الحمد لله جعل لكل شيء قدرا،وأحاط بكل شيءٍ علما،أحمده سبحانه وأشكره،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأن محمداً عبده ورسوله بعثه بالرفق والرحمة والتيسير والمثُلِ العليا..أما بعد فاتقوا الله عباد الله..
اهتمت الشريعة الإسلامية بأفرادها،ووضعت لهم حقوقًا،ولم تميز بينهم، أمرت بالعدل،وأعطت كلَّ ذي حقٍّ حقه..والفرد جزءٌ من المجتمع، يتمتع بكاملِ حقوقهِ التي وضعها له الإسلام.لكن الاهتمام بذوي الضعف أولى..
شريحةٌ من المجتمع وفئةٌ عزيزة من فئاته،لهم سائرُ الحقوق التي للفرد الصحيح،ولهم حقوقٌ أخرى انفردوا بها مراعاةً لأحوالهم وحاجاتهم.. إنهم الأشخاص ذوي الإعاقة..يرحمهم الإسلام ويضع عنهم الحرج كالأعمى والأعرج والأبتر والمشلول وغيرهم وهكذا كان فعله صلى الله عليه وآله وسلم في وقتٍ كانت بعض الحضارات السابقة يتبرّمون ويتخلّصون منهم لأنهم لا ينتجون ويرونهم عالةً على المجتمع ويستنزفون اقتصاد الدولة،عكس ما جاء به الإسلام..
عباد الله..في تقرير عالمي بين أن المعاقين في العالم بلغوا ما يقارب ستمائة وخمسين مليون معاق (80%)منهم بالدول النامية نسبة البطالة بينهم(90%) بينما هي في دول غربية تقل لـ(50%)ويشكل المعاقون في بلدنا هذا تقريبا ثمانمائة ألف معاق مُسجَّل فقط٥٪ منهم يتلقون خدمات التأهيل ولذلك فالواجب علينا التنبه لهم،ووضع الحلول المناسبة لخدمتهم وتأهيلهم !وحقُ المعاق يبدأ من أُسرته التي ولد فيها، ونشأَ في ظلالها،وتربى بين أفرادها،والفحوص قبل الزواج سببٌ بإذن الله للحمايةِ لأنَّ أمراض الوراثة كما ثبت من أكثر مُسبباتِ الإعاقة، وإذا قدّر الله ولادة المعاق فيجب خدمته وتأهيله وضعفه بإعاقته سببٌ لخدمته يقول صلى الله عليه وسلم((إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم))رواه النسائي..ومن اهتمام الإسلام بالمولودِ والعناية به منذ أن يكون جنينًا في بطن أمه،بتجنيبه أسباب الإعاقة،فقد أباح للحامل أن تفطر حين تكون صائمة وتخاف على جنينها من الضرر، وأمر الأم أن تحافظ على جنينها،وتبتعد عن كل ما يؤثر في نموه وتكوينه،كالتدخين والمخدرات والعقاقير التي قد تعرضه للإعاقة، بلا استشارةٍ طبية مما يُسبب للجنين أضرارًا ومُؤثرات تؤدي إلى ولادته معاقًا أو مُشوهًا،وواجبٌ على الوالدين الحرص على حماية الجنين.. وإذا رُزق الوالدان الولد وكتب الله تعالى أن يكون معاقًا فالإسلام حثّهما على العناية به،وتربيته تربية صالحة،والاهتمام بكافة شؤونه، وكذلك المجتمع يُعنى به ويُذلِّل الصعاب له؛ليتعلم ويكون عضوًا فاعلاً فيه بحب واحترام..
أيها الأحبة..روي في الحديث أن امرأة كان في عقلها شيء كأنه نوع جنون أمسكت بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم – وقالت..يا رسول الله إن لي حاجة أتريد أن تقضيها لي فأمسكها صلى الله عليه وآله وسلم – وقال..امشِ بي في أي مكان في المدينة أقض لك حاجتك..وهو صلى الله عليه وآله وسلم من عاتبه ربه بالقرآن حينما تولى وأعرض عن ابن أم مكتوم الأعمى وانصرف إلى زعماء قريش فخاطبه الله تعالى((عَبَسَ وَتَوَلَّى(1)أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى(2)وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى(3)أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنْ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى))وعُمرُ بنُ الخطابِ -رضيَ اللهُ عنهُ- وهو خليفة يخرجُ فِي سوادِ الليلِ فرآهُ طلحةُ، فذهبَ عمرُ فدخلَ بيتًا، ثُمَّ دخلَ بيتًا آخرَ، فلمَّا أصبحَ طلحةُ ذهبَ إلَى ذلكَ البيتِ فإذَا بعجوزٍ عمياءَ مقعدةٍ فقالَ لَهَا..مَا بالُ هذَا الرجلِ يأتِيكِ؟ قالَتْ.. إنهُ يتعاهدُنِي منذُ كذَا وكذَا يأتينِي بِمَا يُصلحُنِي،ويُخرِجُ عنِّي الأذَى والخليفة عمرَ بنِ عبدِ العزيزِ-رحمه اللهُ- كتبَ إلَى أمرائِهِ أنْ يُحصُوا لهُ ذوِي الإعاقة، وأمرَ لكلِّ أعمَى بقائدٍ يَدُلُّهُ علَى الطريقِ..هذه تعاليم الإسلام..
عبادَ اللهِ..فِي زمانِنَا يعيشُ بينَنا فئةٌ منْ ذوِي الإعاقة،كالأعمَى والأصمِّ وقليلِ الإدراكِ وضعيفِ الحركةِ،وذوي التوحد وهم غيرُ قادرين عَلَى العطاءِ إلا بتعاونِنَا معَهمْ،وتكاتف الأمة على خدمتهم وإقامة حقوقهم ورعاية مصالحهم وفِي ذَلكَ الأجرُ الكبيرِ،قَالَ صلى الله عليه وسلم..«إِنَّ أَبْوَابَ الْخَيْرِ لَكَثِيرَةٌ.. التَّسْبِيحُ وَالتَّحْمِيدُ وَالتَّكْبِيرُ وَالتَّهْلِيلُ...وَتُمِيطُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ،وَتُسْمِعُ الأَصَمَّ،وَتَهْدِي الأَعْمَى،وَتَدُلُّ الْمُسْتَدِلَّ عَلَى حَاجَتِهِ،وَتَسْعَى بِشِدَّةِ سَاقَيْكَ مَعَ اللَّهْفَانِ الْمُسْتَغِيثِ،وَتَحْمِلُ بِشِدَّةِ ذِرَاعَيْكَ مَعَ الضَّعِيفِ،فَهَذَا كُلُّهُ صَدَقَةٌ مِنْكَ عَلَى نَفْسِكَ»أخرجه البخاري وقال صلى الله وسلم((لأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ شَهْرًا فِي مَسْجِدِي هَذَا) أخرجه البيهقي فهذَا الحديثُ وغيرُهُ مِنَ الأحاديثِ الكثيرةِ تفتحُ بابَ الخيرِ والرَّحمةِ لكُلِّ الَّذينَ أكرمَهُمُ اللهُ عزَّ وجلَّ بوجودِ ذوِي الإعاقة بينَهُمْ مِنْ آباءَ وأمَّهاتٍ ومعلمينَ ومدربينَ وأطباءَ وممرضينَ؛ وتدفَعُهُمْ إلَى بذلِ المزيدِ مِنَ الرِّعايةِ والعنايةِ بِهمْ؛ فخدمتُهُمْ ورعايتُهُمْ وإدخالُ السُّرورِ علَى نفوسِهِمْ مِنْ أحبِّ الأعمالِ إلَى اللهِ تعالَى،قالَ صلى الله عليه وسلم..« خَيْرُ النَّاسِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ»
إن قضاءَ حاجةِ المعاقين في الإسلام مُقدَّمٌ على حاجة من ليس معاقاً،وإذا كان الغرب اليوم يهتمُّ بالمعاق فيقيمون المراكز التأهيلية والمدارس الخاصة له ويجعلون له موقفاً خاصاً لسيارته وحماماً خاصاً وعدداً من الخدمات التي تمكنه من أن يسير سيراً طبيعياً حتى النقل العام يسّروه لهم وغير ذلك فنحن أولى بهذا الاهتمام الذي يمليه علينا ديننا وتحث عليه القيم..وهنا يجب دعم وإنشاء جمعيات ترعى شؤونهم وخدمات تيسّر أمرهم..وأعمالاً تناسبهم وتدمجهم بالمجتمع..
أيها الإخوة الفضلاء..النبيُ-صلى الله عليه وآله وسلم–أدمج هذا الصنف من الناس ممن يستطيع العمل بالمجتمع وشجّعهم فقد كلَّف ابن أم مكتوم وهو رجل أعمى عينه في المدينة ليكون حاكماً على الناس مرتين وكذلك جعله مؤذناً في المسجد وقبل عبد الله بن عمرو بن الجموح في الجهاد وهو أعرج..فما لنا اليوم نراهم في عددٍ من دول العالم الإسلامي للتسوّل فقط.، الأعمى والأعرج والمشلول لا قيمة له مع الأسف لا يمكن أن ينتجوا أو يخدموا أوطانهم إلا من اهتم بنفسه؟وكذلك إهمالٌ لكبار السن أيضاً..
إن الأشخاص ذوي الإعاقة يحتاجون إلى عناية ورعاية خاصة ابتداءً من أوليائهم لا أن يُرموا ويهجروا فهذا خطأ وعقوق وقد تجد مع الأسف بعض الأسر إذا كان لديهم معاقاً تخجل من وضعه وتحتار به إن لم تهمله أو تؤذيه عياذاً بالله..وترميه في دور الرعاية ولاتسأل عنه.. وهذا ظلمٌ يزيد إعاقته فهذا الإنسان إذا أصابته إعاقة فإن الله تعالى يُنمِّي له قدراتٍ أخرى انظروا للأعمى كيف تقوى حافظته ويزيد إبداعه..لقد امتلأ تاريخنا بمعاقين كانوا بارزين في العلم والمعرفة فأبدعوا..فربعيّ بن عامر أعرج زلزل إيوان رستم بخطابه، وعطاء بن أبي رباح وموسى بن نصير كانوا بهم إعاقة العرج والعالم حاتم الأصم والمفسر قتادة ضرير أبكم،والأعمش سليمان بن مهران.. وهكذا عدد من علمائنا وهم مكفوفون يحوون علماً غزيراً وفهماً عميقاً قديماً وحديثاً..فالله تعالى إن سلب هؤلاء شيئاً من أعضائهم فإنه يعوضهم في أشياء أخرى ألا نرى بعض المبدعين في العالم ممن أُقعد ولا يستطيع الحركة ثم يكون مبدعاً ومخترعاً أفضل مما كان صحيحاً سليماً..هؤلاء أحبتي حينما اعتُني بهم اكتُشفت قدراتهم التي وهبهم الله تعالى إياها وعوَّضهم عما أخذ منهم من النعم ولكن يجب أن نعترف أنه لا يزال القهر والإهمال موجوداً على هذا الصنف من الناس ولا تزال الإعاقات عائقاً من خدمتهم وتأهيلهم رغم حثِّ ديننا على ذلك وتشجيعهم يقول صلى الله عليه وآله وسلم ((إن الله قال إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه(عينيه) فصبر عوضته منهما الجنة)) فعوضهم بالأجر على مصابهم كله إذا صبروا تشجيعاً لهم..
أيها الأحبة..كان عليه الصلاة والسلام يزور المعاقين ويدعو لهم فهذا عتبان بن مالك- رضي الله عنه – أعمى لا يستطيع أن يذهب إلى مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فطلب منه أن يأتي إليه ليُصلي في بيته ليتخذه مصلى فأجاب الدعوة وكان يدعو لهذا الصنف من الناس ويعطيهم الأمل ويدمجهم في المجتمع لئلا يحسوا بأنهم بعيدين عن مجتمعاتهم فإذا ضعفوا فواجبٌ على المجتمع مساعدتهم،يقول صلى الله عليه وسلم((لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا ،وَيَعْرِفْ شَرَفَ كَبِيرِنَا))أخرجه الترمذي..والضعيف أمير الركب ويراعى حتى بالصلاة..
أيُّهَا المؤمنونَ..إنَّ وجودَ ذوِي الاحتياجاتِ الخاصَّةِ يدعُونَا لتوفيرِ جميعِ سبلِ التعليمِ والتعلّمِ لهمْ بكلِّ الوسائلِ الحديثةِ والمتاحةِ ليكونُوا لبنةً فِي بناءِ وطنِهِمْ، وهذَا مَا تَمَّ بحمد الله بإنشاء جمعيات في عدد من بلداننا ولنا الفخر بحمد الله أن وُجدت في محافظتنا هنا جمعية(تأهيل)متخصصة بذوي الإعاقة وقد تحصلت على جوائز وحققت نتائج باهرة وغيرها من مؤسساتٍ اجتماعيَّةٍ وتعليميَّةٍ وصحيَّةٍ تقدِّمُ للمعاقين كلَّ أنواعِ العنايةِ والرِّعايةِ والاهتمامِ،ومن ذلك المؤتمرات التي تجمع المهتمين بالإعاقة ودراساتها لإعداد البرامج المتقدّمة لتأهليهم فالعالم يكتشف كل يوم مزيداً من العلاج والتأهيل لكآفة أنواع الإعاقة وفقهم الله وسدّدهم لمزيدٍ من الإنجاز والتأهيل وجزى اللهُ القائمينَ والداعمين على هذهِ المؤسساتِ كلَّ خيرٍ،وأخلفَ عليهِمْ، وزادَهُمْ بالإحسانِ إحساناً وعفواً وغفراناً وجنَّةً ونعيمًا..((إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ))
ومِنْ واجبِنَا كآباءٍ وأمَّهاتٍ تشجيعُ أبنائِنَا من ذوِي الإعاقة للانضمامِ إلَى هذهِ المؤسساتِ لينالُوا حظَّهُمْ مِنَ التعليمِ والرعايةِ والتأهيل كبقيةِ أفرادِ المجتمعِ، فقَدْ أكدَتِ الدراساتُ والبحوثُ الميدانيةُ أنَّ الاكتشافَ المبكرَ لمثلِ هذهِ الحالاتِ يساهمُ بشكلٍ كبيرٍ فِي علاجِهَا، وعلينَا أنْ نربِّيَ أولادنا وطلاّبَنَا علَى حُسْنِ معاملتِهِمْ ومصاحبتِهِمْ بالمعروفِ، وإتاحةِ المشاركةِ لهمْ فِي جميعِ جوانبِ الحياةِ المجتمعيةِ، وعلَى جميعِ المؤسساتِ المختلفةِ توفيرُ فُرصِ العملِ المناسبةِ لهمْ، وتشجيعُهُمْ علَى العطاءِ، فلِسانُ الحالِ والمقالِ منهُمْ يقولُ..أعطنِي فرصةً لأثبتَ كفاءَتِي! لابد من احترام المعاقين وحقوقهم وتوفير الممرات والمواقف ودورات المياه الخاصة بهم وهذا من أبسط حقوقهم..نسأل الله جل وعلا أن يوفق المجتمعين في مؤتمرهم للإعاقة وأن يعافينا في أبداننا وأن يرحم بنا في كبرنا كما قوانا في صغرنا ويهدينا جميعاً للتكاتف فيما بيننا...
الخطبة الثانية...
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد..
الإعاقة الحقيقية هي التي تعيقك عن طريق الهدى والخير والرشاد((أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا))،((أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ))،ومن لا يرى الحق ولا يسلك الحق،هو المعاق الذي سلِمت حواسه وأطرافه وغاب عقله وضلَّ قلبه،يرى بعينه كل شيء إلا الحق، ويسمع بإذنه كل شيء إلا الحلال، ويسعى بقدميه إلى كل شيء إلا الحلال،وإذا نزلت بالإنسان بلية في جسده أو ماله أو صحته أو ولده أو عمله أو ظروف حياة تذكّر تلك النعم وعاد إلى الله..
أولئك المعاقون لو وقف الواحد منهم أمام إعاقته لتحجزه عن الإنجاز ما سجل هذا التاريخ العظيم الذي جعلنا وبعد مئات السنين نذكر البارزين منهم فوق المنابر وتتكلم عنهم المحابر.
أنت قادر،أخي المعاق بجسده بإذن الله فالله،كرم بني آدم وجعل فيهم من الخصائص والصفات ما فاقت كل المخلوقات، يكفي أن بين جنبيك عقلا يفكر وقلبا يهدي بك إلى النور، فارسم لنفسك هدفاً في الحياة وانطلق فالإعاقة إنطلاقة والمُقعد من قَعُدت به همته..
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يجعلنا دائمًا وأبدًا من أصحاب الهمم العالية والعزائم الصادقة..
اللهم إنا نسألك أن تنصر جنودنا المرابطين وتوفق قادتنا لكل ما فيه الخير وانصر إخواننا في سوريا وفلسطين والعراق واليمن واجمع كلمة إخواننا المسلمين على الحق والدين وألّف بينهم،واكفهم شر مؤامرات السوء والفتنة هم وسائر بلدان المسلمين..اللهم و فق ولي أمرنا لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى وأدم علينا النعمة واجتماع الكلمة وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.. الاستغاثة
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
اهتمت الشريعة الإسلامية بأفرادها،ووضعت لهم حقوقًا،ولم تميز بينهم، أمرت بالعدل،وأعطت كلَّ ذي حقٍّ حقه..والفرد جزءٌ من المجتمع، يتمتع بكاملِ حقوقهِ التي وضعها له الإسلام.لكن الاهتمام بذوي الضعف أولى..
شريحةٌ من المجتمع وفئةٌ عزيزة من فئاته،لهم سائرُ الحقوق التي للفرد الصحيح،ولهم حقوقٌ أخرى انفردوا بها مراعاةً لأحوالهم وحاجاتهم.. إنهم الأشخاص ذوي الإعاقة..يرحمهم الإسلام ويضع عنهم الحرج كالأعمى والأعرج والأبتر والمشلول وغيرهم وهكذا كان فعله صلى الله عليه وآله وسلم في وقتٍ كانت بعض الحضارات السابقة يتبرّمون ويتخلّصون منهم لأنهم لا ينتجون ويرونهم عالةً على المجتمع ويستنزفون اقتصاد الدولة،عكس ما جاء به الإسلام..
عباد الله..في تقرير عالمي بين أن المعاقين في العالم بلغوا ما يقارب ستمائة وخمسين مليون معاق (80%)منهم بالدول النامية نسبة البطالة بينهم(90%) بينما هي في دول غربية تقل لـ(50%)ويشكل المعاقون في بلدنا هذا تقريبا ثمانمائة ألف معاق مُسجَّل فقط٥٪ منهم يتلقون خدمات التأهيل ولذلك فالواجب علينا التنبه لهم،ووضع الحلول المناسبة لخدمتهم وتأهيلهم !وحقُ المعاق يبدأ من أُسرته التي ولد فيها، ونشأَ في ظلالها،وتربى بين أفرادها،والفحوص قبل الزواج سببٌ بإذن الله للحمايةِ لأنَّ أمراض الوراثة كما ثبت من أكثر مُسبباتِ الإعاقة، وإذا قدّر الله ولادة المعاق فيجب خدمته وتأهيله وضعفه بإعاقته سببٌ لخدمته يقول صلى الله عليه وسلم((إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم))رواه النسائي..ومن اهتمام الإسلام بالمولودِ والعناية به منذ أن يكون جنينًا في بطن أمه،بتجنيبه أسباب الإعاقة،فقد أباح للحامل أن تفطر حين تكون صائمة وتخاف على جنينها من الضرر، وأمر الأم أن تحافظ على جنينها،وتبتعد عن كل ما يؤثر في نموه وتكوينه،كالتدخين والمخدرات والعقاقير التي قد تعرضه للإعاقة، بلا استشارةٍ طبية مما يُسبب للجنين أضرارًا ومُؤثرات تؤدي إلى ولادته معاقًا أو مُشوهًا،وواجبٌ على الوالدين الحرص على حماية الجنين.. وإذا رُزق الوالدان الولد وكتب الله تعالى أن يكون معاقًا فالإسلام حثّهما على العناية به،وتربيته تربية صالحة،والاهتمام بكافة شؤونه، وكذلك المجتمع يُعنى به ويُذلِّل الصعاب له؛ليتعلم ويكون عضوًا فاعلاً فيه بحب واحترام..
أيها الأحبة..روي في الحديث أن امرأة كان في عقلها شيء كأنه نوع جنون أمسكت بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم – وقالت..يا رسول الله إن لي حاجة أتريد أن تقضيها لي فأمسكها صلى الله عليه وآله وسلم – وقال..امشِ بي في أي مكان في المدينة أقض لك حاجتك..وهو صلى الله عليه وآله وسلم من عاتبه ربه بالقرآن حينما تولى وأعرض عن ابن أم مكتوم الأعمى وانصرف إلى زعماء قريش فخاطبه الله تعالى((عَبَسَ وَتَوَلَّى(1)أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى(2)وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى(3)أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنْ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى))وعُمرُ بنُ الخطابِ -رضيَ اللهُ عنهُ- وهو خليفة يخرجُ فِي سوادِ الليلِ فرآهُ طلحةُ، فذهبَ عمرُ فدخلَ بيتًا، ثُمَّ دخلَ بيتًا آخرَ، فلمَّا أصبحَ طلحةُ ذهبَ إلَى ذلكَ البيتِ فإذَا بعجوزٍ عمياءَ مقعدةٍ فقالَ لَهَا..مَا بالُ هذَا الرجلِ يأتِيكِ؟ قالَتْ.. إنهُ يتعاهدُنِي منذُ كذَا وكذَا يأتينِي بِمَا يُصلحُنِي،ويُخرِجُ عنِّي الأذَى والخليفة عمرَ بنِ عبدِ العزيزِ-رحمه اللهُ- كتبَ إلَى أمرائِهِ أنْ يُحصُوا لهُ ذوِي الإعاقة، وأمرَ لكلِّ أعمَى بقائدٍ يَدُلُّهُ علَى الطريقِ..هذه تعاليم الإسلام..
عبادَ اللهِ..فِي زمانِنَا يعيشُ بينَنا فئةٌ منْ ذوِي الإعاقة،كالأعمَى والأصمِّ وقليلِ الإدراكِ وضعيفِ الحركةِ،وذوي التوحد وهم غيرُ قادرين عَلَى العطاءِ إلا بتعاونِنَا معَهمْ،وتكاتف الأمة على خدمتهم وإقامة حقوقهم ورعاية مصالحهم وفِي ذَلكَ الأجرُ الكبيرِ،قَالَ صلى الله عليه وسلم..«إِنَّ أَبْوَابَ الْخَيْرِ لَكَثِيرَةٌ.. التَّسْبِيحُ وَالتَّحْمِيدُ وَالتَّكْبِيرُ وَالتَّهْلِيلُ...وَتُمِيطُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ،وَتُسْمِعُ الأَصَمَّ،وَتَهْدِي الأَعْمَى،وَتَدُلُّ الْمُسْتَدِلَّ عَلَى حَاجَتِهِ،وَتَسْعَى بِشِدَّةِ سَاقَيْكَ مَعَ اللَّهْفَانِ الْمُسْتَغِيثِ،وَتَحْمِلُ بِشِدَّةِ ذِرَاعَيْكَ مَعَ الضَّعِيفِ،فَهَذَا كُلُّهُ صَدَقَةٌ مِنْكَ عَلَى نَفْسِكَ»أخرجه البخاري وقال صلى الله وسلم((لأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ شَهْرًا فِي مَسْجِدِي هَذَا) أخرجه البيهقي فهذَا الحديثُ وغيرُهُ مِنَ الأحاديثِ الكثيرةِ تفتحُ بابَ الخيرِ والرَّحمةِ لكُلِّ الَّذينَ أكرمَهُمُ اللهُ عزَّ وجلَّ بوجودِ ذوِي الإعاقة بينَهُمْ مِنْ آباءَ وأمَّهاتٍ ومعلمينَ ومدربينَ وأطباءَ وممرضينَ؛ وتدفَعُهُمْ إلَى بذلِ المزيدِ مِنَ الرِّعايةِ والعنايةِ بِهمْ؛ فخدمتُهُمْ ورعايتُهُمْ وإدخالُ السُّرورِ علَى نفوسِهِمْ مِنْ أحبِّ الأعمالِ إلَى اللهِ تعالَى،قالَ صلى الله عليه وسلم..« خَيْرُ النَّاسِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ»
إن قضاءَ حاجةِ المعاقين في الإسلام مُقدَّمٌ على حاجة من ليس معاقاً،وإذا كان الغرب اليوم يهتمُّ بالمعاق فيقيمون المراكز التأهيلية والمدارس الخاصة له ويجعلون له موقفاً خاصاً لسيارته وحماماً خاصاً وعدداً من الخدمات التي تمكنه من أن يسير سيراً طبيعياً حتى النقل العام يسّروه لهم وغير ذلك فنحن أولى بهذا الاهتمام الذي يمليه علينا ديننا وتحث عليه القيم..وهنا يجب دعم وإنشاء جمعيات ترعى شؤونهم وخدمات تيسّر أمرهم..وأعمالاً تناسبهم وتدمجهم بالمجتمع..
أيها الإخوة الفضلاء..النبيُ-صلى الله عليه وآله وسلم–أدمج هذا الصنف من الناس ممن يستطيع العمل بالمجتمع وشجّعهم فقد كلَّف ابن أم مكتوم وهو رجل أعمى عينه في المدينة ليكون حاكماً على الناس مرتين وكذلك جعله مؤذناً في المسجد وقبل عبد الله بن عمرو بن الجموح في الجهاد وهو أعرج..فما لنا اليوم نراهم في عددٍ من دول العالم الإسلامي للتسوّل فقط.، الأعمى والأعرج والمشلول لا قيمة له مع الأسف لا يمكن أن ينتجوا أو يخدموا أوطانهم إلا من اهتم بنفسه؟وكذلك إهمالٌ لكبار السن أيضاً..
إن الأشخاص ذوي الإعاقة يحتاجون إلى عناية ورعاية خاصة ابتداءً من أوليائهم لا أن يُرموا ويهجروا فهذا خطأ وعقوق وقد تجد مع الأسف بعض الأسر إذا كان لديهم معاقاً تخجل من وضعه وتحتار به إن لم تهمله أو تؤذيه عياذاً بالله..وترميه في دور الرعاية ولاتسأل عنه.. وهذا ظلمٌ يزيد إعاقته فهذا الإنسان إذا أصابته إعاقة فإن الله تعالى يُنمِّي له قدراتٍ أخرى انظروا للأعمى كيف تقوى حافظته ويزيد إبداعه..لقد امتلأ تاريخنا بمعاقين كانوا بارزين في العلم والمعرفة فأبدعوا..فربعيّ بن عامر أعرج زلزل إيوان رستم بخطابه، وعطاء بن أبي رباح وموسى بن نصير كانوا بهم إعاقة العرج والعالم حاتم الأصم والمفسر قتادة ضرير أبكم،والأعمش سليمان بن مهران.. وهكذا عدد من علمائنا وهم مكفوفون يحوون علماً غزيراً وفهماً عميقاً قديماً وحديثاً..فالله تعالى إن سلب هؤلاء شيئاً من أعضائهم فإنه يعوضهم في أشياء أخرى ألا نرى بعض المبدعين في العالم ممن أُقعد ولا يستطيع الحركة ثم يكون مبدعاً ومخترعاً أفضل مما كان صحيحاً سليماً..هؤلاء أحبتي حينما اعتُني بهم اكتُشفت قدراتهم التي وهبهم الله تعالى إياها وعوَّضهم عما أخذ منهم من النعم ولكن يجب أن نعترف أنه لا يزال القهر والإهمال موجوداً على هذا الصنف من الناس ولا تزال الإعاقات عائقاً من خدمتهم وتأهيلهم رغم حثِّ ديننا على ذلك وتشجيعهم يقول صلى الله عليه وآله وسلم ((إن الله قال إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه(عينيه) فصبر عوضته منهما الجنة)) فعوضهم بالأجر على مصابهم كله إذا صبروا تشجيعاً لهم..
أيها الأحبة..كان عليه الصلاة والسلام يزور المعاقين ويدعو لهم فهذا عتبان بن مالك- رضي الله عنه – أعمى لا يستطيع أن يذهب إلى مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فطلب منه أن يأتي إليه ليُصلي في بيته ليتخذه مصلى فأجاب الدعوة وكان يدعو لهذا الصنف من الناس ويعطيهم الأمل ويدمجهم في المجتمع لئلا يحسوا بأنهم بعيدين عن مجتمعاتهم فإذا ضعفوا فواجبٌ على المجتمع مساعدتهم،يقول صلى الله عليه وسلم((لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا ،وَيَعْرِفْ شَرَفَ كَبِيرِنَا))أخرجه الترمذي..والضعيف أمير الركب ويراعى حتى بالصلاة..
أيُّهَا المؤمنونَ..إنَّ وجودَ ذوِي الاحتياجاتِ الخاصَّةِ يدعُونَا لتوفيرِ جميعِ سبلِ التعليمِ والتعلّمِ لهمْ بكلِّ الوسائلِ الحديثةِ والمتاحةِ ليكونُوا لبنةً فِي بناءِ وطنِهِمْ، وهذَا مَا تَمَّ بحمد الله بإنشاء جمعيات في عدد من بلداننا ولنا الفخر بحمد الله أن وُجدت في محافظتنا هنا جمعية(تأهيل)متخصصة بذوي الإعاقة وقد تحصلت على جوائز وحققت نتائج باهرة وغيرها من مؤسساتٍ اجتماعيَّةٍ وتعليميَّةٍ وصحيَّةٍ تقدِّمُ للمعاقين كلَّ أنواعِ العنايةِ والرِّعايةِ والاهتمامِ،ومن ذلك المؤتمرات التي تجمع المهتمين بالإعاقة ودراساتها لإعداد البرامج المتقدّمة لتأهليهم فالعالم يكتشف كل يوم مزيداً من العلاج والتأهيل لكآفة أنواع الإعاقة وفقهم الله وسدّدهم لمزيدٍ من الإنجاز والتأهيل وجزى اللهُ القائمينَ والداعمين على هذهِ المؤسساتِ كلَّ خيرٍ،وأخلفَ عليهِمْ، وزادَهُمْ بالإحسانِ إحساناً وعفواً وغفراناً وجنَّةً ونعيمًا..((إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ))
ومِنْ واجبِنَا كآباءٍ وأمَّهاتٍ تشجيعُ أبنائِنَا من ذوِي الإعاقة للانضمامِ إلَى هذهِ المؤسساتِ لينالُوا حظَّهُمْ مِنَ التعليمِ والرعايةِ والتأهيل كبقيةِ أفرادِ المجتمعِ، فقَدْ أكدَتِ الدراساتُ والبحوثُ الميدانيةُ أنَّ الاكتشافَ المبكرَ لمثلِ هذهِ الحالاتِ يساهمُ بشكلٍ كبيرٍ فِي علاجِهَا، وعلينَا أنْ نربِّيَ أولادنا وطلاّبَنَا علَى حُسْنِ معاملتِهِمْ ومصاحبتِهِمْ بالمعروفِ، وإتاحةِ المشاركةِ لهمْ فِي جميعِ جوانبِ الحياةِ المجتمعيةِ، وعلَى جميعِ المؤسساتِ المختلفةِ توفيرُ فُرصِ العملِ المناسبةِ لهمْ، وتشجيعُهُمْ علَى العطاءِ، فلِسانُ الحالِ والمقالِ منهُمْ يقولُ..أعطنِي فرصةً لأثبتَ كفاءَتِي! لابد من احترام المعاقين وحقوقهم وتوفير الممرات والمواقف ودورات المياه الخاصة بهم وهذا من أبسط حقوقهم..نسأل الله جل وعلا أن يوفق المجتمعين في مؤتمرهم للإعاقة وأن يعافينا في أبداننا وأن يرحم بنا في كبرنا كما قوانا في صغرنا ويهدينا جميعاً للتكاتف فيما بيننا...
الخطبة الثانية...
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد..
الإعاقة الحقيقية هي التي تعيقك عن طريق الهدى والخير والرشاد((أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا))،((أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ))،ومن لا يرى الحق ولا يسلك الحق،هو المعاق الذي سلِمت حواسه وأطرافه وغاب عقله وضلَّ قلبه،يرى بعينه كل شيء إلا الحق، ويسمع بإذنه كل شيء إلا الحلال، ويسعى بقدميه إلى كل شيء إلا الحلال،وإذا نزلت بالإنسان بلية في جسده أو ماله أو صحته أو ولده أو عمله أو ظروف حياة تذكّر تلك النعم وعاد إلى الله..
أولئك المعاقون لو وقف الواحد منهم أمام إعاقته لتحجزه عن الإنجاز ما سجل هذا التاريخ العظيم الذي جعلنا وبعد مئات السنين نذكر البارزين منهم فوق المنابر وتتكلم عنهم المحابر.
أنت قادر،أخي المعاق بجسده بإذن الله فالله،كرم بني آدم وجعل فيهم من الخصائص والصفات ما فاقت كل المخلوقات، يكفي أن بين جنبيك عقلا يفكر وقلبا يهدي بك إلى النور، فارسم لنفسك هدفاً في الحياة وانطلق فالإعاقة إنطلاقة والمُقعد من قَعُدت به همته..
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يجعلنا دائمًا وأبدًا من أصحاب الهمم العالية والعزائم الصادقة..
اللهم إنا نسألك أن تنصر جنودنا المرابطين وتوفق قادتنا لكل ما فيه الخير وانصر إخواننا في سوريا وفلسطين والعراق واليمن واجمع كلمة إخواننا المسلمين على الحق والدين وألّف بينهم،واكفهم شر مؤامرات السوء والفتنة هم وسائر بلدان المسلمين..اللهم و فق ولي أمرنا لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى وأدم علينا النعمة واجتماع الكلمة وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.. الاستغاثة
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .