُلْتُمْ فَٱعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ)بل في الأقوالِ أدقُّ وأشقُّ فما أسرعنا باتهامِ الناس في أعمالهم وأموالهم وأماناتهم وأخلاقهم ونِيَّاتهم فقط لأنهم خالفونا رأيَهم.. والله يحبُّ الكلامَ بعلمٍ وعدلٍ،ويكره الكلام بجهلٍ وظلم(وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) لايتورّعُون عن اتهامِ مَسؤولٍ مجتهد والطعنِ بنيته إذا خالف رأيَهم ومَصالِحهم،أو تصنيفٌ وتأليبٌ على من يخالفون،وتشويهٌ لسمعةِ غيرهم بوسائل التواصل لتصفيةِ حساباتٍ معهم!فأين هذا من العدل؟!إذا سادَ العدلُ إخوتي حُفظت الحقوق،ونُصرَ المظلوم وولَّت الهموم،وأدبرت الغموم أما حينَ يتجافى الناسُ عن العدل ويمارسونَ الظلمَ والاتهامَ والوقيعةَ ينتشرُ الحقدُ والفُرقةُ والقطيعة..وينقلبُ الحالُ فجأة..نسأل الله السلامة والعافية..يتسلَّطُ المنافقون الذين..(إِذَا دُعُواْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مّنْهُمْ مُّعْرِضُونَ*وَإِن يَكُنْ لَّهُمُ ٱلْحَقُّ يَأْتُواْ إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ)يُجانبونَ العدلَ بعصبيِّة ويدَّعون الحريَّةَ،ويُوالون الظالمَ ويُشوِّهونَ الحقَّ. ويُحاربونَ القِيم..طبعُهم الظلمُ والحَيْفُ والهوى،وإيثارُ ذوي القُربى،وسلبُ الحقوقِ وإهدارُ الكرامات وذلك مَبْعثُ الشقاء ومَثارُ الفتن..وسببُ تَسَلُّطِ العدوِّ يسومونهم سوء العذاب،قال صلى الله عليه وسلم(إن الله لَيَمْلي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته)متفق عليه
عباد الله..من العدلِ الحرصُ على اجتماعِ الكلمة،ونبذِ التنازع والفُرقَة،نحترمُ القضاءَ ونُقيمُ حكمَه.. نتحمَّلُ الناصحين الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر..نواجهُ الفسادَ ونحذرُ من فكرِ غلوٍّ ضالٍّ يثيرُ الفتنَ والفوضى.. أو من فِكْرٍ آخرَ ضِدّه يريد حَرْفَ المسيرةِ وتدميرَ الأسرةِ ونبذَ الخُلقِ والقيَم..وبالحزمِ واجتماع الكلمة نقوى ونَلزَمُ العدلَ في شؤون حياتنا،ونحذر الظلمَ فهو ظلماتٌ يوم القيامة،وكل نفس بما كسبت رهينة وليس من ذنبٍ أسرع عقوبةً من البغي وقطيعة الرحم.
لا تظلِمنَّ إذا ما كنتَ مقْتدراً فالظلمُ آخرهُ يأتيكَ بالنـدمِ
نامتْ عيونُك والمظلومُ منتبهٌ يدعو عليكَ وعينُ الله لم تَنمِ
اللهم إنا نسألك العدل في أحكامنا وأعمالنا وأقوالنا..ارزقنا خشيتك في الغيب والشهادة،وكلمةَ الحقِّ في الغضبِ والرضا،والقصْدَ في الفقرِ والغني،والرضا بعد القضاء، وبرْدَ العيش بعد الموت ولذَّةَ النظرِ إلى وجهك الكريم في غيرِ ضَراء مُضرةٍ ولا فتنة مُضِلَّة، أقول ما تسمعون ..
الخطبة الثانية (( العدل مع الأولاد و الزوجات))
الحمد لله وحده و الصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد
العدلُ إخوتي كما هو في الأبعدين فهو في الأهلين والأقربين حقٌّ وواجب وهم أحقُّ الناس بالعدل،فمن ابتغى برَّهم في حياته وبعد مماتِه فليتق الله وليُقم العدلَ بينهم،في العطية والمعاملة وحتى النظرةِ والقُبْلَة،وعدمُ العدل ظلمٌ،والوصيةُ به ظُلمٌ وحيف،تقوم به الخصومات والأحقاد وتقعُ به المظالم،وتتقطع به الأرحام..قال صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة(أيسرك أن يكونوا لكَ في البِرِّ سواء؟ قال..بلى.قال..فاعدل بينهم) والعدلُ في المعاملات الزوجية فرضٌ وحقٌ واجبٌ في النفقة والكسوة والمعاملة والعشرة كما يفعل الكرماء ديناً وعقلاً ومروءة..وكم عرفنا من مشكلاتٍ أسريّة بدأت بالتفريق بين الأولاد والزوجات وعدم العدل فيما بينهم..
أيها الإخوة..إذا تشَّرّبت النفوسُ العدلَ واتصفت به فسيقودها لمحاسن الأخلاق ومكارم المروءات، وكلُّ تعاملٍ فَقَدَ العدل فهو ضرر وإضرار،وفساد وإفساد(وَلاَ تَبْخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ في ٱلاْرْضِ مُفْسِدِينَ)نسأل الله جلًّ و علا أن يرزقنا العدل والإحسان..ويجنبنا الكفر والفسوق والعصيان..اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى وأدم علينا النعمةَ واجتماعَ الكلمة وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن لبلادنا وسائرِ بلاد المسلمين..الاستغاثة