• ×

07:10 صباحًا , الإثنين 21 جمادي الثاني 1446 / 23 ديسمبر 2024

إعقلها وتوكل

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الحَمْدُ للهِ ربِّ العالمينَ،عَزَّ جَاهُهُ،وجَلَّ ثناؤُهُ،وتقدَّسَتْ أسْمَاؤُهُ،مَنْ توكَّلَ عليهِ كفَاهُ،ومَنْ لَجَأَ إليهِ آوَاهُ، ومَنْ سأَلَهُ أعطَاهُ،وأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه،وأشْهَدُ أنَّ سيِّدَنَا محمَّداً عبْدُ اللهِ ورسولُهُ، إمامُ المرسلين وخاتمُ النبيينَ،وقُدوةُ المتوكلينَ،اللهمَّ صَلِّ وسَلِّمْ وبَارِكْ عَلَى سيدِنَا مُحمدٍ وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وأَصْحابِهِ الغُرِّ المَيامِينِ، والتَّابعينَ لَهُمْ بإحسانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ أما بعد.. فيا عباد الله، اتقوا الله تعالى وتوبوا إليه..واعلموا أنَّ طلبَ الرزقِ غريزةٌ للأحياءِ،فما أن يبادر الصبح حتى ترى الناس بكافة أعمالِهم وأعمارِهم يستعدّون للبدء في الكفاح ليُحرزَ كلُّ امرئ منهم قوتَه وقوتَ عياله،كدْحٌ طويل وسعيٌ حثيث يمتحنُ الأخلاق والتعامل والثبات واليقين والطمأنينة والرضا،فاللهف على تأمين الرزق واللهث من أجل العيش قد يضعفُ بعضَ النفوس للخَتْلِ والتلوية والكذب والحيف والتدليس والغش،وربما وُجد ضعافٌ يتملَّقون أقوياء على حساب أبرياء،وأذلّاءَ يذوبون في أعتابِ كُبراء،وغير ذلك من مخالفات وأخطاء..وإسلامنا يأبى أن يكون الكدح وراء الرزق مزلقة لهذه الآثام كلها،وينهى أن يلجأ المسلم أبداً لِغشٍ أو ذُلٍّ أو ضيم يجتلبُ به حطام دنيا،وصدق رسولُ الله صلى الله عليه وسلم(ألا لا يحَملَنَّكم استبطاءُ الرزق أن تأخذوه بمعصية الله، فإن الله لا يُنالُ ما عنده إلا بطاعته)رواه الحاكم في مستدركه.
إن النَّجَاة من تلك الآثام التوكّلُ على الله،روى الترمذي وابن ماجه والحاكم أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول..(لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا وتروح بطانا)،ولابن مسعود رضي الله عنه..(إن من ضعف اليقين أن تُرضيَ النَّاس بسخط الله،وأن تحمدَهم على رزقِ الله،وأن تُطعِمَهم ما لم يُؤتِكَ الله،وإنَّ رزقَ الله لا يَجُرّه حِرْصُ حريص،ولا ترده كراهية كاره، وإن الله بقَسْطِه وعَدْله جعل الروح والفرح في اليقين والرضا،وجُعلَ الهَمُّ والحزنُ في الشَكِّ والسَّخَطِ).
التوكل على الله إخوتي سببٌ للصبر لما نراه من كروبٍ وشدائدٍ تُحيط بزماننا من مخالفات شرعية وظلم وطغيان في العالم أجمع فنتقوى جميعاً بالله بالتوكل عليه ولذلك كان هو العلاج(الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوْهم فزادهم إيماناً_أي صبراً ويقيناً_وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل_أي الله حسيبنا وكافينا _ فانقلبوا بنعمة من الله وفضلٍ لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم)وذلك حالُ المؤمن القوي؛يوثقُ العزمَ ويجمعُ النيةَ على إدراك هدفه بما يقربه إلى الله،باذلاً قصارى جهده في بلوغ مأربه،وليس بتفريطٍ وتخاذل،عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين رجلين،فلما أدبرا قال المقضيُّ عليه..حسبي الله ونعم والوكيل، فقال صلى الله عليه وسلم..(إن الله يلوم على العجز،ولكن عليك بالعقلِ والفطنة فإذا غلبك أمر فقل..حسبي الله ونعم الوكيل)رواه أبو داود فالمرءُ إذا غُلب على أمره في أي مشكلة من أيّ نوع بعد استفراغ جهده كان ركونه إلى الله عندئذ معاذا يعتصم به من غوائل الانكسار، فهو على الحالين قويّ بعمله أولا، وبتوكله ثانيا لأن التوكّل على الله شعورٌ ويقينٌ بعظمة الله وربوبيته وهيمنته على الحياة فكل ذلك محكوم بحوله وقوته سبحانه فالتوكل قطعُ القلبِ عن العلائق ورفضُ تعلّقٍ بالخلائق وإعلانُ افتقارٍ لمحوِّلِ الأحوالِ ومُقدِّرِ الأقدار لا إله إلا هو صدقُ اعتمادِ القلب على الله عز وجل في استجلابِ المصالحِ ودفعِ المضار منه في أمور الدنيا والآخرة، فلا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، ولا ينفع ذا الجد منه الجد.
التوكّلُ صدقٌ وإيمانٌ وسكينةٌ واطمئنان،ثقةٌ بالله وفي الله وأملٌ يصحبُ العمل وعزيمة لا ينطفئ وهجها مهما ترادفت المتاعب به تُرفعُ كبوات البؤس ويُزجرُ الطمع،فلا يَكبح شَرَهَ الأغنياء ولا يَرفَعُ ذُلَّ الفقراء إلا توكُّلٌ صادقٌ على حيٍّ لا يموت،لسعيد بن جبير رحمه الله.."التوكل على الله جماع الإيمان"لأنَّ المتوكّلَ على الله يَقظٌ بفكرِه وبنفسٍ مطمئنة،قال بعض الصالحين.."متى رضيت بالله وكيلا وجدت إلى كل خير سبيلا"،وقال بعض السلف.."بحسبك من التوسّل إليه أن يعلم قلبُك حُسنَ توكلك عليه"فالتوكّلُ إيمانٌ بالغيب بعد استنفاد الوسائل المشروعة في عالم الشهادة،تسليم لله بأداء عبادات الله فإبراهيم عليه السلام قال(حسبنا الله ونعم الوكيل حين ألقي في النار فكانت برداً وسلاماً مما يبين أن التوكَّلَ قوةٌ للإنسان وسببُ ثقةٍ بالله الرحيم الرحمن،ينعشُ الإنسان بالظروفِ المُحرجة،يلتفتُ حولَه فلا يرى عوناً ولا أملاً فإذا قال؛ ياألله متوكلاً عليه ينشرحُ صدره ويذهبُ كربُه.
لذلك قاومَ به النبيّون وأتباعُهم ودعاةُ دينهم مظالمَ الطغاة وبغيَ المستبدين(وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُتَوَكِّلُونَ)
التوكل الحق على الله قرينُ جهدٍ مضيءٍ وإرادة وليس عجزاً وكسلاً،ولم ينفرد التوكل عن القوة والحزم إلى الضعف والتواكل أصبحَ بين أتباعه لهواً ولعباً فترى همماً قاعدةً وأمنياتهم تفاؤلاً باسم التوكل بلا عمل..وأول بواعثُ التوكلِ ومصادرُه توحيدُ الله وإفراده بالعبادة،فالرب المعبود سبحانه له الأسماء الحسنى والصفات العلا..(وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ*الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ*وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ*إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
التوكّلُ أجمعُ أنواعِ العبادات وأعلى مقامات التوحيد وأعظمُها وأجلُّها،وما ذلك للأعمال الصالحة والرضا العميق واليقين الثابت،وجاءَ الأمرُ به بكتابِ الله في أوجه مختلفة وسياقات متعددة،بل كان شرطاً للإسلام والإيمان، يقول سبحانه وتعالى(إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ)فلا إسلامَ بلا توكل،ويقول الله لمحمدٍ صلى الله عليه وسلم(وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً)وجزاءُ المتوكلين(وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)هذا التوكلُ في حقيقته وأثره وجزائه وصفات أهله،لم يكن أبداً تواكلاً ولا اتّكالية،وما كان ضياعاً ولا إهمالاً للسنن والأسباب..وتحقيقُ التوكلِ لا يُنافي السعيَ والأخذَ بالأسباب البينة،فالسعي في الأسباب بالجوارح طاعةٌ لله،والتوكل على الله بالغيب إيمانٌ بالله،فالمتوكلون في كتاب الله هم العاملون(نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ*الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)وإمام المتوكلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم رأينا بسيرته الأخذَ بالأسباب،اختفى في الغار عن الكفار،وظاهَر في بعض غزواته بين درعين،وتعاطى الدواء وقال..(من يحرسنا الليلة؟)وأمر بغلق الباب وإطفاء النار عند المبيت،وقال لصاحب الناقة(اعقلها وتوكل)،وقال سبحانه وتعالى لنبيه لوط(فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنْ اللَّيْلِ)ونادى أهل الإيمان(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ)فليس التوكّلُ بإهمالِ العواقبِ وترك التحفّظ،بل ذلك عند العقلاء والعلماء عجزٌ وتفريطٌ يستحق صاحبه التوبيخ والاستهجان،وأمرَ الله بالتوكِّلِ بعد فعل الأسباب(وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)الله أكبر هذا هو المؤمن..يجمع بين فعل الأسباب والاعتصام بالتوكل،فلا يجعلُ عجزَه توكّلاً ولا توكّلَه عجزاً،إن تعسّر عليه شيء فبتقدير الله، وإن تيسّر فبتيسير الله.
المسلم المتوكل يخرجُ من بيته متوجهاً لعملِه ومهنتِهِ تَزْدلفُ قدمهُ من عتبةِ بابه يقولُ..بسم الله،توكلت على الله،لا حول ولا قوة إلا بالله،اللهم إني أعوذ بك أن أزلَّ أو أُزَلّ،أو أَضِل أو أُضَلّ،أو أَظلِم أو أُظلَم،أو أَجهل أو يجهَل عليّ.وإذا أوى إلى فراشه قال كما في الحديث(اللهم أسلمت نفسي إليك ووجهتي وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهر إليك رغبةً ورهبةً لا ملجأ ومنجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت) يقول عليه الصلاة والسلام فإنك إن بت من ليلتك قمت على الفطرة،وإن أصبحت أصبت خيراً) متفق عليه..وموطنُ الصبرِ والحقِّ والثبات على الدين وتعاليمه وأخلاقه يتحقق مع التوكل وذلك ما يحمل عبئه أنبياء الله عليهم السلام ومن اقتفى أثرهم من أهل العلم والدعوة والإيمان والصلاح والإصلاح،فهم إذا تعرضوا لمخاوفَ مزعجةٍ يصبرون ويتوكلون لأملهم في الله واستنادهم عليه،لأنَّ التوكّلَ ينيرُ أمامَهم ظلمات حاضرهم ويعينُهم على مواجهةِ الأخطارِ عزمٌ وثقةٌ واطمئنان،ثم يأتي بعد المحنة منحة وبعد الابتلاء شفاء فإذا هم أقوى يقيناً وأشدُّ رسوخاً وأقوى عزيمة وأكثرُ جهداً في الدعوة إلى الله صبرٌ وثقة بالله أيقنه موسى وهارون عليهما السلام بعد أمر الله لهما بدعوة فرعون(قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى)فأجابهما جل وعلا(قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى)شعورٌ كبيرٌ وعميقٌ بسمع الله وعنايته،يؤنسُ في الموحشات ويُشجّعُ في الرهبات فأبو بكر الصديق رضي الله عنه يقول نظرتُ أقدامَ المشركين ونحنُ في الغار وهم على رؤوسنا فقلت..يا رسول الله،لو أن أحدهم نظرَ تحتَ قدميه لأبصرنا،فقال عليه الصلاة والسلام(يا أبا بكر،ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟!) إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)وحينما قال الذين كفروا لرسلهم(لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا)يريدون جرَّهم لمنكراتهم والمجاهرة بها مما يتكرّرُ دوماً من فساقٍ ومتربصين ومفسدين للمجتمعات أجابهم شعيبُ عليه السلام (قَدْ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ)هذا المجدُ الشامخُ،لا يُدركُه إلا نفر من المؤمنين المتوكلين(قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)اللهم بك آمنا وعليك توكلنا وإليك أنبنا، فاغفر لنا وارحمنا، وأنت أرحم الراحمين.أقول ماتسمعون وأستغفر الله
الخطبة الثانية الحمد لله..
من كان بالله أعلم وأعرف كان توكّله أصحّ وأقوى،ومن لم يكن كذلك فهو يظن من ضلاله أن حظوظاً عميا هي التي تقرّر مصائر الحياة والأحياء..فهؤلاء عبيدُ حظوظٍ شاردة وأسبابٍ مبتورة..والتوكّلُ على الله لا يعرفه العاطلون البطالون، ضعيف التوكل لا هو عند الوجود يشكر رتبته، ولا هو عند العدم يرضى حالته. و إن من الجهل بالله وصفاته وضعف الإيمان بوعده ووعيده أن يتوقع أحد الخذلان والضياع وهو مرتبط بربه معتمد عليه والله يقول..(أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ*وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ)ويقول جل وعلا..(وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)إنَّ من أعظم التوكل ما ذكره عليه الصلاة والسلام عن سبعين ألفاً من أمتي الذين يدخلون الجنة بغير حساب والمحروم والله لن يدرك مهما ألحّ وطلب،والمرزوق سوف يأتيه رزقه مهما قعَد، ألا فاتقوا الله رحمكم الله، وأجملوا في الطلب، وتوكلوا على الله، فإن الله يحب المتوكلين.اللهم احفظ بلادنا وبلاد المسلميم من كل شر وسوء ومنكر وفتنة وصلوا وسلموا ـ يا عباد الله ـ على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه...


 0  0  427

Powered by Dimofinf cms Version 4.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Ltd.