الحمد لله أحيا السنة وأمات البدعة،وأشهد ألا إله إلا الله رب العالمين وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الأمين صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وسلم تسليماً إلى يوم الدين أما بعد فاتقوا الله عباد الله..
ضلالُ عقيدةٍ..وغلوٌّ وإشراكٌ في الأئمة وسبٌ للصحابة،وقذفٌ لأمهات المؤمنين..سعيٌّ للإفساد ببلادِ الإسلام،ونشرٌ للضلال وإنشاء لفرق التكفير والغلو..وتهديد لأمن الدول واستقرارها وعبثٌ بأمن الحجيج،
تهديدٌ ووعيد وكأن الحجَّ فرصةٌ لغِلِّهم وحقدهم في مناسبة تجمع المسلمين للتوحيد الذي يكرهونه..
عباد الله..إنهم الشيعة الرافضة..يدّعون أنهم مع المسلمين بينما أفعالهم عبر تاريخهم حربٌ وكيدٌ للإسلام وعمالةٌ لأعدائه..وفي وقت أشد ما تحتاج الأمة فيه إلى الاتفاق والاجتماع نراهم يسعون لتفريقها..فوجب الحديث عنهم وبيانُ خطرهم لما ألبسوه على الأمة ولازالوا..فمذهبهم ظاهره حبُّ آل البيت وباطنه الطعن في الدين وتشويهه..ويزعمون نقص القرآن..وتعصبٌ للفرس وكرهٌ للعرب ولو كانوا على ملّتهم.. ووجهُ خطورتهم أن أكثرَهم يُطبّق بلا تفكيرٍ وبجهلٍ ما في كتبِهم من تعاليمٍ وعقائدَ مشتملةٍ على حقدٍ شديدٍ على أهلِ السنةِ كبيرِهم وصغيرِهم، وزاد الخطر بجهل أكثرِ أهل السنةِ بحقيقةِ مذهبهِم،وعدم معرفة خطرهم؛اتخذُوا من البكاءِ على آل البيتِ والعواطفِ ومقتل الحسين رضي الله عنه سبباً لنشرِ مذهبهِم..وتغذية الحقد والثارات.. والبعض يتساهل مع ضلالهم،بدعاوى مخُتلفة؛مرةً بدعوى..شيعةُ اليومِ غيرُ شيعةِ الأمس أو أننا لاينبغي أن نُفَرِّقَ بينَ الناس والمواطنين، ولا يهتم بالعقيدة! ومرةً بأن خطرَ العدوِّ الصليبي الصهيوني داهمٌ ولا وقتَ للبحثِ عن الشيعةِ وعقائدِهم وتاريخهِم،ومرةً بدعوى التقارب بين المذاهب التي جرّبها المشاركون بها فأعلنوا فشلها كل هذا أورث ضلالاً للعباد وفساداً في البلاد يضلِّلون الناسِ بمناصرتهم للإسلام والمقاومة لأعدائه.. بينما هم أعظمُ من آذى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فرموا زوجتَه بالزنا وسبَّوا أصحابه،بل رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه لم يسلم منهم،فاتهموه في كتبهم بأنه لم يُبلِّغْ أَمرَ الإمامةِ لعلي وتخاذل عن ذلك..إبليس لعنه الله يدافعون عنه بحبه لعلي بن أبي طالب في مقاطع مُصوَّرة وكتبٍ مؤلّفة يجهلها عنهم أكثرُ أهلُ السنة والمحبون لرسول وصحابتهِ بل بعض الشيعة لا يعرف ذلك!!فاسمعوا أيها الموحّدون..واعرفوا من خلال مقاطعهم وكتبهم لتعلموا حجم ضلالهم وسبب اختلافهم وحقدهم وتهديدهم الدائم وخطرهم الداهم على بلاد الحرمين فالعقيدة الضالة والحقد المتأصل لا يمكن أن تُورث توافقاً ولا تجلب أمناً وسلاماً وهذا تاريخهم..
هم يعتقدُون مذهبَ المعتزلةِ بنفي الصفاتِ عنِ الله ونفيِ القدر وإنكار رؤيته تعالى في الجنة، ويقولونَ بخلقِ القرآن،والإمامةُ محصورةٌ في الاثني عشر من أَئِمتِهم،وأنَّهم معصومون من الصغائرِ والكبائر أشدَّ من عصمةِ الأنبياء.ويعتقدونَ أن الإنسانَ تجبُ عليه التقيةُ بأن يُظهرَ موافقتَه لأهلِ السنة إذا خافَ أو أرادَ أن يُحقِّقَ مصلحةَ.وهم يرتقبون خروجَ الإمامِ المهدي الذي سيخرجُ من سُردابِ سامراء فيهدمُ الكعبةَ وينبشُ قبورَ الصحابة ويُحرقُهم كما زعموا..
ويعتقدُ الشيعةُ الإمامية أنه لن تقومَ الساعةُ حتى يُحييَ الله آلَ البيت وأعداءَهم من الصحابةِ وغيرهم،ليقتصُّوا منهم،ويؤلهِّون آل البيت فهم يدُ اللهِ المبسوطَةُ على عبادهِ بالرأفةِ والرحمةِ،ووجهُه الذي يُؤتَى منه، بهم أثمرتُ الأشجار وأينعت الثمار وجرت الأنهار،بهم ينزلُ الغيثُ وينبتُ العشب،ولولاهم ما عُبدَ الله تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً..
وفي كتابِ بحارِ الأنوار يروون أن عليًا هو وجهُ الله،وجنبُ الله، والأولُ، والآخرُ،والظاهرُ،والباطنُ بل وصفُوا الأَئمةَ عندهم بأنَّهم يعلمونَ الغيب وأنه لا يخفى عليهم شيء..الإيمانُ عندَهم هو الإيمان بالأئمةِ الاثني عشر،والشركُ هو الإقرارُ بإمامة أبي بكر وعمرَ وعثمان وإِذا كانَ مدارُ قبولِ الأعمال عندَنا التوحيد لله فإنَ مدارَ قُبولِ الأعمالِ عندهَم هو الإقرارُ بولايةِ أهلِ البيت،ومن لم يُقرَّ لم يَقْبَلِ اللهُ منه عملٌ ولو عمِلَ بعملِ سبعين نبياً..وجعلُوا الأئمةَ هم الواسطةُ بين الله وخلْقِه في العبادات،بل الدعاءُ لا يُقبلُ إلا بأسماءِ الأئمةِ حتى إِن دعاءَ الأنبياءِ استجيبَ بالتوّسل والاستشفاع بأئمتهم"فزكريا عليه السلام جلسَ ثلاثةَ أيام في المحراب ينادي يا حسين،وإبراهيم عليه السلام قال..يا حسين فأنقذه الله من النار كما يرددونه في دروسهم على البسطاء ولهذا صارَ دعاءُ الأئمةِ كعليٍّ والحسنَ والحسين وغيرِهم في حالِ الشدائدِ والاستغاثةِ بهم من دون الله تعالى عادةً عندهم يتربَّون عليها، وهذا هو الشرك الأكبر؛عياذاً بالله؛ وقررَّوا في كتبهم أن الأئمةَ هم الشفاءُ الأكبرُ والدواءُ الأعظم لمن استشفى بهم.
وعندَ زيارتِهم لأضرحةِ أئمتِهم يدعونَهم من دونِ الله،بل ويكتبون رِقاعًا تُوضعُ على أضرحةِ هؤلاءِ الأئمة.ومما يكتبونَه فيها.."كتبتُ إليك يا مولاي صلواتُ اللهِ عليك مستغيثاً فأغثْني عن اللهفِ،وقدِّم المسألة للهِ تعالى في أمري قبلَ حلولِ التلَفِ وشماتةِ الأعداء"، ويقولون..إن زيارةَ أضرحتِهم والحجِ إليها أفضلُ من الحجِّ إلى بيتِ اللهِ الحرام،وفي كتاب الكافي وهو عندهم كصحيح البخاري.."إن زيارةَ قبرِ الحسين تعدِلُ عشرينَ حَجة" بل أوصلوها لآلاف الحِجج وبالغوا في ذلك حتى رووا عن أئمتهم أنهم قالوا..من أتى قبرَ الحسين يومَ عاشوراء عارفًا بحقِّه كمن زار الله في عرشه" وكربلاءُ أفضلُ من الكعبةِ، وهي حرمٌ آمنٌ، ولعل هذا الضلال بذهابهم لكربلاء ليُطهّرَ الله بيته للطائفين به عن المشركين معه..هم يعتقدون في تُربةِ الحسين رضي الله عنه وأرضاه وفضلِها وآدابِها وأحكامِها أنها شفاءٌ من كل داء، وعنَدهم الرِّقاع يستجارُ ويُستقسمُ بها كما كان يفعل أهل الجاهلية في شرك عجيب..وكذلك التطبيرُ وإراقةُ الدماءِ والدعوةُ للثأرِ لمقتلِ الحسين من السنة وغير ذلك مما يفعلونه في عاشوراء..هذا َعباد الله غيضٌ من فيضِ في عقائدهم، أما أقوالهُم في الصحابة ومواقفهُم من أهل السنة ومسائلُ كثيرة أنزِّه أسماعَكم عنها..يتهمون بها أمهات المؤمنين والصحابة في كبار كتبهم المعتمدةِ وأقوالهُم المسجَّلةُ المنشورةُ مالا أستطيعُ إيراده لشناعته.. عياذاً بالله مما يقولون..إنهم يظهرون الرفضَ ويُبطنون الكفرَ المحض،يسبون أبا بكر وعمر ويبغضونهما،لأنهما أسقطا دولة الفرس ويبغضون سائر الصحابة إلا قليلا منهم. وفي مقابلِ ذلك يغلوُن في عليٍّ رضي الله عنه وأهل البيت، ويدّعون لهم العصمة،وأن الصحابة كتموا الوصية واغتصبوا حقه بالخلافة،فجمعُوا بين الغلوِّ والجفاء، ثم أحدَثُوا بعدَ القرونِ الفاضلةِ بناءَ المشاهدِ على قبورِ أئمتهم وشركَ القبور والموالد وبدعها منذ دولتهم الفاطميّة، ولذلك فالحذر منهم واجب وعدمُ الاغترارِ بما يدّعونه بالانتصار للإسلام((وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ))
أيها الإخوة..لا يلزم مما تقدَّم عبادَ الله أن كل شيعي أو ممن يعيشُ في أوساطهم قد اجتمعت فيه أصولهم الكفرية والبدعية بل هم فرقٌ متعددة منهم الزيدية وهم أخفُّهم،وأشدهم غلوّاً النصيريون العلوية ولكن الغالب على الجميع اليوم هو التوجه الصفوي الذي تبنّته إيران فانضم أكثرهم معها ووالوْها مع أئمةٍ وعلماءَ مُضلِّين لهم بكل بلد وليس ذلك عذراً لعامتهِم فهم متعصّبون لهم وأصبح الغالبُ عليهم عداوةَ أَهلِ السنة والكيد لهم بكل ما يستطيعون في عددٍ من المواقف لاسيما حينما استأمنهم الناس في بلدانهم بل وجاوروهم وناسبوهم فأحدثوا الفتن عليهم وخانوهم، وراجت على بعض أَهلِ السنة دعوةُ التقريبِ بينَ السنةِ والشيعة وعقد المؤتمرات،فمذهبُ أهلِ السنةِ ومذهبُ الرافضةِ ضدان لا يجتمعان,فلا يمكن التقريبُ إلا بالتنازلِ عن أصولِ الإسلام أو بعضِها أو السكوتُ عن باطلهم لاسيما مع دعم دولة الصفوية المجوسية إيران لهذا الضلال ومحاولة نشره باسم التقريب..في آسيا وأفريقيا لدى بسطاء المسلمين وجهلتهم.. ويمارسون تقيّةً عجيبة يعتبرونها قُربة في دينهم يخفون بها اعتقادهم ويكذبون من خلالها.. وكانت طعنات الدولة الصفوية واضحةً قبل خمسة قرون بدعم الصليبيين لإضعاف الدولة العثمانية والتسبب في سقوطها أخيراً.. وتحالفوا مع الصلبيين لاستعمار بلاد المسلمين كما فعل أجدادهم العبيديين في الدولة الفاطمية بمصر حين مكنوهم من احتلال الأقصى.. وكذلك ابن العلقمي والطوسي مكنوا للتتار دخول بغداد.. تخمد نارهم فترة لتأتي دعوة ملالي الشيعة وآياتهم وعلى رأسهم الهالك الخميني الذي لم يحجّ البيت بولاية الفقيه وإعادة تصدير الثورة الرافضية إلى العالم فكراً وتوسعاً واحتلالاً ثم تهديد آيتهم خامئني لدولتنا مؤخراً..وتكاتفهم في إيران وشيعة العراق وسوريا ولبنان واليمن على إخواننا السنة..نسأل الله أن يكفينا شرهم.
عباد الله..إن تاريخهم الدموي وعقيدتهم الباطلة لايمكن أن يُنسى أو يغفل عنه ورحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية الذي عاصرهم ورأى أفعالهم وحذر منهم قبل 800سنة وكأنه يتكلم عن اليوم فقال.."يميلون مع أعداء الدين,وإذا ابتلي المسلمون بعدوٍّ كافرٍ كانوا معه عليهم..وإذا صار لليهود دولة بالعراق كانت الرافضة من أعظم أعوانهم,وهم دائما يوالون اليهود والنصارى,ويعاونونهم على قتال المسلمين فهم أشد على الإسلام من اليهود والنصارى"وغيره من علماء التاريخ قديماً وحديثاً أثبتوا ذلك((وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ)) أقول قولي ...
الخطبة الثانية الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده وبعد ..فاتقوا الله عباد الله ..
بعد أن عرفنا هذا التاريخ الشيعي والضلال الطائفي مما لايجعلنا نستغربه وقد قام على تكفير الصحابة والسب والشتم والفتن والثأر من السنة.. نرى تحالفهم مع بعضهم رغم من اختلافهم فالجعفرية يكفرون العلوية النصيرية لكنهم يتحالفون معهم ومع اليهود ضد السنة فاليهود الذين يدّعون مقاومتهم سالمون وآمنون منهم..يدّعون العداء والموت للغرب والنصارى وهم حلفاء لهم بالسر وينفذون مؤامراتهم..يستغلون ضعاف العقول من دواعش وغلاة ليفسدوا الأمن في بلدانهم وتسلم إيران من إفسادهم مع تخريبٍ في لبنان وسوريا والعراق واليمن والبحرين واغتيالاتٍ وخياناتٍ هنا وهناك..وهي كلّها مؤامرات يريدون إيقاعها في بلدان المسلمين من خلال أقلياتٍ موجودةٍ لإثارة الفتن والمظاهرات والقلاقل بشتى الدعاوى..ومن العدل إخوتي أن نعلم أنهم ليسوا كلَّهم على قلبٍ رجل واحد فمنهم مسالمٌ يريد العيش كمواطنٍ في بلده وهو ضدَّ هذا التوجه السياسي الضال ولا يسعى للشر ولا لجلبه ولا يرضاه أو لا يعلم الحق في بدعةٍ هو واقع فيها فواجبٌ على أهل السنة مخاطبةُ العقلاء منهم ودعوتهم وتبيين الباطل لهم بالحكمة والموعظة الحسنة والتعايش معهم بإعطائهم حق المواطنة والجوار وعدم استعدائهم وظلمهم وقرنهم مع من يريد الفتنة والفساد منهم وهذا واجبٌ حتمي..فنحن قصّرنا وتأخرنا وأهملنا تاريخيّاً في دعوتهم وتوضيح الحق لهم يوم كانوا يعيشون بيننا منذ قرون وتقصيرنا هذا ترك المجال للمفسدين الصفويين ليغذّوهم بالحقد على السنة وأهلها ويفسدون في البلاد وحولها..ومع منهج الدعوة والرفق فإنه لابد أيضاً من الشدّة على من يريد إثارة الفتن منهم بالأخذ على يده بقوة وعدم التهاون معه.. كما أنه يجب على دولِ أهل السنة دعمَ العلم الشرعي الصحيح ونشرَه.. وإهمالُ ذلك سببٌ لعلوّ صوتِ الباطل وضعف الحق وأهله.. والحزم مطلوبٌ لدرء فتنة المفسدين جميعاً ممن يريد التخريب وتهديد أمن الحرمين والحج والعبث بهما وهذه الجدية في التعامل مع المفسدين وأصحاب الفكر الضال رأيناها بحمد الله في أمننا وبلادنا نسأل الله أن يحميها ويديمها..كما أن تعامل البعض بغفلةٍ وبساطة مع مخططات التآمر وممارسة البدعة والتعدّي على قبور الصحابة خطأٌ كبير يؤدي لفتنٍ عظيمة..نسأل الله جلَّ وعلا أن يهديَ ضال المسلمين ويجمع كلمتنا على الحق والدين ويوفق ولاة أمور المسلمين للحكم بشرعية رب العالمين ويكفينا شرّ الغلاة المرجفين والضُلّال المبطلين وأن يُعزَّ الإسلام والمسلمين،ويُعلِ رايتي الحق والدين، وينصر إخواننا المستضعفين في الشام والعراق واليمن وفلسطين.. وينصر جندنا المرابطين.. اللهم لك الحمد على نجاح موسم الحج وسلامة حجاج بيتك من شر وفتنة وتقبل منهم يا رب العالمين..وصلى الله وسلم على محمد وعلى اله وصحبه اجمعين..
..
ضلالُ عقيدةٍ..وغلوٌّ وإشراكٌ في الأئمة وسبٌ للصحابة،وقذفٌ لأمهات المؤمنين..سعيٌّ للإفساد ببلادِ الإسلام،ونشرٌ للضلال وإنشاء لفرق التكفير والغلو..وتهديد لأمن الدول واستقرارها وعبثٌ بأمن الحجيج،
تهديدٌ ووعيد وكأن الحجَّ فرصةٌ لغِلِّهم وحقدهم في مناسبة تجمع المسلمين للتوحيد الذي يكرهونه..
عباد الله..إنهم الشيعة الرافضة..يدّعون أنهم مع المسلمين بينما أفعالهم عبر تاريخهم حربٌ وكيدٌ للإسلام وعمالةٌ لأعدائه..وفي وقت أشد ما تحتاج الأمة فيه إلى الاتفاق والاجتماع نراهم يسعون لتفريقها..فوجب الحديث عنهم وبيانُ خطرهم لما ألبسوه على الأمة ولازالوا..فمذهبهم ظاهره حبُّ آل البيت وباطنه الطعن في الدين وتشويهه..ويزعمون نقص القرآن..وتعصبٌ للفرس وكرهٌ للعرب ولو كانوا على ملّتهم.. ووجهُ خطورتهم أن أكثرَهم يُطبّق بلا تفكيرٍ وبجهلٍ ما في كتبِهم من تعاليمٍ وعقائدَ مشتملةٍ على حقدٍ شديدٍ على أهلِ السنةِ كبيرِهم وصغيرِهم، وزاد الخطر بجهل أكثرِ أهل السنةِ بحقيقةِ مذهبهِم،وعدم معرفة خطرهم؛اتخذُوا من البكاءِ على آل البيتِ والعواطفِ ومقتل الحسين رضي الله عنه سبباً لنشرِ مذهبهِم..وتغذية الحقد والثارات.. والبعض يتساهل مع ضلالهم،بدعاوى مخُتلفة؛مرةً بدعوى..شيعةُ اليومِ غيرُ شيعةِ الأمس أو أننا لاينبغي أن نُفَرِّقَ بينَ الناس والمواطنين، ولا يهتم بالعقيدة! ومرةً بأن خطرَ العدوِّ الصليبي الصهيوني داهمٌ ولا وقتَ للبحثِ عن الشيعةِ وعقائدِهم وتاريخهِم،ومرةً بدعوى التقارب بين المذاهب التي جرّبها المشاركون بها فأعلنوا فشلها كل هذا أورث ضلالاً للعباد وفساداً في البلاد يضلِّلون الناسِ بمناصرتهم للإسلام والمقاومة لأعدائه.. بينما هم أعظمُ من آذى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فرموا زوجتَه بالزنا وسبَّوا أصحابه،بل رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه لم يسلم منهم،فاتهموه في كتبهم بأنه لم يُبلِّغْ أَمرَ الإمامةِ لعلي وتخاذل عن ذلك..إبليس لعنه الله يدافعون عنه بحبه لعلي بن أبي طالب في مقاطع مُصوَّرة وكتبٍ مؤلّفة يجهلها عنهم أكثرُ أهلُ السنة والمحبون لرسول وصحابتهِ بل بعض الشيعة لا يعرف ذلك!!فاسمعوا أيها الموحّدون..واعرفوا من خلال مقاطعهم وكتبهم لتعلموا حجم ضلالهم وسبب اختلافهم وحقدهم وتهديدهم الدائم وخطرهم الداهم على بلاد الحرمين فالعقيدة الضالة والحقد المتأصل لا يمكن أن تُورث توافقاً ولا تجلب أمناً وسلاماً وهذا تاريخهم..
هم يعتقدُون مذهبَ المعتزلةِ بنفي الصفاتِ عنِ الله ونفيِ القدر وإنكار رؤيته تعالى في الجنة، ويقولونَ بخلقِ القرآن،والإمامةُ محصورةٌ في الاثني عشر من أَئِمتِهم،وأنَّهم معصومون من الصغائرِ والكبائر أشدَّ من عصمةِ الأنبياء.ويعتقدونَ أن الإنسانَ تجبُ عليه التقيةُ بأن يُظهرَ موافقتَه لأهلِ السنة إذا خافَ أو أرادَ أن يُحقِّقَ مصلحةَ.وهم يرتقبون خروجَ الإمامِ المهدي الذي سيخرجُ من سُردابِ سامراء فيهدمُ الكعبةَ وينبشُ قبورَ الصحابة ويُحرقُهم كما زعموا..
ويعتقدُ الشيعةُ الإمامية أنه لن تقومَ الساعةُ حتى يُحييَ الله آلَ البيت وأعداءَهم من الصحابةِ وغيرهم،ليقتصُّوا منهم،ويؤلهِّون آل البيت فهم يدُ اللهِ المبسوطَةُ على عبادهِ بالرأفةِ والرحمةِ،ووجهُه الذي يُؤتَى منه، بهم أثمرتُ الأشجار وأينعت الثمار وجرت الأنهار،بهم ينزلُ الغيثُ وينبتُ العشب،ولولاهم ما عُبدَ الله تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً..
وفي كتابِ بحارِ الأنوار يروون أن عليًا هو وجهُ الله،وجنبُ الله، والأولُ، والآخرُ،والظاهرُ،والباطنُ بل وصفُوا الأَئمةَ عندهم بأنَّهم يعلمونَ الغيب وأنه لا يخفى عليهم شيء..الإيمانُ عندَهم هو الإيمان بالأئمةِ الاثني عشر،والشركُ هو الإقرارُ بإمامة أبي بكر وعمرَ وعثمان وإِذا كانَ مدارُ قبولِ الأعمال عندَنا التوحيد لله فإنَ مدارَ قُبولِ الأعمالِ عندهَم هو الإقرارُ بولايةِ أهلِ البيت،ومن لم يُقرَّ لم يَقْبَلِ اللهُ منه عملٌ ولو عمِلَ بعملِ سبعين نبياً..وجعلُوا الأئمةَ هم الواسطةُ بين الله وخلْقِه في العبادات،بل الدعاءُ لا يُقبلُ إلا بأسماءِ الأئمةِ حتى إِن دعاءَ الأنبياءِ استجيبَ بالتوّسل والاستشفاع بأئمتهم"فزكريا عليه السلام جلسَ ثلاثةَ أيام في المحراب ينادي يا حسين،وإبراهيم عليه السلام قال..يا حسين فأنقذه الله من النار كما يرددونه في دروسهم على البسطاء ولهذا صارَ دعاءُ الأئمةِ كعليٍّ والحسنَ والحسين وغيرِهم في حالِ الشدائدِ والاستغاثةِ بهم من دون الله تعالى عادةً عندهم يتربَّون عليها، وهذا هو الشرك الأكبر؛عياذاً بالله؛ وقررَّوا في كتبهم أن الأئمةَ هم الشفاءُ الأكبرُ والدواءُ الأعظم لمن استشفى بهم.
وعندَ زيارتِهم لأضرحةِ أئمتِهم يدعونَهم من دونِ الله،بل ويكتبون رِقاعًا تُوضعُ على أضرحةِ هؤلاءِ الأئمة.ومما يكتبونَه فيها.."كتبتُ إليك يا مولاي صلواتُ اللهِ عليك مستغيثاً فأغثْني عن اللهفِ،وقدِّم المسألة للهِ تعالى في أمري قبلَ حلولِ التلَفِ وشماتةِ الأعداء"، ويقولون..إن زيارةَ أضرحتِهم والحجِ إليها أفضلُ من الحجِّ إلى بيتِ اللهِ الحرام،وفي كتاب الكافي وهو عندهم كصحيح البخاري.."إن زيارةَ قبرِ الحسين تعدِلُ عشرينَ حَجة" بل أوصلوها لآلاف الحِجج وبالغوا في ذلك حتى رووا عن أئمتهم أنهم قالوا..من أتى قبرَ الحسين يومَ عاشوراء عارفًا بحقِّه كمن زار الله في عرشه" وكربلاءُ أفضلُ من الكعبةِ، وهي حرمٌ آمنٌ، ولعل هذا الضلال بذهابهم لكربلاء ليُطهّرَ الله بيته للطائفين به عن المشركين معه..هم يعتقدون في تُربةِ الحسين رضي الله عنه وأرضاه وفضلِها وآدابِها وأحكامِها أنها شفاءٌ من كل داء، وعنَدهم الرِّقاع يستجارُ ويُستقسمُ بها كما كان يفعل أهل الجاهلية في شرك عجيب..وكذلك التطبيرُ وإراقةُ الدماءِ والدعوةُ للثأرِ لمقتلِ الحسين من السنة وغير ذلك مما يفعلونه في عاشوراء..هذا َعباد الله غيضٌ من فيضِ في عقائدهم، أما أقوالهُم في الصحابة ومواقفهُم من أهل السنة ومسائلُ كثيرة أنزِّه أسماعَكم عنها..يتهمون بها أمهات المؤمنين والصحابة في كبار كتبهم المعتمدةِ وأقوالهُم المسجَّلةُ المنشورةُ مالا أستطيعُ إيراده لشناعته.. عياذاً بالله مما يقولون..إنهم يظهرون الرفضَ ويُبطنون الكفرَ المحض،يسبون أبا بكر وعمر ويبغضونهما،لأنهما أسقطا دولة الفرس ويبغضون سائر الصحابة إلا قليلا منهم. وفي مقابلِ ذلك يغلوُن في عليٍّ رضي الله عنه وأهل البيت، ويدّعون لهم العصمة،وأن الصحابة كتموا الوصية واغتصبوا حقه بالخلافة،فجمعُوا بين الغلوِّ والجفاء، ثم أحدَثُوا بعدَ القرونِ الفاضلةِ بناءَ المشاهدِ على قبورِ أئمتهم وشركَ القبور والموالد وبدعها منذ دولتهم الفاطميّة، ولذلك فالحذر منهم واجب وعدمُ الاغترارِ بما يدّعونه بالانتصار للإسلام((وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ))
أيها الإخوة..لا يلزم مما تقدَّم عبادَ الله أن كل شيعي أو ممن يعيشُ في أوساطهم قد اجتمعت فيه أصولهم الكفرية والبدعية بل هم فرقٌ متعددة منهم الزيدية وهم أخفُّهم،وأشدهم غلوّاً النصيريون العلوية ولكن الغالب على الجميع اليوم هو التوجه الصفوي الذي تبنّته إيران فانضم أكثرهم معها ووالوْها مع أئمةٍ وعلماءَ مُضلِّين لهم بكل بلد وليس ذلك عذراً لعامتهِم فهم متعصّبون لهم وأصبح الغالبُ عليهم عداوةَ أَهلِ السنة والكيد لهم بكل ما يستطيعون في عددٍ من المواقف لاسيما حينما استأمنهم الناس في بلدانهم بل وجاوروهم وناسبوهم فأحدثوا الفتن عليهم وخانوهم، وراجت على بعض أَهلِ السنة دعوةُ التقريبِ بينَ السنةِ والشيعة وعقد المؤتمرات،فمذهبُ أهلِ السنةِ ومذهبُ الرافضةِ ضدان لا يجتمعان,فلا يمكن التقريبُ إلا بالتنازلِ عن أصولِ الإسلام أو بعضِها أو السكوتُ عن باطلهم لاسيما مع دعم دولة الصفوية المجوسية إيران لهذا الضلال ومحاولة نشره باسم التقريب..في آسيا وأفريقيا لدى بسطاء المسلمين وجهلتهم.. ويمارسون تقيّةً عجيبة يعتبرونها قُربة في دينهم يخفون بها اعتقادهم ويكذبون من خلالها.. وكانت طعنات الدولة الصفوية واضحةً قبل خمسة قرون بدعم الصليبيين لإضعاف الدولة العثمانية والتسبب في سقوطها أخيراً.. وتحالفوا مع الصلبيين لاستعمار بلاد المسلمين كما فعل أجدادهم العبيديين في الدولة الفاطمية بمصر حين مكنوهم من احتلال الأقصى.. وكذلك ابن العلقمي والطوسي مكنوا للتتار دخول بغداد.. تخمد نارهم فترة لتأتي دعوة ملالي الشيعة وآياتهم وعلى رأسهم الهالك الخميني الذي لم يحجّ البيت بولاية الفقيه وإعادة تصدير الثورة الرافضية إلى العالم فكراً وتوسعاً واحتلالاً ثم تهديد آيتهم خامئني لدولتنا مؤخراً..وتكاتفهم في إيران وشيعة العراق وسوريا ولبنان واليمن على إخواننا السنة..نسأل الله أن يكفينا شرهم.
عباد الله..إن تاريخهم الدموي وعقيدتهم الباطلة لايمكن أن يُنسى أو يغفل عنه ورحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية الذي عاصرهم ورأى أفعالهم وحذر منهم قبل 800سنة وكأنه يتكلم عن اليوم فقال.."يميلون مع أعداء الدين,وإذا ابتلي المسلمون بعدوٍّ كافرٍ كانوا معه عليهم..وإذا صار لليهود دولة بالعراق كانت الرافضة من أعظم أعوانهم,وهم دائما يوالون اليهود والنصارى,ويعاونونهم على قتال المسلمين فهم أشد على الإسلام من اليهود والنصارى"وغيره من علماء التاريخ قديماً وحديثاً أثبتوا ذلك((وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ)) أقول قولي ...
الخطبة الثانية الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده وبعد ..فاتقوا الله عباد الله ..
بعد أن عرفنا هذا التاريخ الشيعي والضلال الطائفي مما لايجعلنا نستغربه وقد قام على تكفير الصحابة والسب والشتم والفتن والثأر من السنة.. نرى تحالفهم مع بعضهم رغم من اختلافهم فالجعفرية يكفرون العلوية النصيرية لكنهم يتحالفون معهم ومع اليهود ضد السنة فاليهود الذين يدّعون مقاومتهم سالمون وآمنون منهم..يدّعون العداء والموت للغرب والنصارى وهم حلفاء لهم بالسر وينفذون مؤامراتهم..يستغلون ضعاف العقول من دواعش وغلاة ليفسدوا الأمن في بلدانهم وتسلم إيران من إفسادهم مع تخريبٍ في لبنان وسوريا والعراق واليمن والبحرين واغتيالاتٍ وخياناتٍ هنا وهناك..وهي كلّها مؤامرات يريدون إيقاعها في بلدان المسلمين من خلال أقلياتٍ موجودةٍ لإثارة الفتن والمظاهرات والقلاقل بشتى الدعاوى..ومن العدل إخوتي أن نعلم أنهم ليسوا كلَّهم على قلبٍ رجل واحد فمنهم مسالمٌ يريد العيش كمواطنٍ في بلده وهو ضدَّ هذا التوجه السياسي الضال ولا يسعى للشر ولا لجلبه ولا يرضاه أو لا يعلم الحق في بدعةٍ هو واقع فيها فواجبٌ على أهل السنة مخاطبةُ العقلاء منهم ودعوتهم وتبيين الباطل لهم بالحكمة والموعظة الحسنة والتعايش معهم بإعطائهم حق المواطنة والجوار وعدم استعدائهم وظلمهم وقرنهم مع من يريد الفتنة والفساد منهم وهذا واجبٌ حتمي..فنحن قصّرنا وتأخرنا وأهملنا تاريخيّاً في دعوتهم وتوضيح الحق لهم يوم كانوا يعيشون بيننا منذ قرون وتقصيرنا هذا ترك المجال للمفسدين الصفويين ليغذّوهم بالحقد على السنة وأهلها ويفسدون في البلاد وحولها..ومع منهج الدعوة والرفق فإنه لابد أيضاً من الشدّة على من يريد إثارة الفتن منهم بالأخذ على يده بقوة وعدم التهاون معه.. كما أنه يجب على دولِ أهل السنة دعمَ العلم الشرعي الصحيح ونشرَه.. وإهمالُ ذلك سببٌ لعلوّ صوتِ الباطل وضعف الحق وأهله.. والحزم مطلوبٌ لدرء فتنة المفسدين جميعاً ممن يريد التخريب وتهديد أمن الحرمين والحج والعبث بهما وهذه الجدية في التعامل مع المفسدين وأصحاب الفكر الضال رأيناها بحمد الله في أمننا وبلادنا نسأل الله أن يحميها ويديمها..كما أن تعامل البعض بغفلةٍ وبساطة مع مخططات التآمر وممارسة البدعة والتعدّي على قبور الصحابة خطأٌ كبير يؤدي لفتنٍ عظيمة..نسأل الله جلَّ وعلا أن يهديَ ضال المسلمين ويجمع كلمتنا على الحق والدين ويوفق ولاة أمور المسلمين للحكم بشرعية رب العالمين ويكفينا شرّ الغلاة المرجفين والضُلّال المبطلين وأن يُعزَّ الإسلام والمسلمين،ويُعلِ رايتي الحق والدين، وينصر إخواننا المستضعفين في الشام والعراق واليمن وفلسطين.. وينصر جندنا المرابطين.. اللهم لك الحمد على نجاح موسم الحج وسلامة حجاج بيتك من شر وفتنة وتقبل منهم يا رب العالمين..وصلى الله وسلم على محمد وعلى اله وصحبه اجمعين..
..