الحمد لله تفرد بالواحدانية والإيجاد،وأشهد ألا لا إله إلا الله وحده تنزه عن الشركاء والأنداد وأشهد أن محمداً عبده ورسوله هدى لطريق الرشاد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أهل الصدق والجهاد وسلم تسليماً ..
كانت بلاداً جرداء وادٍ وصحراء لا يوجد فيها ماء! جاءها إبراهيم عليه السلام مع زوجته هاجر وابنه إسماعيل ثم تركهم مُغادراً ثم دعا ربَّه(رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)فاجتمع إليهم الناس بعد وجود الماء وكانت أُسس كعبة بيت الله الحرام موجودة فجاء إبراهيم لابنه إسماعيل قائلاً إنَّ هاهنا بيتاً لله فبنوا الكعبة ثم أمره الله (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) ومن ذلك التاريخ بيتُ الله الحرام والأرض حولَه ثمَّ المسجد النبوي بالمدينة بعده ظلُّوا مثابةً للناس وأمناً ومسؤوليةً على ساكنيه عُظمى يتفاخرون بخدمة زواره وخدمة الحرمين حتى اليوم..وتعاقب الخير ثم وُجدَت شرورٌ مختلفة من شركٍ ومحنٍ وفقد أمن وخلافات وحصل بدعوة رسولنا محمدٍ عليه السلام خيرٌ كثير وتوحيد مٌعلن من استمسك به هُدي وانتصَرَ ومَن خالفَه وهو من أتباعه ضلَّ وانهزمَ وهذي الأرض مهوى الأفئدة..بالتوحيد قائمة وأمة الإسلام على العالمين شاهدة.. والحرمان الشريفان شاهدان على قدسية المكان على مَرِّ الأزمان..الله اختارهما هنا وشرفنا بهما. وأنزل فيها القرآن هدىً للناس..آمن مؤسسوا هذه البلاد بكل ذلك فارتبط حكمهم بإقامة الإسلام دستوراً وإعلان التوحيد منهجاً فخصوصيتنا في موقعنا وفيما اختار الله لنا من مُتنزَّلِ وحيه،ومولدِ رسولهِ،ومَبْعَثِه ومُهاجَره، ومماته-عليه الصلاة والسلام- وصحابةٍ كرام وسلفٍ أخيار وعلماءَ وفضلاء.بلادُنا قبلةُ المسلمين،تحتضِنُ شعائرَهم ومَشاعرهم،مرتبطٌ بها كل مسلم، فأمنُنا أمنُهم،واستقرارُنا استقرارُهم (جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ) ونحن امتدادٌ لتاريخٍ عظيمٍ،والتزامٌ برسالةٍ خالدة،وقيامٌ على شريعةٍ مُطهَّرةٍ،واتباعٌ لسيدنا محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-.وتاريخُ مملكتنا توحيدٌ ودينٌ ومبادئُ متفقٌ عليها،والجميعُ يقبَلُها،ويتمسَّكُون برايةِ توحيدٍ تحملُ لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله ليست مبنيَّةً على عصبية ولا إقليمية ولا مذهبية ولا تصنيفٍ ولا حزبيّة. فلا تنازل عن مُحْكَمات الدين والقِيم..ولاتها وعلماؤها ورجالُها أقاموا هذا الكِيان بوحدة ِكلمة وكلمةِ توحيد بعد فُرقةٍ وخوفٍ وجوعٍ وتشريد..لا يعتصِمون بقبيلة،ولا لفئةٍ أو أرض وإنما طاعةٌ بالمعروف وتكاتفٌ على الخير ونبذِ الشرِّ ما استطعنا..ثمَّ بعد توحيد الكلمة والأمن أنعم الله عليهم بنعم من باطن الأرض أغدقت عليهم الخير. فأوجدَ اللهُ لهم دولةً قائمة رغم العداء..ومدناً عامرةً داخل صحراء..ومجتَمعاً وقيماً غَنَّاء..يجمعُ بين الأصالة والمعاصَرة، مع التزامٍ بالثوابتِ وحذرٍ مما يُخِلُّ بذلك من تساهل وتطاول أو غلو وانحراف وذلك من أصولِ الإسلام..وتلك قواعدُ الاستمرار والبقاء بإذن الله(الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ أولئك لهم الأمنٌ وهم مهتدون) اجتماعُ الكلمة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم،وأمر بمعروفٍ ونهيٍّ عن منكر،مع سياسةٍ حكيمة واقتصادٍ وتنميةٍ عظيمة..وتعليمٍ يُرسِّخُ الدينَ وأصولَهُ مع ترحيبٍ بالجديد وعلومه. وانتماءٌ لبلادٍ هُويَّتُها الإسلام لا تبغي عنه بديلاً هكذا أعلن المؤسسون وتواصوا به أولادهم من بعدهم..فحفِظَ الله -بفضله ومنَّته علينا دينَنا،وجمع فُرقتنا،وأغنانا من بعد عَيْلة،وآمَّننا من بعد خوف،وجمع كلمتنا..وبعد جهلٍ علمَنا وألبسنا لباسَ الصحة والعافية،ومن كل خيرٍ وفضلٍ أمدَّنا وأعطانا..والدول إنما تعتزُّ وتنتصرُ بالإسلام وبمخالفته تذلُّ وتندحر..ورغم هجماتٍ شرسة إعلاماً وتشويهاً تكالبت علينا استطعنا -بعون الله وتوفيقه- استمراراً تاريخياًّ بالتزامٍ بالدين خلاف توقُّعات الخُصومِ وتمنِّياتهم..
حُكَّامٌ وعلماء ومثقفون وأُدباء ومخترعون ومبدعون رجالاً ونساء..كلُّهُم لهم مكانتهم وإنجازهم عبر تاريخ طويل مجيد فالحاكم يطلبُ النصيحةَ ويستقبِلُها وينبغي للكل أن يبذلَها.. وعلِمَ كُلُّ عاقل بأنَّ ثوابتُ الدينِ والقيم ليست عبثاً بل هي سبيلٌ للبقاء وسببٌ للرخاء والتفريط بها سببُ بلاء والمحافظةُ عليها هو حقيقةُ ومعنى الانتماء. ومُحققٌ للولاء!!هذه مبادئنا(قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ*لَا شَرِيكَ لَهُ)فالدينُ والأمنُ والوَحدةُ الوطنية وتماسُك المجتمع ونببذ المُنكرات وحمايةُ المُقدَّسات أعلى وأغلى ما نملك بعد عزِّ الإسلام وحفظ الدين،والحذرَ الحذرَ من العصبيَّة والحزبيَّةِ وتنازع الكلمة والتصنيفِ فما وُجدت في مجتمعٍ إلا أفسدته وفرَّقته..
إن نعمة التوحيد وتوحيد الكلمة وهذا الأمن بعد فضل الله وعونه شارك في صُنعه آباؤنا وأجدادُنا قادةً وشعباً، من مواطن ومُقيم..ويسهر عليه رجالُ أمنٍ وعسكر،وكلُّهم يجتهدون ويبذلون وينصحون ما استطاعوا وهذه الأرض عزيزةٌ على أهلها..ولنعلمْ أن الكمالَ عزيزٌ،وأن النقصَ والقصور والتقصير والخطأ من شأن البشر ومن شأن العاملين،والطريقُ طويلةٌ وشاقّة؛ولن نسلم أبداً من المؤامرة فالبلدُ مستهدفة حتى من بعض من يتكلمون بألسنتنا وربما يعيشون بيننا!! وبعضههم يدّعي الوطنية والانتماء وكل ذلك منه براء..ويجب أن نكون على يقظةٍ تامة من أمرنا.فكم من مُتربِّصٍ يريدُ تفتيتَ بلادِنا وتمزيقَ شملِنا وهدمَ كياننا..والسعيد من وُعِظَ بغيره فكل فتنة..أو مسلكٍ أو فسادٍ خلقي وفكري يُهدَّدُ الوطنَ ووحدتَه والمجتمعَ وعيشَه واجبٌ أن يقفَ أمامَها الجميعُ بالمرصاد!!فجناب الدين والأمن والوطن لا مساومة فيها .(الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)يارب أدم علينا نعمة الدين والأمن والإيمان وامنن علينا بالاجتماع على الحق والدين واكفنا الفساد والمفسدين والمتآمرين يارب العالمين..
الخطبة الثانية..الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد..
ميّز الله بلادنا بلزوم جماعَة المسلمين والتمسُّكِ بالإسلامِ وتعاليمه التي جاءَ بها نبيُّنا محمَّد صلى الله عليه وسلم عن ربِّ العالمين؛وكذلك محافظة وأصالة جعلتها قبلة ومنارة ومثابةً للناس فلنحذر من دعواتٍ باطلة لا تريد بنا خيراً فالله يقول(وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) وكل مواطن ومقيم هنا كما له حقوقٌ فعليه واجبات فهذه بلاد الحرمين مسؤوليتنا نحفظها بتصرفاتنا وفهمنا ونحافظ عليها بديننا..(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ)الله حبانا هنا بنعم عظيمة حُرم منها غيرنا ينبغي أولاً معرفةُ قَدْرها ثم شكرها والمحافظة عليها بما لا يُزيلها بأداء الحقوق لواهبها جلَّ جلاله بتطبيق أوامره واجتناب نواهيه والحذر من غضبه ووأليم عقابه )(أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) اللهم اكتب لبلادنا وسائر بلاد المسلمين النصر والتمكين ووفق أئمتنا وولاة أمرنا وارزقهم البطانة الصالحة جنِّبنا يارب مَنْ يريد إفساد البلاد والعباد وإثارةَ الفتن والظلم بيننا والبدع والمنكرات بأرضنا احم حدودنا وانصر جنودنا واجمع كلمتتنا ووحد صفنا يارب العالمين وصلى الله وسلم....
كانت بلاداً جرداء وادٍ وصحراء لا يوجد فيها ماء! جاءها إبراهيم عليه السلام مع زوجته هاجر وابنه إسماعيل ثم تركهم مُغادراً ثم دعا ربَّه(رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)فاجتمع إليهم الناس بعد وجود الماء وكانت أُسس كعبة بيت الله الحرام موجودة فجاء إبراهيم لابنه إسماعيل قائلاً إنَّ هاهنا بيتاً لله فبنوا الكعبة ثم أمره الله (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) ومن ذلك التاريخ بيتُ الله الحرام والأرض حولَه ثمَّ المسجد النبوي بالمدينة بعده ظلُّوا مثابةً للناس وأمناً ومسؤوليةً على ساكنيه عُظمى يتفاخرون بخدمة زواره وخدمة الحرمين حتى اليوم..وتعاقب الخير ثم وُجدَت شرورٌ مختلفة من شركٍ ومحنٍ وفقد أمن وخلافات وحصل بدعوة رسولنا محمدٍ عليه السلام خيرٌ كثير وتوحيد مٌعلن من استمسك به هُدي وانتصَرَ ومَن خالفَه وهو من أتباعه ضلَّ وانهزمَ وهذي الأرض مهوى الأفئدة..بالتوحيد قائمة وأمة الإسلام على العالمين شاهدة.. والحرمان الشريفان شاهدان على قدسية المكان على مَرِّ الأزمان..الله اختارهما هنا وشرفنا بهما. وأنزل فيها القرآن هدىً للناس..آمن مؤسسوا هذه البلاد بكل ذلك فارتبط حكمهم بإقامة الإسلام دستوراً وإعلان التوحيد منهجاً فخصوصيتنا في موقعنا وفيما اختار الله لنا من مُتنزَّلِ وحيه،ومولدِ رسولهِ،ومَبْعَثِه ومُهاجَره، ومماته-عليه الصلاة والسلام- وصحابةٍ كرام وسلفٍ أخيار وعلماءَ وفضلاء.بلادُنا قبلةُ المسلمين،تحتضِنُ شعائرَهم ومَشاعرهم،مرتبطٌ بها كل مسلم، فأمنُنا أمنُهم،واستقرارُنا استقرارُهم (جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ) ونحن امتدادٌ لتاريخٍ عظيمٍ،والتزامٌ برسالةٍ خالدة،وقيامٌ على شريعةٍ مُطهَّرةٍ،واتباعٌ لسيدنا محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-.وتاريخُ مملكتنا توحيدٌ ودينٌ ومبادئُ متفقٌ عليها،والجميعُ يقبَلُها،ويتمسَّكُون برايةِ توحيدٍ تحملُ لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله ليست مبنيَّةً على عصبية ولا إقليمية ولا مذهبية ولا تصنيفٍ ولا حزبيّة. فلا تنازل عن مُحْكَمات الدين والقِيم..ولاتها وعلماؤها ورجالُها أقاموا هذا الكِيان بوحدة ِكلمة وكلمةِ توحيد بعد فُرقةٍ وخوفٍ وجوعٍ وتشريد..لا يعتصِمون بقبيلة،ولا لفئةٍ أو أرض وإنما طاعةٌ بالمعروف وتكاتفٌ على الخير ونبذِ الشرِّ ما استطعنا..ثمَّ بعد توحيد الكلمة والأمن أنعم الله عليهم بنعم من باطن الأرض أغدقت عليهم الخير. فأوجدَ اللهُ لهم دولةً قائمة رغم العداء..ومدناً عامرةً داخل صحراء..ومجتَمعاً وقيماً غَنَّاء..يجمعُ بين الأصالة والمعاصَرة، مع التزامٍ بالثوابتِ وحذرٍ مما يُخِلُّ بذلك من تساهل وتطاول أو غلو وانحراف وذلك من أصولِ الإسلام..وتلك قواعدُ الاستمرار والبقاء بإذن الله(الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ أولئك لهم الأمنٌ وهم مهتدون) اجتماعُ الكلمة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم،وأمر بمعروفٍ ونهيٍّ عن منكر،مع سياسةٍ حكيمة واقتصادٍ وتنميةٍ عظيمة..وتعليمٍ يُرسِّخُ الدينَ وأصولَهُ مع ترحيبٍ بالجديد وعلومه. وانتماءٌ لبلادٍ هُويَّتُها الإسلام لا تبغي عنه بديلاً هكذا أعلن المؤسسون وتواصوا به أولادهم من بعدهم..فحفِظَ الله -بفضله ومنَّته علينا دينَنا،وجمع فُرقتنا،وأغنانا من بعد عَيْلة،وآمَّننا من بعد خوف،وجمع كلمتنا..وبعد جهلٍ علمَنا وألبسنا لباسَ الصحة والعافية،ومن كل خيرٍ وفضلٍ أمدَّنا وأعطانا..والدول إنما تعتزُّ وتنتصرُ بالإسلام وبمخالفته تذلُّ وتندحر..ورغم هجماتٍ شرسة إعلاماً وتشويهاً تكالبت علينا استطعنا -بعون الله وتوفيقه- استمراراً تاريخياًّ بالتزامٍ بالدين خلاف توقُّعات الخُصومِ وتمنِّياتهم..
حُكَّامٌ وعلماء ومثقفون وأُدباء ومخترعون ومبدعون رجالاً ونساء..كلُّهُم لهم مكانتهم وإنجازهم عبر تاريخ طويل مجيد فالحاكم يطلبُ النصيحةَ ويستقبِلُها وينبغي للكل أن يبذلَها.. وعلِمَ كُلُّ عاقل بأنَّ ثوابتُ الدينِ والقيم ليست عبثاً بل هي سبيلٌ للبقاء وسببٌ للرخاء والتفريط بها سببُ بلاء والمحافظةُ عليها هو حقيقةُ ومعنى الانتماء. ومُحققٌ للولاء!!هذه مبادئنا(قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ*لَا شَرِيكَ لَهُ)فالدينُ والأمنُ والوَحدةُ الوطنية وتماسُك المجتمع ونببذ المُنكرات وحمايةُ المُقدَّسات أعلى وأغلى ما نملك بعد عزِّ الإسلام وحفظ الدين،والحذرَ الحذرَ من العصبيَّة والحزبيَّةِ وتنازع الكلمة والتصنيفِ فما وُجدت في مجتمعٍ إلا أفسدته وفرَّقته..
إن نعمة التوحيد وتوحيد الكلمة وهذا الأمن بعد فضل الله وعونه شارك في صُنعه آباؤنا وأجدادُنا قادةً وشعباً، من مواطن ومُقيم..ويسهر عليه رجالُ أمنٍ وعسكر،وكلُّهم يجتهدون ويبذلون وينصحون ما استطاعوا وهذه الأرض عزيزةٌ على أهلها..ولنعلمْ أن الكمالَ عزيزٌ،وأن النقصَ والقصور والتقصير والخطأ من شأن البشر ومن شأن العاملين،والطريقُ طويلةٌ وشاقّة؛ولن نسلم أبداً من المؤامرة فالبلدُ مستهدفة حتى من بعض من يتكلمون بألسنتنا وربما يعيشون بيننا!! وبعضههم يدّعي الوطنية والانتماء وكل ذلك منه براء..ويجب أن نكون على يقظةٍ تامة من أمرنا.فكم من مُتربِّصٍ يريدُ تفتيتَ بلادِنا وتمزيقَ شملِنا وهدمَ كياننا..والسعيد من وُعِظَ بغيره فكل فتنة..أو مسلكٍ أو فسادٍ خلقي وفكري يُهدَّدُ الوطنَ ووحدتَه والمجتمعَ وعيشَه واجبٌ أن يقفَ أمامَها الجميعُ بالمرصاد!!فجناب الدين والأمن والوطن لا مساومة فيها .(الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)يارب أدم علينا نعمة الدين والأمن والإيمان وامنن علينا بالاجتماع على الحق والدين واكفنا الفساد والمفسدين والمتآمرين يارب العالمين..
الخطبة الثانية..الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد..
ميّز الله بلادنا بلزوم جماعَة المسلمين والتمسُّكِ بالإسلامِ وتعاليمه التي جاءَ بها نبيُّنا محمَّد صلى الله عليه وسلم عن ربِّ العالمين؛وكذلك محافظة وأصالة جعلتها قبلة ومنارة ومثابةً للناس فلنحذر من دعواتٍ باطلة لا تريد بنا خيراً فالله يقول(وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) وكل مواطن ومقيم هنا كما له حقوقٌ فعليه واجبات فهذه بلاد الحرمين مسؤوليتنا نحفظها بتصرفاتنا وفهمنا ونحافظ عليها بديننا..(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ)الله حبانا هنا بنعم عظيمة حُرم منها غيرنا ينبغي أولاً معرفةُ قَدْرها ثم شكرها والمحافظة عليها بما لا يُزيلها بأداء الحقوق لواهبها جلَّ جلاله بتطبيق أوامره واجتناب نواهيه والحذر من غضبه ووأليم عقابه )(أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) اللهم اكتب لبلادنا وسائر بلاد المسلمين النصر والتمكين ووفق أئمتنا وولاة أمرنا وارزقهم البطانة الصالحة جنِّبنا يارب مَنْ يريد إفساد البلاد والعباد وإثارةَ الفتن والظلم بيننا والبدع والمنكرات بأرضنا احم حدودنا وانصر جنودنا واجمع كلمتتنا ووحد صفنا يارب العالمين وصلى الله وسلم....