الحمدُ للهِ ربِّ العَالمينَ،أَغنانا بِكِاتَبِهِ المُبينِ،وسُنةِ نَبيهِ الأمين وأشهدُ أنّ لا إِلهَ إلا الله وحدّهُ لاشَريكَ لهُ وأشهدُ أن مُحَمَداً عبدُهُ ورَسُولُه بَلَّغَ الرِسَالةَ ونصَحَ الأُمةَ وترَكَها على المحجةِ البيضَاءِ لايزيغُ عنها إلا الهالكون صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وأصحابه،وسَلَّمَ تسليماً كثيراً إلى يومِ يبعثونَ أما بعد.فاتقوا الله عباد الله
وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ) عماد الدين إيمان الناس وتوحيدهم ولذلك جاء التحذير قوياً عن [السحر]وسائله المشابهة التي بات أُناسٌ يتداولونها من كهانة وأبراج وألعاب خِفَّة بل وادِّعاء علم الغيب والتنجيم مما يُنشر في الوسائل والقنوات خاصةً نهاية العام الميلادي والناس ربما لا يعلمون شرَّها وضررها أو يرد بعضهم اتصالات بزعم وضع السحر أو فكه أو اتصال بالمنجمين ممن يدَّعي معرفة الغيب ليأخذوا رأيهم..حتى عمت البليّة بهذا الأمر ولاحول ولا قوة إلا بالله..وتحدث القرآنُ أنه ضلالةٌ وكفر يَنتُجُ عَنهُ التَفريقُ بينَ المرءِ وزوجِهِ وقِس على ذَلِكَ ما تَشَاءُ مِن التَفريقِ بين الأمُ وأَبنائِها والوالدِ وولدهِ وغيرهم..مما يدعو للتنبيه عن خطر السِحرِ والشَعوذَةِ في المجتَمَعِ فالسحرُ جزاءُ رَادِعُ لمن يبغضون من حقدهم ولما يحيك في نفوسهم الشرِّيرة من مؤامرات وأخذ مالٍ حرام وتفريقِ أسر وهدمِ المُجتَمَعِ وضيَاعِ الأفرادِ ومايُصَاحِبُ ذلكَ من هوىً مُتَّبَع..وضعف إيمانٍ مما يجعله تجارةً سائغةً موجودةً في المجتمعِ ثم ينتشر مع الأسف بمتابعة البعض لحيله ونشر برامجه رغمَ أنه موضوع يتعلق بتوحيد الناسِ وعَقِيدَّتِهم ولدى غالبهم جهلٌ بحكم السحر ووسائله وحكم الاستعانة بالكهنة والسحرة ولو للتسلية ولنعلم أنَنَا بِحَاجَةٍ إلى التَوحيدِ في كُلِّ شيءٍ،مع تغيراتٍ سريعة في عقيدة البعض وتساهل داخل نفسِ الإنسان..
وإنَّ نفسَاً تُهَذَبُ بالصيامِ وبِالزُهدِ والوَرَعِ بِحَاجَةٍ للإخلاصِ واستذكار دائم للتوحيد وكلنا بحاجةٍ إليه لأنها تتقلب على صاحبها ولولا ضعف التوحيد لدى البعض لما رأيت مسلماً يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويُصلِّي ويصومُ ويقومُ بشعائر الدين لكنَّه يجهلُ بالتوحيد فإما يُشركُ بالله ولياً أو قبراً أو يتجه للسحرة والكهنة ويستعين بهم،وبعضهم يُلبِّسُ على الناس عبر ألعابِ خفة ومؤثرات كأنها سحر جهلاً وتجاوزاً وهنا ندرك تماماً أهمية دعوة الرسل عليهم السلام وأهمية استحضارها والتأكيد عليها فقد كان عمق رسالتهم(وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)
الذهابُ للسحرة إخوتي غالباً بزعم طلبِ شفاءٍ من مرضٍ أو وَهْمِ يتوهَّمه الإنسان في نفسه أو لعقمٍ يصيبُ الزوجين وأحياناً للإيهام بنجاح زواجٍ أو علاقةٍ ولتحقيق نجاحٍ يعتقدُه الإنسان أو للتخلُّصِ مِن عدوٍ يراه،ولا يدري هذا المسكين أنَّه فقد المعنى الحقيقي للا إله إلا الله تلك الكلمة التي حملها بين جنبيه وردَّدَها بلسانِه وأشهرها وأعلنها مبدأً من مبادئه لكنه يفقد معنى هذه الكلمة حينما يسلم نفسه للساحر أو كاهن ليفعل به ما يراه يقول جل وعلا (أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ)أو عبثاً ولعباً بزعم الحيلة والسحر وكلُّ ذلك من ضعفِ الإيمان فهو سببٌ للمشكلات حين يَقلُّ توكلُ الإنسان على ربه فتضعفُ نفسُه لدواعي الشيطان ومهلكاته بالسحر وغيره..وكذلك الجهلُ بالدين وقِلَّةُ العِلْم فأكثر من يرتاد السحر ويُمارس ألعابه لا يعلمون أنه منكر و كفر بل يظن بعضهم أن السحرة كالقُرَّاء بالرقية الشرعية من إيهامهم أو سببٌ للتفريج عن مريضٍ أو مصابٍ أو خدمةٌ لقريب له أو صديق،أو لم يعلموا بقوله صلى الله عليه وسلم(من أتى ساحراً فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد)رواه أحمد وقوله(من أتى كاهناً أو عرافاً فسأله لم تقبل له صلاةٌ أربعين يوماً)وعدّه العلماء أيضاً من نواقض الإسلام والمشكلة نرى من يسوّقه للناس كموهبة ولعبة وهذه مصيبة لاشك فبعض القنوات تعرض لنا هذه البائقة التي عدَّها رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات من خلال برامجَ للمواهب كأعجوبة!!وأطفالنا كذلك يشاهدون أفلاماً كرتونية تُظهر سِحْراً وسحرة وأثرهم القوي حتى أن الساحر منهم بعصاه ذي النجمة يستطيع تحويل كل شيء لما يحب،من تحويل الجو وبناء القصور في لحظة والمدافعة عن المظلومين فيُحبّْه الطفل الصغير وقد يُقلِّده..أو أفلام ومسلسلات تستعين بالسحرة ولجوءٍ إليهم عند الشدائد أو ما تقوم به بعض الإذاعات والقنوات من لقاء بالمنجمين خاصةً رأس السنة الميلادية بعد أيام ومدعي علم الغيب في ربطهم بالناس عبر تواريخ الميلاد لمعرفة أحوالهم أو بعرض برامج الألعاب والخدع التي تُصور كأنَّها سحر أفلا ترون أن لذلك تأثيرٌ على الأسرة المسلمة الموحِّدة؟بل بعضهم يعرض حلقات اسمها هكذا[كيف تتعلم السحر] وشعوذة الأبراج والحظوظ الأسبوعية وكذلك عبر العمالة المنزلية..
عباد الله..ومن الضلال الذي يعيشه السحرة أحوالٌ غريبة شاذة أُنزِّهُ أسماعَكم وهذا المنبر من ذكرها (وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى)ولذلك كان حد الساحر ضرب عنقه بالسيف (وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ)ومما يساعد السحرة و يجعلُ سوقَهم رائجة..الوهم الذي يصيب البعض منا لأي هاجسٍ يُصابُ به أو حالة نفسيه طبيعية أو مرض غير معروف للوهلة الأولى خاصةً النساء ممن يُسارعن للشك بأن أيَّ شيءٍ يَحدثُ أو وهَم عملٌ من السحر ثم يذهبون للسحرة ويصدّقونهم فيما يقولون ويدفعون المبالغَ الطائلة لهم والإشراك بالله في بعض الأحيان إما بقولٍ فيه شرك أو بذبحٍ لغير الله وهذه من الطوام،وعلى فرض أن السحر وقع حقيقة لا تجد أننا نسعى لكتاب الله نطلب فيه الشفاء الذي يقول الله تعالى عنه(وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ)والقرآنُ أثبت أن فيه علاج لأمراضٍ مع اليقين والتوكل وقبل ذلك الحرص على الأوراد والأذكار الحافظة للإنسان من كلِّ شرٍّ وكذلك الرقى الشرعية المفصلة في كتب الشريعة..أعوذ بالله من الشيطان الرجيم..(قل أعوذ برب الفلق....) (قل أعوذ برب الناس....)أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه
الخطبة الثانية..الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ..وبعد..
لكل داءٍ دواء علمه من علمه وجهله من جهله إلا الموت كما ورد بالحديث وهناك طرقٌ شرعيةٌ لعلاج السحر والوقاية منه يجب معرفتها وتوجيه الناس لها منها الصبرُ وقوته على المرض أو الوهم وعدم الخوف والضعف فضعيفُ الإرادة ذا الإيمان الضعيف مًعرَّضٌ لها وكذلك الصبر بعدم التعجل للشفاء مع استخدام الرُّقَى الشرعيةِ ولو طالت فلقد جلس النبيُّ صلى الله عليه و سلم ستة أشهر يرقي نفسه وصبرُ الإنسان رافع له درجاته و زيادةٌ لحسناته فإنه ابتلاء..ثمَّ قوِّ إيمانك بالله واستحضر توحيده رباً معبوداً واتكل عليه واستعذ به من شياطين الإنس والجن كما قال سبحانه وتعالى(وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ*وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ)ووجهك(وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)وقراءة المعوذات والتخلص دوماً بالأوراد وآية الكرسي واجعل قلبك أخي المؤمن مملوءاً بتقوى الله ومخافته في السر و العلن..وتوكل عليه فهو حسبك ونعم الوكيل ثم انتبه من ظلم غيرك من زوجةٍ أو عامل أو خادم أو غيرهم لأنه يورث البُغضَ أو العداوة للمظلوم ينسى معه خوف الله فيلجئه لظلمٍ يوقعه في ضلالة وخطأ..ثم تقرَّبْ لله سبحانه وتعالى بما يناسبك من قربات تساعدك بإذن الله كقراءة القرآن والإكثار منها آناء الليل وأطراف النهار واحرصْ على وردٍ يومي صباحاً ومساءً وتعليمه للأولاد والزوجات وكذلك صدقة وإنفاق لله تقي مصارع السوء وكذلك إحسانٌ للغير بأنواعه..وجدّدِ التوبةَ لله عز وجل من كلِّ ذنبٍ ترتكبه فالفسادُ الذي يحصل ونشر المنكرات مرتعٌ خصبٌ لهذه البوائق واستمرائها لدى الفردِ والمجتمع وإقامةُ التوحيد والإيمان بالله وفعلِ أوامرِه واجتناب نواهيه كفيلةٌ لتحبطَ كيدَ الساحر حيث أتى وتلغيَ كلَّ دورٍ للوسوسة بالسحر وللهم والغم مما يعتري البعض وما كان للسحر أن ينتشر لولا ضعف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيجب علينا جميعاً أفراداً و مسئولين أن ندرك أننا مسئولون عن مقاومة الشركِ وغيره في بلادنا بفضح كل من يريد التأثير على توحيد بلادنا وعقيدتنا وأخلاقنا وقيمنا ولذلك لزم البيان والتوضيح وعليكم البلاغ والتبليغ عنهم ولا ننكر جهداً عظيماً لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مواجهة هؤلاء المفسدين ومما يجدر نشره هذا الدين بتعليمه للناس في المساجد والجوامع والمدارس والمنتديات فالجهل كما ذكرنا بابٌ لكل شر وفتنة فما بالكم جهلٌ بالتوحيد..اللهم احمنا وأسرنا وجميع المسلمين من كل من في نفسه شر وفتنة وردّ كيد السحرة والمشعوذين في نحورهم واكف البلاد والعباد خطرهم وضررهم إنك سميع مجيب..اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين وامنن عليهم بالشفاء التام فضلاٍ منك ورحمة اللهم وفق ولاة أمورنا لما تحب وترضى وخذ بنواصيهم للبر والتقوى وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة التي تدلهم على الخير وتأمرمهم به..اللهم انصر جنودنا....
و صلى الله و سلم و بارك على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ) عماد الدين إيمان الناس وتوحيدهم ولذلك جاء التحذير قوياً عن [السحر]وسائله المشابهة التي بات أُناسٌ يتداولونها من كهانة وأبراج وألعاب خِفَّة بل وادِّعاء علم الغيب والتنجيم مما يُنشر في الوسائل والقنوات خاصةً نهاية العام الميلادي والناس ربما لا يعلمون شرَّها وضررها أو يرد بعضهم اتصالات بزعم وضع السحر أو فكه أو اتصال بالمنجمين ممن يدَّعي معرفة الغيب ليأخذوا رأيهم..حتى عمت البليّة بهذا الأمر ولاحول ولا قوة إلا بالله..وتحدث القرآنُ أنه ضلالةٌ وكفر يَنتُجُ عَنهُ التَفريقُ بينَ المرءِ وزوجِهِ وقِس على ذَلِكَ ما تَشَاءُ مِن التَفريقِ بين الأمُ وأَبنائِها والوالدِ وولدهِ وغيرهم..مما يدعو للتنبيه عن خطر السِحرِ والشَعوذَةِ في المجتَمَعِ فالسحرُ جزاءُ رَادِعُ لمن يبغضون من حقدهم ولما يحيك في نفوسهم الشرِّيرة من مؤامرات وأخذ مالٍ حرام وتفريقِ أسر وهدمِ المُجتَمَعِ وضيَاعِ الأفرادِ ومايُصَاحِبُ ذلكَ من هوىً مُتَّبَع..وضعف إيمانٍ مما يجعله تجارةً سائغةً موجودةً في المجتمعِ ثم ينتشر مع الأسف بمتابعة البعض لحيله ونشر برامجه رغمَ أنه موضوع يتعلق بتوحيد الناسِ وعَقِيدَّتِهم ولدى غالبهم جهلٌ بحكم السحر ووسائله وحكم الاستعانة بالكهنة والسحرة ولو للتسلية ولنعلم أنَنَا بِحَاجَةٍ إلى التَوحيدِ في كُلِّ شيءٍ،مع تغيراتٍ سريعة في عقيدة البعض وتساهل داخل نفسِ الإنسان..
وإنَّ نفسَاً تُهَذَبُ بالصيامِ وبِالزُهدِ والوَرَعِ بِحَاجَةٍ للإخلاصِ واستذكار دائم للتوحيد وكلنا بحاجةٍ إليه لأنها تتقلب على صاحبها ولولا ضعف التوحيد لدى البعض لما رأيت مسلماً يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويُصلِّي ويصومُ ويقومُ بشعائر الدين لكنَّه يجهلُ بالتوحيد فإما يُشركُ بالله ولياً أو قبراً أو يتجه للسحرة والكهنة ويستعين بهم،وبعضهم يُلبِّسُ على الناس عبر ألعابِ خفة ومؤثرات كأنها سحر جهلاً وتجاوزاً وهنا ندرك تماماً أهمية دعوة الرسل عليهم السلام وأهمية استحضارها والتأكيد عليها فقد كان عمق رسالتهم(وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)
الذهابُ للسحرة إخوتي غالباً بزعم طلبِ شفاءٍ من مرضٍ أو وَهْمِ يتوهَّمه الإنسان في نفسه أو لعقمٍ يصيبُ الزوجين وأحياناً للإيهام بنجاح زواجٍ أو علاقةٍ ولتحقيق نجاحٍ يعتقدُه الإنسان أو للتخلُّصِ مِن عدوٍ يراه،ولا يدري هذا المسكين أنَّه فقد المعنى الحقيقي للا إله إلا الله تلك الكلمة التي حملها بين جنبيه وردَّدَها بلسانِه وأشهرها وأعلنها مبدأً من مبادئه لكنه يفقد معنى هذه الكلمة حينما يسلم نفسه للساحر أو كاهن ليفعل به ما يراه يقول جل وعلا (أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ)أو عبثاً ولعباً بزعم الحيلة والسحر وكلُّ ذلك من ضعفِ الإيمان فهو سببٌ للمشكلات حين يَقلُّ توكلُ الإنسان على ربه فتضعفُ نفسُه لدواعي الشيطان ومهلكاته بالسحر وغيره..وكذلك الجهلُ بالدين وقِلَّةُ العِلْم فأكثر من يرتاد السحر ويُمارس ألعابه لا يعلمون أنه منكر و كفر بل يظن بعضهم أن السحرة كالقُرَّاء بالرقية الشرعية من إيهامهم أو سببٌ للتفريج عن مريضٍ أو مصابٍ أو خدمةٌ لقريب له أو صديق،أو لم يعلموا بقوله صلى الله عليه وسلم(من أتى ساحراً فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد)رواه أحمد وقوله(من أتى كاهناً أو عرافاً فسأله لم تقبل له صلاةٌ أربعين يوماً)وعدّه العلماء أيضاً من نواقض الإسلام والمشكلة نرى من يسوّقه للناس كموهبة ولعبة وهذه مصيبة لاشك فبعض القنوات تعرض لنا هذه البائقة التي عدَّها رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات من خلال برامجَ للمواهب كأعجوبة!!وأطفالنا كذلك يشاهدون أفلاماً كرتونية تُظهر سِحْراً وسحرة وأثرهم القوي حتى أن الساحر منهم بعصاه ذي النجمة يستطيع تحويل كل شيء لما يحب،من تحويل الجو وبناء القصور في لحظة والمدافعة عن المظلومين فيُحبّْه الطفل الصغير وقد يُقلِّده..أو أفلام ومسلسلات تستعين بالسحرة ولجوءٍ إليهم عند الشدائد أو ما تقوم به بعض الإذاعات والقنوات من لقاء بالمنجمين خاصةً رأس السنة الميلادية بعد أيام ومدعي علم الغيب في ربطهم بالناس عبر تواريخ الميلاد لمعرفة أحوالهم أو بعرض برامج الألعاب والخدع التي تُصور كأنَّها سحر أفلا ترون أن لذلك تأثيرٌ على الأسرة المسلمة الموحِّدة؟بل بعضهم يعرض حلقات اسمها هكذا[كيف تتعلم السحر] وشعوذة الأبراج والحظوظ الأسبوعية وكذلك عبر العمالة المنزلية..
عباد الله..ومن الضلال الذي يعيشه السحرة أحوالٌ غريبة شاذة أُنزِّهُ أسماعَكم وهذا المنبر من ذكرها (وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى)ولذلك كان حد الساحر ضرب عنقه بالسيف (وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ)ومما يساعد السحرة و يجعلُ سوقَهم رائجة..الوهم الذي يصيب البعض منا لأي هاجسٍ يُصابُ به أو حالة نفسيه طبيعية أو مرض غير معروف للوهلة الأولى خاصةً النساء ممن يُسارعن للشك بأن أيَّ شيءٍ يَحدثُ أو وهَم عملٌ من السحر ثم يذهبون للسحرة ويصدّقونهم فيما يقولون ويدفعون المبالغَ الطائلة لهم والإشراك بالله في بعض الأحيان إما بقولٍ فيه شرك أو بذبحٍ لغير الله وهذه من الطوام،وعلى فرض أن السحر وقع حقيقة لا تجد أننا نسعى لكتاب الله نطلب فيه الشفاء الذي يقول الله تعالى عنه(وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ)والقرآنُ أثبت أن فيه علاج لأمراضٍ مع اليقين والتوكل وقبل ذلك الحرص على الأوراد والأذكار الحافظة للإنسان من كلِّ شرٍّ وكذلك الرقى الشرعية المفصلة في كتب الشريعة..أعوذ بالله من الشيطان الرجيم..(قل أعوذ برب الفلق....) (قل أعوذ برب الناس....)أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه
الخطبة الثانية..الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ..وبعد..
لكل داءٍ دواء علمه من علمه وجهله من جهله إلا الموت كما ورد بالحديث وهناك طرقٌ شرعيةٌ لعلاج السحر والوقاية منه يجب معرفتها وتوجيه الناس لها منها الصبرُ وقوته على المرض أو الوهم وعدم الخوف والضعف فضعيفُ الإرادة ذا الإيمان الضعيف مًعرَّضٌ لها وكذلك الصبر بعدم التعجل للشفاء مع استخدام الرُّقَى الشرعيةِ ولو طالت فلقد جلس النبيُّ صلى الله عليه و سلم ستة أشهر يرقي نفسه وصبرُ الإنسان رافع له درجاته و زيادةٌ لحسناته فإنه ابتلاء..ثمَّ قوِّ إيمانك بالله واستحضر توحيده رباً معبوداً واتكل عليه واستعذ به من شياطين الإنس والجن كما قال سبحانه وتعالى(وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ*وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ)ووجهك(وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)وقراءة المعوذات والتخلص دوماً بالأوراد وآية الكرسي واجعل قلبك أخي المؤمن مملوءاً بتقوى الله ومخافته في السر و العلن..وتوكل عليه فهو حسبك ونعم الوكيل ثم انتبه من ظلم غيرك من زوجةٍ أو عامل أو خادم أو غيرهم لأنه يورث البُغضَ أو العداوة للمظلوم ينسى معه خوف الله فيلجئه لظلمٍ يوقعه في ضلالة وخطأ..ثم تقرَّبْ لله سبحانه وتعالى بما يناسبك من قربات تساعدك بإذن الله كقراءة القرآن والإكثار منها آناء الليل وأطراف النهار واحرصْ على وردٍ يومي صباحاً ومساءً وتعليمه للأولاد والزوجات وكذلك صدقة وإنفاق لله تقي مصارع السوء وكذلك إحسانٌ للغير بأنواعه..وجدّدِ التوبةَ لله عز وجل من كلِّ ذنبٍ ترتكبه فالفسادُ الذي يحصل ونشر المنكرات مرتعٌ خصبٌ لهذه البوائق واستمرائها لدى الفردِ والمجتمع وإقامةُ التوحيد والإيمان بالله وفعلِ أوامرِه واجتناب نواهيه كفيلةٌ لتحبطَ كيدَ الساحر حيث أتى وتلغيَ كلَّ دورٍ للوسوسة بالسحر وللهم والغم مما يعتري البعض وما كان للسحر أن ينتشر لولا ضعف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيجب علينا جميعاً أفراداً و مسئولين أن ندرك أننا مسئولون عن مقاومة الشركِ وغيره في بلادنا بفضح كل من يريد التأثير على توحيد بلادنا وعقيدتنا وأخلاقنا وقيمنا ولذلك لزم البيان والتوضيح وعليكم البلاغ والتبليغ عنهم ولا ننكر جهداً عظيماً لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مواجهة هؤلاء المفسدين ومما يجدر نشره هذا الدين بتعليمه للناس في المساجد والجوامع والمدارس والمنتديات فالجهل كما ذكرنا بابٌ لكل شر وفتنة فما بالكم جهلٌ بالتوحيد..اللهم احمنا وأسرنا وجميع المسلمين من كل من في نفسه شر وفتنة وردّ كيد السحرة والمشعوذين في نحورهم واكف البلاد والعباد خطرهم وضررهم إنك سميع مجيب..اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين وامنن عليهم بالشفاء التام فضلاٍ منك ورحمة اللهم وفق ولاة أمورنا لما تحب وترضى وخذ بنواصيهم للبر والتقوى وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة التي تدلهم على الخير وتأمرمهم به..اللهم انصر جنودنا....
و صلى الله و سلم و بارك على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
