الحمد لله من اعتصم بحبله وفقَّهَ وهداه،ومن اعتمدَ عليه حفِظَه ووقاه، وأشهدُ ألا إله إلاالله وحدَه لا شريكَ له ولا نعبد إلا إياه،وأشهد أن محمداً عبده ورسوله و مصطفاه،صلَّى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه وهداه وسلَّم تسليماً..أما بعدُ فاتقوا الله عباد الله..
جاء عتبةُ بن ربيعة للنبي صلى الله عليه وسلم يحاوره عن دعوته فقال له..إن كنت تريد بما جئت به مالاً جمعنا لك من أموالنا وأعطيناك وإن كنت تريد به شرفًا سوَّدناك علينا،وإن كنت تريد به مُلْكًا ملَّكناك علينا،وإن كان هذا الذي يأتيك لا تستطيع ردَّه عن نفسك طلبْنا لك الأطباء حتى نُبرِئَك منْه،كل هذا والرسول صلى الله عليه وسلم يسمع ثم قال..أفرغت يا أبا الوليد ؟قال..نعم قال..فاستمع منّي قال..أفعل فقرأ عليه((حم*تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ،كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ))الآية وهو يسمع حتى وصل إلى قوله تعالى((فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ)) فوضع يده على فم النبي صلى الله عليه وسلم خشية العذاب فقام"عتبة"لأصحابه فلما رأوه قالوا..لقد جاءكم"أبو الوليد"بغير الوجه الذي ذهب به!!
عبادالله هذا الموقفُ العظيمُ من رسولنا الكريم يدل على قبولِ الرأي والجلوس للحوار مع المُخالفين؟! والمتأمِّلُ لكثيرٍ من مشكلاتِنَا وصعوبتها وما يُحيطُ بعالمنا اليوم من فتنٍ ومشكلات وعصبيات يجدْه راجعاً لفقدِ الحوار وعدم الاعتراف برأي الآخر حتى داخل الأسرة.. وللقمع والظلم كذلك بتقديمِ المرتزقةِ وتأخيرِ الناصحين!!فالحوارُ والجدال بالتي هي أحسن سببٌ لمعرفةِ المشكِلةِ ثم حَلِّها أو تلافي وقوعِها أصلاً..ثقافةُ الحوار سببٌ ليفهم كل واحد منا الآخر وسببٌ لعلاج الفساد والسلامة من الفتن..وقد باتَ شِبهَ مفقودٍ في تعاملاتِنا شعوباً وساسةً وعلماءَ ومثقفين وأفراداً وأزواجاً وأُسراً وأقارب حتى بات منطقُ فرعون((مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ)) منهجاً يمارسه البعض في رأيه وبيتِه وتعاملاتِه..
أيها الأحبّة من يتَأمَّلِ القرآنَ والسُنَة يجدُ الحوارَ مَنهجاً فربُّنا جلَّ وعلاَ يُحَاورُ ((وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ))حتى إبليس يُحاورُه((قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ*قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ*قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ*قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ*قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ))
الحوارُ إخوتي..منهجٌ شرعي وحقٌ لكلِّ صاحبِ رأي موافقٍ أو مُخالِفٍ ومن يرفضُ الحوارَ أو يهملُه يُخَالفُ سُنَنَاً ربانيةً.. فاختلافُ الناس وارد وإن كان الأصلُ هو الحقُ والائتلافُ وعدمُ الخلافِ.. والحوارُ سببٌ للوصولِ للحقيقةِ ولذلكَ اتخذهُ الأنبياءُ في دعوتِهم.. فنوحٌ عليه السلام يجادلُ قومَهُ ((قالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِين))وكانت وصيةُ الله لنبيهِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم((وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ))ويوسفُ عليه السلام يحاورُ صاحبي السجن بتوحيد الله عز وجل استغلالاً لسؤالهم عن رؤيا((يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ)) وهذا موسى عليه السلام يوصيه ربه((اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى*فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى))فيحاورهُ فرعون(( قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى*قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى)) حتى من شكّ بقدرةِ الله على إحياء الموتى أماته الله مائةَ عامٍ ثم بعثَهُ فحاورهُ حتى قال أعلمُ أن الله على كلِّ شيءٍ قدير..ونبيُّ الله سليمان يحاورُ الهدهدَ عن سببِ غيابه..والحوارُ في القرآن ِ كثير (( فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ))وقوله ((قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ)) كل ذلك لأهمية الحوار والحاجة إليه وأثرِه للوصول للحقيقة التي هي مطلبُ الجميع ولدعوةِ من ضلَّ عن سبيلِ اللهِ أو انحرفَ عن الحقِ،وكذلكَ لفصلِ الخلافِ في أمورِ الاجتهادِ.. الحوارُ سببٌ لاجتماعِ الكلمة وللتلاحم وهو تحصين للنشئ عن الانحرافِ الفكري والتطرف ويبني العلاقاتِ وينبذُ الفرقةِ والتنازع ولن ينجح مؤكداً ما لم تضبطْه قواعدُ تجعله مفيداً نافعاً بتحديد الخلافِ أولاً ووضع هدف له للوصول لنتيجة وإلا يصبحُ ضياعاً للوقت وجدالاً عقيماً..من المهم إحسانُ الظنِ بينَ المتحاورين فإساءةُ الظن مفسدٌ للحوار ومصدرٌ للمشكلاتِ،وسببٌ للعداواتِ..يقول الشافعي رحمه الله.."ما ناظرتُ أحداً قط إلا أحببتُ أن يُوفَّقَ ويُسدَّدَ ويُعان ويكون عليه رعايةٌ من الله وحفظ،وما ناظرت أحداً إلا ولم أبال بيَّنَ اللهُ الحقَّ على لساني أو لسانه "فأين هذه النيّة من حواراتنا؟!!إذاً الحوارُ للتصحيح والإصلاح وليس رفعاً للصوت أو لمن أراد التشكيكَ بالثوابت وتجاوز الحدود..والحوارُ مع غير المسلمين مطلوبٌ فيما يردُّ على شبهِهم وبالجدلِ بالتي هي أحسنُ لهدايتهم بلا تنازلٍ عن مبادئ الدين فالدينُ عندَ الله الإسلام و الحوارُ وضّحه اللهُ عز وجل(( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ))الحوار يحتاج للتواضع قولاً وفعلاً وعدمِ إعجابٍ بالرأي وبحثٍ عن الحق من أيِّ أحدٍ سببٌ لقبوله((فالكِبرُ بَطْرُ الحقِّ وغمطُ الناس))وعندَ الحوار أصغ جيداً ولا ترفع صوتك فبعضُ الناسِ لا يسمعُ إلا نفسَه وحواره لجاجٌ وخصومة!! كُن عادلاً منصفاً وابحث عن الحقيقة ومحبّتها وليس عن معايب الناس وزلّاتهم واترك التعصّبَ لرأيك حتى ولو رأيتَ الحقَّ معك.. واحترم آراء الناس واجتهاداتهم..ولا تفرض رأيك واجتهادك عليهم.. لما ألَّف الإمامُ مالكٍ رحمه الله" الموطأ,خلال أربعين سنةً وقُرئ عليه آلافَ المرات,وعَرَضهُ على سبعينَ من العلماءِ فأقرّوه عليه ولما قرأه الخليفةَ المنصور أعجبَه,وقال..نريدُ أن نفرضه على الأمصارِ,ونُلزمهم بإتباعِه,فقال له مالك..لا تفعلْ رحمك الله فلقد سبقت منهم أقاويل,وسمعوا أحاديثَ ورووا روايات,وأخذَ كلُّ قومٍ بقول إمامهم وعملُوا بذلك ودانُوا به[يقصدُ غيره من المذاهب]فدع الناسَ وما هم عليه ودْعِ أهلَ كلِّ بلدٍ وما اختاروا لأنفسِهم"هذا مع قناعته رحمه الله بصحةِ أقواله وهذا هو الفقه واحترامُ آراء الآخرين..
أيها الإخوة..إننا إذا عَرَفْنا أهميّةَ الحوارِ وفائِدتِه فلابد أن نهتمَّ به وبتطبيقهِ في تعاملاتنا ومشكلاتنا فلغةُ الحوارِ القائمةُ تجعلُ الفتنةَ نائمة.. ولو طبقناه بحق في الاستشارات السياسيةِ والاجتماعيةِ لذهبَ الفسادُ والمفسدون..وأصبحت لغةُ الحوارِ للإصلاح سائدة..ولغةُ النفاقِ والمجاملةِ مُهملةً..الحوارُ مهمٌ في حلقاتِ العلمِ وَمدارسنِا من خِلالِ التعلِيمِ وتعويد الطلبةِ عليه للوصول لتعليمٍ أمثل..الحوارُ الناجحُ يدرسُ المشكلات ثم يعالجها ويشجع الاتفاق ويطوع التقنيات ويخترعها.. ويُعدُّ علماءَ يستوعبون الأمّةَ وحاجتَها..
يُذكرُ عن الشيخ العلامة ابنِ سعدي رحمه الله في دروسه العلمية أنه إذا طرح المسألةَ العلميَّةَ قسَّم طلبتَه لمجموعاتٍ حسب كلِّ قولٍ في المسألة ثم يُحضِّرُ كلٌّ منهم أدلةَ كلِّ قول ليُثبتَه ثم يَدَعُهم يتحاورون عليها من الغد كلٌ بأدلته للوصول إلى الحق الذي يختارونه ويبِّينُه لهم فيغرسُ فيهم معرفة تعدُّدِ الآراء وقبولها وعدم التعصب للقول وهذا من حكمته وتربيته رحمَه الله..
نحتاجُ الحوار إخوتي في منازلنا ومع أُسَرِنا،بين الأزواج ومع الأولاد والأقاربِ والناس فلذلك أثرُه على التربيةِ والإصلاح وحُسنِ المُعامَلةِ! فالحوارُ مَنهَجٌ نبويٌّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يأتِيهِ شابٌ بمشكلةٍ تؤِّرقه قائلاً يا رسول الله..ائذنِ لي بالزِنا فيحاورهُ عليه الصلاةُ والسلامُ مُتَقَبِّلاً لسؤالهِ ومشكلتِه التي يعيشُها ولم ينهره، بل يسألْهُ..أترضاه لأُمِكَ ؟أو لأُختِكَ؟أو لبنتكَ؟وهو يقول لا حتى أقنعَه بحرمة ذلك!!وللحوار أثرٌ كبير في التربية وبناء الأسرة على الحُبِّ والتفاهم والإصلاح والتراحم.. بالحوارِ مع أولادِنا سنقفُ على أخطائِهم لمنَاقشتها ومعرفةِ عاقبتِها ومخاطرِ الصداقاتِ السيئةِ.. والأفكارِ المتطرّفة نُربِّيهم على ثقافةِ العملِ الجادِ والعلم النافع وطلب الرزق.. كلٌّ حَسَبَ عُمرهِ فمحاورةُ الصغيرِ تختلفُ عن الكبيرِ ومع الأنثى غيرَ الذكرِ..وبالحوار تنتهي المشكلات قبل وقوعها ويخف ضررها مع فعل السبب طبعاً بتقوى الله والمحافظة على الصلاة.. وتعميقِ الدينِ بالنفوس وبالرفقةِ الصالحةِ وتجنّبِ المحُرمِاتِ ثم الإكثار من الدعاء لهم والحرص على فهم نفسيةِ الأطفالِ وكيفيةِ تربيتهم والاستعانة بالمختصينَ في ذلك! فما يصلحُ لجيلٍ قد لا يناسبُ جيلاً فالأزمانُ تتغيّر والأساليبُ تتطوَّر،ورد في الأثر..[لا تُكرهوا أولادكم على آثاركم،فإنهم خُلقوا لزمانٍ غيرِ زمانكم] وليقترن حوارُنا مع أولادنا وأسرنا بإظهارِ العاطفةِ الجياشةِ نحوهم والإكثار من ملاطفتهم لينتشر الحنانُ في الأسرةِ كما كان يفعلُهُ قدوتنا صلى الله عليه وسلم حينَ يُقَبِّلُ الصبيانَ ويحملهم ويُراعي النساءَ ويعطفُ عليهم ويُطالبُ بالرفقِ بِهِنّ..
إن ما نراهُ من مُشكلاتٍ أُسريةٍ راجٌع إخوتي إلى فقد الحوارِ وضعفه فيما بيننا((وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً))لو جلسنا مع بعضنا البعض بكلِ صدقٍ وإصلاح وحسنِ ظنٍ وتحاورنا حول أي مشكلةِ لاستطعنا بإذن اللهِ الوصولَ إلى الحلولِ المناسبة((إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَ)) الحوار سببٌ للتلاحم واجتماعِ الكلمة وذلك بالإسلام قيمة عظمى يُضحّى لأجلها بالكثير نسأل الله أن يوفق فيما بيننا وأن يجمع كلمتنا على الحق والدين واتباع سيد الأنبياء والمرسلين..أقول ما تسمعون
الخطبة الثانية ..الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده..أما بعد فاتقوا الله عباد الله..
إننا إخوتي بحاجة لتفعيل الحوارِ قَولاً و عَملاً في مؤسساتِنا الرسميةِ دُولاً وشُعوباً وإدارات وألا يكونَ حِوارُنا وتَشاورُنا شِعاراتٍ لا تُنفذ و مجالسَ لا تُطبّق بل تكونُ وسيلةً لتطبيقِ أن أمرهم شورى بينهم كما فعله صلى الله عليه وسلم مع صحابته فنسمع من الناس قولهم وشكايتهم لاسيما المسؤول عليه أن يسمعُ من الناسِ آراءِهم و حاجاتِهم ويُحاورهم لإصلاحها..وأن يبتعد عن صيغ المدح الفارغة التي يغشونه بها بعض المرتزقةِ بإظهارِ صلاح الأحوال وهي فسادٌ في فساد.. ولغةُ الظلمِ لا تجلبُ إصلاحاً بل تزيد في الفساد والفتن..فلنستغل وسائل المناصحة والتواصل مع ولاة الأمور لنبين لهم رؤانا بالحكمة والموعظة الحسنة والمطالبة بالتي هي أحسن.. اسمعوا من الكبير والصغير وتحاوروا بالتي هي أحسن للوصول إلى الحق..نحتاج لتفعيل الحوار بيننا في بيوتنا ومدارسنا ومجتمعنا وإيجاد المراكز له ومن هنا قام مركز الحوار الوطني من ضمن مشاريعه الحوارية هنا بإقامة أسبوعٍ حواري توعوي بعنوان[تلاحم]لتعزيز مبدأ الحوار وأهميته ونبذ التعصب وسوأته للتلاحم والتكاتف بالمجتمع.. نسأل الله أن يوفق القائمين عليه وينفع بهم البلاد والعباد.. وأن يحمي بلادنا من كل سوء وفِتنةٍ وخلاف وينصر جندنا المرابطين ويوفق ولاة أمور المسلمين لنصرة إخواننا المستضعفين في سوريا والعراق واليمن وفلسطين وأن يجعل ولايتنا فيمن خافه واتقاه واتبع رضاه وأن يوفق ولي أمرنا وسائر ولاة أمر المسلمين لما يحب ويرضى وأن يأخذ بنواصيهم للبر والتقوى.. اللهم أغثنا
وصلى الله و سلم وبارك
جاء عتبةُ بن ربيعة للنبي صلى الله عليه وسلم يحاوره عن دعوته فقال له..إن كنت تريد بما جئت به مالاً جمعنا لك من أموالنا وأعطيناك وإن كنت تريد به شرفًا سوَّدناك علينا،وإن كنت تريد به مُلْكًا ملَّكناك علينا،وإن كان هذا الذي يأتيك لا تستطيع ردَّه عن نفسك طلبْنا لك الأطباء حتى نُبرِئَك منْه،كل هذا والرسول صلى الله عليه وسلم يسمع ثم قال..أفرغت يا أبا الوليد ؟قال..نعم قال..فاستمع منّي قال..أفعل فقرأ عليه((حم*تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ،كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ))الآية وهو يسمع حتى وصل إلى قوله تعالى((فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ)) فوضع يده على فم النبي صلى الله عليه وسلم خشية العذاب فقام"عتبة"لأصحابه فلما رأوه قالوا..لقد جاءكم"أبو الوليد"بغير الوجه الذي ذهب به!!
عبادالله هذا الموقفُ العظيمُ من رسولنا الكريم يدل على قبولِ الرأي والجلوس للحوار مع المُخالفين؟! والمتأمِّلُ لكثيرٍ من مشكلاتِنَا وصعوبتها وما يُحيطُ بعالمنا اليوم من فتنٍ ومشكلات وعصبيات يجدْه راجعاً لفقدِ الحوار وعدم الاعتراف برأي الآخر حتى داخل الأسرة.. وللقمع والظلم كذلك بتقديمِ المرتزقةِ وتأخيرِ الناصحين!!فالحوارُ والجدال بالتي هي أحسن سببٌ لمعرفةِ المشكِلةِ ثم حَلِّها أو تلافي وقوعِها أصلاً..ثقافةُ الحوار سببٌ ليفهم كل واحد منا الآخر وسببٌ لعلاج الفساد والسلامة من الفتن..وقد باتَ شِبهَ مفقودٍ في تعاملاتِنا شعوباً وساسةً وعلماءَ ومثقفين وأفراداً وأزواجاً وأُسراً وأقارب حتى بات منطقُ فرعون((مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ)) منهجاً يمارسه البعض في رأيه وبيتِه وتعاملاتِه..
أيها الأحبّة من يتَأمَّلِ القرآنَ والسُنَة يجدُ الحوارَ مَنهجاً فربُّنا جلَّ وعلاَ يُحَاورُ ((وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ))حتى إبليس يُحاورُه((قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ*قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ*قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ*قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ*قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ))
الحوارُ إخوتي..منهجٌ شرعي وحقٌ لكلِّ صاحبِ رأي موافقٍ أو مُخالِفٍ ومن يرفضُ الحوارَ أو يهملُه يُخَالفُ سُنَنَاً ربانيةً.. فاختلافُ الناس وارد وإن كان الأصلُ هو الحقُ والائتلافُ وعدمُ الخلافِ.. والحوارُ سببٌ للوصولِ للحقيقةِ ولذلكَ اتخذهُ الأنبياءُ في دعوتِهم.. فنوحٌ عليه السلام يجادلُ قومَهُ ((قالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِين))وكانت وصيةُ الله لنبيهِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم((وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ))ويوسفُ عليه السلام يحاورُ صاحبي السجن بتوحيد الله عز وجل استغلالاً لسؤالهم عن رؤيا((يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ)) وهذا موسى عليه السلام يوصيه ربه((اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى*فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى))فيحاورهُ فرعون(( قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى*قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى)) حتى من شكّ بقدرةِ الله على إحياء الموتى أماته الله مائةَ عامٍ ثم بعثَهُ فحاورهُ حتى قال أعلمُ أن الله على كلِّ شيءٍ قدير..ونبيُّ الله سليمان يحاورُ الهدهدَ عن سببِ غيابه..والحوارُ في القرآن ِ كثير (( فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ))وقوله ((قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ)) كل ذلك لأهمية الحوار والحاجة إليه وأثرِه للوصول للحقيقة التي هي مطلبُ الجميع ولدعوةِ من ضلَّ عن سبيلِ اللهِ أو انحرفَ عن الحقِ،وكذلكَ لفصلِ الخلافِ في أمورِ الاجتهادِ.. الحوارُ سببٌ لاجتماعِ الكلمة وللتلاحم وهو تحصين للنشئ عن الانحرافِ الفكري والتطرف ويبني العلاقاتِ وينبذُ الفرقةِ والتنازع ولن ينجح مؤكداً ما لم تضبطْه قواعدُ تجعله مفيداً نافعاً بتحديد الخلافِ أولاً ووضع هدف له للوصول لنتيجة وإلا يصبحُ ضياعاً للوقت وجدالاً عقيماً..من المهم إحسانُ الظنِ بينَ المتحاورين فإساءةُ الظن مفسدٌ للحوار ومصدرٌ للمشكلاتِ،وسببٌ للعداواتِ..يقول الشافعي رحمه الله.."ما ناظرتُ أحداً قط إلا أحببتُ أن يُوفَّقَ ويُسدَّدَ ويُعان ويكون عليه رعايةٌ من الله وحفظ،وما ناظرت أحداً إلا ولم أبال بيَّنَ اللهُ الحقَّ على لساني أو لسانه "فأين هذه النيّة من حواراتنا؟!!إذاً الحوارُ للتصحيح والإصلاح وليس رفعاً للصوت أو لمن أراد التشكيكَ بالثوابت وتجاوز الحدود..والحوارُ مع غير المسلمين مطلوبٌ فيما يردُّ على شبهِهم وبالجدلِ بالتي هي أحسنُ لهدايتهم بلا تنازلٍ عن مبادئ الدين فالدينُ عندَ الله الإسلام و الحوارُ وضّحه اللهُ عز وجل(( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ))الحوار يحتاج للتواضع قولاً وفعلاً وعدمِ إعجابٍ بالرأي وبحثٍ عن الحق من أيِّ أحدٍ سببٌ لقبوله((فالكِبرُ بَطْرُ الحقِّ وغمطُ الناس))وعندَ الحوار أصغ جيداً ولا ترفع صوتك فبعضُ الناسِ لا يسمعُ إلا نفسَه وحواره لجاجٌ وخصومة!! كُن عادلاً منصفاً وابحث عن الحقيقة ومحبّتها وليس عن معايب الناس وزلّاتهم واترك التعصّبَ لرأيك حتى ولو رأيتَ الحقَّ معك.. واحترم آراء الناس واجتهاداتهم..ولا تفرض رأيك واجتهادك عليهم.. لما ألَّف الإمامُ مالكٍ رحمه الله" الموطأ,خلال أربعين سنةً وقُرئ عليه آلافَ المرات,وعَرَضهُ على سبعينَ من العلماءِ فأقرّوه عليه ولما قرأه الخليفةَ المنصور أعجبَه,وقال..نريدُ أن نفرضه على الأمصارِ,ونُلزمهم بإتباعِه,فقال له مالك..لا تفعلْ رحمك الله فلقد سبقت منهم أقاويل,وسمعوا أحاديثَ ورووا روايات,وأخذَ كلُّ قومٍ بقول إمامهم وعملُوا بذلك ودانُوا به[يقصدُ غيره من المذاهب]فدع الناسَ وما هم عليه ودْعِ أهلَ كلِّ بلدٍ وما اختاروا لأنفسِهم"هذا مع قناعته رحمه الله بصحةِ أقواله وهذا هو الفقه واحترامُ آراء الآخرين..
أيها الإخوة..إننا إذا عَرَفْنا أهميّةَ الحوارِ وفائِدتِه فلابد أن نهتمَّ به وبتطبيقهِ في تعاملاتنا ومشكلاتنا فلغةُ الحوارِ القائمةُ تجعلُ الفتنةَ نائمة.. ولو طبقناه بحق في الاستشارات السياسيةِ والاجتماعيةِ لذهبَ الفسادُ والمفسدون..وأصبحت لغةُ الحوارِ للإصلاح سائدة..ولغةُ النفاقِ والمجاملةِ مُهملةً..الحوارُ مهمٌ في حلقاتِ العلمِ وَمدارسنِا من خِلالِ التعلِيمِ وتعويد الطلبةِ عليه للوصول لتعليمٍ أمثل..الحوارُ الناجحُ يدرسُ المشكلات ثم يعالجها ويشجع الاتفاق ويطوع التقنيات ويخترعها.. ويُعدُّ علماءَ يستوعبون الأمّةَ وحاجتَها..
يُذكرُ عن الشيخ العلامة ابنِ سعدي رحمه الله في دروسه العلمية أنه إذا طرح المسألةَ العلميَّةَ قسَّم طلبتَه لمجموعاتٍ حسب كلِّ قولٍ في المسألة ثم يُحضِّرُ كلٌّ منهم أدلةَ كلِّ قول ليُثبتَه ثم يَدَعُهم يتحاورون عليها من الغد كلٌ بأدلته للوصول إلى الحق الذي يختارونه ويبِّينُه لهم فيغرسُ فيهم معرفة تعدُّدِ الآراء وقبولها وعدم التعصب للقول وهذا من حكمته وتربيته رحمَه الله..
نحتاجُ الحوار إخوتي في منازلنا ومع أُسَرِنا،بين الأزواج ومع الأولاد والأقاربِ والناس فلذلك أثرُه على التربيةِ والإصلاح وحُسنِ المُعامَلةِ! فالحوارُ مَنهَجٌ نبويٌّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يأتِيهِ شابٌ بمشكلةٍ تؤِّرقه قائلاً يا رسول الله..ائذنِ لي بالزِنا فيحاورهُ عليه الصلاةُ والسلامُ مُتَقَبِّلاً لسؤالهِ ومشكلتِه التي يعيشُها ولم ينهره، بل يسألْهُ..أترضاه لأُمِكَ ؟أو لأُختِكَ؟أو لبنتكَ؟وهو يقول لا حتى أقنعَه بحرمة ذلك!!وللحوار أثرٌ كبير في التربية وبناء الأسرة على الحُبِّ والتفاهم والإصلاح والتراحم.. بالحوارِ مع أولادِنا سنقفُ على أخطائِهم لمنَاقشتها ومعرفةِ عاقبتِها ومخاطرِ الصداقاتِ السيئةِ.. والأفكارِ المتطرّفة نُربِّيهم على ثقافةِ العملِ الجادِ والعلم النافع وطلب الرزق.. كلٌّ حَسَبَ عُمرهِ فمحاورةُ الصغيرِ تختلفُ عن الكبيرِ ومع الأنثى غيرَ الذكرِ..وبالحوار تنتهي المشكلات قبل وقوعها ويخف ضررها مع فعل السبب طبعاً بتقوى الله والمحافظة على الصلاة.. وتعميقِ الدينِ بالنفوس وبالرفقةِ الصالحةِ وتجنّبِ المحُرمِاتِ ثم الإكثار من الدعاء لهم والحرص على فهم نفسيةِ الأطفالِ وكيفيةِ تربيتهم والاستعانة بالمختصينَ في ذلك! فما يصلحُ لجيلٍ قد لا يناسبُ جيلاً فالأزمانُ تتغيّر والأساليبُ تتطوَّر،ورد في الأثر..[لا تُكرهوا أولادكم على آثاركم،فإنهم خُلقوا لزمانٍ غيرِ زمانكم] وليقترن حوارُنا مع أولادنا وأسرنا بإظهارِ العاطفةِ الجياشةِ نحوهم والإكثار من ملاطفتهم لينتشر الحنانُ في الأسرةِ كما كان يفعلُهُ قدوتنا صلى الله عليه وسلم حينَ يُقَبِّلُ الصبيانَ ويحملهم ويُراعي النساءَ ويعطفُ عليهم ويُطالبُ بالرفقِ بِهِنّ..
إن ما نراهُ من مُشكلاتٍ أُسريةٍ راجٌع إخوتي إلى فقد الحوارِ وضعفه فيما بيننا((وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً))لو جلسنا مع بعضنا البعض بكلِ صدقٍ وإصلاح وحسنِ ظنٍ وتحاورنا حول أي مشكلةِ لاستطعنا بإذن اللهِ الوصولَ إلى الحلولِ المناسبة((إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَ)) الحوار سببٌ للتلاحم واجتماعِ الكلمة وذلك بالإسلام قيمة عظمى يُضحّى لأجلها بالكثير نسأل الله أن يوفق فيما بيننا وأن يجمع كلمتنا على الحق والدين واتباع سيد الأنبياء والمرسلين..أقول ما تسمعون
الخطبة الثانية ..الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده..أما بعد فاتقوا الله عباد الله..
إننا إخوتي بحاجة لتفعيل الحوارِ قَولاً و عَملاً في مؤسساتِنا الرسميةِ دُولاً وشُعوباً وإدارات وألا يكونَ حِوارُنا وتَشاورُنا شِعاراتٍ لا تُنفذ و مجالسَ لا تُطبّق بل تكونُ وسيلةً لتطبيقِ أن أمرهم شورى بينهم كما فعله صلى الله عليه وسلم مع صحابته فنسمع من الناس قولهم وشكايتهم لاسيما المسؤول عليه أن يسمعُ من الناسِ آراءِهم و حاجاتِهم ويُحاورهم لإصلاحها..وأن يبتعد عن صيغ المدح الفارغة التي يغشونه بها بعض المرتزقةِ بإظهارِ صلاح الأحوال وهي فسادٌ في فساد.. ولغةُ الظلمِ لا تجلبُ إصلاحاً بل تزيد في الفساد والفتن..فلنستغل وسائل المناصحة والتواصل مع ولاة الأمور لنبين لهم رؤانا بالحكمة والموعظة الحسنة والمطالبة بالتي هي أحسن.. اسمعوا من الكبير والصغير وتحاوروا بالتي هي أحسن للوصول إلى الحق..نحتاج لتفعيل الحوار بيننا في بيوتنا ومدارسنا ومجتمعنا وإيجاد المراكز له ومن هنا قام مركز الحوار الوطني من ضمن مشاريعه الحوارية هنا بإقامة أسبوعٍ حواري توعوي بعنوان[تلاحم]لتعزيز مبدأ الحوار وأهميته ونبذ التعصب وسوأته للتلاحم والتكاتف بالمجتمع.. نسأل الله أن يوفق القائمين عليه وينفع بهم البلاد والعباد.. وأن يحمي بلادنا من كل سوء وفِتنةٍ وخلاف وينصر جندنا المرابطين ويوفق ولاة أمور المسلمين لنصرة إخواننا المستضعفين في سوريا والعراق واليمن وفلسطين وأن يجعل ولايتنا فيمن خافه واتقاه واتبع رضاه وأن يوفق ولي أمرنا وسائر ولاة أمر المسلمين لما يحب ويرضى وأن يأخذ بنواصيهم للبر والتقوى.. اللهم أغثنا
وصلى الله و سلم وبارك