الحمد لله أعزنا بالإسلام،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وعد أولياءه بالنصر على أعدائه،وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله خاتم رسله وأنبيائه،صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه،وسلم تسليما كثيراً أما بعد فاتقوا الله عباد الله..
ماذا دهاك أمةَ الإسلام؟كي تمزّقتي إلى أممٍ وأحزابٍ وحدودٍ وجنسياتٍ وتقهقرتي إلى هاوية الأتباع الأذلاء!! أمةٌ رخصت دماؤها فأريقت وضاعت كرامتها فأهينت بعد أن كانوا سادة العالم وحضارته..
كان لحنُ الحياة فينا أذاناً يتغنى به الأباة الصيد
يملئون الوجود براً ونوراً. حين يصحو على الأذان الوجود
وإذا اللحن صيحةٌ من رقيع. وإذا الترس في المعامع عود
وأذلّ العدو منا جباهاً. وتلاشى من راحتينا الحديد
ذلّ من يزعمُ الهزيمةَ نصراً. تتهاوى من راحتيه البنود
مجازر بالشام والعراق حاضرة..وفي بورما شاهدة..حلب تُباد.. مآسي معروضة تفتُّ الأكباد..قصفٌ ووحشيّة..غيابٌ للإنسانيّة.. انتهاك لكل الحُرمات.. واستعراض بالقنوات..وكأن دول الإسلام غير حاضرة.. والعالَمُ غير شاهد على بهيمية طائفيةٍ تُمارس..بل كأن العقول طاشت وغابت..والهمم خارت..فلا صوتُ امرأة تستغيث يُسمع.. ولا طفلٌ من البكاء والعذاب يدمع..ولادعاءَ يُرفع..الألسن خَرُست.. ومقاطع القتل والتعذيب والقصف أصبحت متداولةً للمشاهدة بلا حولٍ لمن يشاهدُها ولا قوةٍ..دُكّت الأرض..وذُعرَ الخلْق..وجاوزَ الظالمون المدى!الهممُ تخاذلت..والغيرة على مصاب المسلمين غابت!
أمتي هل لك بين الأمم. منبر للسيف أو للقلم
أتلقاك وطرفي مطرق. َخجِلاً من أمسك المنصرم
أو ما كنت إذا البغي اعتدى. موجةً من لهيبٍ و دم ؟
اسمعي نوح الحزانى واطربي. وانظري دمع اليتامى وابسمي
رب وامعتصماه انطلقت. ملء أفواه الصبايا اليتّم
لامست أسماعَهم لكنها. لم تلامس نخوة المعتصم
أمتي كم صنمٍ مجّدته. لم يكن يحمل طهر الصنم
لا يلام الذئبُ في عدوانه. إن يك الراعي عدوّ الغنم
مجازرُ ونكباتٌ حلّت بعالمنا الإسلامي يندى لها الجبين وما يحدث في سوريا وحلب والموصل واخواننا الروهنجا..جراحٌ تدمى كلَّ يوم فماذا فعلنا لها؟ماذا قدمنا من تضحيات؟وماذا فعلنا بالتنازلات؟!وماذا حققنا بالاجتماعات أمام ما يحصل؟فإلى الله المشتكى فكيف يستطيع أن يهنأَ الإنسانُ بطعامٍ وشرابٍ؟كيف يُدَلِّلُ صبيانَه ويمازحُ أهلَه وهو يرى صبيةً مثل عياله بُرءاء ماجنوا ذنباً،أطهارٌ ما كسبت أيديهم إثماً، يبكون من الحيف ويتلمضون من الجوع ودماؤهم تسيل؟!أو أخوات عفيفات وأمهات مكلومات يصرخن ولا مجيب يواجهون مدرعاتٍ وجنودَ باغين بصدروهم..يُقصفون ودماؤهم تراق يلجأون إلى المساجد فتُهدم..الحرمات انتهكت فقط لأنهم مسلمون وسنة؟!فماذا فعلنا لهم؟!وهذا الحال والمصاب؟!فيارب إن كان ما يحصل سخطاً فبرحمتك نستغيث وإن كان ابتلاءً فارزقنا وإياهم الصبر ولا تجعلنا من القانطين.. وانصر عبادك المستضعفين..وأهلك الظالمين بالظالمين..
عباد الله..المأساةُ أليمة والخطبُ جسيمٌ هو مسؤوليةٌ على كلِّ من رآه أو علم به وإننا والله مسؤولون عن مناظر القتل التي نراها تحدث وتُعرض..وكثيرٌ منا لا يحرك ساكناً!!بل لديهم الوقت للغفلة بمتابعة كرةٍ أو مسابقاتٍ غنائية وبرامج مواهب تافهة ومسلسلات درامية وفساد بينما يتقلّبون بنعم الله بين أمنٍ وأمانٍ ودفءٍ وطعام!!وما يحصل للمسلمين لا يهم..ألا نخشى أن يصيبنا الله بعقوبةٍ من عنده إن لم نقم بأدنى واجبات النصرة لهم..إن أسلحةَ المالِ والدعاءِ لها أعظم الأثر في دعمِ إخواننا المسلمين..وليس من عذرٍ لأحدٍ منا اليوم يرى ما يحصل لإخوانه من مجازر ثم لا يحرك ساكناً ولاشعوراً لبذل ما يستطيع..
أين دور العلماء والفقهاء وهم قادة الناس وموجهيهم وينتظر منهم المسلمون النصرةَ لإخوانهم كما كان أسلافهم ممّن سطر التاريخُ أمجادَهم ممن عاشوا قضايا الأمة في المصائب والأزمات فلا معنى لعالمٍ أو طالب علم يكون في وادٍ أو برجٍ عاجي وأمته وقضاياها في وادٍ آخر..لما احتلّ التتار بغداد ودمشق وعاثوا فيهما فساداً كان بعض الفقهاء حينذاك يناقشون قضايا فقهية ليس ذلكم وقتها بل أستحي من ذكرها فهل عَرَّفَنا التاريخ بأسمائهم؟!لقد حفظ لنا التاريخ أسماء مثل عبدالله أبن المبارك والعز بن عبدالسلام وابن تيمية الذي جاهد التتار وتقدَّم الجيوش ودافع عن دمشق فأصبح رجل الناس المحبب يصدرون عن رأيه ويرجعون إليه ويفقدونه إذا غاب أو غُيب..أين المثقفون والكُتَّاب عن مآسينا وبعضهم يملأ الدنيا ضجيجاً نصرةً لمنكر ودفاعاً عن ملحدٍ أو هجوماً على داعية أليس أحرى به أن يُحسَّ بهموم الأمة الحقيقية بكتابته وبرامجه؟!أين دور أصحاب الأموال في دعم إخوانهم..رغم أن المال الإسلامي المخزون خارجاً يحرك اقتصاد العالم!!حُوصر العملُ الخيري من العالم ليُحرمَ منه المسلمون ثم تأتي هيئة الأمم وجمعيات التنصير لتتصدّق عليهم.. إنه باختصار جبنٌ في النفوس والقلوب وفي المفاوضات لدى المخذِّلين .. المصالح ُتقاسمها شيعةٌ رافضة تتقدمهم إيران بمساعدة دول صليبية كلّهم يُمثّلون علينا ويلعبون بنا وبمصابنا..والأمة عنهم غافلة فإلى الله المشتكى.. كأنهم لا يرون مجازر الأطفال والنساء وتعذيبهم ولا يؤثر بهم بكاءُ أمِّ طفلٍ فقدَت ولدها؟!ولا عيونُ طفلٍ حائرٍ حبست قهراً دموعها أو نظرة شيخ كبير يشكو قسوةَ الظالم وهجر إخوانه له؟
هل انعدمت الحلول وذهبت النخوة والغيرة ليصبح الدم المسلم رخيصاً، وتُدمر بلاد المسلمين ويُعبثُ بها حتى تأذن هيئة الأمم ومجلس الأمن؟والأشد حين نُبتلى بغلاةٍ مرجفين من دواعشَ وغيرهم يثيرون الفوضى ويشوهون الدين والجهاد وهم عونٌ للظالم بتصرفاتهم.. يسعون للفساد والإفساد في بلاد الإسلام باسم غيرةٍ كاذبة ولقد رأينا آثار فعلهم لاتختلف عن بغي الظلمة وطغيانهم..(( وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً))
فتنٌ وإراقة دماء تدع الحليم حيران..ولا يستطيع التفكير بها لسرعة تلاحقها..فتنٌ تطال بلاد الإسلام وتنتهك أعراضه وتذبح أطفالَه..وتفسد أرضه وما بيدنا حيلة نعوذ بالله من العجز والضعف..
أعراضُنا انتُهكت يا وحيَ أمتنا. كيف الرقود وهذا الخزي والعار
خوفي من الله ما عذرٌ أقدّمه. وقد علمت بما يشكوه لي جار
وإخوتي تحت سمعي قد أصابهم. بردٌ وجوع وأوجاعٌ وأخطار
ظلمٌ وطغيانٌ لم يَرحَمْ شَيخًا لِكِبَرِ سِنِّهِ،وَلا عُجُوزًا لِضَعفِهَا،وَلا شَابًّا أَعزَلَ مُعرِضًا،وَلا امرأةً غَيرَ ذَاتِ قُوَّةٍ وَلا أَطفَالاً بُرَآءَ،يُعبِّر عن حقد دفين تَفَجَّرَت نِيرَانُهُ في مُدُنِ أَهلِ السُّنَّةِ والإسلام عموماً،فَقُتِلَ النَّاسُ على الهويّ السنية والإسلام وَعُذِّبُوا، وَمُثِّلَ بهم وأُهِينُوا،وأخفيت جُثَثِ مَوتَاهُم،وَقُصِفَتِ المَسَاجِدُ وَمُزِّقَت المَصَاحِفُ،وَضُيِّقَ عَلَيهم حَتى لم يَجِدُوا طعاما أو شرابا يهربون الى البحر ليغرقوا أو لبلادٍ ليتغرّبوا، وَالأَدهَى مِن ذَلِكَ وَالأَمَرُّ أَنَّ أُمَمَ العَالَمِ ترى هَذَا الظُّلمَ البَشِعَ وَالإِبَادَةَ المَقصُودَةَ فَتسكت عنه،وَتَسمَحَ لِدُوَلٍ وَأَحزَابٍ بَاطِنِيَّةٍ كَإِيرَانَ وَحِزبِ الشَّيطَانِ في لِبنَانَ،وحكومة بورما أَن يُفَرِّغُوا شَيئًا مِن حِقدِهِم في صُدُورِ المسلمين..في إبادةٍ جماعيةٍ وحربٍ طائفيةٍ،واعتداءٍ على مساجدَ يذكرُ فيها اسمُ الله،طائرات تقصف..دماءٌ تنزف..جثث تتساقط.. بأي ذنبٍ قُتلت وأُزهقت هذه الأرواح؟أيُّ زمانٍ هذا؟وأيُّ غُزاة أولئك؟أيعود هولاكو وتتكرر مأساة التتر في بلاد المسلمين؟أين ثمارُ الاجتماعات؟وأين تفعيلُ القراراتِ والهيئاتِ والمنظمات؟
عذراً حماةُ و عذراً منك يا حلــب. فالعــينُ تدمـعُ و الأحشـاءُ تلتهبُ
إن الطغاةَ بأرض الشامِ قد عبثوا. وصار يغمـرها الأحـزانُ و الكُـربُ
ياشام عذراً على التقصير وآسفاً. كل الجرائم في أهليك تُرتكبُ
الروم والفرس أعوانٌ لظالمِكِ. أين الحميّةُ أين النصرُ ياعربُ
مأساتنا عباد الله اليوم في أرض الإسلام تخصنا جميعاً نصرةً وغوثاً، ودعاءً، ولا يجوز بحال أن تحصل المجازر جهاراً،وتهدم البيوت والمساجد نهاراً،والمسلمون يتفرجون والله تعالى يقول..((وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر))اجتمع على إخواننا قسوةُ العدو، وقلةُ الطعام، وفقرُ،ومسغبةُ،مرضُ وتهجيرُ،تعذيب وإبادةُ ومكر، ومؤازرةُ العدو ومكرُ المنافق،ثم يأتيك من يمنع الدعم ويبخل بالقنوت ويُشوِّه الجهاد!! فلا مفرّ من العون والنصرة بأي دورٍ يستطيعه.. وكلٌ بقدره، لإنقاذ ما تبقى من شعب حكم عليه نظامٌ مستبدٌ بالموت!
فهل يعقل ما يحدث الآن في حلب من حصارٍ وقتلٍ وتعذيبٍ وقصفٍ والعالم كله ساكت؟!تكالبت الأمم على الإسلام رافضة وصلبيين وغلاة ومتخاذلين ونحن صرنا كالغثاء قال صلى الله عليه وسلم ((يوشك الأمم أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها»، قالوا أمن قلة نحن يومئذ؟ قال..بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن»قالوا..يا رسول الله وما الوهن ؟قال..حب الدنيا، وكراهية الموت)) رواه أبو داوود وأحمد وصححه الألباني
حلب الشهباء تُباد وموصل أهل السنة تُحرق ومسلمي بورما يعذبون واليمن أفسدها الحوثيون وبلاد المسلمين نهبا للثورات والقلاقل ونحن غافلون فإلى الله المشتكى ((الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمْ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ *الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)) يارب مالهم غير يا ألله..
إن ما ذكرناه إخوتي من مصائب لايُغفل ما نراه بحمد الله من قوّة وبطولةٍ وصورٍ فارعةٍ للرجولة يقدمها الأبطال لاسيما في أرض الشام رغمَ ضعف الإمكانات..قومٌ توكلوا على ربهم وقاتلوا في سبيل الله فقُتل منهم من قتل،وسيغلبون بإذن الله وهم المنصورون ((وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً ))..نرى حماسهم وجهادهم وبذلهم فنعلم أن الأمة بخير وإلى خير رغم عظيم المصاب..فتفاءلوا ولا تكونوا عوناً للعدو بنشر مقاطع التعذيب فهو صوّرها لتُنشر يقصد الخذلان فاحذروا.. ولا بد للأمة دولاً وشعوباً من أن تُعيد مكانة الجهاد في القلوب وتتقوّى له وتعرف فضله وأثره وتطهّره من الغلو فهو سببٌ لدفع المذلة حين نعدُّ ما نستطيع من قوة كلٌ بحسبه ونثبت ونصبر ونثق بنصره ((وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً)) ولنثق جميعاً أن نصر الله ليس ببعيد وإصلاح الوضع قريب متى أحسسنا بمشكلاتنا وحاجتنا إلى إصلاحها وقام كلٌ منا بدوره الحاكم في حكومته والعالم في حلقته وعامة الناس في أحوالهم وعودتهم إلى الله وعودوا إلى التاريخ فالأمة بعد مصاباتٍ عظيمة كالصلبيين والتتار نهضت من كبوتها وفكت من الغفلة حبوتها واستطاع قادة مخلصون استنهاضَ همتها..وعلماء وحكام أعادوا لها قوّتها.. فقامت عزيزةً بعد ذلتها.. وما عاصفة الحزم عنا ببعيد كيف فرحنا بها وندعو لها وعاش الناس معها لأنها أثبتت بحمد الله وجود قادة ورجالٍ في هذا البلد وفي اليمن وغيرها هم أشداء على العدو رحماء المؤمنين ثابتين يقاتلون متى استُنهضت هِمَمُهم وتوحّدت كلمتهم ورايتهم نسأل الله أن يهيئ لهذه الأمة نصراً مؤزراً يرفع راية لا إله إلا الله خفاقة إنه سميع مجيب...
الخطبة الثانية ..مختصرة
أيها القوم مع هذا المصاب الجلل والنازلة فالدعاء ملجأ وملاذ فادعوا الله بقلوبٍ حاضرة فإني داعٍ فأمّنوا ..
لا إله إلا الله العظيم..لا إله إلا الله رب العرش الكريم..لا إله إلا الله ولاحول ولا قوة لنا إلا بالله الكريم..اللهم لا رجاء لنا إلا بك،ولا نصر إلا بدعاك، اللهم فلا تخيب رجاءنا وتقبل دعاءنا وانصرنا على من عادانا من القوم الكافرين،يارب إن البلاء بلغ بإخواننا في حلب والموصل مبلغه..أنت ناصر المظلومين ومنجي المستضعفين..ومغيث المضطرين يارب أغثهم وانصرهم.. وانصرهم على عدوك وعدوهم.. فك حصارهم..سدد رميهم..ثبت أقدامهم..وألف على الحق والخير كلمتهم،واجعلهم درعاً للإسلام والمسلمين..يارب لم تبق قلوبٌ ولا حناجر فمن لهؤلاء المستضعفين من أطفالٍ ونساءٍ ومسنين إلا أنت فانصرهم يوم قل الناصر..يارب يعذبونهم ويجاهرون.. ويقصفونهم ويخربون..رافضة حقودون وصليبيون متآمرون وغلاة مرجفون نسألك يا ألله وأنت الجبار المنتقم القادر على كلِّ شيء أن تهلك بشار وأعوانه وكلَّ من ناصره وأيده أرنا فيهم عجائب قدرتك..وشديد بطشك وسطوتك،وخالف بين قلوبهم وشتت شملهم..وردَّ كيدهم في نحورهم واجعل تدبيرهم تدميراً عليهم،اللهم لا ترفع لهم راية واجعلهم لمن خلفهم عبرةً وآية..اللهم هيئ قادة المسلمين لنصرة المستضعفين والحكم بالشريعة والدين وانصر جندنا المرابطين يا أرحم الراحمين..
ماذا دهاك أمةَ الإسلام؟كي تمزّقتي إلى أممٍ وأحزابٍ وحدودٍ وجنسياتٍ وتقهقرتي إلى هاوية الأتباع الأذلاء!! أمةٌ رخصت دماؤها فأريقت وضاعت كرامتها فأهينت بعد أن كانوا سادة العالم وحضارته..
كان لحنُ الحياة فينا أذاناً يتغنى به الأباة الصيد
يملئون الوجود براً ونوراً. حين يصحو على الأذان الوجود
وإذا اللحن صيحةٌ من رقيع. وإذا الترس في المعامع عود
وأذلّ العدو منا جباهاً. وتلاشى من راحتينا الحديد
ذلّ من يزعمُ الهزيمةَ نصراً. تتهاوى من راحتيه البنود
مجازر بالشام والعراق حاضرة..وفي بورما شاهدة..حلب تُباد.. مآسي معروضة تفتُّ الأكباد..قصفٌ ووحشيّة..غيابٌ للإنسانيّة.. انتهاك لكل الحُرمات.. واستعراض بالقنوات..وكأن دول الإسلام غير حاضرة.. والعالَمُ غير شاهد على بهيمية طائفيةٍ تُمارس..بل كأن العقول طاشت وغابت..والهمم خارت..فلا صوتُ امرأة تستغيث يُسمع.. ولا طفلٌ من البكاء والعذاب يدمع..ولادعاءَ يُرفع..الألسن خَرُست.. ومقاطع القتل والتعذيب والقصف أصبحت متداولةً للمشاهدة بلا حولٍ لمن يشاهدُها ولا قوةٍ..دُكّت الأرض..وذُعرَ الخلْق..وجاوزَ الظالمون المدى!الهممُ تخاذلت..والغيرة على مصاب المسلمين غابت!
أمتي هل لك بين الأمم. منبر للسيف أو للقلم
أتلقاك وطرفي مطرق. َخجِلاً من أمسك المنصرم
أو ما كنت إذا البغي اعتدى. موجةً من لهيبٍ و دم ؟
اسمعي نوح الحزانى واطربي. وانظري دمع اليتامى وابسمي
رب وامعتصماه انطلقت. ملء أفواه الصبايا اليتّم
لامست أسماعَهم لكنها. لم تلامس نخوة المعتصم
أمتي كم صنمٍ مجّدته. لم يكن يحمل طهر الصنم
لا يلام الذئبُ في عدوانه. إن يك الراعي عدوّ الغنم
مجازرُ ونكباتٌ حلّت بعالمنا الإسلامي يندى لها الجبين وما يحدث في سوريا وحلب والموصل واخواننا الروهنجا..جراحٌ تدمى كلَّ يوم فماذا فعلنا لها؟ماذا قدمنا من تضحيات؟وماذا فعلنا بالتنازلات؟!وماذا حققنا بالاجتماعات أمام ما يحصل؟فإلى الله المشتكى فكيف يستطيع أن يهنأَ الإنسانُ بطعامٍ وشرابٍ؟كيف يُدَلِّلُ صبيانَه ويمازحُ أهلَه وهو يرى صبيةً مثل عياله بُرءاء ماجنوا ذنباً،أطهارٌ ما كسبت أيديهم إثماً، يبكون من الحيف ويتلمضون من الجوع ودماؤهم تسيل؟!أو أخوات عفيفات وأمهات مكلومات يصرخن ولا مجيب يواجهون مدرعاتٍ وجنودَ باغين بصدروهم..يُقصفون ودماؤهم تراق يلجأون إلى المساجد فتُهدم..الحرمات انتهكت فقط لأنهم مسلمون وسنة؟!فماذا فعلنا لهم؟!وهذا الحال والمصاب؟!فيارب إن كان ما يحصل سخطاً فبرحمتك نستغيث وإن كان ابتلاءً فارزقنا وإياهم الصبر ولا تجعلنا من القانطين.. وانصر عبادك المستضعفين..وأهلك الظالمين بالظالمين..
عباد الله..المأساةُ أليمة والخطبُ جسيمٌ هو مسؤوليةٌ على كلِّ من رآه أو علم به وإننا والله مسؤولون عن مناظر القتل التي نراها تحدث وتُعرض..وكثيرٌ منا لا يحرك ساكناً!!بل لديهم الوقت للغفلة بمتابعة كرةٍ أو مسابقاتٍ غنائية وبرامج مواهب تافهة ومسلسلات درامية وفساد بينما يتقلّبون بنعم الله بين أمنٍ وأمانٍ ودفءٍ وطعام!!وما يحصل للمسلمين لا يهم..ألا نخشى أن يصيبنا الله بعقوبةٍ من عنده إن لم نقم بأدنى واجبات النصرة لهم..إن أسلحةَ المالِ والدعاءِ لها أعظم الأثر في دعمِ إخواننا المسلمين..وليس من عذرٍ لأحدٍ منا اليوم يرى ما يحصل لإخوانه من مجازر ثم لا يحرك ساكناً ولاشعوراً لبذل ما يستطيع..
أين دور العلماء والفقهاء وهم قادة الناس وموجهيهم وينتظر منهم المسلمون النصرةَ لإخوانهم كما كان أسلافهم ممّن سطر التاريخُ أمجادَهم ممن عاشوا قضايا الأمة في المصائب والأزمات فلا معنى لعالمٍ أو طالب علم يكون في وادٍ أو برجٍ عاجي وأمته وقضاياها في وادٍ آخر..لما احتلّ التتار بغداد ودمشق وعاثوا فيهما فساداً كان بعض الفقهاء حينذاك يناقشون قضايا فقهية ليس ذلكم وقتها بل أستحي من ذكرها فهل عَرَّفَنا التاريخ بأسمائهم؟!لقد حفظ لنا التاريخ أسماء مثل عبدالله أبن المبارك والعز بن عبدالسلام وابن تيمية الذي جاهد التتار وتقدَّم الجيوش ودافع عن دمشق فأصبح رجل الناس المحبب يصدرون عن رأيه ويرجعون إليه ويفقدونه إذا غاب أو غُيب..أين المثقفون والكُتَّاب عن مآسينا وبعضهم يملأ الدنيا ضجيجاً نصرةً لمنكر ودفاعاً عن ملحدٍ أو هجوماً على داعية أليس أحرى به أن يُحسَّ بهموم الأمة الحقيقية بكتابته وبرامجه؟!أين دور أصحاب الأموال في دعم إخوانهم..رغم أن المال الإسلامي المخزون خارجاً يحرك اقتصاد العالم!!حُوصر العملُ الخيري من العالم ليُحرمَ منه المسلمون ثم تأتي هيئة الأمم وجمعيات التنصير لتتصدّق عليهم.. إنه باختصار جبنٌ في النفوس والقلوب وفي المفاوضات لدى المخذِّلين .. المصالح ُتقاسمها شيعةٌ رافضة تتقدمهم إيران بمساعدة دول صليبية كلّهم يُمثّلون علينا ويلعبون بنا وبمصابنا..والأمة عنهم غافلة فإلى الله المشتكى.. كأنهم لا يرون مجازر الأطفال والنساء وتعذيبهم ولا يؤثر بهم بكاءُ أمِّ طفلٍ فقدَت ولدها؟!ولا عيونُ طفلٍ حائرٍ حبست قهراً دموعها أو نظرة شيخ كبير يشكو قسوةَ الظالم وهجر إخوانه له؟
هل انعدمت الحلول وذهبت النخوة والغيرة ليصبح الدم المسلم رخيصاً، وتُدمر بلاد المسلمين ويُعبثُ بها حتى تأذن هيئة الأمم ومجلس الأمن؟والأشد حين نُبتلى بغلاةٍ مرجفين من دواعشَ وغيرهم يثيرون الفوضى ويشوهون الدين والجهاد وهم عونٌ للظالم بتصرفاتهم.. يسعون للفساد والإفساد في بلاد الإسلام باسم غيرةٍ كاذبة ولقد رأينا آثار فعلهم لاتختلف عن بغي الظلمة وطغيانهم..(( وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً))
فتنٌ وإراقة دماء تدع الحليم حيران..ولا يستطيع التفكير بها لسرعة تلاحقها..فتنٌ تطال بلاد الإسلام وتنتهك أعراضه وتذبح أطفالَه..وتفسد أرضه وما بيدنا حيلة نعوذ بالله من العجز والضعف..
أعراضُنا انتُهكت يا وحيَ أمتنا. كيف الرقود وهذا الخزي والعار
خوفي من الله ما عذرٌ أقدّمه. وقد علمت بما يشكوه لي جار
وإخوتي تحت سمعي قد أصابهم. بردٌ وجوع وأوجاعٌ وأخطار
ظلمٌ وطغيانٌ لم يَرحَمْ شَيخًا لِكِبَرِ سِنِّهِ،وَلا عُجُوزًا لِضَعفِهَا،وَلا شَابًّا أَعزَلَ مُعرِضًا،وَلا امرأةً غَيرَ ذَاتِ قُوَّةٍ وَلا أَطفَالاً بُرَآءَ،يُعبِّر عن حقد دفين تَفَجَّرَت نِيرَانُهُ في مُدُنِ أَهلِ السُّنَّةِ والإسلام عموماً،فَقُتِلَ النَّاسُ على الهويّ السنية والإسلام وَعُذِّبُوا، وَمُثِّلَ بهم وأُهِينُوا،وأخفيت جُثَثِ مَوتَاهُم،وَقُصِفَتِ المَسَاجِدُ وَمُزِّقَت المَصَاحِفُ،وَضُيِّقَ عَلَيهم حَتى لم يَجِدُوا طعاما أو شرابا يهربون الى البحر ليغرقوا أو لبلادٍ ليتغرّبوا، وَالأَدهَى مِن ذَلِكَ وَالأَمَرُّ أَنَّ أُمَمَ العَالَمِ ترى هَذَا الظُّلمَ البَشِعَ وَالإِبَادَةَ المَقصُودَةَ فَتسكت عنه،وَتَسمَحَ لِدُوَلٍ وَأَحزَابٍ بَاطِنِيَّةٍ كَإِيرَانَ وَحِزبِ الشَّيطَانِ في لِبنَانَ،وحكومة بورما أَن يُفَرِّغُوا شَيئًا مِن حِقدِهِم في صُدُورِ المسلمين..في إبادةٍ جماعيةٍ وحربٍ طائفيةٍ،واعتداءٍ على مساجدَ يذكرُ فيها اسمُ الله،طائرات تقصف..دماءٌ تنزف..جثث تتساقط.. بأي ذنبٍ قُتلت وأُزهقت هذه الأرواح؟أيُّ زمانٍ هذا؟وأيُّ غُزاة أولئك؟أيعود هولاكو وتتكرر مأساة التتر في بلاد المسلمين؟أين ثمارُ الاجتماعات؟وأين تفعيلُ القراراتِ والهيئاتِ والمنظمات؟
عذراً حماةُ و عذراً منك يا حلــب. فالعــينُ تدمـعُ و الأحشـاءُ تلتهبُ
إن الطغاةَ بأرض الشامِ قد عبثوا. وصار يغمـرها الأحـزانُ و الكُـربُ
ياشام عذراً على التقصير وآسفاً. كل الجرائم في أهليك تُرتكبُ
الروم والفرس أعوانٌ لظالمِكِ. أين الحميّةُ أين النصرُ ياعربُ
مأساتنا عباد الله اليوم في أرض الإسلام تخصنا جميعاً نصرةً وغوثاً، ودعاءً، ولا يجوز بحال أن تحصل المجازر جهاراً،وتهدم البيوت والمساجد نهاراً،والمسلمون يتفرجون والله تعالى يقول..((وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر))اجتمع على إخواننا قسوةُ العدو، وقلةُ الطعام، وفقرُ،ومسغبةُ،مرضُ وتهجيرُ،تعذيب وإبادةُ ومكر، ومؤازرةُ العدو ومكرُ المنافق،ثم يأتيك من يمنع الدعم ويبخل بالقنوت ويُشوِّه الجهاد!! فلا مفرّ من العون والنصرة بأي دورٍ يستطيعه.. وكلٌ بقدره، لإنقاذ ما تبقى من شعب حكم عليه نظامٌ مستبدٌ بالموت!
فهل يعقل ما يحدث الآن في حلب من حصارٍ وقتلٍ وتعذيبٍ وقصفٍ والعالم كله ساكت؟!تكالبت الأمم على الإسلام رافضة وصلبيين وغلاة ومتخاذلين ونحن صرنا كالغثاء قال صلى الله عليه وسلم ((يوشك الأمم أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها»، قالوا أمن قلة نحن يومئذ؟ قال..بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن»قالوا..يا رسول الله وما الوهن ؟قال..حب الدنيا، وكراهية الموت)) رواه أبو داوود وأحمد وصححه الألباني
حلب الشهباء تُباد وموصل أهل السنة تُحرق ومسلمي بورما يعذبون واليمن أفسدها الحوثيون وبلاد المسلمين نهبا للثورات والقلاقل ونحن غافلون فإلى الله المشتكى ((الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمْ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ *الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)) يارب مالهم غير يا ألله..
إن ما ذكرناه إخوتي من مصائب لايُغفل ما نراه بحمد الله من قوّة وبطولةٍ وصورٍ فارعةٍ للرجولة يقدمها الأبطال لاسيما في أرض الشام رغمَ ضعف الإمكانات..قومٌ توكلوا على ربهم وقاتلوا في سبيل الله فقُتل منهم من قتل،وسيغلبون بإذن الله وهم المنصورون ((وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً ))..نرى حماسهم وجهادهم وبذلهم فنعلم أن الأمة بخير وإلى خير رغم عظيم المصاب..فتفاءلوا ولا تكونوا عوناً للعدو بنشر مقاطع التعذيب فهو صوّرها لتُنشر يقصد الخذلان فاحذروا.. ولا بد للأمة دولاً وشعوباً من أن تُعيد مكانة الجهاد في القلوب وتتقوّى له وتعرف فضله وأثره وتطهّره من الغلو فهو سببٌ لدفع المذلة حين نعدُّ ما نستطيع من قوة كلٌ بحسبه ونثبت ونصبر ونثق بنصره ((وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً)) ولنثق جميعاً أن نصر الله ليس ببعيد وإصلاح الوضع قريب متى أحسسنا بمشكلاتنا وحاجتنا إلى إصلاحها وقام كلٌ منا بدوره الحاكم في حكومته والعالم في حلقته وعامة الناس في أحوالهم وعودتهم إلى الله وعودوا إلى التاريخ فالأمة بعد مصاباتٍ عظيمة كالصلبيين والتتار نهضت من كبوتها وفكت من الغفلة حبوتها واستطاع قادة مخلصون استنهاضَ همتها..وعلماء وحكام أعادوا لها قوّتها.. فقامت عزيزةً بعد ذلتها.. وما عاصفة الحزم عنا ببعيد كيف فرحنا بها وندعو لها وعاش الناس معها لأنها أثبتت بحمد الله وجود قادة ورجالٍ في هذا البلد وفي اليمن وغيرها هم أشداء على العدو رحماء المؤمنين ثابتين يقاتلون متى استُنهضت هِمَمُهم وتوحّدت كلمتهم ورايتهم نسأل الله أن يهيئ لهذه الأمة نصراً مؤزراً يرفع راية لا إله إلا الله خفاقة إنه سميع مجيب...
الخطبة الثانية ..مختصرة
أيها القوم مع هذا المصاب الجلل والنازلة فالدعاء ملجأ وملاذ فادعوا الله بقلوبٍ حاضرة فإني داعٍ فأمّنوا ..
لا إله إلا الله العظيم..لا إله إلا الله رب العرش الكريم..لا إله إلا الله ولاحول ولا قوة لنا إلا بالله الكريم..اللهم لا رجاء لنا إلا بك،ولا نصر إلا بدعاك، اللهم فلا تخيب رجاءنا وتقبل دعاءنا وانصرنا على من عادانا من القوم الكافرين،يارب إن البلاء بلغ بإخواننا في حلب والموصل مبلغه..أنت ناصر المظلومين ومنجي المستضعفين..ومغيث المضطرين يارب أغثهم وانصرهم.. وانصرهم على عدوك وعدوهم.. فك حصارهم..سدد رميهم..ثبت أقدامهم..وألف على الحق والخير كلمتهم،واجعلهم درعاً للإسلام والمسلمين..يارب لم تبق قلوبٌ ولا حناجر فمن لهؤلاء المستضعفين من أطفالٍ ونساءٍ ومسنين إلا أنت فانصرهم يوم قل الناصر..يارب يعذبونهم ويجاهرون.. ويقصفونهم ويخربون..رافضة حقودون وصليبيون متآمرون وغلاة مرجفون نسألك يا ألله وأنت الجبار المنتقم القادر على كلِّ شيء أن تهلك بشار وأعوانه وكلَّ من ناصره وأيده أرنا فيهم عجائب قدرتك..وشديد بطشك وسطوتك،وخالف بين قلوبهم وشتت شملهم..وردَّ كيدهم في نحورهم واجعل تدبيرهم تدميراً عليهم،اللهم لا ترفع لهم راية واجعلهم لمن خلفهم عبرةً وآية..اللهم هيئ قادة المسلمين لنصرة المستضعفين والحكم بالشريعة والدين وانصر جندنا المرابطين يا أرحم الراحمين..