الحمد لله رزق العقل وأنعم به،وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله،صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين..أما بعد فاتقوا الله...
أمرٌ مؤلم..نعم مؤلم!!أن تضطرَّ لتكرار الحديث عن أمرٍ فهمُه بسيطٌ للعقلاء وبديهيٌّ أثره الضار ولكن يتكرّرُ فعله ليصل أثره لإراقة الدماء والخلاف والتنازع حتى مَن يزعمون الدين والتطوّر والحضارة!!إنها العصبية والتعصب..سبحان الله..الله ميَّزنا بإسلامٍ جاءً ليُرسيَ قيمَ الخير،وينشرَ الأخلاقَ الفاضلة؛كإكرام الضيف ونصرة المظلوم،وبذل المعروف،وتقديم النصح والتراحم ونشر الحب والمودة والتفاهم،وعالج أخلاقاً سيئةً سادت بالجاهليةِ فاختلفوا وسفكوا لأجلها الدماء،واستبيحت الأعراض والأموال،يتفاخرون
فَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَـــــا أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنْ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا
تَـخِرُّ لَـهُ الـجَبابِرُ ساجِدِينا
إذا بَـلَغَ الـرَّضِيعُ لَنَا فِطاماً
والإسلامُ بتشريعاتِه يُحذّرُ من العصبية والتعصب لعظيم أثرها!!كالتعصب للون أو قبيلة ونسب،أو لرأيٍّ أو مَذْهبٍ أو رياضة ومنطقة وغير ذلك من سماتِ الجاهلية،ولما اختصم صحابيّان،فقال المهاجريُّ..يا للمهاجرين وقال الأنصاري..يا للأنصار فقال صلى الله عليه وسلم"أَبِدَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ"وغضب وقال.. دعوها فإنها مُنتنة) وهم إنما تنادوا بأصولهم بدون مسبّة!!
التعصّبُ..عباد الله يظن به الإنسانُ أفضليتَه عن غيره؛للونه أو جنسه،أوميوله أو لنسبه وقبيلته،أو مذهبهِ أو مهنته ومنطقته وما دروا أنَّ التعصُّبَ لم يدخل في مجتمعٍ ولا وطنٍ إلا فرَّقه،ولا في عملٍ صالحٍ إلا أفسده،يُقلِّلُ الكثيرَ ويُضعفُ القويَّ،وما نجحَ الشيطانُ في شيءٍ مثله والله تعالى خلق الناس من تراب متساوين،وقسّم بينهم معيشتهم،وجعلهم شعوباً وقبائل،بالتقوى متميزين(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)فبالتقوى والإيمان يرتفع شأنك عند الله،وما عدا ذلك من قبيلةٍ أو نسبٍ أو غيره فلن يُغنيَ شيئاً،أكَّدَهُ صلى الله عليه وسلم بحجة الوداع..إن ربكم واحد،وإن أباكم واحد، ولا فضل لعربي على عجمي،ولا لأحمر على أسود،إلا بالتقوى(إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)ولو كان النسب أو المال أو المكانة تنفع صاحبها عند الله لنجا ابن نوح عليه السلام(وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ*قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنْ الْمَاءِ قَالَ لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنْ الْمُغْرَقِينَ)وبينما يطوفُ الأصمعي بالكعبة يرى شاباً مُتَعلِّقاً بأستارها يبكي شديداً ويُغمى عليه ويقول..
يا مَن يُجيب دُعاءَ المُضطرَ في الظُلَمِ يا كاشِفَ الضَرّ و البلوَى مَع السَقَمِ
قَد نامَ وفدُكَ حَولَ البَيتِ و انتَبَهُوا و أنتَ يا حيُ يا قَيُوم لَم تَنَمِ
إن كانَ جُودكَ لا يَرجُوهُ ذو سَفَهٍ فمَن يَجُود على العَاصِينَ بِالكَرَمِ
فإذا هو زين العابدين بن علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم أجمعين،فسأله لم البكاءُ والجزع؟ وأنت من أهل بيت النبوة،ومعدن الرسالة?فقال..هيهات هيهات يا أصمعي،إن الله خلق الجنة لمن أطاعه،ولو كان عبداً حبشياً،وخلق النار لمن عصاه ولو كان حُراً قرشياً، أليس الله يقول..(فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ)يقول صلى الله عليه وسلم محذراً من التعالي والتفاخر"إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عِبيَّةَ الجاهلية، والفخرَ بالآباء، مؤمنٌ تقيٌ وفاجرٌ شقيٌ، الناس بنو آدم،وآدمُ من تراب،لينتهينَّ أقوامٌ عن فخرهم بآبائهم في الجاهلية،أو ليكونُنَّ أهونَ على الله من الجعلان،تَدفعُ النتنَ بأنفها"تحذيراً من آثارَ جاهليةٍ حطَّمهَا الإسلام وأقامَ،أُخوّةً لا ترقى إليها عصبيةً،ولا تؤثر فيها جاهلية..والغريبُ قد تجَدُ رجلاً يقيمُ شعائرَ الدين، ويبكي خشيةً لله،ويتصدّقُ ولديهِ عِلمٌ أو عَمل،لكنّ قلبَه امتلأَ عصبيةً لقبيلة معها أو حتى ضدَّها أو لحزبٍ أو رأيٍّ ومذهبٍ أو مناطقيّة أو رياضةٍ لأجلها يُحبُ،ويُعادي،ويحتقر أو يقاتلُ وينتصرُ،وبعضهم يعرف خطأَ قولهِ وفعلهِ وسلوكهِ،لكنه يتعصَّب بالحق وبالباطل وينتصرُ لموقفه،ولو خالف جميع الشرائع والقيم{ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جُثّاءِ جهنم،قالوا..يا رسول الله وإن صام وإن صلى؟قال..وإن صام وإن صلى وزعم أنه مسلم؛فادعوا المسلمين بأسمائهم بما سماهم الله ، المسلمين،المؤمنين،عباد الله}وداءُ العصبيةِ يُوجدُ ويُتوارثُ مع الزمن من آباءَ لأبناء بالاحتقار للون والمناطق والبلدان والميُول..يظهر كلَّ مرة!! فبعضُ صغارِنا يزدرون العمالةَ والخدم وربما آذوهم لأنهم فقط أجانب؟وهناك من يَهزأُ بأحدٍ لفقره ومنطقته أو لونه ونسبه؟
أثّرَ التعصبُ وتغَلْغَلَتْ العصبيةُ فلأجلها نهدمُ زواجات ونقطعُ قرابات؟!في ملاعبنا يتنابزون بالألقاب ويشتمون ويكذبون!تعصّبٌ ذميمٌ يؤدي لمفاخرةٍ وإسرافٌ يُمارسُ بالمناسبات ويَظْهَرُ في قصائد الشعر!!وأخبارُ جرائمٍ تقع ينتخي لها المتعصبون جهلاً مما يخالف الدين ويُدمرُ الحياةَ ويشوّه القيم ويُقسّمُ المجتمع وتَظهرُ فيه نعراتٌ مختلفةٌ خطرةٌ على الدين يتساهل البعض بها روى الطبري"أن طلحةَ النميري قال لمسيلمة..أشهد أنك كذاب وأن محمداً صادق،ولكنَّ كذابَ ربيعة أحب إلينا من صادق مضر"فقُتلَ معه يومَ عَقْرُباء.فقال الطبري عنهم استبان لهم كذب مسيلمة ولكن شقاءَ العصبيَّةِ غَلبَ عليهم فماتوا على ذلك"
إن العصبيّة والتعصّب حين يبثّه الإعلام وينتشرُ بوسائل التواصل والمجالس شعراً نثراً وصحافة يُورث التفرقةَ ويُنتجُ أجيالاً هشّة الفكر والثقافة فتكون العصبيةُ لهم منهجَ حياة..التعصُّبُ يطمسُ الحقائق،ويُضيّعُ الحقوقَ ، ويُكثر الصراعات،ويُحلُّ البغضاء ويُصبحُ الحبُّ والإخاءُ والمودةُ بين الناس قائمة عليه مهملين قوله تعالى ..(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) وأنَّ مَثَلَ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كالْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى)قد تَجدُ مُتعصِّباً لرأيه أطلقَ لسانه في الأحياء والأموات باتهام النيات والمؤلفات والألقاب المعيبة ولا يحتملُ رأيَ مخالف ولأجلِ تعَصُّبِه ومن خلال منصبه يتخلَّى عن قيم الدين وخلق السلف بالتأليبِ والمشاغبة والتضييق لمن خالفَ رأيه ويَقْلِبُ الحقائقَ..برؤيتِه الخطأ..ثم يُقسِّمُ بفعلِه المجتمعَ فِرَقاً وأَحزاباً..ووجودُ التعصُّبِ والعصبية يؤَثِّرُ على علاقاتنا وتعاملنا مع بعضنا البعض..من خلالِ إعلامٍ ووسائل تواصل ساهموا بتغذيتها بحميِّةٍ جاهليةٍ وصلت لإراقةِ الدماءِ والمضاربات مما يُقلقُ الأمنَ والدولَ. الكرةُ وهي مُتعةٌ صارت تَعصُّبَاً وعُنصريةً وألقاباً وشتائمَ وتُهماً يُبالَغُ بها..فتنشأُ العداوات والطلاق والشقاق تعصُّباً وعصبيَّةً..نعراتٌ قبليّةٍ وقصائدُ شعريّة وكذبٌ وعنصريّة..وانتقاصٌ من الناس للاشيء.. ذهابٌ للقيم والأخلاق لأجل توافه!وما دروا أن العصبيَّةَ دليلُ ضعف عُقُولِ أَهلِهِا وَبُعدِهِم عَن وَسَطِيَّةِ الدِّينِ وقيمِه الحقيقية وَجَهلِهِم بِأسبَابِ المُوَالاةِ وَالمُعَادَاةِ الصحيحة أياً كان نسبهم قبيلةً أو بدونها والتعصبُ لا فَائِدَةَ مِنه دِينِيًّا وَلا دُنيَوِيًّا،نرى تعصباً في الرأي يَتَجَاوَزُ المَرءُ لأَجلِهِ حُدُودَهُ وَلا يَقِفُ عِندَ مَعَالِمِهِ، وَيَخرُجُ عَنِ القَصدِ وَيَضِلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ،فَيُحِبُّ خطأً ويُبغضُ خطأً ويدمِّرُ وطناً ويُفسد أمناً،وَيَمدَحُ مَن لا يَستَحِقُّ مَدحًا وَيَذُمُّ مَن قَد لا يَلحَقُهُ ذَمٌّ،وَيُوَالي وَيُعَادِي بلا سبب،ويخلقون المشكلات من لاشيء وينسوْن أن رابطة الدين المرتبطة بالوطن تقوم بقوله تعالى " إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ . وَمَن يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزبَ اللهِ هُمُ الغَالِبُونَ"..
إنَّ التعصُّبَ والعصبيةَ الذميمة تُوجد جيلاً ساذَجاً ضعيفاً مُقلداً،يسيرُ وراء كل ناعق ومُفسد، يُثيرهم طرحٌ لا يُفرق بين الحقِّ والباطلِ ويُشكِّلُ فكرَهم لا يخدمون دينَهم ومجتمعَهم ولا وطنَهم لسانُ حالهم(وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ) وقد يوجد بالداخل أو الخارج حاقدون يثيرونَه أو مندسّون يُحيونَه يريدون خرابَ البلاد والعباد ثم يأتيك متعصّبٌ للرأيِ لا يُناقشُ ولا يُحاور غيرَه من الناس،يهدمُ أكثر مما يبني..ويُدمّرُ ولا يُعمّرُ نسألُ الله العافية من تعصّب رأيٍّ وعمى قولٍ..تجد من ينتخي لقبيلة أو يتعصب لمنطقة أو يُجنُّ بميوله لكنه واقعاً لا يقدم للقريب المحتاج من قرابته مساعدةً ولا يخدم بلده بل يُشاغب ويثير الفتن من جاهليته!!وقد بيّن القرآن الكريم نماذجَ متعصبين مُنكراً عليهم،مُندّداً بمسلكهم،ومُحذراً للمسلمين منهم(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَآ أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَاءهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ)وقال عن المشركين(وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ)والتعصّبُ للرأيِ منطقٌ فرعوني(مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ)لأنَّه يَحرِمُ صاحبَه معرفةَ الحقِّ وتأييده ويعميه عن رؤيةِ الحقِ وإذا تعصّبَتْ الأمةُ والمجتمع حُرموا الإصلاحَ والحضارةَ وإقامةَ الحياةِ..وما أحوجنا لفهمِ الشافعيِّ رحمه الله مُحذراً من هذا التعصب"رأيي صوابٌ يحتملُ الخطأَ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب"والنفسية الرائعة والنية الطيبة حين يقول(ما ناظرتُ أحداً إلا تمنيت أن يظهر الله الحق على لسانه قبلي)فلنحذرْ عباد الله من التعصب والعصبية بجميع مظاهرها،فهي بابٌ للكبر يُدخلُ صاحبَه النار ولو كان مثقالَ ذرة!!لاحظ مثقال ذرة!!ولنحذر من ألفاظ للتعصب تنتشر بيننا ونتهاون بها وتلوكها الألسن وتَراها ببعض التصرفات مما لا يبني البلادَ ولا يُصلحُ العبادَ ولا يُلبي الطموحات..ولننشرْ ثقافةَ الحُبِّ والتسامحِ والتراحمِ،ولنحذرْ من وَساوسِ الشيطان ونزغاته،ولنقوِّ أخوَّتَنا،ونُوحّدَ صفَّنا،ولنبنِ مجتمعاتنَا بالدين والحبِّ والخُلُقِ بينَنا ولنكنْ عبادَ الله إخواناً،كما سمانا الله(المسلمين)ولنقم بواجباتنا،ونؤدِّ حقوقاً علينا،للقريب والبعيد وللوطن والمجتمع ولنتذكر أننا على الله مقبلون،ومن الدنيا راحلون،وعلى أعمالنا محاسبون،فلنحسن العمل اللهم ألّف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا..واهدنا سبل السلام..وجنبنا التعصب والآثام..أقول ما تسمعون
الخطبة الثانية الحمد لله وحده
أيها الأحبة..أفكارُ الغلوِّ وداءُ التعصب مخالفٌ للدينِ هادمٌ للقيم مفسد للمجتمع موجد للعداوات ألا فلنُقمْ بناءَ الإسلامِ وقيمَه وأخلاقه كما أقامه صلى الله عليه وسلم وصحابته ممن فتحوا الدنيا بأخلاقهم قبل جهادهم وتوحّدوا تحت راية الإسلام إخوةً متآلفين أوَّلَ مَقْدَمِهم المدينةَ وبعدَ الفتوحات استوعبوا بعضهم ولذلك نجحوا..لم يرفعوا إلا رايةَ الدين وتعاملوا بأخلاق سيد المرسلين ففُتحت بلدانٌ كثيرة عبرَ مسلمين ذهبوا للتجارة بأخلاق الإسلام وقيمِه فدخلَ أهلُها بالإسلام كما تعاملوا معهم في دين الله أفواجاً لما شاهدوا تعاملَ الإسلام الحقيقي وهذا ما نرجوه بيننا اليوم بدلاً من نعراتٍ وخلافاتٍ وتعصب يفرقنا ويُشوّه دينَنا..اللهم إنا نسألك أن تجعلنا بالحق هداة مهتدين..
أمرٌ مؤلم..نعم مؤلم!!أن تضطرَّ لتكرار الحديث عن أمرٍ فهمُه بسيطٌ للعقلاء وبديهيٌّ أثره الضار ولكن يتكرّرُ فعله ليصل أثره لإراقة الدماء والخلاف والتنازع حتى مَن يزعمون الدين والتطوّر والحضارة!!إنها العصبية والتعصب..سبحان الله..الله ميَّزنا بإسلامٍ جاءً ليُرسيَ قيمَ الخير،وينشرَ الأخلاقَ الفاضلة؛كإكرام الضيف ونصرة المظلوم،وبذل المعروف،وتقديم النصح والتراحم ونشر الحب والمودة والتفاهم،وعالج أخلاقاً سيئةً سادت بالجاهليةِ فاختلفوا وسفكوا لأجلها الدماء،واستبيحت الأعراض والأموال،يتفاخرون
فَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَـــــا أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنْ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا
تَـخِرُّ لَـهُ الـجَبابِرُ ساجِدِينا
إذا بَـلَغَ الـرَّضِيعُ لَنَا فِطاماً
والإسلامُ بتشريعاتِه يُحذّرُ من العصبية والتعصب لعظيم أثرها!!كالتعصب للون أو قبيلة ونسب،أو لرأيٍّ أو مَذْهبٍ أو رياضة ومنطقة وغير ذلك من سماتِ الجاهلية،ولما اختصم صحابيّان،فقال المهاجريُّ..يا للمهاجرين وقال الأنصاري..يا للأنصار فقال صلى الله عليه وسلم"أَبِدَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ"وغضب وقال.. دعوها فإنها مُنتنة) وهم إنما تنادوا بأصولهم بدون مسبّة!!
التعصّبُ..عباد الله يظن به الإنسانُ أفضليتَه عن غيره؛للونه أو جنسه،أوميوله أو لنسبه وقبيلته،أو مذهبهِ أو مهنته ومنطقته وما دروا أنَّ التعصُّبَ لم يدخل في مجتمعٍ ولا وطنٍ إلا فرَّقه،ولا في عملٍ صالحٍ إلا أفسده،يُقلِّلُ الكثيرَ ويُضعفُ القويَّ،وما نجحَ الشيطانُ في شيءٍ مثله والله تعالى خلق الناس من تراب متساوين،وقسّم بينهم معيشتهم،وجعلهم شعوباً وقبائل،بالتقوى متميزين(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)فبالتقوى والإيمان يرتفع شأنك عند الله،وما عدا ذلك من قبيلةٍ أو نسبٍ أو غيره فلن يُغنيَ شيئاً،أكَّدَهُ صلى الله عليه وسلم بحجة الوداع..إن ربكم واحد،وإن أباكم واحد، ولا فضل لعربي على عجمي،ولا لأحمر على أسود،إلا بالتقوى(إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)ولو كان النسب أو المال أو المكانة تنفع صاحبها عند الله لنجا ابن نوح عليه السلام(وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ*قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنْ الْمَاءِ قَالَ لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنْ الْمُغْرَقِينَ)وبينما يطوفُ الأصمعي بالكعبة يرى شاباً مُتَعلِّقاً بأستارها يبكي شديداً ويُغمى عليه ويقول..
يا مَن يُجيب دُعاءَ المُضطرَ في الظُلَمِ يا كاشِفَ الضَرّ و البلوَى مَع السَقَمِ
قَد نامَ وفدُكَ حَولَ البَيتِ و انتَبَهُوا و أنتَ يا حيُ يا قَيُوم لَم تَنَمِ
إن كانَ جُودكَ لا يَرجُوهُ ذو سَفَهٍ فمَن يَجُود على العَاصِينَ بِالكَرَمِ
فإذا هو زين العابدين بن علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم أجمعين،فسأله لم البكاءُ والجزع؟ وأنت من أهل بيت النبوة،ومعدن الرسالة?فقال..هيهات هيهات يا أصمعي،إن الله خلق الجنة لمن أطاعه،ولو كان عبداً حبشياً،وخلق النار لمن عصاه ولو كان حُراً قرشياً، أليس الله يقول..(فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ)يقول صلى الله عليه وسلم محذراً من التعالي والتفاخر"إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عِبيَّةَ الجاهلية، والفخرَ بالآباء، مؤمنٌ تقيٌ وفاجرٌ شقيٌ، الناس بنو آدم،وآدمُ من تراب،لينتهينَّ أقوامٌ عن فخرهم بآبائهم في الجاهلية،أو ليكونُنَّ أهونَ على الله من الجعلان،تَدفعُ النتنَ بأنفها"تحذيراً من آثارَ جاهليةٍ حطَّمهَا الإسلام وأقامَ،أُخوّةً لا ترقى إليها عصبيةً،ولا تؤثر فيها جاهلية..والغريبُ قد تجَدُ رجلاً يقيمُ شعائرَ الدين، ويبكي خشيةً لله،ويتصدّقُ ولديهِ عِلمٌ أو عَمل،لكنّ قلبَه امتلأَ عصبيةً لقبيلة معها أو حتى ضدَّها أو لحزبٍ أو رأيٍّ ومذهبٍ أو مناطقيّة أو رياضةٍ لأجلها يُحبُ،ويُعادي،ويحتقر أو يقاتلُ وينتصرُ،وبعضهم يعرف خطأَ قولهِ وفعلهِ وسلوكهِ،لكنه يتعصَّب بالحق وبالباطل وينتصرُ لموقفه،ولو خالف جميع الشرائع والقيم{ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جُثّاءِ جهنم،قالوا..يا رسول الله وإن صام وإن صلى؟قال..وإن صام وإن صلى وزعم أنه مسلم؛فادعوا المسلمين بأسمائهم بما سماهم الله ، المسلمين،المؤمنين،عباد الله}وداءُ العصبيةِ يُوجدُ ويُتوارثُ مع الزمن من آباءَ لأبناء بالاحتقار للون والمناطق والبلدان والميُول..يظهر كلَّ مرة!! فبعضُ صغارِنا يزدرون العمالةَ والخدم وربما آذوهم لأنهم فقط أجانب؟وهناك من يَهزأُ بأحدٍ لفقره ومنطقته أو لونه ونسبه؟
أثّرَ التعصبُ وتغَلْغَلَتْ العصبيةُ فلأجلها نهدمُ زواجات ونقطعُ قرابات؟!في ملاعبنا يتنابزون بالألقاب ويشتمون ويكذبون!تعصّبٌ ذميمٌ يؤدي لمفاخرةٍ وإسرافٌ يُمارسُ بالمناسبات ويَظْهَرُ في قصائد الشعر!!وأخبارُ جرائمٍ تقع ينتخي لها المتعصبون جهلاً مما يخالف الدين ويُدمرُ الحياةَ ويشوّه القيم ويُقسّمُ المجتمع وتَظهرُ فيه نعراتٌ مختلفةٌ خطرةٌ على الدين يتساهل البعض بها روى الطبري"أن طلحةَ النميري قال لمسيلمة..أشهد أنك كذاب وأن محمداً صادق،ولكنَّ كذابَ ربيعة أحب إلينا من صادق مضر"فقُتلَ معه يومَ عَقْرُباء.فقال الطبري عنهم استبان لهم كذب مسيلمة ولكن شقاءَ العصبيَّةِ غَلبَ عليهم فماتوا على ذلك"
إن العصبيّة والتعصّب حين يبثّه الإعلام وينتشرُ بوسائل التواصل والمجالس شعراً نثراً وصحافة يُورث التفرقةَ ويُنتجُ أجيالاً هشّة الفكر والثقافة فتكون العصبيةُ لهم منهجَ حياة..التعصُّبُ يطمسُ الحقائق،ويُضيّعُ الحقوقَ ، ويُكثر الصراعات،ويُحلُّ البغضاء ويُصبحُ الحبُّ والإخاءُ والمودةُ بين الناس قائمة عليه مهملين قوله تعالى ..(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) وأنَّ مَثَلَ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كالْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى)قد تَجدُ مُتعصِّباً لرأيه أطلقَ لسانه في الأحياء والأموات باتهام النيات والمؤلفات والألقاب المعيبة ولا يحتملُ رأيَ مخالف ولأجلِ تعَصُّبِه ومن خلال منصبه يتخلَّى عن قيم الدين وخلق السلف بالتأليبِ والمشاغبة والتضييق لمن خالفَ رأيه ويَقْلِبُ الحقائقَ..برؤيتِه الخطأ..ثم يُقسِّمُ بفعلِه المجتمعَ فِرَقاً وأَحزاباً..ووجودُ التعصُّبِ والعصبية يؤَثِّرُ على علاقاتنا وتعاملنا مع بعضنا البعض..من خلالِ إعلامٍ ووسائل تواصل ساهموا بتغذيتها بحميِّةٍ جاهليةٍ وصلت لإراقةِ الدماءِ والمضاربات مما يُقلقُ الأمنَ والدولَ. الكرةُ وهي مُتعةٌ صارت تَعصُّبَاً وعُنصريةً وألقاباً وشتائمَ وتُهماً يُبالَغُ بها..فتنشأُ العداوات والطلاق والشقاق تعصُّباً وعصبيَّةً..نعراتٌ قبليّةٍ وقصائدُ شعريّة وكذبٌ وعنصريّة..وانتقاصٌ من الناس للاشيء.. ذهابٌ للقيم والأخلاق لأجل توافه!وما دروا أن العصبيَّةَ دليلُ ضعف عُقُولِ أَهلِهِا وَبُعدِهِم عَن وَسَطِيَّةِ الدِّينِ وقيمِه الحقيقية وَجَهلِهِم بِأسبَابِ المُوَالاةِ وَالمُعَادَاةِ الصحيحة أياً كان نسبهم قبيلةً أو بدونها والتعصبُ لا فَائِدَةَ مِنه دِينِيًّا وَلا دُنيَوِيًّا،نرى تعصباً في الرأي يَتَجَاوَزُ المَرءُ لأَجلِهِ حُدُودَهُ وَلا يَقِفُ عِندَ مَعَالِمِهِ، وَيَخرُجُ عَنِ القَصدِ وَيَضِلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ،فَيُحِبُّ خطأً ويُبغضُ خطأً ويدمِّرُ وطناً ويُفسد أمناً،وَيَمدَحُ مَن لا يَستَحِقُّ مَدحًا وَيَذُمُّ مَن قَد لا يَلحَقُهُ ذَمٌّ،وَيُوَالي وَيُعَادِي بلا سبب،ويخلقون المشكلات من لاشيء وينسوْن أن رابطة الدين المرتبطة بالوطن تقوم بقوله تعالى " إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ . وَمَن يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزبَ اللهِ هُمُ الغَالِبُونَ"..
إنَّ التعصُّبَ والعصبيةَ الذميمة تُوجد جيلاً ساذَجاً ضعيفاً مُقلداً،يسيرُ وراء كل ناعق ومُفسد، يُثيرهم طرحٌ لا يُفرق بين الحقِّ والباطلِ ويُشكِّلُ فكرَهم لا يخدمون دينَهم ومجتمعَهم ولا وطنَهم لسانُ حالهم(وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ) وقد يوجد بالداخل أو الخارج حاقدون يثيرونَه أو مندسّون يُحيونَه يريدون خرابَ البلاد والعباد ثم يأتيك متعصّبٌ للرأيِ لا يُناقشُ ولا يُحاور غيرَه من الناس،يهدمُ أكثر مما يبني..ويُدمّرُ ولا يُعمّرُ نسألُ الله العافية من تعصّب رأيٍّ وعمى قولٍ..تجد من ينتخي لقبيلة أو يتعصب لمنطقة أو يُجنُّ بميوله لكنه واقعاً لا يقدم للقريب المحتاج من قرابته مساعدةً ولا يخدم بلده بل يُشاغب ويثير الفتن من جاهليته!!وقد بيّن القرآن الكريم نماذجَ متعصبين مُنكراً عليهم،مُندّداً بمسلكهم،ومُحذراً للمسلمين منهم(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَآ أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَاءهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ)وقال عن المشركين(وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ)والتعصّبُ للرأيِ منطقٌ فرعوني(مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ)لأنَّه يَحرِمُ صاحبَه معرفةَ الحقِّ وتأييده ويعميه عن رؤيةِ الحقِ وإذا تعصّبَتْ الأمةُ والمجتمع حُرموا الإصلاحَ والحضارةَ وإقامةَ الحياةِ..وما أحوجنا لفهمِ الشافعيِّ رحمه الله مُحذراً من هذا التعصب"رأيي صوابٌ يحتملُ الخطأَ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب"والنفسية الرائعة والنية الطيبة حين يقول(ما ناظرتُ أحداً إلا تمنيت أن يظهر الله الحق على لسانه قبلي)فلنحذرْ عباد الله من التعصب والعصبية بجميع مظاهرها،فهي بابٌ للكبر يُدخلُ صاحبَه النار ولو كان مثقالَ ذرة!!لاحظ مثقال ذرة!!ولنحذر من ألفاظ للتعصب تنتشر بيننا ونتهاون بها وتلوكها الألسن وتَراها ببعض التصرفات مما لا يبني البلادَ ولا يُصلحُ العبادَ ولا يُلبي الطموحات..ولننشرْ ثقافةَ الحُبِّ والتسامحِ والتراحمِ،ولنحذرْ من وَساوسِ الشيطان ونزغاته،ولنقوِّ أخوَّتَنا،ونُوحّدَ صفَّنا،ولنبنِ مجتمعاتنَا بالدين والحبِّ والخُلُقِ بينَنا ولنكنْ عبادَ الله إخواناً،كما سمانا الله(المسلمين)ولنقم بواجباتنا،ونؤدِّ حقوقاً علينا،للقريب والبعيد وللوطن والمجتمع ولنتذكر أننا على الله مقبلون،ومن الدنيا راحلون،وعلى أعمالنا محاسبون،فلنحسن العمل اللهم ألّف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا..واهدنا سبل السلام..وجنبنا التعصب والآثام..أقول ما تسمعون
الخطبة الثانية الحمد لله وحده
أيها الأحبة..أفكارُ الغلوِّ وداءُ التعصب مخالفٌ للدينِ هادمٌ للقيم مفسد للمجتمع موجد للعداوات ألا فلنُقمْ بناءَ الإسلامِ وقيمَه وأخلاقه كما أقامه صلى الله عليه وسلم وصحابته ممن فتحوا الدنيا بأخلاقهم قبل جهادهم وتوحّدوا تحت راية الإسلام إخوةً متآلفين أوَّلَ مَقْدَمِهم المدينةَ وبعدَ الفتوحات استوعبوا بعضهم ولذلك نجحوا..لم يرفعوا إلا رايةَ الدين وتعاملوا بأخلاق سيد المرسلين ففُتحت بلدانٌ كثيرة عبرَ مسلمين ذهبوا للتجارة بأخلاق الإسلام وقيمِه فدخلَ أهلُها بالإسلام كما تعاملوا معهم في دين الله أفواجاً لما شاهدوا تعاملَ الإسلام الحقيقي وهذا ما نرجوه بيننا اليوم بدلاً من نعراتٍ وخلافاتٍ وتعصب يفرقنا ويُشوّه دينَنا..اللهم إنا نسألك أن تجعلنا بالحق هداة مهتدين..