الحمد لله أمرنا بالإحسان،وأشهد أن لا إله إلا الله الرحيم الرحمن،وأشهد ألا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أمر بكل فعل خيرٍ وبرٍ يُدخل للجنان صلى الله وسلم عليه وعلى صحبه وسلم تسليماً..
أَمَّا بَعدُ..فاتقوا الله عباد الله واعلموا أنَّ الإِسلامُ دِينُ عِبَادَةٍ وَمُعَامَلَةِ،دِينُ طَهَارَةِ القَلبِ وَإِصلاحِ القَالَبِ،دِينُ صَّبرِ وَمرحمَةِ،دِينٌ الإيمان به بمحبة الأخ لأَخِيهِ مِنَ الخَيرِ مَا يُحِبُّهُ لِنَفسِهِ..دينٌ من واجباته الوصل والتواصل بين الناس خاصةً المحتاج والمريض الذي يُنهَكُ بِالدَّاءِ جَسَدُهُ،وَتَضعُفُ قُوَّتُهُ وَتَنقَطِعُ حِيلَتُهُ،فيرقُّ قلبُه وَيَلطُفُ إِحسَاسُهُ،فَتَرَاهُ يَفرَحُ بِالزِّيَارَةِ وَيَأنَسُ بِالعِيَادَةِ،وَيَشتَاقُ لِمَن غَابَ وَيَهَشُّ لِمَن حَضَرَ،حين يُعرض عنه إخوانه..ولِلمَرضَى حقٌ عَلَى إِخوَانِهِم لَو عَلِمُوهُ وَاحتَسَبُوهُ لَمَا تَوَانَوا عَن زِيَارَتِهِم لَحظَةً وَاحِدَةً،فيفرحون بهم وبمَجِيئِهِم،ولَوِ استَحضَر زائر المريض ذلك ما فارقهم سَاعَةً،وَمَن جَرَّبَ البَلاءَ يَومًا عَرَفَ قِيمَةَ العَافِيَةِ،وَمَن رَقَدَ عَلَى سَرِيرِ المَرَضِ ثَمَّنَ قَدرَ الزِّيَارَةِ..والإسلامُ عُنِيَ بهذَا الجَانِبِ،وَأَولاهُ اهتماماً عَظِيمًا فهو حَقٌّ للمُسلِمِ عَلَى المُسلِمِ،وله أجرٌ عظيم وثوابٌ جزيل؛قَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-.."حَقُّ المُسلِمِ عَلَى المُسلِمِ خمسٌ..رَدُّ السَّلامِ،وَعِيَادَةُ المَرِيضِ،وَاتِّبَاعُ الجَنَائِزِ،وَإِجَابَةُ الدَّعوَةِ،وَتَشمِيتُ العَاطِسِ"ولزائر المرضى عبرةٌ كُبرى وراحة نفسٍ عُظمى وأُنسٌ ولذة لا يَذُوقُهَا إِلاَّ مَن جَرَّبَهَا؛وَكَيفَ لا؟قال صلى الله عليه وسلم"مَن عَادَ مَرِيضًا،أَو زَارَ أَخًا لَهُ في اللهِ؛نَادَاهُ مُنَادٍ بِأَن طِبتَ وَطَابَ ممشَاكَ وَتَبَوَّأتَ مِنَ الجَنَّةِ مَنزِلاً"أخرجه الترمذي..ومع الأسف تجد من يفرِّطُ بهذا الأجر ويتناساه غير مهتم بما عِندَ اللهِ مِنَ أجرٍ لِمَنِ احتَسَبَ؛والمفرّط بحقوق إخوانه هذه على بساطتها سيخاطبه الله كما في الحديث القدسي"يَا بنَ آدَمَ،مَرِضتُ فَلَم تَعُدْني!قَالَ..يَا رَبِّ كَيفَ أَعُودُكَ وَأَنتَ رَبُّ العَالَمِينَ؟قَالَ..أَمَا عَلِمتَ أَنَّ عَبدِي فُلانًا مَرِضَ فَلَم تَعُدْهُ؟أَمَا عَلِمتَ أَنَّكَ لَو عُدتَهُ لَوَجَدتَني عِندَهُ ؟".
إِنَّ القُلُوبَ حِينَ تغفل عَنِ احتِسَابِ الأَجرِ،وابتِغَاءِ الثَّوَابِ فَلا تَسَلْ عَن قَسوَتِهَا حَينَئِذٍ وَتَصَلُّدِهَا،وَنِسيَانِهَا حَقَّ المُسلِمِ عَلَى المُسلِمِ! ومَا أَكرَمَهُ -عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ- وَمَا أَرحَمَهُ! وَمَا أَنبَلَ خُلُقَهُ وَمَا أَزكَى نَفسَهُ!في البُخَارِيِّ أنه كَانَ غُلامٌ يَهُودِيٌّ يَخدِمُ النَّبيَّ فَمَرِضَ، فَأَتَاهُ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- يَعُودُهُ،فَقَعَدَ عِندَ رَأسِهِ فَقَالَ لَهُ.."أَسلِمْ"؛ فَنَظَرَ إِلى أَبِيهِ وَهُوَ عِندَهُ فَقَالَ.. "أَطِعْ أَبَا القَاسِمِ فَأَسلَمَ،فَخَرَجَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ.."الحَمدُ للهِ الَّذِي أَنقَذَهُ مِنَ النَّارِ"فَلا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ!هَذَا محمدٌ رَسُولُ اللهِ،أَفضَلُ خَلقِ اللهِ عُنصُرًا وَأَنفَسُهُم مَعدِنًا، وَأَرفَعُهُم مَكَانَةً، وَأَعلاهُم قَدرًا، وَأَعلَمُهُم وَأَكرَمُهُم وَأَرحَمُهُم، وَذَاكَ غُلامٌ وَيَهُودِيٌّ أَيضًا، وَمَعَ هَذَا زَارَهُ الرَّؤُوفُ الرَّحِيمُ؛فَمَا أَطهَرَهُ مِن قَلبٍ وَمَا أَزكَاهَا مِن نَفسٍ!إنه قَلبٌ رَقِيقٌ حَتى مَعَ مخالفيه،وَنَفسٌ تَرحَمُ الجميع!؛فَأَينَ قُسَاةُ القُلُوبِ اليَومَ مِن هَذَا الخُلُقِ العَظِيمِ؟أَينَ مَن لا يَعنِيهِم أَمرُ مَرضَاهُم ولا بخدمتهم وَلا يَحفِلُونَ بِشَأنِهِم؟أَكُلَّ هَذَا زُهدًا في الأَجرِ وَاستِغنَاءً عَنِ الرَّحمَةِ؟!أَكُلَّ هَذَا قَسوَةً في القُلُوبِ وَمَرَضًا في النُّفُوسِ؟أَكُلَّ هَذَا رَغبَةً عَن إِرضَاءِ رَبِّهِم وَمَولاهُم؟!قَالَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ.."مَن عَادَ مَرِيضًا لم يَزَلْ يَخُوضُ الرَّحمَةَ حَتى يَجلِسَ، فَإِذَا جَلَسَ اغتَمَسَ فِيهَا" وَقَالَ.. "إِذَا عَادَ الرَّجُلُ أَخَاهُ المُسلِمَ مَشَى في خِرَافَةِ الجَنَّةِ حَتى يَجلِسَ، فَإِذَا جَلَسَ غَمَرَتهُ الرَّحمَةُ، فَإِنْ كَانَ غُدوَةً صَلَّى عَلَيهِ سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ حَتى يُمسِيَ، وَإِنْ كَانَ عَشِيًّا صَلَّى عَلَيهِ سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ حَتى يُصبِحَ".رواه أحمد..
إِنَّهَا رَحَمَاتٌ يَخُوضُ فِيهَا زائر المريض وَهُوَ يَمشِي،فَإِذَا جَلَسَ غَمَرَتهُ وَغَطَّتهُ،وَصَلَوَاتٌ وَدَعَوَاتٌ ممَّن لا يَعصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُم وَيَفعَلُونَ مَا يُؤمَرُونَ؛فيا خسارة المقصرين والمفرطين بهذه الأجور ويا قساوة قلوبهم..دخل صلى الله عليه وسلم على ولده إبراهيم فَقَبَّلَهُ وَشَمَّهُ،ثم دَخَل عَلَيهِ بَعدَ ذَلِكَ وهو يَجُودُ بِنَفسِهِ،فَجَعَلَت عَينَاه صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ تَذرِفَانِ.فَقَالَ لَهُ عَبدُ الرَّحمَنِ بنُ عَوفٍ..وَأَنتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟فَقَالَ.."يَا بنَ عَوفٍ إِنَّهَا رَحمَةٌ" ثم أَتبَعَهَا بِأُخرَى فَقَالَ.."إِنَّ العَينَ تَدمَعُ وَالقَلبَ يَحزَنُ،وَلا نَقُولُ إِلاَّ مَا يُرضِي رَبَّنَا،وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبرَاهِيمُ لَمَحزُونُونَ"وأَرسَلَتِ ابنَته -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-إِلَيهِ..أَنَّ ابنًا لي يقبضُ فَأْتِنَا؛فَأَرسَلَ يُقرِئُ السَّلامَ وَيَقُولُ.. "إِنَّ للهِ مَا أَخَذَ وَلَهُ مَا أَعطَى، وَكُلُّ شَيءٍ عِندَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى، فَلْتَصبِرْ وَلْتَحتَسِبْ".
فَقَامَ وَمَعَهُ بعض الصحابة،فرُفِعَ إليه صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ الصَّبيُّ وَنَفسُهُ تَتَقَعقَعُ، فَفَاضَت عَينَاهُ. فَقَالَ أحدهم..يَا رَسُولَ اللهِ،مَا هَذَا؟فَقَالَ.."هَذِهِ رَحمَةٌ جَعَلَهَا اللهُ في قُلُوبِ عِبَادِهِ، فَإِنَّمَا يَرحَمُ اللهُ مِن عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ".
أَلا فَزُورُوا المَرضَى -أَيُّهَا المُسلِمُونَ- وَادعُوا لهم، وَلْيَدعُوا لَكُم؛ فَإِنَّهُم أَرَقُّ مَا يَكُونُونَ، وَلَعَلَّ أَحَدَهُم -وَهُوَ في حَالَةِ ضَعفٍ- أَن يَدعُوَ لِزَائِرِهِ فَتُقبَلَ دَعوَتُهُ، وَقَد قَالَ -عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ-.. "اُبغُوني ضُعَفَاءَكُم؛ فَإِنَّمَا تُنصَرُونَ وَتُرزَقُونَ بِضُعَفَائِكُم"وَقَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-.. "إِذَا حَضَرتُمُ المَرِيضَ أَوِ المَيِّتَ فَقُولُوا خَيرًا؛ فَإِنَّ المَلائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تُقُولُونَ" رَوَاهُ مُسلِمٌ.وَقَالَ -عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ-.. "مَن عَادَ مَرِيضًا لم يَحضُرْ أَجَلُهُ فَقَالَ عِندَهُ سَبعَ مَرَّاتٍ.. "أَسأَلُ اللهَ العَظِيمَ رَبَّ العَرشِ العَظِيمِ أَن يَشفِيَكَ إِلاَّ عَافَاهُ اللهُ مِن ذَلِكَ المَرَضِ"وكان يقول اللَّهُمَّ ربَّ النَّاسِ ، أَذْهِب الْبَأسَ،واشْفِ،أَنْتَ الشَّافي لا شِفَاءَ إِلاَّ شِفَاؤُكَ،شِفاءً لا يُغَادِرُ سقَماً » متفقٌ عليه .
لزيارة المرضى آداب منها أن يضع الزائر يده على مكان الألم ويقول"لا بأس طهور إن شاء الله"فقد كان صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك رواه البخاري..ومن فوائد زيارة المريض غير إدخال السُّرُورِ عَلَيهِ وَتَصبِيرِهِ وَحُصُولِ الأَجرِ لِلزَّائِرِ،أَن يَعلَمَ المَرءُ ضَعفَهُ،وَقِلَّةَ حِيلَتِهِ،وَقُربَ الغِيَرِ مِنهُ،ويتذكرُ مَصِيرَهُ؛فَيَستَعِدَّ لَهُ وَيَزدَادَ مِنَ الصَّالِحَاتِ،قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.."عُودُوا المَرضَى وَاتَّبِعُوا الجَنَائِزَ تُذَكِّرْكُمُ الآخِرَةَ"ومن المهم إِخلاصُ النِّيَّةِ،وَاستِحضَارُ عَظِيمِ الأَجرِ، وَأَلاَّ يَرَى الزَّائِرُ لِنَفسِهِ فَضلاً بِزِيَارَتِهِ أَو مِنَّةً،بَل يَستَحضِرُ أَنَّهُ حقٌّ للمَرِيضِ،يُؤجَرُ بِفِعلِهِ وَقَد يَأثَمُ بِتَركِهِ..ويُراعي الوَقتَ المُنَاسِبَ لِلزِّيَارَةِ،وَأَلاَّ يُطِيلَ الجلوس بِمَا يَشُقُّ على المريض عَلَيهِ أَو أَهلِهِ،إِلاَّ إِذَا رَغِبَ المَرِيضُ ذَلِكَ..ومن طلب عدم الزيارة فينبغي احترام طلبه وربما الاتصالُ الهاتفي به والدعاء له أفضل وبعضُ الزائرين وخاصة الزائرات للمرضى صاروا يتباهون بمظاهر وهدايا متكلّفة من ورودٍ أو حلوى بمبالغ باهظةٍ ثم يهملون الأدعية الواردة والمريض بحوجتها أكثر مما يجلبونه والدُّعَاءُ للمريض بِمَا كَانَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ يَدعُو بِهِ لِلمَرِيضِ كقَولِهِ.."لا بَأسَ،طَهُورٌ إِن شَاءَ اللهُ"..وتذكير المَرِيضِ بِسَعَةِ رَحمَةِ اللهِ وَوَاسِعِ فَضلِهِ،وعدم اليأس ويحسن الظَّنَّ بِالله فهو الشافي وتذكيره بحكمة بالتَّوبَةِ وَالاستِغفَارِ وَالرُّجُوعِ للهَ ولِلصَّدَقَةِ أَثَرٌ عظيم،قَالَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ.. "دَاوُوا مَرضَاكُم بِالصَّدَقَةِ"..وتجَّنبْ أثناءَ زيارة المريض الأسئلةَ الدقيقة عن حالته أو التدخل بطريقة علاجه كما يفعله البعض وكأنه أكبر استشاري أو إطالةُ وقت الزيارة والأصوات المزعجة بالحديث خاصة بالغرف المشتركة..وأثنِ على مظهر المريض مما يرفع معنويّته ويبعد قلقَه..دخل رجل على عمر بن عبد العزيز يعوده في مرضه،فسأله عن علته فأخبره،فقال هذه العلَّة اشتدت على فلان ومات منها فقال عمر"إذا عدت مريضاً فلا تنعِ إليه الموتى،وإذا خرجتَ عنا فلا تعد إلينا"وقال سفيان"حماقة الزائر أشدُّ على المرضى من أمراضهم،يجيئون من غير وقت ويطيلون الجلوس"وطباعُ المرضى تختلف،وأمراضُهم تتنوع،فبعضُهم يحبُّ تكرارَ الزيارةِ وجلوسَ الناسِ عنده،خاصةً أصدقاءَه،فهذا لا بأس به وقد جعل الله لكل شيءٍ قدرا..اللَّهُمَّ يَا عَظِيمُ يَا رَبَّ العَرشِ العَظِيمِ،اشفِ مَرضَانَا،ومرضى المسلمين ولا تطل بهم شدَّة مرضٍ ولا وجعٍ ولا أسقام وَارحَمْ مَوتَانَا،وَوَفِّقْنَا لاغتِنَامِ الأَعمَارِ في الصَّالِحَاتِ قَبلَ المَمَاتِ..وأَصلِحْ قُلُوبَنَا وَارحَمْنَا، وَأَعِنَّا عَلَى ذِكرِكَ وَشُكرِكَ وَحُسنِ عِبَادَتِكَ، وَاغفِرْ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ الغَفُورُ الرَّحِيم
الخطبة الثانية ..الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد..
عند الحديث عن المرضى وزيارتهم لا بد من الإشارة لما نراه بحمد الله من أدوارٍ حكومية عظيمةٍ من خلال المستشفيات والمستوصفات في علاجهم وتوفير الراحة لهم ونعلم أن ذلك واجبٌ عليهم لكننا نرى لدينا بحمد الله إبداعاتٍ وتطورٍ في تقديم الخدمات الصحية مؤخراً شيءٌ يجلب الفرح والاعتزاز بأناسٍ يقدمون العمل الواجب عليهم بإخلاص وعناية من أطباء وممرضين وإداريين نطمح لمزيد التطوير فيه وهم على خير عظيم بخدمة المرضى وتحملهم فالمريض لا يرى إلا وجعه ووجع قريبه المحتاج ونطالب أيضاً بتكثيف التوعية والحث على التحاليل المسبقة خاصةً عن الأمراض المزمنة ويكمل هذه الجهود والخدمات الحكومية خدماتٍّ خيريةٍ واجتماعيةٍ ما أعظم أجرها وأجر العالمين بها والباذلين لها كلجنة أصدقاء المرضى التي وقفتُ على جهودٍ عظيمة لها في خدمة المرضى وحاجاتهم خاصةً الفقراء منهم بعلاجهم ونقلهم مجاناً ويعمل بها نخبة من أهل الخير وهاهم الآن يعلنون إقامة وقف خيري اسمه (وقف مرضانا)لاستمرار إنجازهم في خدمة المرضى يعود ريعه لعلاج الحالات المرضية للفقراء ويستقبلون التبرع له عبر حساباتهم الرسمية المعلنة ومع الأسف أنهم حتى الآن جمعوا فقط 10% من تكلفته فأروا من أنفسكم خيراً بدعم وقف مرضانا الفقراء فهذا أجرٌ عظيم..نسأل الله أن ييسر الداعمين له ويخلف عليهم بالبركة وتكمل مسيرتهم جمعيات أخرى كجمعية طهور لخدمة مرضى السرطان التي تقوم أيضاً بعمل رائد وغيرها من جمعيات وبرامج ومتبرعين ومحتسبين لخدمة هذه الفئة الغالية..نسأل الله أن يتقبل من الجميع ويأجرهم.
أَمَّا بَعدُ..فاتقوا الله عباد الله واعلموا أنَّ الإِسلامُ دِينُ عِبَادَةٍ وَمُعَامَلَةِ،دِينُ طَهَارَةِ القَلبِ وَإِصلاحِ القَالَبِ،دِينُ صَّبرِ وَمرحمَةِ،دِينٌ الإيمان به بمحبة الأخ لأَخِيهِ مِنَ الخَيرِ مَا يُحِبُّهُ لِنَفسِهِ..دينٌ من واجباته الوصل والتواصل بين الناس خاصةً المحتاج والمريض الذي يُنهَكُ بِالدَّاءِ جَسَدُهُ،وَتَضعُفُ قُوَّتُهُ وَتَنقَطِعُ حِيلَتُهُ،فيرقُّ قلبُه وَيَلطُفُ إِحسَاسُهُ،فَتَرَاهُ يَفرَحُ بِالزِّيَارَةِ وَيَأنَسُ بِالعِيَادَةِ،وَيَشتَاقُ لِمَن غَابَ وَيَهَشُّ لِمَن حَضَرَ،حين يُعرض عنه إخوانه..ولِلمَرضَى حقٌ عَلَى إِخوَانِهِم لَو عَلِمُوهُ وَاحتَسَبُوهُ لَمَا تَوَانَوا عَن زِيَارَتِهِم لَحظَةً وَاحِدَةً،فيفرحون بهم وبمَجِيئِهِم،ولَوِ استَحضَر زائر المريض ذلك ما فارقهم سَاعَةً،وَمَن جَرَّبَ البَلاءَ يَومًا عَرَفَ قِيمَةَ العَافِيَةِ،وَمَن رَقَدَ عَلَى سَرِيرِ المَرَضِ ثَمَّنَ قَدرَ الزِّيَارَةِ..والإسلامُ عُنِيَ بهذَا الجَانِبِ،وَأَولاهُ اهتماماً عَظِيمًا فهو حَقٌّ للمُسلِمِ عَلَى المُسلِمِ،وله أجرٌ عظيم وثوابٌ جزيل؛قَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-.."حَقُّ المُسلِمِ عَلَى المُسلِمِ خمسٌ..رَدُّ السَّلامِ،وَعِيَادَةُ المَرِيضِ،وَاتِّبَاعُ الجَنَائِزِ،وَإِجَابَةُ الدَّعوَةِ،وَتَشمِيتُ العَاطِسِ"ولزائر المرضى عبرةٌ كُبرى وراحة نفسٍ عُظمى وأُنسٌ ولذة لا يَذُوقُهَا إِلاَّ مَن جَرَّبَهَا؛وَكَيفَ لا؟قال صلى الله عليه وسلم"مَن عَادَ مَرِيضًا،أَو زَارَ أَخًا لَهُ في اللهِ؛نَادَاهُ مُنَادٍ بِأَن طِبتَ وَطَابَ ممشَاكَ وَتَبَوَّأتَ مِنَ الجَنَّةِ مَنزِلاً"أخرجه الترمذي..ومع الأسف تجد من يفرِّطُ بهذا الأجر ويتناساه غير مهتم بما عِندَ اللهِ مِنَ أجرٍ لِمَنِ احتَسَبَ؛والمفرّط بحقوق إخوانه هذه على بساطتها سيخاطبه الله كما في الحديث القدسي"يَا بنَ آدَمَ،مَرِضتُ فَلَم تَعُدْني!قَالَ..يَا رَبِّ كَيفَ أَعُودُكَ وَأَنتَ رَبُّ العَالَمِينَ؟قَالَ..أَمَا عَلِمتَ أَنَّ عَبدِي فُلانًا مَرِضَ فَلَم تَعُدْهُ؟أَمَا عَلِمتَ أَنَّكَ لَو عُدتَهُ لَوَجَدتَني عِندَهُ ؟".
إِنَّ القُلُوبَ حِينَ تغفل عَنِ احتِسَابِ الأَجرِ،وابتِغَاءِ الثَّوَابِ فَلا تَسَلْ عَن قَسوَتِهَا حَينَئِذٍ وَتَصَلُّدِهَا،وَنِسيَانِهَا حَقَّ المُسلِمِ عَلَى المُسلِمِ! ومَا أَكرَمَهُ -عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ- وَمَا أَرحَمَهُ! وَمَا أَنبَلَ خُلُقَهُ وَمَا أَزكَى نَفسَهُ!في البُخَارِيِّ أنه كَانَ غُلامٌ يَهُودِيٌّ يَخدِمُ النَّبيَّ فَمَرِضَ، فَأَتَاهُ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- يَعُودُهُ،فَقَعَدَ عِندَ رَأسِهِ فَقَالَ لَهُ.."أَسلِمْ"؛ فَنَظَرَ إِلى أَبِيهِ وَهُوَ عِندَهُ فَقَالَ.. "أَطِعْ أَبَا القَاسِمِ فَأَسلَمَ،فَخَرَجَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ.."الحَمدُ للهِ الَّذِي أَنقَذَهُ مِنَ النَّارِ"فَلا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ!هَذَا محمدٌ رَسُولُ اللهِ،أَفضَلُ خَلقِ اللهِ عُنصُرًا وَأَنفَسُهُم مَعدِنًا، وَأَرفَعُهُم مَكَانَةً، وَأَعلاهُم قَدرًا، وَأَعلَمُهُم وَأَكرَمُهُم وَأَرحَمُهُم، وَذَاكَ غُلامٌ وَيَهُودِيٌّ أَيضًا، وَمَعَ هَذَا زَارَهُ الرَّؤُوفُ الرَّحِيمُ؛فَمَا أَطهَرَهُ مِن قَلبٍ وَمَا أَزكَاهَا مِن نَفسٍ!إنه قَلبٌ رَقِيقٌ حَتى مَعَ مخالفيه،وَنَفسٌ تَرحَمُ الجميع!؛فَأَينَ قُسَاةُ القُلُوبِ اليَومَ مِن هَذَا الخُلُقِ العَظِيمِ؟أَينَ مَن لا يَعنِيهِم أَمرُ مَرضَاهُم ولا بخدمتهم وَلا يَحفِلُونَ بِشَأنِهِم؟أَكُلَّ هَذَا زُهدًا في الأَجرِ وَاستِغنَاءً عَنِ الرَّحمَةِ؟!أَكُلَّ هَذَا قَسوَةً في القُلُوبِ وَمَرَضًا في النُّفُوسِ؟أَكُلَّ هَذَا رَغبَةً عَن إِرضَاءِ رَبِّهِم وَمَولاهُم؟!قَالَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ.."مَن عَادَ مَرِيضًا لم يَزَلْ يَخُوضُ الرَّحمَةَ حَتى يَجلِسَ، فَإِذَا جَلَسَ اغتَمَسَ فِيهَا" وَقَالَ.. "إِذَا عَادَ الرَّجُلُ أَخَاهُ المُسلِمَ مَشَى في خِرَافَةِ الجَنَّةِ حَتى يَجلِسَ، فَإِذَا جَلَسَ غَمَرَتهُ الرَّحمَةُ، فَإِنْ كَانَ غُدوَةً صَلَّى عَلَيهِ سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ حَتى يُمسِيَ، وَإِنْ كَانَ عَشِيًّا صَلَّى عَلَيهِ سَبعُونَ أَلفَ مَلَكٍ حَتى يُصبِحَ".رواه أحمد..
إِنَّهَا رَحَمَاتٌ يَخُوضُ فِيهَا زائر المريض وَهُوَ يَمشِي،فَإِذَا جَلَسَ غَمَرَتهُ وَغَطَّتهُ،وَصَلَوَاتٌ وَدَعَوَاتٌ ممَّن لا يَعصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُم وَيَفعَلُونَ مَا يُؤمَرُونَ؛فيا خسارة المقصرين والمفرطين بهذه الأجور ويا قساوة قلوبهم..دخل صلى الله عليه وسلم على ولده إبراهيم فَقَبَّلَهُ وَشَمَّهُ،ثم دَخَل عَلَيهِ بَعدَ ذَلِكَ وهو يَجُودُ بِنَفسِهِ،فَجَعَلَت عَينَاه صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ تَذرِفَانِ.فَقَالَ لَهُ عَبدُ الرَّحمَنِ بنُ عَوفٍ..وَأَنتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟فَقَالَ.."يَا بنَ عَوفٍ إِنَّهَا رَحمَةٌ" ثم أَتبَعَهَا بِأُخرَى فَقَالَ.."إِنَّ العَينَ تَدمَعُ وَالقَلبَ يَحزَنُ،وَلا نَقُولُ إِلاَّ مَا يُرضِي رَبَّنَا،وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبرَاهِيمُ لَمَحزُونُونَ"وأَرسَلَتِ ابنَته -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-إِلَيهِ..أَنَّ ابنًا لي يقبضُ فَأْتِنَا؛فَأَرسَلَ يُقرِئُ السَّلامَ وَيَقُولُ.. "إِنَّ للهِ مَا أَخَذَ وَلَهُ مَا أَعطَى، وَكُلُّ شَيءٍ عِندَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى، فَلْتَصبِرْ وَلْتَحتَسِبْ".
فَقَامَ وَمَعَهُ بعض الصحابة،فرُفِعَ إليه صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ الصَّبيُّ وَنَفسُهُ تَتَقَعقَعُ، فَفَاضَت عَينَاهُ. فَقَالَ أحدهم..يَا رَسُولَ اللهِ،مَا هَذَا؟فَقَالَ.."هَذِهِ رَحمَةٌ جَعَلَهَا اللهُ في قُلُوبِ عِبَادِهِ، فَإِنَّمَا يَرحَمُ اللهُ مِن عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ".
أَلا فَزُورُوا المَرضَى -أَيُّهَا المُسلِمُونَ- وَادعُوا لهم، وَلْيَدعُوا لَكُم؛ فَإِنَّهُم أَرَقُّ مَا يَكُونُونَ، وَلَعَلَّ أَحَدَهُم -وَهُوَ في حَالَةِ ضَعفٍ- أَن يَدعُوَ لِزَائِرِهِ فَتُقبَلَ دَعوَتُهُ، وَقَد قَالَ -عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ-.. "اُبغُوني ضُعَفَاءَكُم؛ فَإِنَّمَا تُنصَرُونَ وَتُرزَقُونَ بِضُعَفَائِكُم"وَقَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-.. "إِذَا حَضَرتُمُ المَرِيضَ أَوِ المَيِّتَ فَقُولُوا خَيرًا؛ فَإِنَّ المَلائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تُقُولُونَ" رَوَاهُ مُسلِمٌ.وَقَالَ -عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ-.. "مَن عَادَ مَرِيضًا لم يَحضُرْ أَجَلُهُ فَقَالَ عِندَهُ سَبعَ مَرَّاتٍ.. "أَسأَلُ اللهَ العَظِيمَ رَبَّ العَرشِ العَظِيمِ أَن يَشفِيَكَ إِلاَّ عَافَاهُ اللهُ مِن ذَلِكَ المَرَضِ"وكان يقول اللَّهُمَّ ربَّ النَّاسِ ، أَذْهِب الْبَأسَ،واشْفِ،أَنْتَ الشَّافي لا شِفَاءَ إِلاَّ شِفَاؤُكَ،شِفاءً لا يُغَادِرُ سقَماً » متفقٌ عليه .
لزيارة المرضى آداب منها أن يضع الزائر يده على مكان الألم ويقول"لا بأس طهور إن شاء الله"فقد كان صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك رواه البخاري..ومن فوائد زيارة المريض غير إدخال السُّرُورِ عَلَيهِ وَتَصبِيرِهِ وَحُصُولِ الأَجرِ لِلزَّائِرِ،أَن يَعلَمَ المَرءُ ضَعفَهُ،وَقِلَّةَ حِيلَتِهِ،وَقُربَ الغِيَرِ مِنهُ،ويتذكرُ مَصِيرَهُ؛فَيَستَعِدَّ لَهُ وَيَزدَادَ مِنَ الصَّالِحَاتِ،قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.."عُودُوا المَرضَى وَاتَّبِعُوا الجَنَائِزَ تُذَكِّرْكُمُ الآخِرَةَ"ومن المهم إِخلاصُ النِّيَّةِ،وَاستِحضَارُ عَظِيمِ الأَجرِ، وَأَلاَّ يَرَى الزَّائِرُ لِنَفسِهِ فَضلاً بِزِيَارَتِهِ أَو مِنَّةً،بَل يَستَحضِرُ أَنَّهُ حقٌّ للمَرِيضِ،يُؤجَرُ بِفِعلِهِ وَقَد يَأثَمُ بِتَركِهِ..ويُراعي الوَقتَ المُنَاسِبَ لِلزِّيَارَةِ،وَأَلاَّ يُطِيلَ الجلوس بِمَا يَشُقُّ على المريض عَلَيهِ أَو أَهلِهِ،إِلاَّ إِذَا رَغِبَ المَرِيضُ ذَلِكَ..ومن طلب عدم الزيارة فينبغي احترام طلبه وربما الاتصالُ الهاتفي به والدعاء له أفضل وبعضُ الزائرين وخاصة الزائرات للمرضى صاروا يتباهون بمظاهر وهدايا متكلّفة من ورودٍ أو حلوى بمبالغ باهظةٍ ثم يهملون الأدعية الواردة والمريض بحوجتها أكثر مما يجلبونه والدُّعَاءُ للمريض بِمَا كَانَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ يَدعُو بِهِ لِلمَرِيضِ كقَولِهِ.."لا بَأسَ،طَهُورٌ إِن شَاءَ اللهُ"..وتذكير المَرِيضِ بِسَعَةِ رَحمَةِ اللهِ وَوَاسِعِ فَضلِهِ،وعدم اليأس ويحسن الظَّنَّ بِالله فهو الشافي وتذكيره بحكمة بالتَّوبَةِ وَالاستِغفَارِ وَالرُّجُوعِ للهَ ولِلصَّدَقَةِ أَثَرٌ عظيم،قَالَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ.. "دَاوُوا مَرضَاكُم بِالصَّدَقَةِ"..وتجَّنبْ أثناءَ زيارة المريض الأسئلةَ الدقيقة عن حالته أو التدخل بطريقة علاجه كما يفعله البعض وكأنه أكبر استشاري أو إطالةُ وقت الزيارة والأصوات المزعجة بالحديث خاصة بالغرف المشتركة..وأثنِ على مظهر المريض مما يرفع معنويّته ويبعد قلقَه..دخل رجل على عمر بن عبد العزيز يعوده في مرضه،فسأله عن علته فأخبره،فقال هذه العلَّة اشتدت على فلان ومات منها فقال عمر"إذا عدت مريضاً فلا تنعِ إليه الموتى،وإذا خرجتَ عنا فلا تعد إلينا"وقال سفيان"حماقة الزائر أشدُّ على المرضى من أمراضهم،يجيئون من غير وقت ويطيلون الجلوس"وطباعُ المرضى تختلف،وأمراضُهم تتنوع،فبعضُهم يحبُّ تكرارَ الزيارةِ وجلوسَ الناسِ عنده،خاصةً أصدقاءَه،فهذا لا بأس به وقد جعل الله لكل شيءٍ قدرا..اللَّهُمَّ يَا عَظِيمُ يَا رَبَّ العَرشِ العَظِيمِ،اشفِ مَرضَانَا،ومرضى المسلمين ولا تطل بهم شدَّة مرضٍ ولا وجعٍ ولا أسقام وَارحَمْ مَوتَانَا،وَوَفِّقْنَا لاغتِنَامِ الأَعمَارِ في الصَّالِحَاتِ قَبلَ المَمَاتِ..وأَصلِحْ قُلُوبَنَا وَارحَمْنَا، وَأَعِنَّا عَلَى ذِكرِكَ وَشُكرِكَ وَحُسنِ عِبَادَتِكَ، وَاغفِرْ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ الغَفُورُ الرَّحِيم
الخطبة الثانية ..الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد..
عند الحديث عن المرضى وزيارتهم لا بد من الإشارة لما نراه بحمد الله من أدوارٍ حكومية عظيمةٍ من خلال المستشفيات والمستوصفات في علاجهم وتوفير الراحة لهم ونعلم أن ذلك واجبٌ عليهم لكننا نرى لدينا بحمد الله إبداعاتٍ وتطورٍ في تقديم الخدمات الصحية مؤخراً شيءٌ يجلب الفرح والاعتزاز بأناسٍ يقدمون العمل الواجب عليهم بإخلاص وعناية من أطباء وممرضين وإداريين نطمح لمزيد التطوير فيه وهم على خير عظيم بخدمة المرضى وتحملهم فالمريض لا يرى إلا وجعه ووجع قريبه المحتاج ونطالب أيضاً بتكثيف التوعية والحث على التحاليل المسبقة خاصةً عن الأمراض المزمنة ويكمل هذه الجهود والخدمات الحكومية خدماتٍّ خيريةٍ واجتماعيةٍ ما أعظم أجرها وأجر العالمين بها والباذلين لها كلجنة أصدقاء المرضى التي وقفتُ على جهودٍ عظيمة لها في خدمة المرضى وحاجاتهم خاصةً الفقراء منهم بعلاجهم ونقلهم مجاناً ويعمل بها نخبة من أهل الخير وهاهم الآن يعلنون إقامة وقف خيري اسمه (وقف مرضانا)لاستمرار إنجازهم في خدمة المرضى يعود ريعه لعلاج الحالات المرضية للفقراء ويستقبلون التبرع له عبر حساباتهم الرسمية المعلنة ومع الأسف أنهم حتى الآن جمعوا فقط 10% من تكلفته فأروا من أنفسكم خيراً بدعم وقف مرضانا الفقراء فهذا أجرٌ عظيم..نسأل الله أن ييسر الداعمين له ويخلف عليهم بالبركة وتكمل مسيرتهم جمعيات أخرى كجمعية طهور لخدمة مرضى السرطان التي تقوم أيضاً بعمل رائد وغيرها من جمعيات وبرامج ومتبرعين ومحتسبين لخدمة هذه الفئة الغالية..نسأل الله أن يتقبل من الجميع ويأجرهم.