الحمد لله جعل لنا الإسلام عيدًا،وأجزل لنا فيه فضلاً ومزيدًا،وأمرنا بشكره شكرًا مديداً،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله خير البشر الذي أعطاه ربه من صفات الفضل ما لا يُحصى ولا يُحاط فاللهم زده صلاةً وتسليماً..
الله أكبر،الله أكبر،لا إله إلا الله،والله أكبر،الله أكبر،ولله الحمد.
اللهُ أَكبَرُ مِلءَ السَّمعِ رَدَّدَهَا *** في مَسمَعِ البِيدِ ذَاكَ الذَّرُّ وَالحَجَرُ
اللهُ أَكبَرُ مَا أَحلَى النِّدَاءَ بها *** كَأَنَّهُ الرِّيُّ في الأَروَاحِ يَنتَشِرُ
أيّها المسلمون، تقبَّل الله طاعاتِكم وصالحَ أعمالكم، وقبِل صيامَكم وقيامكم،وضاعف حسناتِكم،وجعل عيدَكم مباركًا وأيّامَكم أيامَ سعادةٍ وهناء وفضلٍ وإحسان وعمل..!
العيدُ المبارك عباد الله لمن عمَر الله قلبَه بالهدى والتُّقى، في خُلُقٍ كريم وقلبٍ سليم، غنيٌّ محسن وفقير قانِع ومبتلًى صابِر، تعرِفهم بسيماهُم، رجالٌ صدَقوا ما عاهَدوا الله عليه..صاموا وتصدّقوا وقاموا وتذكّروا فأتم الله لهم نعمة العبادة ففرحوا نسأل الله أن يديم فرحتنا بمغفرته ورضوانه ولقائه في جناته
عباد الله..إن العيد فرحة لمن صام وقام لله،إن العيد لقلوب شعَّ فيها نور الإيمان،وتطهرت من المعاصي والآثام العيد مناسبة لنبذ الشحناء والبغضاء،والانتصار على المشاعر والأحاسيس التي ينزغ بها الشيطان، فهل جعلنا العيد منعطفاً حقيقياً في علاقتنا مع أقاربنا وجيراننا وإخواننا؟!فيا قاطعاً لرحمه أو مغضباً لقريبه أو متخاصماً لصديقه اجعل العيد فرصة لإنهاء قطيعتك وغضبك ومخاصمتك.. صالحِ الناسَ وتواصل معهم فو الله إن هذه الدنيا فانية وليست بشيء والعملُ الصالح يرفعه الله إلا عن اثنين بينهما خصومة حتى يصطلحا فهلّا تجاوزنا المظاهر ليكون عيداً وفرحة بقلوب صادقة ونفوس طاهرة؟! ((وَٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِٱلْوٰلِدَيْنِ إِحْسَـٰناً وَبِذِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَـٰمَىٰ وَٱلْمَسَـٰكِينِ وَٱلْجَارِ ذِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْجَارِ ٱلْجُنُبِ وَٱلصَّـٰحِبِ بِٱلجَنْبِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً))
الله أكبر،الله أكبر،لا إله إلا الله،والله أكبر،الله أكبر،ولله الحمد.
أيها المسلمون،لقد بعَث الله نبيَّنا وسيّدنا محمّدًا صلى الله عليه وسلم بدينٍ كامل وشرعٍ شامل، غايةٍ في الإِحكام، عدلٍ في الأَحكام، لا أَمتَ فيه ولا عِوَج، ولا ضيقَ فيه ولا حَرَج، هدَى الله به النفوسَ بعد ضلاله، وجمع به القلوبَ بعد فُرقة، وألَّف به بين الناسِ بعدَ عَداوة، فأصبحوا بنِعمتِه إخوانًا، وصاروا باتِّباعه أنصارًا وأعوانًا، جماعةٌ واحدة فلا تجزُّؤَ ولا انقِسام، ولا تميُّز ولا انفِصامَ،رِباطُها رابطةُ العقيدة وآصِرة الدين وأخوّة الإسلام رابطةٌ تنكسِر تحتَها جميعُ الولاءات الجاهليّة والانتماءات الحزبيّة والنّعرَات الطائفيّة والدعاوى العصبية والصيحاتِ العنصرية والشعاراتِ القومية، يقول صلى الله عليه وسلم((المسلمون تتكافأُ دِماؤهم، ويسعى بذمّتهم أدناهم))
دينٌ اختاره الله لنا وارتضاه، وشرعه لنا واصطفاه، لا يجوز لنا الخروجُ عن دعواه، ولا ابتغاءَ دينٍ سواه، ولا الزّهادةُ في مُسَمّاه، ((وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ)) إنها رابطة التوحيد لله بالعبادة ونبذ الشرك والعزة بتوحيد الله والذلة بالشرك..ونحن في هذه البلاد نحمد الله جل وعلا أن منَّ علينا بعقيدةٍ للتوحيد صافية ينبغي أن نفرحُ بها ونحافظُ عليها ولانساوم.. فغايةُ إرسال الرسل إقامةُ التوحيد ونصوصُ القرآن توبّخُ المشركين على شركهم((قُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى أَاللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ))أما أعداؤنا المتربّصين فيريدون لنا تركَ التوحيد الحق لنتّبع ملّتهم حذو القذوة بالقذوة ونحن والله لا عزَّ لنا إلا بالتوحيد..يُعلنُ ذلك قادةُ البلاد ويفتخرون به وقبِله الناسُ وآمنوا به إلا من في قلبه دخن..
الله أكبر، الله أكبر،لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أيها المسلمون،إنّ تعدّدَ الاتجاهات وتغايرَ المناهج واختلافَ المشارِب والتعصّبَ للمذاهب والقبائل والتحزّبَ للأشخاص والفِرَق والجماعات ليس صراطاً مستقيماً ولاهدياً قويماً ((إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)) فاحذَروا التعصّبَ والتحزُّب والتفرُّق والتمزّق، وإياكم وما أحدَثَه المُحدِثون وابتدعه المبتدعون، واعلموا أنه لا ولاءَ إلا على كتابِ الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن استبانَت له سنّةٌ عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم لم يكن ليدَعها لقول أحدٍ من الناس، مهما علت مكانتُه ووقويت سطوتُه ومن عارضَوا النّصوصَ برأيهم واعتدوا على الثوابت بفعلهم وقولهم جاؤا شيئاً عظيماً فاحذروهم فهؤلاء سببٌ للهلاك وعقوبات الله المدمرة ومثلُهم في ذلك قنواتٌ ودعواتٌ لمن يُشيعُ الفاحشة في الذين آمنوا بنشر المحرمات والمنكرات ومحاربة من ينكرها ..
الله أكبر، الله أكبر،لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
العيد عباد الله..مناسبةٌ عظيمة لتقوية العلاقات بين الناس وذلك من مقاصد الإسلام،فسلامةُ الصدر والودُّ والتراحمُ والأخوة، والتعاطف، أسمى معاني الإسلام ومقوّماتُ الأوطان وإن علينا لِتبقى علاقاتُنا مثبَّتةَ الجذور قويّةَ البنيان،أن نعاملَ الناس بصدورٍ سليمة،ونقبلَ عليهم بنفوسٍ صافية،ووجه بشوش،ونحسنَ الظنَّ في التعامل مع بعضنا، ونخلعُ المنظارَ الأسود عند النظر لأعمالِ الناس ومواقفهم وأقوالهم،
المؤلمُ عند النظر لبعضِ علاقاتنا أُسراً وقراباتٍ..وجيران وصداقات سنتحسَّر على روابطَ تمزّقت وعُرًى تخلخلت،حتى للمحاكم وصلت.. بسبب ظنونٍ وريبٍ وشكوكٍ وأوهامٍ فيطرقُ سمعَك في المجالس فلانٌ قصد بقوله كذا،وفلان نوى بفعله كذا،سوءُ ظنٍ مقيت،يؤجِّجُ مشاعر الحقد والكراهية،ويهدم الروابط الاجتماعية،ويزلزل الأخوة،ويقطع حبال الأقربين،ويزرع الشوك بين أفراد المجتمع،فيحصلُ لذلك أحداثاً جساماً، وكوارثَ سوداً نتيجة سوء ظن جاء في غير محله أو بسبب فهمٍ مغلوطٍ كلِّه.. وإذا تحكّم سوءُ الظن بالنفوس استغلّه المنافقون وأشباهُهم فأدّى للخلاف والتنازع والفشل والاتهام،وتتبّع العورات، وتسقّط الهفوات،والتجسّس الدنيء،وكأننا لا نقرأ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا))يسيء ظنه فيقول:أريد التحقق وهو يتدخّل بشؤون الغير،فيتجسس وقد يغتاب،أو يذكرُ أخاه بسوء،في ذنوبٍ عظيمة هي مكمنُ الخطر،حين تُبْنى علاقات الناس على سوء الظن وأوهام،وتُؤسَّس ولاآتُهم،على تصنيف واتهام تكون هي محورُ الحب والبغض،وهذا وأدٌ لمشاعر الود وهدمٌ لمعاني المحبة..مما ينذر بفساد الناس والمجتمعات وتفرّق الأوطان حين يشيع سوء الظن،يتراشقُ الناس بالتهم، ثم يسحبون الثقة من بعض، فيتباغضون ويتدابرون ويتقاطعون،مما يؤدي إلى ذهاب ريحنا وفشلنا.
أحبتي..استغلّوا روح العيد لإعادة النظر في أخلاقنا وتعاملنا فيما بيننا فإنك تحزنُ والله لأخلاق وتعاملات تشوّه المسلمين وهم أتباع الرسول الكريم صلوات ربي وسلامه عليه الذي وصفه الله((وَإِنَّكَ ضلَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ))أفلا نقتدي به وهو يوجهنا بالحديث((بأن الرجل يبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم))ولكنك ترى مع الأسف ضعفاً في التعامل بنشر الكذب والافتراء والسرقة والفساد والغش في البيع والشراء والمسارعة إلى الخصومة والقطيعة وعدم الاهتمام بالنظام ولا بالنظافة وغير ذلك من مظاهر تخالف روح الإسلام وهي تخلّف عن التقدم للأمام فالعيد فرصة لنجدّد التزامنا بالأخلاق..ونظهر أخلاق الإسلام حقيقة..لنسمو ونرقى..
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أيها الإخوة..إن وسائل التواصل التي بين أيدينا ولدى أولادنا أثبتت هشاشة في الأخلاق والقيم وضعفاً بالثقافة وسوءً للفهم فأصبحت تلك الوسائل للاتصال بسوء تعاملنا معها وبما يأتينا من خلالها ويُعرض بها سبباً في نشر ثقافة التفاهة والكذب وتداول الإشاعات..وسبباً لتفريق المجتمعات ونشر روح التعصب والعنصريات..وهذا بسبب عدم معرفتنا كيف نتعامل معها حتى بات يخشاها المسؤول في الوطن لأثرها على الأمن والدين وكذلك الأهل في المنزل لضررها واستطاعت هذه الوسائل وهي على مدار الساعة بأيدينا نشر التهاون والنيل من القيم والجرأة على الثوابت في غفلةٍ من عين الرقيب الدائم..أما تلك القنوات الفضائية المنتشرة ببيوت المسلمين فقد أثبتت أكثرها أنها سببٌ للتدمير في القيم والأخلاق والتأثير على الدين والأفكار بما تبثه من برامج ومسلسلات هدمت البيوت وأذهبت روحانية رمضان وقوضت بما تبثه اجتماع الكلمة بين الأوطان..والتنافسُ بينَها فيما يُفسدُ ويهدمُ ولا يبني والأسرة العربية المسلمة ضاعت في ركام التفاهات ولاحول ولا قوة إلا بالله..إننا نحتاج إخوتي لنكون يداً واحدة قادةً وشعباً في المنشط والمكره لإقامة الدين والأمن ولنقطع الطريق على المرجفين والمغرضين في وجه أعداء الإسلام مترابطين فبلادنا يتهددها متربصون بدينها وأمنها وأخلاقها وقيمها نسأل الله أن يكفينا شرَّهم..
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أيها الإخوة ،إن من مظاهر الإحسان بعد رمضان، الإحسان في العيد؛ فالعيد موسم بهجة بعد أداء الفريضة، وقد قيل: "من أراد معرفة أخلاق الأمة فليراقبها في أعيادها" فتنطلق فيه السجايا على فطرتها، وتبرز العواطف والميول والعادات على حقيقتها، والمجتمع السعيد الصالح هو الذي تسمو أخلاقه في العيد إلى أرفع ذروة وتمتد فيه مشاعر الإخاء إلى أبعد مدى،متماسكًا متعاونًا متراحمًا، تخفق القلوب فيه بالحب والود، والبر والصفاء.فاحذروا من مناسبات تجلب لكم الحرام فذلك ليس فرحاً بالعيد وإتمام الصيام ومن شكر الله على نعمه التزام أوامره واجتناب نواهيه.
العيدُ في الإسلام إخوتي غبطةٌ في الدين والطاعة، وبهجةٌ في الدنيا والحياة، ومظهر للقوة والإخاء، إنه فرحة بانتصار الإرادة الخيِّرة على الأهواء والشهوات، وبالخلاص من إغواء شياطين الإنس والجن، والرضا بطاعات المولى والوعد الكريم بالفردوس والنجاة من النار..فأظهروا فرحكم بالعيد واجعلوا صغاركم وأهلكم يفرحون بالعيد ليعلم غيُرنا أنَّ في ديننا فسحة!!مع الأسف استبدل بعض المسلمين وبلدانهم الفرح بأعيادنا الشرعية إلى فرحٍ بأعياد غيرنا يظهرون فيه بهجة وفرحاً واحتفالاً ثم يهملون أعيادنا مما يرسخ في أذهان الأجيال التبعية والصغار..والإعجابَ بالذين أشركوا..
وعلى النقيض أيضاً هناك من تطغى عليه فرحة العيد فتستبد بمشاعره ووجدانه لدرجة تنسيه واجب الشكر والاعتراف بالنعم، وتدفعه إلى الزهو بالجديد والإعجاب بالنفس حتى يبلغ درجة المخيلة والتباهي،والإسراف والتفاخر وما علم هذا المتباهي والمبذر أن العيد قد يأتي على أناس قد ذلوا من بعد عز،تهيج في نفوسهم الأشجان وتتحرك في صدورهم الأحزان، ذاقوا من البؤس ألوانًا بعد رغد العيش، وتجرَّعُوا من العلقم كيزانًا بعد وفرة النعيم، فاعتاضوا عن الفرحة بالبكاء، وحل محل البهجة الأنين والعناء في الناس مريضٌ وفقير ومسجونٌ ومصابٌ ومهمومٌ أشركوهم الفرحة معكم ابحثوا عنهم في المستشفيات والأحياء الفقيرة وأسعدوهم فإن لكم بذلك أجرٌ عظيم..
عباد الله..التهنئةُ الصادقة والابتهاجُ الحقّ لمن قَبِل الله صيامَه وقيامه، وحسُنتْ نيته، وصلُح عمله. تهنئةً وبهجةً لمن حسُن خلُقه وطابت سريرته. هنيئًا لموسِرٍ يزرعُ البهجةَ على شفَة محتاج، ومحسِنٍ يعطِف على أرمَلةٍ ومسكينٍ ويتيمٍ، وصحيحٍ يزور مريضًا، وقريبٍ يصِل قريبًا. العيدُ عيدُ من عفَا عمّن زلَّ وهفا، وأحسن لمن أساء. العيد عيدُ من حفِظ النفسَ وكفَّ عن نوازِع الهوى، يلبس الجديد ويشكر الحميدَ المجيد، في فرحٍ لا يُنسي وبهجةٍ لا تُطغي.والله لن يسعَدَ بالعيدِ من عَقّ والدَيه وحُرِم الرّضا في هذا اليوم المبارك السعيد، ولن يسعَد بالعيد من يحسُد الناسَ على ما آتاهم الله من فضله، وليس العيدُ لخائنٍ غشّاش يسعَى بالفساد بين الأنام، وكيف يفرح بالعيد من أضاع أموالَه في ملاهٍ محرّمة وفسوق وفجور؟! ليس له من العيد إلا مظاهرُه، وليس له من الحظّ إلا عواثرُه.
الله أكبر، لا إله إلا الله. والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أختي المرأةُ المسلمة لقد أعزّك الإسلام ورفع قدرك أماً وأختاً وزوجةً وبنتاً وجعل الرجلَ قائماً لك بولايته لمزيد اهتمام وليس لجبروت وانتقام فاحذري أن تغترّي بدعواتٍ تزعمُ حريةً لك وهي تهوي بك في قاعٍ سحيقٍ من العبودية والذلّة..دعواتٌ موجهة ومزيفة تريد نزع حياء المرأة وتدمير وظيفتها الأساس بالمنزل والتربية التي إن أتقنتها تعدل العبادات والجهاد..اهتمي أختاه ببناء شخصيتك على الجدية والثقافة والعلم والقيام بحق بيتك وزوجك وتربية ولدك وحافظي على حجابك وحيائك وسترك واحصدي بعد ذلك برِّاً وأجراً..وصلاحاً ونصراً
الله أكبر، لا إله إلا الله. والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
اللهم أعده علينا بالأمن والإيمان والسلامة والاطمئنان على بلادنا وسائر بلاد الإسلام ووفق ولاة أمرنا واحم حدودنا وانصر جنودنا واكفنا شرّ الأشرار وكيد الفجار ..
عباد الله..إن الله يأمركم بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون..فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون ..
الله أكبر،الله أكبر،لا إله إلا الله،والله أكبر،الله أكبر،ولله الحمد.
اللهُ أَكبَرُ مِلءَ السَّمعِ رَدَّدَهَا *** في مَسمَعِ البِيدِ ذَاكَ الذَّرُّ وَالحَجَرُ
اللهُ أَكبَرُ مَا أَحلَى النِّدَاءَ بها *** كَأَنَّهُ الرِّيُّ في الأَروَاحِ يَنتَشِرُ
أيّها المسلمون، تقبَّل الله طاعاتِكم وصالحَ أعمالكم، وقبِل صيامَكم وقيامكم،وضاعف حسناتِكم،وجعل عيدَكم مباركًا وأيّامَكم أيامَ سعادةٍ وهناء وفضلٍ وإحسان وعمل..!
العيدُ المبارك عباد الله لمن عمَر الله قلبَه بالهدى والتُّقى، في خُلُقٍ كريم وقلبٍ سليم، غنيٌّ محسن وفقير قانِع ومبتلًى صابِر، تعرِفهم بسيماهُم، رجالٌ صدَقوا ما عاهَدوا الله عليه..صاموا وتصدّقوا وقاموا وتذكّروا فأتم الله لهم نعمة العبادة ففرحوا نسأل الله أن يديم فرحتنا بمغفرته ورضوانه ولقائه في جناته
عباد الله..إن العيد فرحة لمن صام وقام لله،إن العيد لقلوب شعَّ فيها نور الإيمان،وتطهرت من المعاصي والآثام العيد مناسبة لنبذ الشحناء والبغضاء،والانتصار على المشاعر والأحاسيس التي ينزغ بها الشيطان، فهل جعلنا العيد منعطفاً حقيقياً في علاقتنا مع أقاربنا وجيراننا وإخواننا؟!فيا قاطعاً لرحمه أو مغضباً لقريبه أو متخاصماً لصديقه اجعل العيد فرصة لإنهاء قطيعتك وغضبك ومخاصمتك.. صالحِ الناسَ وتواصل معهم فو الله إن هذه الدنيا فانية وليست بشيء والعملُ الصالح يرفعه الله إلا عن اثنين بينهما خصومة حتى يصطلحا فهلّا تجاوزنا المظاهر ليكون عيداً وفرحة بقلوب صادقة ونفوس طاهرة؟! ((وَٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِٱلْوٰلِدَيْنِ إِحْسَـٰناً وَبِذِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَـٰمَىٰ وَٱلْمَسَـٰكِينِ وَٱلْجَارِ ذِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْجَارِ ٱلْجُنُبِ وَٱلصَّـٰحِبِ بِٱلجَنْبِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً))
الله أكبر،الله أكبر،لا إله إلا الله،والله أكبر،الله أكبر،ولله الحمد.
أيها المسلمون،لقد بعَث الله نبيَّنا وسيّدنا محمّدًا صلى الله عليه وسلم بدينٍ كامل وشرعٍ شامل، غايةٍ في الإِحكام، عدلٍ في الأَحكام، لا أَمتَ فيه ولا عِوَج، ولا ضيقَ فيه ولا حَرَج، هدَى الله به النفوسَ بعد ضلاله، وجمع به القلوبَ بعد فُرقة، وألَّف به بين الناسِ بعدَ عَداوة، فأصبحوا بنِعمتِه إخوانًا، وصاروا باتِّباعه أنصارًا وأعوانًا، جماعةٌ واحدة فلا تجزُّؤَ ولا انقِسام، ولا تميُّز ولا انفِصامَ،رِباطُها رابطةُ العقيدة وآصِرة الدين وأخوّة الإسلام رابطةٌ تنكسِر تحتَها جميعُ الولاءات الجاهليّة والانتماءات الحزبيّة والنّعرَات الطائفيّة والدعاوى العصبية والصيحاتِ العنصرية والشعاراتِ القومية، يقول صلى الله عليه وسلم((المسلمون تتكافأُ دِماؤهم، ويسعى بذمّتهم أدناهم))
دينٌ اختاره الله لنا وارتضاه، وشرعه لنا واصطفاه، لا يجوز لنا الخروجُ عن دعواه، ولا ابتغاءَ دينٍ سواه، ولا الزّهادةُ في مُسَمّاه، ((وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ)) إنها رابطة التوحيد لله بالعبادة ونبذ الشرك والعزة بتوحيد الله والذلة بالشرك..ونحن في هذه البلاد نحمد الله جل وعلا أن منَّ علينا بعقيدةٍ للتوحيد صافية ينبغي أن نفرحُ بها ونحافظُ عليها ولانساوم.. فغايةُ إرسال الرسل إقامةُ التوحيد ونصوصُ القرآن توبّخُ المشركين على شركهم((قُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى أَاللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ))أما أعداؤنا المتربّصين فيريدون لنا تركَ التوحيد الحق لنتّبع ملّتهم حذو القذوة بالقذوة ونحن والله لا عزَّ لنا إلا بالتوحيد..يُعلنُ ذلك قادةُ البلاد ويفتخرون به وقبِله الناسُ وآمنوا به إلا من في قلبه دخن..
الله أكبر، الله أكبر،لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أيها المسلمون،إنّ تعدّدَ الاتجاهات وتغايرَ المناهج واختلافَ المشارِب والتعصّبَ للمذاهب والقبائل والتحزّبَ للأشخاص والفِرَق والجماعات ليس صراطاً مستقيماً ولاهدياً قويماً ((إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)) فاحذَروا التعصّبَ والتحزُّب والتفرُّق والتمزّق، وإياكم وما أحدَثَه المُحدِثون وابتدعه المبتدعون، واعلموا أنه لا ولاءَ إلا على كتابِ الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن استبانَت له سنّةٌ عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم لم يكن ليدَعها لقول أحدٍ من الناس، مهما علت مكانتُه ووقويت سطوتُه ومن عارضَوا النّصوصَ برأيهم واعتدوا على الثوابت بفعلهم وقولهم جاؤا شيئاً عظيماً فاحذروهم فهؤلاء سببٌ للهلاك وعقوبات الله المدمرة ومثلُهم في ذلك قنواتٌ ودعواتٌ لمن يُشيعُ الفاحشة في الذين آمنوا بنشر المحرمات والمنكرات ومحاربة من ينكرها ..
الله أكبر، الله أكبر،لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
العيد عباد الله..مناسبةٌ عظيمة لتقوية العلاقات بين الناس وذلك من مقاصد الإسلام،فسلامةُ الصدر والودُّ والتراحمُ والأخوة، والتعاطف، أسمى معاني الإسلام ومقوّماتُ الأوطان وإن علينا لِتبقى علاقاتُنا مثبَّتةَ الجذور قويّةَ البنيان،أن نعاملَ الناس بصدورٍ سليمة،ونقبلَ عليهم بنفوسٍ صافية،ووجه بشوش،ونحسنَ الظنَّ في التعامل مع بعضنا، ونخلعُ المنظارَ الأسود عند النظر لأعمالِ الناس ومواقفهم وأقوالهم،
المؤلمُ عند النظر لبعضِ علاقاتنا أُسراً وقراباتٍ..وجيران وصداقات سنتحسَّر على روابطَ تمزّقت وعُرًى تخلخلت،حتى للمحاكم وصلت.. بسبب ظنونٍ وريبٍ وشكوكٍ وأوهامٍ فيطرقُ سمعَك في المجالس فلانٌ قصد بقوله كذا،وفلان نوى بفعله كذا،سوءُ ظنٍ مقيت،يؤجِّجُ مشاعر الحقد والكراهية،ويهدم الروابط الاجتماعية،ويزلزل الأخوة،ويقطع حبال الأقربين،ويزرع الشوك بين أفراد المجتمع،فيحصلُ لذلك أحداثاً جساماً، وكوارثَ سوداً نتيجة سوء ظن جاء في غير محله أو بسبب فهمٍ مغلوطٍ كلِّه.. وإذا تحكّم سوءُ الظن بالنفوس استغلّه المنافقون وأشباهُهم فأدّى للخلاف والتنازع والفشل والاتهام،وتتبّع العورات، وتسقّط الهفوات،والتجسّس الدنيء،وكأننا لا نقرأ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا))يسيء ظنه فيقول:أريد التحقق وهو يتدخّل بشؤون الغير،فيتجسس وقد يغتاب،أو يذكرُ أخاه بسوء،في ذنوبٍ عظيمة هي مكمنُ الخطر،حين تُبْنى علاقات الناس على سوء الظن وأوهام،وتُؤسَّس ولاآتُهم،على تصنيف واتهام تكون هي محورُ الحب والبغض،وهذا وأدٌ لمشاعر الود وهدمٌ لمعاني المحبة..مما ينذر بفساد الناس والمجتمعات وتفرّق الأوطان حين يشيع سوء الظن،يتراشقُ الناس بالتهم، ثم يسحبون الثقة من بعض، فيتباغضون ويتدابرون ويتقاطعون،مما يؤدي إلى ذهاب ريحنا وفشلنا.
أحبتي..استغلّوا روح العيد لإعادة النظر في أخلاقنا وتعاملنا فيما بيننا فإنك تحزنُ والله لأخلاق وتعاملات تشوّه المسلمين وهم أتباع الرسول الكريم صلوات ربي وسلامه عليه الذي وصفه الله((وَإِنَّكَ ضلَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ))أفلا نقتدي به وهو يوجهنا بالحديث((بأن الرجل يبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم))ولكنك ترى مع الأسف ضعفاً في التعامل بنشر الكذب والافتراء والسرقة والفساد والغش في البيع والشراء والمسارعة إلى الخصومة والقطيعة وعدم الاهتمام بالنظام ولا بالنظافة وغير ذلك من مظاهر تخالف روح الإسلام وهي تخلّف عن التقدم للأمام فالعيد فرصة لنجدّد التزامنا بالأخلاق..ونظهر أخلاق الإسلام حقيقة..لنسمو ونرقى..
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أيها الإخوة..إن وسائل التواصل التي بين أيدينا ولدى أولادنا أثبتت هشاشة في الأخلاق والقيم وضعفاً بالثقافة وسوءً للفهم فأصبحت تلك الوسائل للاتصال بسوء تعاملنا معها وبما يأتينا من خلالها ويُعرض بها سبباً في نشر ثقافة التفاهة والكذب وتداول الإشاعات..وسبباً لتفريق المجتمعات ونشر روح التعصب والعنصريات..وهذا بسبب عدم معرفتنا كيف نتعامل معها حتى بات يخشاها المسؤول في الوطن لأثرها على الأمن والدين وكذلك الأهل في المنزل لضررها واستطاعت هذه الوسائل وهي على مدار الساعة بأيدينا نشر التهاون والنيل من القيم والجرأة على الثوابت في غفلةٍ من عين الرقيب الدائم..أما تلك القنوات الفضائية المنتشرة ببيوت المسلمين فقد أثبتت أكثرها أنها سببٌ للتدمير في القيم والأخلاق والتأثير على الدين والأفكار بما تبثه من برامج ومسلسلات هدمت البيوت وأذهبت روحانية رمضان وقوضت بما تبثه اجتماع الكلمة بين الأوطان..والتنافسُ بينَها فيما يُفسدُ ويهدمُ ولا يبني والأسرة العربية المسلمة ضاعت في ركام التفاهات ولاحول ولا قوة إلا بالله..إننا نحتاج إخوتي لنكون يداً واحدة قادةً وشعباً في المنشط والمكره لإقامة الدين والأمن ولنقطع الطريق على المرجفين والمغرضين في وجه أعداء الإسلام مترابطين فبلادنا يتهددها متربصون بدينها وأمنها وأخلاقها وقيمها نسأل الله أن يكفينا شرَّهم..
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أيها الإخوة ،إن من مظاهر الإحسان بعد رمضان، الإحسان في العيد؛ فالعيد موسم بهجة بعد أداء الفريضة، وقد قيل: "من أراد معرفة أخلاق الأمة فليراقبها في أعيادها" فتنطلق فيه السجايا على فطرتها، وتبرز العواطف والميول والعادات على حقيقتها، والمجتمع السعيد الصالح هو الذي تسمو أخلاقه في العيد إلى أرفع ذروة وتمتد فيه مشاعر الإخاء إلى أبعد مدى،متماسكًا متعاونًا متراحمًا، تخفق القلوب فيه بالحب والود، والبر والصفاء.فاحذروا من مناسبات تجلب لكم الحرام فذلك ليس فرحاً بالعيد وإتمام الصيام ومن شكر الله على نعمه التزام أوامره واجتناب نواهيه.
العيدُ في الإسلام إخوتي غبطةٌ في الدين والطاعة، وبهجةٌ في الدنيا والحياة، ومظهر للقوة والإخاء، إنه فرحة بانتصار الإرادة الخيِّرة على الأهواء والشهوات، وبالخلاص من إغواء شياطين الإنس والجن، والرضا بطاعات المولى والوعد الكريم بالفردوس والنجاة من النار..فأظهروا فرحكم بالعيد واجعلوا صغاركم وأهلكم يفرحون بالعيد ليعلم غيُرنا أنَّ في ديننا فسحة!!مع الأسف استبدل بعض المسلمين وبلدانهم الفرح بأعيادنا الشرعية إلى فرحٍ بأعياد غيرنا يظهرون فيه بهجة وفرحاً واحتفالاً ثم يهملون أعيادنا مما يرسخ في أذهان الأجيال التبعية والصغار..والإعجابَ بالذين أشركوا..
وعلى النقيض أيضاً هناك من تطغى عليه فرحة العيد فتستبد بمشاعره ووجدانه لدرجة تنسيه واجب الشكر والاعتراف بالنعم، وتدفعه إلى الزهو بالجديد والإعجاب بالنفس حتى يبلغ درجة المخيلة والتباهي،والإسراف والتفاخر وما علم هذا المتباهي والمبذر أن العيد قد يأتي على أناس قد ذلوا من بعد عز،تهيج في نفوسهم الأشجان وتتحرك في صدورهم الأحزان، ذاقوا من البؤس ألوانًا بعد رغد العيش، وتجرَّعُوا من العلقم كيزانًا بعد وفرة النعيم، فاعتاضوا عن الفرحة بالبكاء، وحل محل البهجة الأنين والعناء في الناس مريضٌ وفقير ومسجونٌ ومصابٌ ومهمومٌ أشركوهم الفرحة معكم ابحثوا عنهم في المستشفيات والأحياء الفقيرة وأسعدوهم فإن لكم بذلك أجرٌ عظيم..
عباد الله..التهنئةُ الصادقة والابتهاجُ الحقّ لمن قَبِل الله صيامَه وقيامه، وحسُنتْ نيته، وصلُح عمله. تهنئةً وبهجةً لمن حسُن خلُقه وطابت سريرته. هنيئًا لموسِرٍ يزرعُ البهجةَ على شفَة محتاج، ومحسِنٍ يعطِف على أرمَلةٍ ومسكينٍ ويتيمٍ، وصحيحٍ يزور مريضًا، وقريبٍ يصِل قريبًا. العيدُ عيدُ من عفَا عمّن زلَّ وهفا، وأحسن لمن أساء. العيد عيدُ من حفِظ النفسَ وكفَّ عن نوازِع الهوى، يلبس الجديد ويشكر الحميدَ المجيد، في فرحٍ لا يُنسي وبهجةٍ لا تُطغي.والله لن يسعَدَ بالعيدِ من عَقّ والدَيه وحُرِم الرّضا في هذا اليوم المبارك السعيد، ولن يسعَد بالعيد من يحسُد الناسَ على ما آتاهم الله من فضله، وليس العيدُ لخائنٍ غشّاش يسعَى بالفساد بين الأنام، وكيف يفرح بالعيد من أضاع أموالَه في ملاهٍ محرّمة وفسوق وفجور؟! ليس له من العيد إلا مظاهرُه، وليس له من الحظّ إلا عواثرُه.
الله أكبر، لا إله إلا الله. والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أختي المرأةُ المسلمة لقد أعزّك الإسلام ورفع قدرك أماً وأختاً وزوجةً وبنتاً وجعل الرجلَ قائماً لك بولايته لمزيد اهتمام وليس لجبروت وانتقام فاحذري أن تغترّي بدعواتٍ تزعمُ حريةً لك وهي تهوي بك في قاعٍ سحيقٍ من العبودية والذلّة..دعواتٌ موجهة ومزيفة تريد نزع حياء المرأة وتدمير وظيفتها الأساس بالمنزل والتربية التي إن أتقنتها تعدل العبادات والجهاد..اهتمي أختاه ببناء شخصيتك على الجدية والثقافة والعلم والقيام بحق بيتك وزوجك وتربية ولدك وحافظي على حجابك وحيائك وسترك واحصدي بعد ذلك برِّاً وأجراً..وصلاحاً ونصراً
الله أكبر، لا إله إلا الله. والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
اللهم أعده علينا بالأمن والإيمان والسلامة والاطمئنان على بلادنا وسائر بلاد الإسلام ووفق ولاة أمرنا واحم حدودنا وانصر جنودنا واكفنا شرّ الأشرار وكيد الفجار ..
عباد الله..إن الله يأمركم بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون..فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون ..