• ×

07:08 صباحًا , الإثنين 21 جمادي الثاني 1446 / 23 ديسمبر 2024

من هي المرأة الحرة؟؟؟

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط

الحمدُ للهِ،هَدانا صِراطه المستَقيم،وأَشهَد أن لا إلهَ إلاّ الله وحدَه لا شريكَ له يُحيِي العِظامَ وهي رَميم،وأشهَد أنّ محَمّدًا عبده ورَسوله بالمؤمنين رَؤوف رحيمٌ، صلّى الله عليه وعَلى آلِه وصحبِه أفضل صلاةً وأزكى تَسليم.أما بعد..فاتقوا الله عباد الله..

أُهينت كرامتُها،وهُضمت حقوقُها،كانت تُباع وتُشترى ويتشاءمُ منها وتُزدرى.. ليس لها حق الإرث.وليس لطلاقها عددٌ محدود.ولا لتعدد الزوجات حد،تُورث وتُباع كالبهيمة والمتاع.وتُكره على الزواج والبِغاء بأنواعه المتعددة..وتعدّدت الجاهليات والنهاية واحدة..جاهليةٌ تبيح للوالد بيعَ ابنتهِ ووأدَها حيةٌ في مهدِها((وَإِذَا بُشّرَ أَحَدُهُمْ بِٱلاْنْثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّا وَهُوَ كَظِيمٌ*يَتَوَارَىٰ مِنَ ٱلْقَوْمِ مِن سُوء مَا بُشّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِى ٱلتُّرَابِ أَلاَ سَآء مَا يَحْكُمُونَ))أهانها الجاهليّون.. امتداداً لجاهلياتٍ أهانتها رومانيةً وبابليّةً ويونانيّة أثبتها التاريخ مما جعل المرأة غالباً..ممزّقةَ النفس..واهيةَ الجسد والروح..لا رأي لها ولاكرامة..فجاء الإسلام مُخلصاً للبشريةِ بتعاليمه الساميةِ.. أكرم المرأة وجعلها حرّةً بمكانةٍ خاصةٍ ورعايةٍ كريمةٍ وحقوقٍ حمتها، تكلَّفُ كما الرجلُ إلا فيما اختصَّ به((مَنْ عَمِلَ صَـٰلِحاً مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَوٰةً طَيّبَةً))وفاوت بين الرجال والنساء في الخَلْقِ والخِلقة وما تقتضيه الأحكام..والشرع الإسلامي وسطٌ بين من أهانوا المرأة وبين من ادّعوا إكرامها فساووها بالرجل في كل شيء باسم حريةٍ مزعومةٍ امتلأت بمعاناة وقيود!!أما في الإسلام فهي حرةٌ عزيزةٌ كريمةٌ أُماً أو زوجةً أو أُختاً أو بنتاً،تقوم بدورها جانب الرجل،تؤازره وتشدُّ من عزمِه،تناصره وتقوي همَّته، تحفظُه إن غاب وتسّره إن حضرَ إليها،وتُضحِّي لدين الله.. وتعاليمُ الإسلام حرّرت المرأة من رقِّ الجاهلية وصانت حقوقها، وحصّنتها بما يناسب فطرتها..وكفَلت حقوقها بالرعاية والقوامةِ الواجبة على الرجل لها.. لكن المرأة وصلت في زمننا لحريةٍ زعموها ومؤتمراتٍ عقدوها أو قُل مؤامرات..أنشأوا لها منظماتِ حريةٍ مزعومةٍ لوأدها ليس بالتراب كالجاهلية لكنه وأدٌ لرسالتِها،وفكرِها،وأدٌ لأخلاقها ووظيفتها الحقيقيّة، فتأثرت بهذه الهجماتِ الشرسة وانحرف دورها إلى منافسةِ الرجل في مهامه..فلم تصبح زوجة ولا أُماً ولا بنتاً بقدْرِ همَّها أن تكون عاملةً وموظفةً،واستُهلكت في العمل وجعلها بعضهم رمزاً للذة والمتعة باسم تلك الحرية فضاعت المرأة لأنَّ مربية الأجيال أُهمل إعدادُها فأهملَت دورها..

الأمُّ مدرسةٌ إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق

تحللت بعضُ النساء من الروابط والقيم الأسرية تأثراً بدعواتِ تحريرٍ مشبوهةٍ وحُرّيَةٍ موهومةٍ للمرأةِ مزعومة،سوَّقت لها القنوات بتشويهِ تعاليمِ الأديانِ وقيم المجتمعات،هم لا يقصدون إلغاءَ حجابها وتميّزها بقدرِ إلغاءِ هويةِ المرأةِ وتغيير طبيعتها..غاظَهم حالُ المرأة المسلمة وكيف حافظت على عفافها،وأنها حتى لو قصّرت استجابت لرَّبها وأقامت دينَها وأكملَت تعليمها مستقلةً عن الرجالِ،جمعَتَ بين تعاليم الإسلام وآدابَ الدين،واستوعبت ما يفيدها من علوم العصر،وأخذت دورها لخدمةِ الوطن أُمّاً ومُربيةً وعالمةً ومثقفةً ومُدرسةً وساهمت بِعطائها في المجتمع والوطن فحافظت على ماحباها الله إياه من طَبْعٍ وطبيعة.. هذا هو تميّز المرأة أما هم فيستغلون أيةَ مناسبة لتحرير كيدهم للمرأة ليصوروا حجابَها أو تمسُّكَها بدينها عائقٌ عن تطويرها وأداء رسالتها فقدّموها لنا سافرةً مُتبرجةً خاويةً من علم أو خلق.. وحدّوا جهودهم وشحذوا ألسنتَهم وبَرَوا أقلامَهم،وعقدُوا المؤتمرات والبرامج لتحقيقِ مآربهم واختصروا المرأة في مظاهر يطالبون بها وأهملوا وظيفتها وحقوقها..أهدافُهم تهدمُ المجتمعات ويساندُهم مَنْ غُرِّرَ به!! يدلُّ على ذلك تاريخَ قومٍ تبنّوا تحرير المرأة في بعض بلدانِ العرب هل حقّقوا لها تقدّماً أو تميّزاً؟!أم أنها زادت عبودية واستغلالاً.. بقيادةِ قنوات وأناسٌ هُزموا في نفوسِهم وأُعجبوا بما رأوه من غثاء ففقدوا القدرةَ على التمييزِ بين الحقِ والباطلِ،وسعَوْا بكلِّ ما أُوتوا لتنفيذِ خطَطِهم وتدمير مجتمعنا بأية فرصة..لبَّسوا الحقّ وغشُّوا الناسَ باسم إصلاحٍ أوحريّةٍ،في حيِن أنَّهم مفسدونَ،وهم لا يشعرون يدعَّون الوطنيَّةَ وهم يسعْون لخراب الوطنِ.يخفون كيدهم تارةً ثم يظهرونه تارات،حسب الأجواء ويستققون بالأجنبي!!وتعجب لدوام كيدهم رغم أنهم خاسرون بإذن الله أمام سياجات متينةٍ من إيمان المجتمعِات وأخلاقها وحرص الدولة وثوابت قيادتها..وغيرة الجميع على نسائِهم وتعاونهم فيما بينهم لمقاومة كيدهم..وآمالهم تلك في التغريبِ وصرفِ المرأة عن مهمتها لن تتحقق بإذن الله فالفطرةُ للدين غالبة..بعودةِ المرأةِ لحجابها والمحافظةِ على دينها فالله غالبٌ على أمره ولو كره المشركون والمنافقون وهنا تأتي أهمية تحصين المرأة ضد المتغيرات للمساهمة في حفظها وتربيتها وتطوير عقلها وعلمها أمام فكرٍ ضالٍ وخُلقٍ ضار!!

أيها الإخوة..إننا نفاخر بحمد الله بنساءٍ حُرّات..أمهاتٍ وزوجاتٍ.. وبناتٍ وأخواتٍ..وهذه مسؤوليةٌ عظيمة بحفظ حقوقِ المرأة لإكرامها وعدم إهانتها وترك النظرة الجاهلية باحتقارها وهضم حقوقها أو أكل مالها وممارسةِ العنفِ معها فذلك مما يستغلّه دعاةُ الفتنة..

إنَّ تربيةَ المرأة تحصينُها بدينٍ يحميها من كُلِّ شرٍّ وبجعلِها عُضواً فاعلاً ومؤثراً لتؤسس أجيالاً للحقِّ والخيِرِ والفضيلةِ وتحُبُّ العلمَ ومآثرَ الأخلاق ومعالي الأمورِ، نعدُّ أُماً تعرف قدْرَ نفسها وتعي دورَها ورسالتَها، يستمدُّ منها الطفلُ بتوفيق الله مفرداتِ اللسانِ وأركانَ الإيمانِ ومعالمِ الإسلامِ ومناهجِ السلوكِ..ويخفق قلبُ المرأة منذ نشأتها.. بحبِّ الله والدينِ والخلقِ والحياءِ لا بحبِّ فنٍ هابطٍ ولا تعلُّقاً بالتوافه..أو تأثراً بالتطرف والغلو..بل تحملُ همّاً للدين والأمة لتُؤدي دورها في نصرة الدين والوطن..وكما أن الوالدين مسؤلان فالمجتمع مشارك حكومةً وشعباً ونظاماً وأمناً وتعليماً وإعلاماً بحفظ بيوتنا وأسرنا ليكونَ الوعيُ حاضراً والحذرُ موجوداً والحرصُ مُشتركاً

إن علينَا جميعاً التنبه للفساد وأهلهِ تطرّفاً وغلوّاً وضرراً وانحرافاً بكل الطرقِ المشروعةِ والمتاحةِ والمباحة، كما علينا مصارحَةُ كُلِّ مسئول ومناصحتُه من منطلقِ الحرصِ وحبِّ الخيِر لا الحقد..ورغبة المصلحة وتجنب المفسدة فليست المسألة نزعاً للحجاب ولا رياضةً أو ترفيهاً ولا قيادةً للسيارة بقدر ما أنها دعواتٌ متربّصة وقنواتٌ مشبوهة تحملُ في طيَّاتها برنامجَ إفسادٍ متكاملٍ مرتبطٌ بالغير لحرف هوية المرأة وإفساد خلقها ودينها وإلغاء دورها في بيتها..الألبسة والأزياء تغيّرت وانحرفت.. والمعاني العاطفية تشوّهَت عبر المسلسلات.. ضاعت قوامةُ الرجل..وتشبّه الرجلُ بالمرأة والمرأة بالرجل.. أصبح عملُ المرأةِ في البيت عبثاً وقيامُها بالتربية جهلاً!!ونسوا أن استقرارَ المرأة في بيتها خيرٌ لها،ووظيفتُها في بيتِهَا من أشرفِ الوظائفِ في الوجودِ!! يصفون المرأةَ في بيتِها قعيدةً لا عملَ لها، وأنها عالَةٌ على أهلها،واختصروا وظيفتَها على الطهي والخدمةِ، بينما مهمَّتُها الأساسُ تربيةُ الأجيالِ والقيامُ عليها،وهي مهمةٌ تعدِلَ في الإسلامِ أعظم العبادات..وتستحق لأجله أعلى الأوسمةِ والشهادات !جاءت أسماءُ بنت يزيد الأنصارية رضي الله عنها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت.. يا رسول الله.. إن الله بعثك للرجالِ والنساءِ كافَّةً، فآمنّا بك وبإلهك، وإنا معشرَ النساءِ محصوراتٌ، مقصوراتٌ، قواعدُ بيوتِكم، وحاملاتُ أولادِكم، وإنكم معشرَ الرجالِ فُضِّلْتُم علينا بالجمعِ والجماعاتِ،وشهودُ الجنائزِ وفُضَّلْتُم علينا بالحجَّ بعدَ الحجِّ،وبالجهاد في سبيل الله،وإن الرجلَ منكم إذا خرجَ لحجٍ أو عمرةٍ أو جهادٍ، جلسْنا في بيوتِكم نحفظُ أموالكم، ونربِّي أولادَكم، ونغزلُ ثيابكم، فهل نشاركُكْم فيما أعطاكم اللهُ من الخيِر والأجرِ؟! فالتفت صلى الله عليه وسلم وقال.. ((هل تعلَمون امرأةً أحسنَ سؤالاً عن أمور دينِها من هذه المرأة؟!))فقالوا..لا يا رسول الله فقال عليه الصلاة والسلام..((يا أسماء افهمي عنَّي وأخبري من ورائك من النساء أن حسنَ تبعّلِ المرأة لزوجها وطلبها لمرضاته، وحفظها لبيتها يعدلُ ذلك كلَّه (أي الجهاد والحج والعمرة!!))فكبّرت أسماء وهلّلت وهي تقول يعدل ذلك كله أخرجه البيهقي.

إن تاريخَ أمتِنا عامرُ بنساءٍ فضليات عرفن حقاً معنى الحريّة جمعن الآداب والستر والوقار دون أن يُفرّطن بحجابهن أويقبلن دعاوى الماكرين..وفي شواهدِ عصرِنا نساءٌ مؤمنات متحجباتٍ بحجابِ الإسلامِ..بهدي السنةِ والكتابِ مستمسكات،بمسؤولياتهنَّ قائمات.. منهنّ الأم المربية والعالِمةُ والمخترعة والطبيبةُ والمدرّسة، هذه نماذج برزت حين أُعدّت المرأةُ ورُبّيت على الدين والخلق فعادت مكانتها..

أيها الإخوة نحن مع هذه الهجمات والكيد أحوج ما نكون للعودة للبيت والأسرة وإعدادها للمنافسة وحمايتها من الفساد فكلكم راعٍ ومسؤول عن رعيته ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)) اللهم احفظ علينا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا أقول ما تسمعون...

الخطبة الثانية ..الحمد لله وحده والصلاة والسلام

يستغرب البعض الحديث عن المرأة والتحذير من تحريف دورها ويتهم المنبّهين بالمبالغة والتهويل وما علموا أن نجاحَ البيوت يبدأ بامرأة تُصلحه أو تُهمله وقد لايدركون حجمَ الهجمات التي تُراد بالمرأة وزادت مؤخراً مما يُؤثر على بعض ضعاف العقول والدين.. وكذلك وجود العنف على المرأة وهضمِ حقوقها مما يفسد شعورها ولذلك فالقلق العاقل والفاعل لحماية الأسرة والمرأة مهم فالكيدُ للأسر والبيوت اليوم يتخذُ وسائلَ شتى قد تكون بدايته تسليةً وترفيهاً لكن نهايته على المجتمع مريراً..قد يكون بدعوى حريةٍ وحقوق وهو يريد فساداً وفجور!!وإذا كنا لا نرضى المبالغةَ والتهويل واتهام نيات الناس والتكفير فإننا ندعو العقلاء والخيرين،وأهل الغيرة والدين، ليكون لنا نصيب راجح في الحفاظ على الأسرة والمرأة فهذا همّ ديني ووطني مشترك ((وَٱتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً)) والنبيُّ صلى الله عليه وسلم قال..((اتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت بالنساء)) ويقول كذلك.. ((ما تركت فتنةً أضر على الرجال من النساء)) فلا تراخي ولا إهمال كما أننا نكره المبالغةَ والتهويل.. والحذر الحذر من شدةٍ ذميمة في التربية وعُنفاً أسريّا يُفسد ولا يُصلح فرفقاً بالقوارير..!!

نسأل الله جل وعلا أن يحمي مجتمعنا ونساءَنا من غوائل السوء ومن مكر الكيد والفسوق ومن التطرف والغلو والفجور..وأن يجعلنا جميعاً رجالاً ونساءً حماةً للدين والأوطان متكاتفين على الخيروالإيمان.. اللهم أعز الإسلام والمسلمين ..


 0  0  8559

Powered by Dimofinf cms Version 4.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Ltd.