• ×

06:16 صباحًا , الإثنين 21 جمادي الثاني 1446 / 23 ديسمبر 2024

أمةٌ تقرأ

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ،جَعَلَ العِلْمَ أَسَاساً لِرُقِيِّ الأُمَمِ وسُمُوِّ الحَضَارَاتِ،وأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ رب الأرض والسماوات،وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ ورَسُولُهُ،أَرشَدَ الإِنْسَانِيَّةَ لمَنْهَجِ الحَيَاةِ السَّوِيَّةِ،ودَعَا لِلتَّعلُّمِ ونَبْذِ الأُمِّيَّةِ،صلى الله عليه وسلم وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ،وَعَلَى كُلِّ مَنِ اهتَدَى بِهَدْيِهِ،وَاستَنَّ بِسُنَّتِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ أمَّا بَعْدُ..فاتقوا الله عباد الله..
بدايةُ الوحي دلالةٌ على أهميتها وحاجة الإنسان لها إنها كلمةُ[اقرأ]ونحن أمة[إقرأ](اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ،خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ،اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ،الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ،عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) نتاجُ المعرفةِ قائمٌ عَلَى القِراءَةِ والعِلْمِ،فهو طريقٌ موصلٌ للإِيمَانِ بِاللهِ خَالِقاً ومُوجِداً لِلْكَوْنِ،وتوحيداً له بالعبادة وألوهيةً وهذا العلم الذي هو من صفات الله العليم سبحانه مِنَّةٌ لله وفضلٌ على بني الإنسان،خَلَقَ لَهُ أَدَواتَهُ ووَسائِلَهُ ويَسَّرَهَا لَهُ،وأَهَمُّها القَلَمُ..ليُنَبِّهَ الإِنْسَانَ لمَوْضُوعَيْنِ لِلْقِرَاءَةِ..تَأَمُّلٌ فِي خَلْقِ اللهِ يُؤدِّي للإيمان به وتوحيده،وقِرَاءَةٌ لِكِتَابِ اللهِ المَسْطُورِ القُرآنِ،وطَلَبٌ لِعِلْمٍ لاَ يَعلَمُهُ الإِنْسَانُ،وتَدَبُّرٌ فِي رِسَالِةِ اللهِ المَكْتُوبَةِ لِلإِنْسَ والجان،بَحْـثاً عَنْ هَدْيِهِ سُبْحانَهُ وطَلَباً لِمَعْرِفَتِهِ؛( وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً )فَالقِرَاءَةُ إِذَنْ سَبِيلٌ لِمَعْرِفَةِ اللهِ الخَالِقِ فارتبطت باسم ربك الذي خلقك،بل ويتأكد القَسَم بها أيضاً(اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ)والله سبحانهُ علَّم بالقلمِ الإنسانَ ما لم يعلم وبالقراءة والكتابة تظهرُ النِّعْمَةُ العَظِيمَةُ التِي أَكْرَمَ اللهُ بِها الإِنْسَانَ،وهِيَ أَهلِيَّةُ العِلْمِ والمَعْرِفَةِ(الرَّحْمَنُ،عَلَّمَ الْقُرْآنَ،خَلَقَ الإِنْسَانَ،عَلَّمَهُ الْبَيَانَ)ولذلك كم يُحرم كثيراً من الخير والمعرفة من لا يقرأ ولا يكتب..
القِرَاءَةُ -عِبَادَ اللهِ- مع أهميتها فلها وسائلها ومن أهمها القلم للكتابة مع القراءة ولذلك امتنّ الله على عباده بتعليمه وأقسم به وبالكتابة(نْ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ،مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ)تقديراً وتعظيماً لِشَأْنِ القَلَمِ والكِتَابَةِ لأَنَّها سَبِيلُ العِلْمِ وأَدَاتُهُ،كَمَا قَالَ الله..(الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ،عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)فالإنسان لولا فضل الله لم يكن يعلم والله أوّل ما خلق آدم علَّمَه الأسماءَ كُلَّها ثم تَحدّى به الملائكة..ولذلك استجاب صلى الله عليه وسلم وصحابته لِهَذَا الأَمْرِ الإِلهِيِّ بِالقِرَاءَةِ،فَأَقْبَلُوا عَلَى العِلْمِ والقِرَاءَةِ والكِتَابَةِ،خاصة القرآن لِمَا عَلِمُوهُ مِنَ الفَضَائِلِ فِي ذَلِكَ وعَظِيمِ الثَّوابِ،وأَثَرِهِ فِي الحَيَاةِ،ومن حِرْصِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى تَعلِيمِ المُسلِمِينَ القراءة أَنَّهُ بَعْدَ غَزْوَةِ بَدْرٍ،جَعَلَ فِكَاكَ بَعْضِ الأَسْرَى تَعلِيمُهُمْ عَشْرةً مِنَ المُسلِمَينَ الكِتَابَةَ والقِرَاءَةَ،ولَمَّا تُوُفِّيَ عليه الصلاة والسلام كَانَ هناكَ خمسون كَاتِباً للوَحْيِ،اختَصُّوا بِكِتَابَةِ القُرآنِ وجَمْعِهِ،وغيرهم أكثر مِمَّنْ لَمْ يَشْتَغِل بِكِتَابَةِ القُرآنِ،وبعَهْدِهِ صلى الله عليه وسلم كُتِبَتِ كَثِيرٌ مِنَ الرَّسَائِلِ والمُعَاهَداتِ،ونَقَلَ الإِسلاَمُ النَّاسَ مِنْ قَوْمٍ في جاهلية لاَ يَكْتَرِثُونَ كثيراً بِالعِلْمِ والكِتَابَةِ،إِلَى أُمَّةِ قراءةٍ وكتَّابِة،مَلأَتْ عُلُومُهُمْ وكُتُبُهُمْ أَقْطَارَ الأَرضِ،وأَنَارَتْها عِلْماً ومَعْرِفَةً،فصار تاريخُهم حَافِلاً بِمَا لاَ يُحْصَى مِنَ الشَّواهِدِ..
بعد توجيه[اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ]انْتَشَرَتِ المَكْتَبَاتُ فِي كُلِّ المُدُنِ،واشْتَغَلَ العُلَمَاءُ بِالقِرَاءَةِ والكِتَابَةِ حَيَاتَهُمْ كُلَّها..حتى مَنْ دَخَلَ في دينِ الإسلام من أُممٍ أُخرى حوَّلُوا معرفتَهم وعِلْمَهم لخدمةِ هذا الدين العظيم ونشر العلم بأنواعه من علمٍ شرعي وأدبي وهندسة وكيمياء وطب فوُجدت مُدوناتٌ عظيمة للعلماء..وحلقات علم ومدارس..حفظ بها الكتاب والسنة ودونت أمهات الكتب وميادين المعرفة..ومَا أَحْوَجَنَا أُمَّةَ الإِسلاَمِ إِلَى نهجٍ؛نَكُونُ فيه فِي مَيْدَانِ العِلْمِ بمَصَافِّ الأُمَمِ المُتَقَدِّمَةِ بَلْ فِي صَدَارَتِها،وهذا يتحقَّقُ بنشر ثقافة القراءة وطلبِ العلمِ بأنواعه مع فَهمٍ وفِقْهٍ للحياة ومتطلباتها وثقافة تملأ الشخصية ثباتاً وإيماناً فليست القوةُ عسكريةً أو اقتصاديةً فقط بعلمٍ ومعرفة وبحوق علمية وثقافيةٍ نافعةٍ وحصيلةٍ علميةٍ تأصيلية،والمسلمون اليَوْمَ بحمد الله لاَ يَنْقُصُهمُ مالٌ أو موارد لِلإِسْهَامِ والمُشَارَكَةِ..فِي صِنَاعَةِ عُلُومٍ مُختَلِفَةٍ وثقافةِ بَحثٍ وقراءةٍ..لكنَّ المشكلة في الاهتمام والعزيمة والحث عليها!!وتولّي مراكز البحوث والدراسات والتعليم والجامعات الاهتمام بالكتاب تأليفاً وثقافة واهتماماً ونشراً وتشجيعاً وتسويقاً..
إن المقارنة في القراءة والبحوث العلمية بين العرب والمسلمين وبين غيرهم تُبيّنُ ضَعْفاً لدينا واضحاً وإليكم الإحصاء المنشور فالعربيُّ يقرأُ سنوياً بمعدَّل 6 دقائق فقط بينما الغربي يقرأ بمعدل 200 ساعة ولا شك أن النسبة كما تضيف الدراسة تزيدُ للمسلمِ إذا أضفْنَا قراءةَ القرآن الكريم لأن الإحصاءَ للكتب الثقافية والعلمية فقط!!كما أنه يُطبعُ سنوياً في العالم العربي[5000]كتاب بينما يُطبعُ في أمريكا وحدها فقط[300.000]كتاب!!أما بالنسبة للبحث العلمي فالعرب ينفقون خمسين ريالاً على الفرد للبحث العلمي بينما في أمريكا فقط تنفق ما يعادل 4500ريال على الفرد الواحد وأوروبا 2000ريال حسب منظمة اليونسكو..إحصاءات تنبهنا لضعف القراءة الثقافية وأن كثيرٌ منا يملها لدينا وهي رغم ألمها فإنها تُعيدنا لتاريخٍ عظيم لنا كمسلمين في نشر العلم والثقافة كنا نتبناها على مستوى العالم بزمن مضى لنا فالأندلس مثلاً كانت تُسمى فيه قرطبة [أكثر مدن الله كتباً]وبحوثٌ وترجماتٌ وكتبٌ ومؤلفاتٌ للمسلمين في العلوم والدين فاقت الوصف ولذلك لابد من عودة للقراءة والثقافة لأنها منبع العلم والحضارة منذ الصغر مما يُنمِّي العلمَ والموهبةَ ويزيدُ العقلَ فهماً ورزانةً..لشؤون الحياة فنحنُ أمة[اقرأ] انظروا قراءةُ القرآن وحفظه مثلاً مع زيادة إيمانٍ وفهمٍ تزيدُ في ذكاء الإنسان وفصاحةِ لسانه فما بالكم إذن بالسنةِ النبويّة بالأحاديث والعلوم الأخرى المفيدة؟!
القراءةُ إخوتي..تبدأُ بتعليم أَطْفَالِنَا عليها وتَحْبِيبِها إِلَيْهِمْ،لأن ذلك يُعَزِّزُ فِيهِمُ قِيَمَاً فَاضِلَةَ،كالشَّجَاعَةِ والجديّة والصِّدْقِ والرغبة للخَيْرِ والإِحْسَانِ وبِرِّ الوَالِدَيْنِ والعِزَّةِ والشَّرَفِ والإِيثَارِ وحُبِّ العِلْمِ والصَّبْرِ والتَّسَامُحِ وغَيْرِها،إن حاجتنا للقراءة اليوم ملحَّة لا تقل أهمية عن حاجتنا للطعام والشراب، بل لا تَقدُّم للأفراد فضلًا عن الأمم والحضارات بدون القراءة؛ فبالقراءة تحيى العقول، وتستنير الأفئدة، ويستقيم الفكر، وبالقراءة ينفض الإنسان غبار الجهل من رأسه ليحل محله نور المعرفة وضياؤها، وبالقراءة يكون الوعي والنضج والنمو، والقراءة تساعد على وضوح الرؤية، ودقة الحكم، وبالقراءة يظل الإدراك العقلي يتنامى لدى القارئ الصبور حتى يصل لمرحلة بناء السد المنيع لكل محاولة تضليلية، وكل محاولة غزو فكرية،ألا فَلْنُرِشِدْ أَطْفَالَنَا لقِرَاءَةٍ نَافِعَةٍ،تُحبّبُ لهم الكتاب ليكون هَدِيَّةً قَيِّمَةً يَتَطَلَّعُ إِلَيْهَا الطِّفْلُ،بدلاً مما لا يُفيدهم!!والكِتَابُ النَّافِعُ يتعدى نفعه الحيَّ للميت،قال صلى الله عليه وسلم(إِذَا مَاتَ ابنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ..صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَو عِلْمٍ يُنتَفَعُ بِهِ،أَو وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ)،وكَمَا نَجْعَلُ لِلَّعِبِ والنزهة مَعَ أَطْفَالِنَا وَقْتاً فلنُخَصِّصْ للقراءة وقتاً مع أسرنا فقد يكون ذلك مُشجعاً لهم على القراءة فيطلبونَها ثم يتعلمونَ حُبَّ الكتبِ واحترامَها ويَأْلَفُوها..
أيها الإخوة..مِنْ أَهَمِّ الطُّرُقِ لتشجيع القِرَاءَةِ فِي قُلُوبِ النَّاشِئَةِ تَشْكِيلُ القُدْوَةِ، فكيف لِلصِّغَارِ الحماسُ لِلْقِراءَةِ إِنْ كَانَ الكِبَارُ مُحْجِمينَ عَنْها،غَيْرَ مُكْتَرِثينَ بِها؛فَاجْعَلُوا لِلْقِراءَةِ نَصِيباً ولَو قَلِيلاً مِنْ أَوقَاتِكُم،وهمّاً في أحاديث مجالسكم واقْتَنُوا الكُتُبَ المفيدة قَدْرَ استِطَاعَتِكُم،وَلْيَصْنَعْ كُلٌّ مِنْكُم فِي بَيْـتِهِ مَكْتَبَةً متنوّعةً وَلَو صَغِيرَةً، فَفِي ذَلِكَ حَافِزٌ لَهُ أَو لأَهْلِ بَيْـتِهِ عَلَى مُطَالَعَتِها،واقتناءُ الكُتُبِ للانتِفَاعِ بِها بِدَايَةُ طَرِيقِ العِلْمِ!!(ومَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْماً سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الجَنَّةِ)وأَهَمِّ الطُّرُقِ لِتَفْعِيلِ القِرَاءَةِ والمُطالَعَةِ أَنْ نَجْعَلَ الكِتَابَ المفيدَ صَدَقَةً،فَبَعْضُ النَّاسِ يَظُنُّ أَنَّ الطَّعَامَ والشَّرابَ أَهَمُّ وأَجْدَى نَفْعاً مِنَ الكِتَابِ ومِنَ العِلْمِ والمَعْرِفَةِ،ورُبَّما استُهْزِءَ بِالرَّجُلِ المُهْتَمِّ بِالكُتُبِ لأَنَّهُ يُضَيِّعُ وَقْتَهُ وهذا خطأ فكم من كتبٍ قديمةٍ وحديثةٍ الصدقةُ بها والتبرع بطباعتها كان نفعاً للأمة بنشرها كطباعة المصحف الشريف لدينا في المملكة سالمةً من الخطأ مؤخراً فكيف انتشر؟!وأصبح في كل بيت مسلم ثم غيره من الكتب في الحديث النبوي كرياض الصالحين!!انظروا مثلاً كتاب [حصن المسلم في اليوم والليلة] [وتفسيرُ ابن سعدي رحمه الله]كيف انتشرت وغيرها من كتبٍ مترجمةٍ للغاتٍ أخرى نفع الله بها..عبر الأزمان وكانت بركةً وأجراً على مؤلفيها وناشريها..
أَيُّها المُسلِمُونَ..أَنتم أُمَّةُ القُرآنِ؛ولْتَعلَمُوا أَنَّ أَهَمِّيَّةَ القراءة والكِتَابِ والمَعْرِفَةِ لاَ تَقِلُّ عَنْ أَهَمِّيَّةِ الطَّعَامِ والنزهة،بَلْ رُبَّمَا فَاقَتْها أَهَمِّيَّةً؛والكتاب على أهميته قد يوجد من يُحْجِمونَ عَنْه لِقِلَّةِ ذَاتِ يَدِهِمْ، فَلْيَتَصَدَّقِ القَادِرُونَ مِنْكُم والمُحْسِنُونَ بِالكِتَابِ كَمَا يَتَصَدَّقُونَ بِالمَالِ والطَّعَامِ، وَلْيَعلَمُوا أَنَّ ثَوابَهُمْ فِي ذَلِكَ عظيم كغيره من أعمال البر فالتصدُّقُ بالعلمِ صدقةٌ جارية لا ينقطعُ خيرُها ووقفاً نفعه مدى الزمان ويشمل أيضاً إنشاء مكتباتٍ صغيرة في الأحياء والمساجد والأماكن العامة للتشجيع على القراءة..ولنعلمْ إخوتي أن كتاب الله القرآن خير حافظ ويتدبر ويُقرأ ثم العلوم النافعة الأخرى (وقل رب زدني علما) ولنحذر من قراءةٍ غيرِ مفيدة تُضيّعُ الوقت أو قراءة ضارة محرمة كرواياتٍ ساقطةٍ أو كتب منحرفة الفكر في الشبهات والشعوذة وغيرها ويدخل في ذلك القراءة عبر أجهزة التواصل والجوال مما لا يفيد أو يضر كذلك واحرص على نشر النافع المفيد مما يصلك وانتبه من نشر الباطل وهاهو الكتاب بأنواعه يأتيكم في منطقتكم يا أهل القصيم في معرضٍ للكتاب يُقامُ بمحافظتِنا ساهمَ بتنيظمِه المُخلصون من جهاتٍ وأفراد اشتمل على ندوات ثقافية مفيدة وسيرٍ حميدةٍ وتنظيم جميلٍ ومعارض مُصاحبة فاحرصوا على ما ينفعكم ونمّوا بالقراءة مواهبكم وبالفائدة متعتكم..ولننتبه فالكتاب كغيره فيه المفيد وقليلُ الفائدة والعاقلُ من اختارَ لنفسه ما يثريها وابتعد عن التفاهة والغثاء ودعايةٍ غير منظبطة هَمُّها المال وليس الفائدة أمامكم كتب مفيدة ولديكم فعاليات ثقافية ومعارض استفيدوا للخير الكثير منها وطالعوا بإيجابية فأنتم في مدينة تميزت بالعلم والعلماء عبر تاريخها هذا هو تميزنا الذي نفرح به ونفاخر وعليه نحافظ بإذن الله وفق الله الجميع لما يُحب ويرضى ونفعنا بمناسبات الخير وجمعنا على البر والتقوى..أقول ما تسمعون..
الخطبة الثانية ..الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده..وبعد..
ويستمر الحديث عما يُقلق العالم من حيث لم يحتسبوا كورونا الجديد وباءٌ أشغل الناس ليلغي فعاليات واجتماعات ويستدعي اتخاذ الاحتياطات من القرارات حمايةً للناس وفعلاً للأسباب ولنعلم أن الموقف الشرعي واضح من مثل هذه الأوبئة كما تكلمنا سابقاً بالتوكل على الهه وفعل الأسباب والتحصّن بالدعاء والأوراد كما فعله صلى الها عليه وسلم والوقاية خيرٌ من العلاج فالتوجيهات من الجهات المعنيّة حول هذا المرض ينبغي الاهتمام بها ولا تتخذوا منه سخريةً ولا استهزاء فالبلاء موكل بالمنطق..



 0  0  407

Powered by Dimofinf cms Version 4.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Ltd.