• ×

07:34 صباحًا , الإثنين 21 جمادي الثاني 1446 / 23 ديسمبر 2024

وقرن في بيوتكن

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الحمد لله،أعزَّ الرجال والنساء،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله خاتم الأنبياء صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه الأصفياء كفل حقوق الجميع على السواء..أما بعد فاتقوا الله..
المرأة من أعمدة المجتمع ومكانتها في الإسلام عظيمة أُماً وزوجةً وأُختاً وبنتاً تُكلف بالأحكام كما الرجل إلا فيما اِختص به أحدهما..والله سبحانه وتعالى حكيم عليم عدلٌ في أحكامه فاختارَ لنا ما يُصلح الأفراد والمجتمعات ويقيمُ الدينَ ويُصلحُ الحياةُ..والخروجُ عن أحكامه وتعليماتِه ضلالٌ وفساد..ذلك مرجعٌ عظيم للإنسان في تقرير كل مسألة. وحديثنا اليوم عن هذه الفئة الغالية في مجتمعنا[النساء]وذلك حقٌ علينا فالله جل وعلا جعل الرجلَ قيّماً على المرأة مسؤولاً عنها يهتم بها ببِّره بأمِّه أولاً التي لها ثلاثة حقوق عليه..ثم زوجته بإكرامها والإنفاق عليها وكذلك رعايةُ بناتِه اللاتي هُنَّ من أسبابِ دخولهِ الجنة ثم صلةُ الرحم مع قرابتِه أُختاً وعمةً وخالةً. إكرامٌ ما بعده إكرام حتى في الأحكام الشرعية راعى الله ضعفها وخفف عنها وجعل خدمتها لزوجها وبيتها يعدل أجور الحج والعمرة والجهاد إذا احتسبت كما في الحديث..ثم يأتونك متمردون على حكم الشرع وعدله وحكمته بطلب نزع قوامة الرجل!!مع إن إكرام المرأة برعايتها وسترها..
المرأة أمرها الله بالستر والحجاب عن غير المحارم صيانةً لها وحمايةً لجوهرها الثمين ولخلقها وحيائها ظاهراً وباطناً. ودفعاً للضرر عليها أمرها بالقرار بالبيت عن كثرة خروجٍ بلا حاجةِ عملٍ أو ضرورة(وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)وبتدبّر الآية يجدُ أنَّ الله جعل قرار المرأة في بيتها مرتبطاً بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وأنه طاعةٌ لله ولرسولهِ وسببٌ للطهارة هذا بالخروج لغيرِ حاجةٍ أما إذا كان الخروج مقترناً بفتنةٍ عليها أو على غيرها ويشتمل على محرماتٍ فلاشك أنه خروجٌ محرمٌ عليها..والمشروعُ في حقِ المرأةِ بقاؤها في بيتها لإصلاح شؤونه وخدمة زوجها وولدها هذا القول قيل عند الخروج للصلاة في المساجد فكيف بالخروج لغير حاجة [وبيوتهن خيرٌ لهن]ولتعلَم النساءُ أن جلوسَ المرأة في بيتها والاستقرار والقرار خيرٌ لها في دينها وقيمها وكذلك هو استقرارٌ نفسيٌ وعلاجٌ لمن يعانون قلقاً واكتئاباً بسبب كثرة الخروج..نعم يكثرون الخروج ولا يستقرون يظنونه سعادة بينما يثمر عدم استقرارٍ وتعاسة..وجلوس المرأة في بيتها مستقرةً يزيد في علمها وفي ثقافتها لتقرأَ كِتاباً وتتعلَّمَ شيءاً يصلح لها حياتها وهكذا أما كثرة الخروج الذي نراه اليوم كتقليدٍ أعمى فإن ضرره لا شك واضح لكل من يمارسنه نسأل الله عز وجل التوفيق والهداية للجميع..
المشكلة بعضُ النساء تظن كلامنا هذا عن عدم خروجها لغير حاجة منقصةً في قدرها ووالله إننا أدركنا أُمهاتٍ فضلياتٍ لا تخرج من بيتها ربما لأشهر إلا لحاجة ولم يعيبهن ذلك أو يُؤثِّرُ على شخصياتهن بل أَخرجْنَ أجيالاً وربَّيَنَ أولاداً ورَعَينْ أزواجاً..
إخوتي الكرام إن المتطلِّعَ لبيوتِنا اليوم وحالِ النساء يرى عجباً بين غلوٍّ وتساهل وإفراطٍ وتفريط وإعطاءٍ للزوجة والبنات صلاحياتٍ وقراراتٍ وسيادةٍ على البيت وكأنَّ الرجلَ غائبٌ عن المشهد وتخلَّي عن المسؤولية حتى في أَهمِّ القرارات كزواجٍ وطلاقٍ وسفرٍ خالٍ من الضوابط الشرعية ولباسٍ متبرجٍ لنسائه في كل مكان..وبين أناسٍ صَلْفين شديدين[كما يقولون]في بيوتهم وعلى نسائهم يظنُّ أنَّه سيدُ العالَم المُتحَكِّمُ بهم حتى بأنفاسهم فيمنعهم من أبسط الحقوق الواجبة لهم حتى لزيارة أقاربهم ودراستهم وقضاء حاجاتهم الضرورية وهناك من هو أشدُّ وأظلم بعضل بناته عن الزواج أو عياذاً بالله الاعتداء عليهم بعنفٍ وضربٍ فما هذا التناقض؟!يا عباد الله اتقوا الله في نسائكم قوموا بمسؤولياتكم أدوا حقَّ قوامتكم الذي أعطاه الله لكم لتعدلوا لا لتظلموا..أين غيرتكم بل أين رجولتكم؟!أليس عيباً ما نراه من نساءٍ فقدن الحياء والوازع الديني وكأنها لا أبوين لها ولا من يردعها؟! يقول صلى الله عليه وسلم (استوصوا بالنساء خيرًا،فإنّهن عوان عندكم،أخذتموهن بأمانة الله،واستحللتم فروجهن بكلمة الله)رواه مسلم ثم أنت أيها القويُّ المُتسلِّطُ الجبّارُ في منزلك وعلى نسائك ألا تعلم أن قدرة الله عليك أقوى من قدرتك بهذا الظلم الذي تمارسه على أهل بيتك بمنعهم وإجبارهم والتضييق عليهم بلا وجه حق..لا ينفق عليهم ويمنعهم من الوظيفة ويتكلم عنهم بسوءٍ في المجالس هل هذا رجل؟!ولنعلم أن خير الأمور الوسط ونحن أمة وسطيّةُ بين الغلو والتشديد..نتكلم عمن أهمل الرعاية وضيّق على أهله لنصل للوسطية التي نرجوها..
عباد الله..المُتأمِّلُ لمجتمعِنا وأسواقِنا والمقاهي والمطاعم وغير ذلك يرى خروجاً عجيباً للنساء من المنزل حتى صرن النساء لا يُطْقنَ الجلوس في بيتهم وقراراً وركوداً عن كثرة خروج يومي[اليوم وين نبي نروح]لمجرد جولاتٍ في الأسواق والمولات لغير حاجة ومسارعةٍ عجيبةٍ لشهوة الخروج فقط يعجزن عن إعداد قهوة وشاي وحلوى فيذهبن للمقاهي!!حيث تجمعات نسائية تركن بيوتهن لفنجال قهوةٍ أو شاي بأغلى الأثمان وبأماكن مختلطة عدا عن بعضهن هداهن الله لا يلتزمن بالحجاب وهذا لا يعني أن الرجال أو الشباب معفون عن المساءلة وعن ضياع وقتهم وخروجهم لغير حاجة أو جلساتٍ ضياع الأوقات فالكل مسؤول أمام الله عن ضياع وقته وفيم قضاه!!لكن المرأة لاشك بالقرار ببيتها ألزم..
يا ابنتي يا أختي حتى لو كنتي واثقة من نفسك ومن حجابك كما هو حال كثير من نسائنا بحمد الله ممن رفعن رؤسنا على كلِّ الأصعدة العلمية والخلقية والاجتماعية وهن ملتزمات بحجابهن ولكنها رسالة لبناتنا ونسائنا إن كثرة الخروج غير المبرر هذا لغير حاجة في أكثره لا يُبَّرَّرُ لكِ شرعاً ولاخلقاً ولا قيماً فكيف إذا كان معه فتنٌ من اختلاط رجال ونساء في أمكنة ضيقةٍ وزحام افتتاح أو ما يسمى بالمقاهي أو محل تجاري أو حفل غنائي وصاحبَ ذلك تبرجٌ وسفور أو خضوعٌ بالقول وضحكات ورقصات وكأنهن لوحدهن!!هذا كله لا يُفتيكِ بجوازه أختي وبنتي أحدٌ من علماء الشرع فإذا كان الله يخاطب زوجات النبي صلى الله عليه وسلم فيقول (فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً)فكيف بغيرهن..يخضعن بقولهن ويتضاحكن ويذعن عبر إعلام وقصائد وغناء فأين ذلك من توجيهات ربنا الذي هو أعلم وأحكم والله بما يصلح الشأن للرجل والمرأة!!
فما هذا ماهذا؟!وكأن العقول ضاعت والقوامة سقطت!!وأنت ترى ما يحصل..مخالفاتٌ للدين شرعيّة وإشغالٌ للجهات الأمنية وضياعٌ للمسؤولية الأبوية وذهابٌ للغيْرَةِ الأُسرية ومخالفاتٌ للقوانين الموضوعة وضياعٌ للقيمِ المَرْعِيِّةِ حتى اشتكى المسؤول وهو يُعالج وتنادى أصحاب الغيرة والعقل وتبين الدولة أن هناك من يريد المؤامرة على أمننا ونسائنا عبر تسوياتٍ يبعثن كل رديء الخلق من الخارج والمسألة كلها تنطلق من أسرةٍ وبيتٍ واجب على الأب والأم حمايته وتربيته والقوامة عليه كما قال الله ورسوله لا بفتوى شاذة ولا ممارسة محرمة من دول مشبوهةٍ للتخريب علينا وكذلك ينشرون بين على الناس فتاوى شاذةٍ تتجرأُ على الثوابت..
أيها الأب شئت أم أبيت أنت المسؤول الأول والأخير عن سدِّ ذرائع المشاكل عن بيتك تنجو أنت وإياهم حتى لو جادلوك والله سائلك عن شدتك وتفريطك بعضهم يتشدد حماية وآخرون يتساهلون إضاعة يقول المسكين..ما لي رغبة أشد عليهم مثلهم مثل الناس..وهكذا تضيعُ المجتمعات!! والضابطُ الشرعي والعقلي لكل تصرفاتنا هو حكم الشرع القويم وقول الله العظيم وحديث نبيه الكريم الذي امتلأَ بالتوجيهِ والحكمة أفتظنُّونَ أن مخالفةَ أمرِ اللهِ نَجاةٌ وصلاحٌ وسعادةٌ لا والله..لا والله(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) [كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته]ألزم ما عليك بيتك وأهلك ونساءك احرص عليهم ليست المسألة كسوةٌ ونَفَقَةٌ ودِرَاسَةٌ بل دينٌ وتربيةٌ وقِيمٌ وثقافةٌ..نهتمُّ بالأولاد بالرجولة التي يشتكي البعض من ضعفها بل من نقصها وكذلك للبنات بالأمومة ورعاية البيت ومسؤوليته والخلق والستر والحياء ورفقاً بالقوارير ..نعم رفقاً بالقوارير إنها عوانٌ عندكم عامل المرأة باحترام أعطها حقوقها ولكن اضبط كلَّ ذلك بالشرع الذي هو صيانة لها نسأل الله أن يحفظ بناتنا ونسائنا من الفتن ومن كيد الكائدين وحقد الحاقدين وأن يسترهم بسترة الجميل..أقول قولي هذا..
الخطبة الثانية ..الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد..
أيتها النساء أخواتي وبناتي احذروا ثم احذروا من نسويات سمين أنفسهن يدعون لكل ما يُخالف المروءة والحياء ويتجرأ على مسلمات الدين ويتعدى على الوطن وهن مأجورات كما بينت ذلك جهاتنا الأمنية..وصدقوني الحق أبلج والباطل لجلج..وما كنا لنتحدث عن مؤامراتهنَّ لولا التحذير العظيم الذي يرد عن جهدهن ومحاولة تأثيرهن على نسائنا وبناتنا حتى اغترَّ بها صغيرات العقول فأصبحنَّ يجاهرن بفكرٍ يُخالف أحكام ديننا وتوجهات دولتنا وقيمنا وأسرنا .


 0  0  519

Powered by Dimofinf cms Version 4.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Ltd.