• ×

02:40 صباحًا , الإثنين 21 جمادي الثاني 1446 / 23 ديسمبر 2024

البيت العتيق

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الحمد لله فرض على عباده حجَّ بيتهِ العتيق،وجعل الشوق إلى زيارته حَادياً لهم ورفيق،والصلاة والسلام على من أنار الله به الطريق، وعلى الآل والصحب والصديق ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.. أما بعد..فاتقوا الله عباد الله..

اللهم تقبل من حجاج بيتك حجَّهم، واجعل حجهم مبروراً،وسعيهم مشكورا، وذنبهم مغفوراً واحفظهم من كلّ شرٍّ وفتنة.

َعباد الله.. مع مشاعر الحج وقدوم الحجاج لمكة سنتحدث عن أطهر البقاع التي أتوا إليها.. بيت الله الحرام..حماه الله من عبث العابثين، وطمع الجبابرة والمعاندين..يتجهون له في صلواتهم،ويفدون إليه حاجين ومعتمرين ليشهدوا منافع لهم..بيت مبارك آمن،هوَّيتُه الإسلام لا تبتغي عنه بدلاً..فكيف بُني هذا البيت؟!ومتى؟؟!وكيف جعل الله له هذه المكانة؟!وكيف حفظه وميَّزه((إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِى بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لّلْعَـٰلَمِينَ*فِيهِ ءايَـٰتٌ بَيّـنَـٰتٌ مَّقَامُ إِبْرٰهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ ءامِناً وَللَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلْبَيْتِ مَنِ ٱسْتَطَـٰعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱلله غَنِىٌّ عَنِ ٱلْعَـٰلَمِينَ))قال ابوذرٍّ رضي الله عنه..قلت..يا رسول الله أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ أَوَّلُ؟ قَالَ..((الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ))قُلْتُ..ثُمَّ أَيٌّ؟قَالَ..((الْمَسْجِدُ الأَقْصَى))قُلْتُ..كَمْ بَيْنَهُمَا؟قَالَ..((أَرْبَعُونَ سَنَةً،وَأَيْنَمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلاَةُ فَصَلِّ فَهُوَ مَسْجِدٌ))..متفق عليه وفي الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم..((أَيُّهَا النَّاسُ،قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ فَحُجُّوا)) فَقَالَ رَجُلٌ..أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟فَسَكَتَ حَتَّى سأله ثَلَاثًا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم..((لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ وَلَمَااسْتَطَعْتُمْ، ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ،وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ،فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ،وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَدَعُوهُ))الحجُّ فريضة من الله على عباده،وكم محرومٍ مَنَّ الله عليه بالمال،ويسّر له الاستطاعة،لكنه ما فكّر في أن يحج،ليؤدِّي ركناً من أركان الإسلام،وأداء العمرة وأداء الصلاة وزيارة الحرم!!..

روى البخاري بالحديث أن مكة أتاها إِبْرَاهِيمُ بهاجر وَبِابْنِهَا إِسْمَاعِيلَ عليهما السلام وَهِيَ تُرْضِعُهُ،وَلَيْسَ بِمَكَّةَ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ، وَلَيْسَ بِهَا مَاءٌ، فَوَضَعَهُمَا عند البيت،وَوَضَعَ عِنْدَهُمَا جِرَابًا فِيهِ تَمْرٌ،وَسِقَاءً فِيهِ مَاءٌ، ثُمَّ رجع إلى الشام- فَتَبِعَتْهُ هاجر فَقَالَتْ..يَا إِبْرَاهِيمُ أَيْنَ تَذْهَبُ وَتَتْرُكُنَا بِهَذَا الْوَادِي الَّذِي لَيْسَ فِيهِ إِنْسٌ وَلَا شَيْءٌ؟!!تكرر ذلك وَهو لَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهَا، فَقَالَتْ لَهُ.. آللَّهُ الَّذِي أَمَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ.. نَعَمْ، فقَالَتْ بتوكّل.. إِذَنْ لَا يُضَيِّعُنَا، ثم يدعو إبراهيم ((رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلّهم يشكرون)) وَجَعَلَتْ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ تُرْضِعُه وَتَشْرَبُ الْمَاءَ الذي معها،حَتَّى إِذَا نَفِدَ عَطِشَتْ وَعَطِشَ ابْنُهَا،وجعل يتمرغُ في الأرض ينازع من العطش فَانْطَلَقَتْ كَرَاهِيَةَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَيْهِ، لتصعد جبل الصَّفَا،ثُمَّ اسْتَقْبَلَتِ الْوَادِيَ،فَلَمْ تَرَ أَحَدًا، فَهَبَطَتْ مِنَه حَتَّى بَلَغَتِ الْوَادِيَ،فرَفَعَتْ طَرَفَ دِرْعِهَا، تجري،حَتَّى جَاوَزَتِه،ثُمَّ أَتَتِ الْمَرْوَةَ،فَقَامَتْ عَلَيْهَا فلم تر أحداً،فَعَلَتْ ذَلِكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ،قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ..قَالَ صلى الله عليه وسلم..((فَذَلِكَ سَعْيُ النَّاسِ بَيْنَهُمَا))لكن الله لايُضيّع من توكل عليه فإذا هي بِالْمَلَكِ -جبريل عليه السلام- عِنْدَ مَوْضِعِ زَمْزَمَ، فَبَحَثَ بِعَقِبِهِ أَوْ قَالَ بِجَنَاحِهِ، حَتَّى ظَهَرَ الْمَاءُ في هذه الصحراء،فَجَعَلَتْ تُحَوِّضُهُ وتغرف منه تخشى قِلّته،وَهُوَ يَفُورُ بَعْدَ مَا تَغْرِفُ،قَالَ صلى الله عليه وسلم..((يَرْحَمُ اللَّهُ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ لَوْ تَرَكَتْ زَمْزَمَ ولَمْ تَغْرِفْ مِنَ الْمَاءِ- لَكَانَتْ زَمْزَمُ عَيْنًا مَعِينًا))َفَشَرِبَتْ وَأَرْضَعَتْ وَلَدَهَا، فَقَالَ لَهَا الْمَلَكُ.. لَا تَخَافُوا الهلاك فَإِنَّ هُنَا بَيْتآ للَّهِ يَبْنِيه هَو وَأَبُوهُ، وَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَهْلَهُ، وَكَانَت الكعبة بناءً مرتفع عن الْأَرْضِ كَالرَّابِيَةِ،تَأْتِيهِ السُّيُولُ فَتَأْخُذُ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ فكان ماء زمزم بركة جلب الناس لمكة وَشَبَّ الْغُلَامُ -إسماعيل- وَتَعَلَّمَ الْعَرَبِيَّةَ وَأَعْجَبَهُمْ حِينَ شَب َّوذات يوم رأى إبراهيمُ في منامِه أنه يذبح ابنه إسماعيل فلما قام من نومه،علم أن ما رآه ما هو إلا أمر من الله؛فرؤيا الأنبياء حق،فذهب إلى مكة،وقال له.. ((يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى))فقال إسماعيل..((يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّابِرِينَ))فذهب به إلى مِنَى..واستسلم إسماعيل طائعاً مختاراً لأمر الله ووضع إبراهيم السكين على رقبة ابنه إسماعيل ليذبحه ممتثلآ لأمر الله الذي قال له..((يَا إِبْرَاهِيمُ*قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ*إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ))وفداه الله بكبش عظيم وكشف البلاء، وأصبحت سنةُ أبينا إبراهيم بالأضحية وعيد الأضحى المبارك.. ثُمَّ جَاءَ إبراهيم إلى مكة فقال.. يَا إِسْمَاعِيلُ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي بأَنْ أعيد بناء هذا البيت،وَأَشَارَ إِلَى مكان الكعبة..ثم رَفَعَا الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ، فَجَعَلَ إِسْمَاعِيلُ يَأْتِي بِالْحِجَارَةِ وَإِبْرَاهِيمُ يَبْنِي وَإِسْمَاعِيلُ يُنَاوِلُهُ الْحِجَارَةَ وَهُمَا يَقُولَانِ..((رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ)) فَجَعَلَا يَبْنِيَانِ حَتَّى دارا حول البيت سبعاً فلما علا البناء جاء إسماعيل بحجر فقام إبراهيم عليه،فغاصت قدماه فيه ليثبته الله،وهذا هو المقام كما حقق ذلك الإمام البخاري..لصيقاً بالكعبة حتى غيره عمر بن الخطاب رضي الله عنه لموقعه الآن لأنه كان يعوق حركة الطواف فذهبوا للبحث عن حجر فجاءت الملائكة بالحجر الأسود وهو حجر نزل من السماء كان أبيضاً أشد من اللبن لكنه اسودّ من ذنوب العباد كما في الحديث نسأل الله العفو والعافية..

فلما فرغ إبراهيم عليه السلام من بناء الكعبة جاء جبريل فأراه المناسك كلها،وأمره الله أن يؤذّن في الناس بالحج،قال..يا رب وما يبلغ صوتي؟قال..أذّن وعلي البلاغ،فنادى إبراهيم..يا أيها الناس كتب عليكم الحج إلى البيت العتيق فحجُّوا،فسمعه مَنْ بينَ السماء والأرض، من إنسٍ وجنٍّ حتى في الأرحام حتى اليوم ترونهم يجيئون من أقصى الأرض يُلبُّون طائعين مُخبتين أتوا بيت الله مقبلين موحدين (لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لاشريك لك!! فتأمَّلوا مجيئهم ولباسهم ولغاتهم وألوانهم كلهم يلبون نداء إبراهيم تقبل الله منا ومنهم..عن ابن عباس قال..((قام إبراهيم على الحَجر فقال..يا أيها الناس إن الله كتب عليكم الحج،فأجابه من آمن ومن كان سبق في علم الله أنه يحج إلى يوم القيامة)) وهكذا استجاب الله دعاء إبراهيم((فَٱجْعَلْ أَفْئِدَةً مّنَ ٱلنَّاسِ تَهْوِى إِلَيْهِمْ وَٱرْزُقْهُمْ مّنَ ٱلثَّمَرٰتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ))بيتٌ تهواه الأفئدة وتأتيه حاجة ومعتمرة وزائرة ملبين نداء خليل الرحمن..تعلن التوبة من الذنوب والآثام والرجوع بالطهر والغفران في رحاب البيت العتيق فلسان الحاج يقول..

يا ربِّ,إني قد أتيتُك راكعاً. عندَ المقام,مُسبِّحَا ومُكبِّرا

ياماءَ زمزمَ هل ستغسلُ عاصياً بالأمس قد عاش على الخطيئة وامترا

واليوم قد جَاءَ الكريمَ بذنبه. يرجو من الرحمن عفواً ظاهراً

وأنختُ رحلى عند أحجارِ الصفا. والرحْلُ فيه من المعاصي ما ترى

يا راحلين إلى منى,هذى منى. هذى الجبالُ وتلك سنةُ من سرى

عرفاتُ يا جبلَ الدعاء تحيةً. من عاشقٍ لك في هواه تحيَّرا

يا جمعُ,قد فاضت دموعيَ حسرةً. جاءَ الكسيرُ إلى العزيزِ ليَجْبُرا

هذا هو البيت العتيق بمكة سمي بذلك لقدمه وقيل لأن الله أعتقه من الجبابرة تميَّز بأن القلوب تُشَدُّ قبل الرحال إليه مع المسجد النبوي والمسجد الأقصى وهو خير بقاع الأرض وأفضلها خرج منه صلى الله عليه وسلم مهاجراً دامع العين قائلاً..(والله إنك لخير أرض الله إلى الله وأحب الأرض إلى الله ولولا أني أُخرجت منك لما خرجت)) رواه الترمذي..صلاةٌ واحدةٌ فيه بمائة ألف صلاة تميّز بالأمن ((وَمَن دَخَلَهُ كَانَ ءامِناً وَللَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلْبَيْتِ مَنِ ٱسْتَطَـٰعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱلله غَنِىٌّ عَنِ ٱلْعَـٰلَمِينَ))بيت مبارك أول ما وضع على الأرض وفيه آيات بينات..بيتٌ محفوظ للدين وبالدين وهوّية أرضه وبلاده الإسلام،لايستطيع أحدٌ أن يَحرف ذلك بتغريبٍ أوتشويهٍ للدين أو شركٍ وتطرف وغلوٍّ فيه..فالكعبة القائمة تعلن توحيد الله ونبذ الشرك ((وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ))

ولمكانته العظمى تنافس الناس ودولهم عبر التاريخ بخدمته وساكنيه وضيوف الرحمن فقريش كانت تفاخر بالسقاية والرعاية والكسوة والسدنة وحفظ مفاتيح الكعبة ثم تنافس الخلفاء والملوك في بنائه وتوسعته.. خدمةً للمسجد وضيوف الرحمن..فأول من بدأ ببنائه بالإسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة سبعة عشر من الهجرة، ثم عثمان رضي الله عنه سنة ستٍ وعشرين،ثم بناء عبد الله بن الزبير سنة ستٍ وأربعين هجرية،ثم بناء عبد الملك بن مروان سنة خمسٍ وسبعين،ثم ابن الوليد سنة إحدى وتسعين،ثم بناء أبي جعفر المنصور سنة مائة وأربعين هجرية ثم وسّعه المهدي مرتين سنة مائة وستين،ثم عمارة موسى الهادي سنة مائة وسبعين،ثم عمارة أحمد بن جعفر المتوكل سنة مائتين وإحدى وسبعين للهجرة،ثم عمارة الأمير بيسق الظاهري عام ثمانمائة وثلاثة من الهجرة،ثم عمارة السلطان قايتباي سنة ثمانمائة واثنين وثمانين هجرية،ثم عمارة ضخمة قام بها السلطان سليمان القانوني العثماني سنة تسعمائة واثنين وسبعين للهجرة، ثم بعده السلطان سليم ثم السلطان مراد خان، ببناء عثماني بمكة والمدينة لا زالت آثارها إلى اليوم..ثم لما دخل الملك عبد العزيز رحمه الله إلى مكة قام بإصلاحاتٍ كُبرى في جدران المسجد الحرام وأرضياته وأعمدته وأبوابه..وفي عهد الملك سعود رحمه الله أمر بتوسعة ضخمة للمسجد الحرام وبناء المسعى وإصلاح الطرق المحيطة به وبناء المآذن الضخمة حيث انتهى البناء في عهد الملك فيصل رحمه الله ثم توسعة الملك فهد رحمه الله بطرقٍ بناءٍ حديثةٍ ومكَّيفة والتي تتسع لمائة وعشرين ألف مصلي لتصبح مساحة المسجد ثلاثمائة وستة وخمسين ألف متر مربع وسعته ثمانمائة ألف مصلي وأكثر،وقريباً تنتهي حوله أضخم توسعة بالتاريخ للمسجد الحرام والمشاعر والمناطق حوله..كل هؤلاء آمنوا أن خدمة الحرمين وضيوفهما أعظم شرف ولا يعدله أجر آخر فتسابقوا إليه حتى الناس يتسابقون للسقيا والإطعام والإفطار فيها.. وسيظل ذلك بالتاريخ حفظاً لهذا البيت وأهله بإذن الله..أسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لحج بيته الحرام وزيارته مع القبول والغفران، وأن يجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم..أقول ما تسمعون...

الخطبة الثانية ..الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..

عباد الله..أنتم تقبلون على أيامٍ فاضلة هي عشر ذي الحجة المباركات.. تضاعف فيها الحسنات..فأكثروا فيها من الأعمال الصالحات من صدقة وذكرٍ وتكبير وتهليل وسائر العبادات قال صلى الله عليه وسلم.. (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ـ يعني أيام العشر ـ قالوا.. يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال.. ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء)رواه البخاري وفيها يوم عرفة العظيم و الأضحية وهي سنة مؤكدة للقادر عليها ومن أراد الأضحية الأفضل له أن لا يمسّ من شعره وظفره مشاركة للحجاج ..

اللهم تقبل من الحجاج حجهم،واجعله حجاً مبرورًا،وسعياً مشكورًا، وذنباً مغفورًا،اللهم تقبل مساعيهم وزكها،وارفع درجاتهم وأعلها،وبلّغهم من الآمال منتهاها،ومن الخيرات أقصاها،اللهم جنبهم الحوادث والفتن واجعله يسراً وبركة وقبولاً ومغفرة يا أرحم الراحمين.. اللهم كن لإخواننا المستضعفين في كل مكان..كن لهم في الشام وفلسطين والعراق واليمن..اللهم عليك بكل طاغيةٍ على الإسلام والمسلمين وأدم علينا وعلى بلاد المسلمين الأمن والإيمان وانصر جندنا المرابطين ووفق ولاة أمور المسلمين يارب العالمين ..سبحان ربك رب العزة على ما يصفون وسلامٌ على المرسلين والحمد لله رب العالمين..



 0  0  868

Powered by Dimofinf cms Version 4.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Ltd.