الحمد لله مُسبب الأسباب ومُقدر الأقدار..وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك الواحد القهار وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى ربه بالليل والنهار صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الأطهار وسلم تسليماً ..أما بعد فاتقوا الله عباد الله..
واعلموا أننا أمة ولله الحمد نؤمن بالقضاء والقدر،وأن الله قدر مقادير العباد قبل أن يخلقهم،وأنَّ القلمَ جرى بما أمره ربه،وأن الصحفَ جفت بما قدره الله ولو أنفق العبد مثل أحد ذهبا فلن يتقبل منه حتى يؤمن بالقدر خيره وشره كما قال صلى الله عليه وسلم،وإن مما قضاه الله وأمضاه وقوع الحروب وظهور الأمراض والأوبئة والنوازل بعامّةٍ والمشكلة الكبرى هي بالتعامل معها بعد أن صارت حديثاً ملئ السمع والبصر بالتخوف والرعب الزائد فواجب التنبيه الشرعي لهكذا أمر فمن عادة الناس إذا نزلت نازلة عامة تمس أمنهم وصحتهم واقتصادهم واستقرارهم سيطرت -ولابد- على تفكيرهم، وشُغلت بذكرها ألسنتهم، وصارت حديث مجالسهم،وهم بين مبالغة تصل للكذب أو تخمين ونقل لقيل وقال وما أكثرهم وأما أصحابُ المنهجُ القويم فيسلكون الطريقَ الأمثل،إذا جاءهم أمرٌ من الأمن أو الخوف أرجعوه لأهل العلم والاختصاص وآمنوا بقدر الله وحكمته ومنحته ومصيبته وتوكلوا عليه وتعاملوا مع ما يصلهم برويِّة وانتبهوا للمبالغة فنتذكر والذكرى تنفع المؤمنين بالتعامل مع كل ما ينشر ويصلنا بتعاليم ديننا وشريعة ربنا نفلح وننجح..صحيح لا نتهاون بالأوبئة ولكن لا نبالغ بها!!
فيروس كورونا الحديث بالصين جعل منظمة الصحة العالمية تعلن حالة الطوارئ بسبب انتشاره الواسع وعلمت به الدنيا بأسرها فالعالم اليوم كقرية صغيرة،يحدث الفيروس بمكان بعيد ثم ينتشر ويتسع ويسمع به الجميع ويشغلهم ويخشونه ويتداولون أخباره ويتابعون مصابه..والعالم كله يهتم بوفياته..لأنه وباء بينما لا يهتم للمظلومية والقصف والعدوان..على شعوب مستضعفة أخرى ضحاياه عشرات الآلاف تأثراً بآلةٍ إعلامية يقودها منتصر يظن أن القوة بيده فلا حول ولا قوة إلا بالله..
ونحن كمسلمين نستبصرُ بسننِ الله وقوانينه في الكون ونعلم أن الله تعالى حفظنا بما شرعه لنا.. عباد الله..هذا الموضوع يحتاج لتأملات من خلال كتاب الله وسننه الكونية فالله يقول (يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات)والمتخصصون عن أسباب الإصابة بعدد من الأمراض والفيروسات أنها تنتقل من حيوان إلى حيوان إلى إنسان،وأن أكبر الاحتمالات في كورونا مثلاً نقل من الخفاش (الوطواط)وهناك شعوب لا تبالي بما تأكل ولا بما تشرب ولا تحافظ على توازن بيئي وضعه الله لحفظ مقدرات الأرض والإنسان والحيوان والنبات فصنع الله أتقن كلَّ شيء..فالطواعينُ والأوبئة كانت ولا تزال تقع في الناس ولله في خلقه كمال الحكمة والتدبير,عرفها الناس منذ القدم وذكرها العلماء في التاريخ وتكلموا عن أحكامها الشرعية, وعدّها صلى الله عليه وسلم ذلك من أشراط الساعة, فعن عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ.. أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ، فَقَالَ.. “اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ.. مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِسِ، ثُمَّ مُوتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الغَنَمِ . رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ.. “المُوتَانُ هُوَ المَوْتُ الْكَثِيرِ الْوُقُوعِ، وَشَبَّهَهُ بِقُعَاصِ الْغَنَمِ، وَهُوَ دَاءٌ يَأْخُذُ الْغَنَمَ لَا يُلْبِثُهَا إِلَى أَنْ تَمُوتَ. وَقِيلَ.. هُوَ دَاءٌ يَأْخُذُ فِي الصَّدْرِ. وَكَثِيرٌ مِنَ الْأَوْبِئَةِ تُؤَثِّرُ فِي الرِّئَةِ، وَتَحْبِسُ النَّفَسَ، حَتَّى يَمُوتَ المَوْبُوءُ”.أ.هـ والْأَوْبِئَة وَالطَّوَاعِين إما أن تكون ابْتِلَاءً وامتحانا مِنَ اللهِ تَعَالَى أوَعُقُوبَةً معجلة في الدنيا قبل الآخرة(وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ)فقد ابتلي الله أقواماً بالجراد والقُمَّل والضفادع وغيرها من آياتٍ بينات كما وصفها الله..وهي أضعف جنوده لكنها مؤثرة..
وإذ هي أَصَابَتْ مُؤْمِنِينَ قَائِمِينَ بِأَمْرِ اللهِ تَعَالَى فَهُوَ ابْتِلَاءٌ، فَإِنْ صَبَرُوا وَاحْتَسَبُوا أُجِرُوا أَجْرًا عَظِيمًا.فعن عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ.. سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الطَّاعُونِ، فَأَخْبَرَنِي «أَنَّهُ عَذَابٌ يَبْعَثُهُ اللهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ، وَأَنَّ اللهَ جَعَلَهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ، فَيَمْكُثُ فِي بَلَدِهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا، يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُصِيبُهُ إِلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَهُ، إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ شَهِيدٍ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. والأوبئة والأمراض يصيب الله بها من يشاء فلا يمكن الحكم من البشر بأنها عقوبة معين وهذا لا يمنع أن نعلم أن الله جل وعلا أخبر أن ما يحصل للعباد من محن وكوارث ومصائب، فبما كسبت أيديهم، (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ )وجَلَّى الله هذا الأمر في آية يغفل كثير منا عن تدبرها والتأمل فيها (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)فعليك بفهم وحكمة الجمع بين الأمرين.. وَالسنة دَلَّتِ أَنَّ الْفَوَاحِشَ وَالْبَغْيَ سَبَبَانِ لِلْوَبَاءِ، فَفِي الْحَدِيثِ.. «لم تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ في قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ فِي أَسْلَافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا» رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا-.. مَا ظَهَرَ الْبَغْيُ فِي قَوْمٍ قَطُّ إِلَّا ظَهَرَ فِيهِمُ المُوتَانُ والمُوتَانُ هُوَ الوباء الذي يعم الناس فيهلكهم..ولذلك العبرة بآيات الله واجبة فيما يحصل من مخالفة أوامر الله ..وَفِي عَصْرِنَا هَذَا ظَهَرَتْ أَوْبِئَةٌ مَا كَانَتْ تُعْرَفُ مِنْ قَبْلُ؛ حكمة وتدبيرا من الله تعالى وَيَأْذَنُ اللهُ تَعَالَى بهداية الخلق لعلاجها وأخذ اللقاح اللازم لها وكأن هذه إشارات وإنذارات من الله لعباده لينتبهوا ويتيقظوا، )وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ(
ثم اعلم يا عبد الله أن العدوى بالمرض ثابتة، كما قال صلى الله عليه وسلم في البخاري.. فِرَّ مِنَ المَجْذومِ فِرارك تَفِرُّ مِنَ الأسَد وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم لا يُورِدَنَّ مُمْرِضٌ علَى مُصِحٍّ ولذا قال صلى الله عليه وسلم في الطاعون(إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه) متفق عليه سبحان الله العظيم حديث تتجلى فيه فيه دلائل النبوة سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق”حتى أقوى الدول لا تستطيع له فكاكاً ولمَّا وَقَعَ الطَّاعُونُ فِي الشَّامِ وعُمَرُ متَوَجِّهٌ إِلَيْهَا فلما سمع به رَجَعَ بِالنَّاسِ، فعوتب وقيل له.. أتفر من قدر الله؟ فقال رضي الله عنه.. «نَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللهِ إِلَى قَدَرِ اللهِ تَعَالَى». ثم جاء عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وكان غائبا،فحدثهم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال.. “إذا سمعتم بالطاعون في أرض فلا تدخلوها،وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فرارا منه” ،وَكَانَ عُمَرُ لَا يَعْلَمُ بِالْحَدِيثِ فحَمِدَ اللهَ تَعَالَى أَنَّهُ وَافَقَ السُّنَّةَ ولذلك فالأخذ بالأسباب،وعَدَمُ إِلْقَاءِ النَّفْسِ بالتَّهْلُكَةِ،وأَخْذَ اللِّقَاحَاتِ،ولبس الكمامات، وَعَمَلَ الْوِقَايَةِ مِنَ الْوَبَاءِ،وَعَدَمَ مُخَالَطَةِ المَرْضَى،إلا للمضطرين؛لَا يُنَافِي التَّوَكُّلَ على الله.,ولدينا عبر فروع وزارة الصحية من يقوم بدور مشكور ولله الحمد..ونحن أمام هذا المرض الذي أخاف الدول والمنظمات الصحية والأفراد،نوصي كل مسلم ومسلمة بالاعتصام بالله والتوكل عليه وتفويض الأمر إليه والرضا بقضائه.وترك الفزع المؤذي والتخوف غير المبرر فالله يقول(مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ) (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا) (قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنْ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً)وقال صلى الله عليه وسلم..إن الله كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة) ومن وصايا المصطفى عليه الصلاة والسلام واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك” فالواجب على كلّ مسلم أن يُفوِّضَ أمره إلى الله راجيًا طامعًا معتمدًا متوكِّلاً،لا يرجو عافيته وسلامتَه إلَّا من ربِّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى،فلا تزيدُه الأحداثُ ولا يزيدُه حلول المصاب إلا التجاءً واعتصامًا بالله(وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)والواجب على كلِّ مسلم أن يحفظ اللهَ -جلّ وعلا- بحفْظِ طاعته، قال صلى الله عليه وسلم في وصيّته لابن عباس رَضِيَ اللهُ عَنْهُما)احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ،احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَك) فالمحافظة على أوامر الله امتثالًا للمأمور وتركًا للمحظور سببٌ لوقاية العبْد وسلامته وحفْظِ الله جلّ وعلا له في دنياه وأخراه وعَلَى الْعِبَادِ التوبة للهِ تَعَالَى والإنابة إِلَيْهِ،فَيَتْرُكُوا ظُلْمَ أَنْفُسِهِمْ بِالمَعَاصِي وَالْفَوَاحِشِ،وَظُلْمِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا بِالِاعْتِدَاءِ وَأَكْلِ الْحُقُوقِ؛ فَإِنَّهُ مَا نَزَلَ بَلَاءٌ إِلَّا بِذَنْبٍ، وَلَا رُفِعَ إِلَّا بِتَوْبَةٍ.
علينا عباد الله بمحاسبة أنفسنا ومراجعتها، ولننظر للمعاصي المنتشرة، شرك بالله ومنكرات معلنة ومجاهرة وتضييع الصلوات، وأكل للربا والحرام، وقطيعة للأرحام، وإطلاقُ بصرٍ في الحرام، تبرج وسفور،وما أجمل التوبة وإصلاح النفس فلنسارع عباد الله بإصلاح أنفسنا بالتوبة النصوح. (وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) )أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ(ثم بعد ذلك التحصن بذكر الله تبارك وتعالى,فيحرص الإنسان على أذكار الصباح والمساء,التي تحفظك بإذن الله قال صلى الله عليه وسلم(ما من عبدٍ يقولُ في صباحِ كلِّ يومٍ ومساءِ كلِّ ليلةٍ بسمِ اللَّهِ الَّذي لا يضرُّ معَ اسمِهِ شيءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ وَهوَ السَّميعُ العليمُ ثلاثَ مرَّاتٍ إلا لم يضرَّهُ شيء)رواه الترمذي وصححه الألباني وقال صلى الله عليه وسلم)من قرأ آيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه من كل شر)متفق عليه،وقال صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن خبيب رضي الله عنه قل، قلت.. يا رسول الله ما أقول؟ قال(قل هو الله أحد) و(المعوذتين) حين تصبح وحين تمسي ثلاث مرات تكفيك من كل شيء. رواه أبو داود بسند حسن
الخطبة الثانية ...الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وبعد..
عباد الله.. إذا نزلت مثل هذه المصائب وأصيب من أصيب، حينها.. يعرف المؤمن قيمةَ العافية، التي كان صلى الله عليه وسلم يسألها ربه صباح مساء فعن ابن عمر قال.. لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الكلمات حين يمسي وحين يصبح.. اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي. رواه أبو داود فالتوكل على الله يحميك ويرزقك ويكفيك وهذه قيمة إيمانية عظيمة من وصل إليها نال الرضى والاطمئنان ولم تغره البهرجة والمبالغة فتكون واثقة خطوته واضحة رؤيته يتعامل مع ما يصله بثقة وإيمان ورويّة واطمئنان (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ) نسأل الله عز وجل أن يحفظنا ومن نحب من كل سوء وبلاء وغلاء ووباء..
واعلموا أننا أمة ولله الحمد نؤمن بالقضاء والقدر،وأن الله قدر مقادير العباد قبل أن يخلقهم،وأنَّ القلمَ جرى بما أمره ربه،وأن الصحفَ جفت بما قدره الله ولو أنفق العبد مثل أحد ذهبا فلن يتقبل منه حتى يؤمن بالقدر خيره وشره كما قال صلى الله عليه وسلم،وإن مما قضاه الله وأمضاه وقوع الحروب وظهور الأمراض والأوبئة والنوازل بعامّةٍ والمشكلة الكبرى هي بالتعامل معها بعد أن صارت حديثاً ملئ السمع والبصر بالتخوف والرعب الزائد فواجب التنبيه الشرعي لهكذا أمر فمن عادة الناس إذا نزلت نازلة عامة تمس أمنهم وصحتهم واقتصادهم واستقرارهم سيطرت -ولابد- على تفكيرهم، وشُغلت بذكرها ألسنتهم، وصارت حديث مجالسهم،وهم بين مبالغة تصل للكذب أو تخمين ونقل لقيل وقال وما أكثرهم وأما أصحابُ المنهجُ القويم فيسلكون الطريقَ الأمثل،إذا جاءهم أمرٌ من الأمن أو الخوف أرجعوه لأهل العلم والاختصاص وآمنوا بقدر الله وحكمته ومنحته ومصيبته وتوكلوا عليه وتعاملوا مع ما يصلهم برويِّة وانتبهوا للمبالغة فنتذكر والذكرى تنفع المؤمنين بالتعامل مع كل ما ينشر ويصلنا بتعاليم ديننا وشريعة ربنا نفلح وننجح..صحيح لا نتهاون بالأوبئة ولكن لا نبالغ بها!!
فيروس كورونا الحديث بالصين جعل منظمة الصحة العالمية تعلن حالة الطوارئ بسبب انتشاره الواسع وعلمت به الدنيا بأسرها فالعالم اليوم كقرية صغيرة،يحدث الفيروس بمكان بعيد ثم ينتشر ويتسع ويسمع به الجميع ويشغلهم ويخشونه ويتداولون أخباره ويتابعون مصابه..والعالم كله يهتم بوفياته..لأنه وباء بينما لا يهتم للمظلومية والقصف والعدوان..على شعوب مستضعفة أخرى ضحاياه عشرات الآلاف تأثراً بآلةٍ إعلامية يقودها منتصر يظن أن القوة بيده فلا حول ولا قوة إلا بالله..
ونحن كمسلمين نستبصرُ بسننِ الله وقوانينه في الكون ونعلم أن الله تعالى حفظنا بما شرعه لنا.. عباد الله..هذا الموضوع يحتاج لتأملات من خلال كتاب الله وسننه الكونية فالله يقول (يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات)والمتخصصون عن أسباب الإصابة بعدد من الأمراض والفيروسات أنها تنتقل من حيوان إلى حيوان إلى إنسان،وأن أكبر الاحتمالات في كورونا مثلاً نقل من الخفاش (الوطواط)وهناك شعوب لا تبالي بما تأكل ولا بما تشرب ولا تحافظ على توازن بيئي وضعه الله لحفظ مقدرات الأرض والإنسان والحيوان والنبات فصنع الله أتقن كلَّ شيء..فالطواعينُ والأوبئة كانت ولا تزال تقع في الناس ولله في خلقه كمال الحكمة والتدبير,عرفها الناس منذ القدم وذكرها العلماء في التاريخ وتكلموا عن أحكامها الشرعية, وعدّها صلى الله عليه وسلم ذلك من أشراط الساعة, فعن عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ.. أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ، فَقَالَ.. “اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ.. مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِسِ، ثُمَّ مُوتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الغَنَمِ . رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ.. “المُوتَانُ هُوَ المَوْتُ الْكَثِيرِ الْوُقُوعِ، وَشَبَّهَهُ بِقُعَاصِ الْغَنَمِ، وَهُوَ دَاءٌ يَأْخُذُ الْغَنَمَ لَا يُلْبِثُهَا إِلَى أَنْ تَمُوتَ. وَقِيلَ.. هُوَ دَاءٌ يَأْخُذُ فِي الصَّدْرِ. وَكَثِيرٌ مِنَ الْأَوْبِئَةِ تُؤَثِّرُ فِي الرِّئَةِ، وَتَحْبِسُ النَّفَسَ، حَتَّى يَمُوتَ المَوْبُوءُ”.أ.هـ والْأَوْبِئَة وَالطَّوَاعِين إما أن تكون ابْتِلَاءً وامتحانا مِنَ اللهِ تَعَالَى أوَعُقُوبَةً معجلة في الدنيا قبل الآخرة(وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ)فقد ابتلي الله أقواماً بالجراد والقُمَّل والضفادع وغيرها من آياتٍ بينات كما وصفها الله..وهي أضعف جنوده لكنها مؤثرة..
وإذ هي أَصَابَتْ مُؤْمِنِينَ قَائِمِينَ بِأَمْرِ اللهِ تَعَالَى فَهُوَ ابْتِلَاءٌ، فَإِنْ صَبَرُوا وَاحْتَسَبُوا أُجِرُوا أَجْرًا عَظِيمًا.فعن عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ.. سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الطَّاعُونِ، فَأَخْبَرَنِي «أَنَّهُ عَذَابٌ يَبْعَثُهُ اللهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ، وَأَنَّ اللهَ جَعَلَهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ، فَيَمْكُثُ فِي بَلَدِهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا، يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُصِيبُهُ إِلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَهُ، إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ شَهِيدٍ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. والأوبئة والأمراض يصيب الله بها من يشاء فلا يمكن الحكم من البشر بأنها عقوبة معين وهذا لا يمنع أن نعلم أن الله جل وعلا أخبر أن ما يحصل للعباد من محن وكوارث ومصائب، فبما كسبت أيديهم، (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ )وجَلَّى الله هذا الأمر في آية يغفل كثير منا عن تدبرها والتأمل فيها (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)فعليك بفهم وحكمة الجمع بين الأمرين.. وَالسنة دَلَّتِ أَنَّ الْفَوَاحِشَ وَالْبَغْيَ سَبَبَانِ لِلْوَبَاءِ، فَفِي الْحَدِيثِ.. «لم تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ في قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ فِي أَسْلَافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا» رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا-.. مَا ظَهَرَ الْبَغْيُ فِي قَوْمٍ قَطُّ إِلَّا ظَهَرَ فِيهِمُ المُوتَانُ والمُوتَانُ هُوَ الوباء الذي يعم الناس فيهلكهم..ولذلك العبرة بآيات الله واجبة فيما يحصل من مخالفة أوامر الله ..وَفِي عَصْرِنَا هَذَا ظَهَرَتْ أَوْبِئَةٌ مَا كَانَتْ تُعْرَفُ مِنْ قَبْلُ؛ حكمة وتدبيرا من الله تعالى وَيَأْذَنُ اللهُ تَعَالَى بهداية الخلق لعلاجها وأخذ اللقاح اللازم لها وكأن هذه إشارات وإنذارات من الله لعباده لينتبهوا ويتيقظوا، )وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ(
ثم اعلم يا عبد الله أن العدوى بالمرض ثابتة، كما قال صلى الله عليه وسلم في البخاري.. فِرَّ مِنَ المَجْذومِ فِرارك تَفِرُّ مِنَ الأسَد وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم لا يُورِدَنَّ مُمْرِضٌ علَى مُصِحٍّ ولذا قال صلى الله عليه وسلم في الطاعون(إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه) متفق عليه سبحان الله العظيم حديث تتجلى فيه فيه دلائل النبوة سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق”حتى أقوى الدول لا تستطيع له فكاكاً ولمَّا وَقَعَ الطَّاعُونُ فِي الشَّامِ وعُمَرُ متَوَجِّهٌ إِلَيْهَا فلما سمع به رَجَعَ بِالنَّاسِ، فعوتب وقيل له.. أتفر من قدر الله؟ فقال رضي الله عنه.. «نَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللهِ إِلَى قَدَرِ اللهِ تَعَالَى». ثم جاء عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وكان غائبا،فحدثهم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال.. “إذا سمعتم بالطاعون في أرض فلا تدخلوها،وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فرارا منه” ،وَكَانَ عُمَرُ لَا يَعْلَمُ بِالْحَدِيثِ فحَمِدَ اللهَ تَعَالَى أَنَّهُ وَافَقَ السُّنَّةَ ولذلك فالأخذ بالأسباب،وعَدَمُ إِلْقَاءِ النَّفْسِ بالتَّهْلُكَةِ،وأَخْذَ اللِّقَاحَاتِ،ولبس الكمامات، وَعَمَلَ الْوِقَايَةِ مِنَ الْوَبَاءِ،وَعَدَمَ مُخَالَطَةِ المَرْضَى،إلا للمضطرين؛لَا يُنَافِي التَّوَكُّلَ على الله.,ولدينا عبر فروع وزارة الصحية من يقوم بدور مشكور ولله الحمد..ونحن أمام هذا المرض الذي أخاف الدول والمنظمات الصحية والأفراد،نوصي كل مسلم ومسلمة بالاعتصام بالله والتوكل عليه وتفويض الأمر إليه والرضا بقضائه.وترك الفزع المؤذي والتخوف غير المبرر فالله يقول(مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ) (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا) (قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنْ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً)وقال صلى الله عليه وسلم..إن الله كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة) ومن وصايا المصطفى عليه الصلاة والسلام واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك” فالواجب على كلّ مسلم أن يُفوِّضَ أمره إلى الله راجيًا طامعًا معتمدًا متوكِّلاً،لا يرجو عافيته وسلامتَه إلَّا من ربِّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى،فلا تزيدُه الأحداثُ ولا يزيدُه حلول المصاب إلا التجاءً واعتصامًا بالله(وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)والواجب على كلِّ مسلم أن يحفظ اللهَ -جلّ وعلا- بحفْظِ طاعته، قال صلى الله عليه وسلم في وصيّته لابن عباس رَضِيَ اللهُ عَنْهُما)احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ،احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَك) فالمحافظة على أوامر الله امتثالًا للمأمور وتركًا للمحظور سببٌ لوقاية العبْد وسلامته وحفْظِ الله جلّ وعلا له في دنياه وأخراه وعَلَى الْعِبَادِ التوبة للهِ تَعَالَى والإنابة إِلَيْهِ،فَيَتْرُكُوا ظُلْمَ أَنْفُسِهِمْ بِالمَعَاصِي وَالْفَوَاحِشِ،وَظُلْمِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا بِالِاعْتِدَاءِ وَأَكْلِ الْحُقُوقِ؛ فَإِنَّهُ مَا نَزَلَ بَلَاءٌ إِلَّا بِذَنْبٍ، وَلَا رُفِعَ إِلَّا بِتَوْبَةٍ.
علينا عباد الله بمحاسبة أنفسنا ومراجعتها، ولننظر للمعاصي المنتشرة، شرك بالله ومنكرات معلنة ومجاهرة وتضييع الصلوات، وأكل للربا والحرام، وقطيعة للأرحام، وإطلاقُ بصرٍ في الحرام، تبرج وسفور،وما أجمل التوبة وإصلاح النفس فلنسارع عباد الله بإصلاح أنفسنا بالتوبة النصوح. (وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) )أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ(ثم بعد ذلك التحصن بذكر الله تبارك وتعالى,فيحرص الإنسان على أذكار الصباح والمساء,التي تحفظك بإذن الله قال صلى الله عليه وسلم(ما من عبدٍ يقولُ في صباحِ كلِّ يومٍ ومساءِ كلِّ ليلةٍ بسمِ اللَّهِ الَّذي لا يضرُّ معَ اسمِهِ شيءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ وَهوَ السَّميعُ العليمُ ثلاثَ مرَّاتٍ إلا لم يضرَّهُ شيء)رواه الترمذي وصححه الألباني وقال صلى الله عليه وسلم)من قرأ آيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه من كل شر)متفق عليه،وقال صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن خبيب رضي الله عنه قل، قلت.. يا رسول الله ما أقول؟ قال(قل هو الله أحد) و(المعوذتين) حين تصبح وحين تمسي ثلاث مرات تكفيك من كل شيء. رواه أبو داود بسند حسن
الخطبة الثانية ...الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وبعد..
عباد الله.. إذا نزلت مثل هذه المصائب وأصيب من أصيب، حينها.. يعرف المؤمن قيمةَ العافية، التي كان صلى الله عليه وسلم يسألها ربه صباح مساء فعن ابن عمر قال.. لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الكلمات حين يمسي وحين يصبح.. اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي. رواه أبو داود فالتوكل على الله يحميك ويرزقك ويكفيك وهذه قيمة إيمانية عظيمة من وصل إليها نال الرضى والاطمئنان ولم تغره البهرجة والمبالغة فتكون واثقة خطوته واضحة رؤيته يتعامل مع ما يصله بثقة وإيمان ورويّة واطمئنان (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ) نسأل الله عز وجل أن يحفظنا ومن نحب من كل سوء وبلاء وغلاء ووباء..