• ×

07:42 صباحًا , الإثنين 21 جمادي الثاني 1446 / 23 ديسمبر 2024

البنات نعمة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الحمدلله رب الأرض والسماوات،لاإله إلاالله وحده لا شريك له يهب البنين والبنات وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المنقذ من الضلالات صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه القدوات والتابعين لهم بإحسان في العادات والعبادات أما بعد.. فاتقوا الله عباد الله..

دخلت امرأة على عائشة رضي الله عنها ومعها بنتان فسألتها فلم تجد إلا تمرة واحدة فأعطتها،فأخذتها فقسمتها بين ابنتيها،ولم تأكل منها شيئًا ثم قامت فخرجت،فحدثت النبي صلى الله عليه وسلم عنها متعجبة، فقال..((من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترًا من النار))رواه البخاري ومسلم،وفي لفظ..((إن الله قد أوجب لها بها الجنة، وأعتقها بها من النار)).

عباد الله..يقول الله تعالى..((لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ*أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ))قال ابنُ القيم..[قدَّم الله الإناثَ على الذكور جبراً لهن ولبيان قدرته وتكريماً لهن]وهكذا قسَّمَ الله الخلق بين ذكر وأنثى..وقد ابتدأ الله تعالى بذكر الإناث،قال بعض السلف.."إن من يُمْن المرأة وبركتها تبكيرُها بولادة الأنثى قبل الذكر، بدليل..(( يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا))وهذا فيه تشنيعٌ على المشركين،وبيان قبح أفعالهم،لما كانوا يرتكبونه من حُمقٍ في جاهليتهم بوأدهم للبنات، وكرههم لهن،واشمئزازهم منهن((وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ*يَتَوَارَى مِنْ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَايحْكُمُونَ)) فيا سَعدُ من رُزق بالبنات فلهنَّ في الإسلامِ مَكانةٌ سامِيَة،ميلادُها فرحَةٌ كبرى وبِشَارَة عُظمى، رَيحانةُ الحاضر وأمُّ المستقبل،تُربي الأجيالَ،صانعةُ الأبطال، رمزُ الحياءِ،عُنوان العِفَّةِ،كَتب أحدُ الأدباء يهنِّئ صديقًا له بمولودَة.. أهلاً بِعطيَّةِ النِساءِ..وأُمِّ الدنيا..وجَالبَةِ الأَصهارِ والأولادِ الأَطهار.. والمبشِّرةِ بإخوةٍ يتسابقونَ..ونجَبَاءَ يتلاحقون.

البنت أعلى الإسلامُ مكانها،وأنزلها منزلةَ الحبِّ والاحترامِ وكرّمها رسول الله صلى الله عليه وسلم روى الترمذيُّ عن عائشة أُمِّ المؤمنين قالت..((ما رَأيتُ أَحدًا أَشبَهَ سمتًا وهديًا بِرسول الله صلى الله عليه وسلم في قيامِها وقعودِها من فاطمةَ بنتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت..وكانت إذا دخَلَت عليه صلى الله عليه وسلم قامَ إِليها فقبَّلَها وأجلَسَها في مجلِسِه ويقول لها..مرحباً بابنتي))..وفي الصحيحَين..((كان صلى الله عليه وسلم يُصلِّي وهو حامِلٌ أمامَةَ بنتَ زينب بنتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا سجَدَ وضَعَها،وإذا قامَ حَمَلَها))..وآخرُ وصاياهُ ((استوصوا بالنساء خيراً))

أحبُّ البناتِ و حبُّ البناتِ فرضٌ على كل نفسٍ كريمةٍ

فإن شعيباً من أجل ابنتيـه أخدمه الله موسـى كليمـَه



البناتُ نعمةٌ وهِبَةٌ من الله،وفَضلُهن لا يخفى،هُنَّ الأُمهات،هُنَّ الأَخوات،هُنَّ الزَّوجاتُ وجعل الله البنتَ مفتاحَ الجنَّةِ لوالديها،تُسهِّل لهما الطريقَ إليها،تُبعِدهم عن النَّارِ وتضمنُ لهم أن يُحشَروا مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم لمن أَحسنَ إليهنَّ،وما أَعظمهُ من شرفٍ قال صلى الله عليه وسلم..((مَن كان لَه ثلاثُ بناتٍ فصَبَر عليهنّ وأطعَمَهنّ وسقاهنّ وكساهنّ من جِدتِه كُنّ له حجابًا من النار يومَ القيامة))رواه ابن ماجه وأحمد،وقال صلى الله عليه وسلم..((من كُنَّ له ثلاثُ بناتٍ يُؤوِيهن ويرحمهنُّ ويكفلهنّ وجبت له الجنّة البتة"قيل..يا رسول الله،فإن كانتا اثنتين؟قال..((وإن كانتا اثنتين))ورأى بعضُ القومِ أن لو قال له..واحدة لقال..واحدة))وقال صلى الله عليه وسلم..((من عالَ جارِيَتين ـ يعني بنتَين ـ حتى تبلغا جاء يومَ القيامة أنا وهو كهاتين وضم أصابعه))رواه مسلم وكفى بذلك فضلاً وفخرًا وأجرًا..فالبناتُ يرحمهُن ذو القلب الرحيم ويُشفقُ عليهن ويُحسن إليهن صاحب المروءة والإحسان،ولئن نسي البعضُ فضائلِ البناتِ واعتبرها عبئاً فلن ننسى أُمَهاتِنا، ولن ننسى نساءً أشاد الله تعالى بِهن في كتابه ونوَّه بأعمالهنّ..مريمُ ابنةُ عِمران، وآسيةُ امرأةُ فرعونَ،وأمهاتُ المؤمنينَ زوجاتِه صلى الله عليه وسلم وأمهاتُ الصحابةِ.

فلو كـانَ النسـاءُ كمن ذَكَرْنـا لفُضّلت النساءُ على الرجال

فما التأنيثُ لاسم الشمسِ عيْـبٌ ولا التذكيـرُ فخرٌ للهـلالِ



الله أكبر،كيف تشمئزُّ نفوسُ الجهلة حين تُرزقُ بمن هُنَّ سترٌ من النارِ، ومن بِحُسنِ تَربيتهِن يحظى بمرافقةِ سيدِ الأبرارِ في خيرِ دار؟!أو من يمارس العنف الأسري تجاه البنات والزوجات في إيذائهن وعدم رعايتهن والعطف عليهن وتقديم الذكور عليهن أو بعضلهن عن الزواج وحرمانهن من بعض الحقوق؟! ونحن لاشك نفاخر ولله الحمد بنماذج تُكرّم المرأة وتحسن تربيتها في مجتمعنا وتوفّر لها حاجياتها بإعزاز

من لي بتربية البناتِ فإنَّها في الشرقِ عِلةُ ذلكِ الإخفاقِ



الأُمُ مَدرسةٌ إذا أعدَدتَهـا أعددتَ شعباً طيب الأعراقِ



الأمُ روضٌ إن تعهَّدَهُ الحيا بالـريِّ أورق أيَّما إيــراقِ



ربّوا البناتِ على الفضيلةِ إنّها في الموقفين لهنَّ خيرُ و ثاقِ



تربيةُ البناتِ مهمة وهي قُربى إلى الله،فللمرأة أثرٌ في حياةِ كلِّ مُسلمٍ هِي المدْرسَةُ الأولى،وركيزةُ المستقبلِ،هي الزوجةُ الصالحةُ والأمّ الحانِيَةُ وحاضِنةُ الأبناءِ، وإذا نشأتِ البنتِ صالحةً في بيتها محافظةً في سُلُوكها فسنضمَنُ بإذن الله بناءَ أسرةٍ مسلمةٍ تُخرِّج جيلاً صالحًا قويًّا في إيمانِه جادًّا في حياتِهِ مِنَ الفتياتِ،يَكنَّ مصدرًا للفضيلةِ والتقوى، يَبنِينَ المجتمعَ ولا يهدِمْنَه،يُؤسِّسنَ الأسرةَ ولا يَهربنَّ منها، ينشرنَ الخيرَ والحبَّ ((فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ)) إن الأساسَ الأوّلَ في بناءِ الفتاةِ تربيتُها على حُبِّ اللهِ وحُبِّ رسولِه صلى الله عليه وسلم وتعليمَها الفرائضَ الدينيّةِ والحرصَ على تأديتها للصلاةِ ومعرفةِ أحكامِ الطهارةِ،تنشِئَتُها على الدينِ والفضيلةِ، وغَرسُ ذلكَ في نفسِها بالإقناعِ والتربِيةِ، يُغذِّي ذلك معرفتُها بقصَصِ أُمّهاتِ المؤمنينَ والصحابيّاتِ اللاتي صَنعنَ المجد بتربيّتهِنَّ وتعليمهن وثقافتهن! تُحقِّقُ التربيةُ جودَتَها حين تكونُ الأمُ قدوةً حسنة لابنتها، متمثِّلةً قِيَمَ الإسلام،مع سلوكٍ حسن بحركاتها وملابِسِها وتصرُّفاتها، لتقتدي بها ابنتُها..ومما يُحزِنُ تَساهُلُ الوالدين في تربيةِ البناتِ، مقابل الاهتمام بالذكور فينعكسُ ذلك لدى البنات ضعفًا إيمانيًا،خواءً فكريًّا، تقديسًا للتوافِه،تفريطًا في القيم وإهمالاً للعباداتِ،ونقصاً في فهمها للحياة خاصة الزوجية ولباسها وسترها وثقافتها..

لنعتنِ أيها الأحبة في تربية بيوتنا ولنُعدَّ البنات لحسن رعاية بيتها وحسن التبعّل لزوجها وخدمته في كل ما يحتاج إليه فتحسن إعداد لباسها وطبخ غذائها وحسن استقبالها له بعد عناء يومه وعمله وإرضاءه في جميع شؤونه والاستماع لكلامه وتوفير جوٍ مناسبٍ ببيته لا يجدُه عند صحبته وهذا أمر مهم لنجاح زواجهم وهي مأجورة عليه وينبغي أن تتربّى البنات عليه فحُسنُ تبعّل المرأة لزوجها يعدل الجهاد والحج والعمرة كما في الحديث..وإنما بُلينا مؤخراً لما تخلّى بعض الأزواج والزوجات عن دورهم في المنزل بإهمالٍ أو انشغال وأصبح الخدمُ والسائقون يقومون بالدور فتفكَّكت بعض الأسر..

تربيةُ البنت على خُلُق الحياء حارسٌ أمين لها من الوقوع في المهالك، فإن مشَت فعلى استحياء،زِيُّها ورداؤها استِحياءٌ،سِمَتُهُ الحياءُ،وقولُها وفعلها وحرَكاتها يُهذِّبُهُ الحياءُ((والحياءُ خيرٌ كلُّه،ولا يأتي إلا بخيرٍ)) فالحياء من علامات المرأة الصالحة وهو زينتها إذا فقدتْه فقد فقدت أعزَّ ما تملكه المرأة والواقع شاهد!!

الكلمةُ الطيّبة-أيها الأب- والرفقُ واللينُ في البيت هو وسيلةٌ مُهمّةٌ في التربيةِ، وإذا صاحبها قلبٌ مفعَمٌ بِالمحبَّةِ والودِّ ودعاءٌ صادق فإن له آثارٌ نافعةٌ في الاقتناعِ والقَبولِ،اهتموا بالبنات في التوجيه والتنبِيه، فالقلوبُ تغفل،ويَقَظتُها بالنُّصح والتذكير،والذكرى تنفع المؤمنين..

مهمٌ تغذيةُ الفتاةِ بِتعليمٍ ومفاهيمَ تتمكَّن بها من التمييز بين الغَثِّ والسمين، وتُفرِّقُ بين الخطأ والصَّواب،وتستطيع اكتشاف المظاهر الخادعة والخاطئة ليس فقط بِالحجابِ الظاهرِ وإِنَّما بتغذيةِ عَقْلِها الباطن بمعنى الحياءِ والعلم والثقافة ولذلك عُلِّمت عائشةُ رضي الله عنها علوم العربِ وأَشعارِهم وعقلَت الحديث النَّبَويِّ وعِلم الفلك وغيرها من صحابيات تميّزن..وهذا يكون بتشجيع البنت على القراءة والثقافة والحوار واحترام رأي الغير ..مع الأسف أصبح الاهتمام أكثر باللبس والمظهر وتقليد الموضة والمطبخ وأُغفل العقل والمخبَر!!

إن جفافَ المشاعرِ وغيابَ معاني الحبّ في الأسرةِ وانعدامَ أسلوب الحوارِ الهادئ يجعَلُ الفتاةَ تبحَث عن إجاباتٍ لأسئِلَتِها الحائرة،وقد تكون صَيدًا سَهلاً لمن يتلاعب بعواطفها! اجلسوا مع بناتكم.. اشعروهن بالعطف والمودة الذي يحتجنه أكثر من الذكور..لا عب الصغار منهن وحاور الكبيرات وما أحوجنا إلى ملأ بيوتنا بالعاطفة والرحمة والود المتبادل والتي تكون علاجاً لكثيرٍ من مشكلاتنا الأسرية.. الفراغُ مشكلةٌ كبرى فعلاً في حياةِ الفتاة،ومَلءُ أوقاتِهن بالنافعِ المفيدِ حَصَانَةٌ ووِقايةٌ،حِفظُ القرآنِ وتلاوَتُه وتَفسيرُه، والثقافةُ المنضبطةُ والقراءةُ المفيدةُ،تعلُّمُ ما يخصّ المرأة من أحكامٍ، ممارسةُ الهوايات المفيدَة..مرافقةُ البنتِ لأمِّها تبني شخصيّتَها،وتكون دليلاً لها في حياتها، حُسنُ اختيار الصديقةِ مسألةٌ لا مساومةَ فيها، فالصداقة لها تأثير بالغ في السلوكِ والأفكارِ والثقافةِ الشخصيّة، فصَديقاتُ السوء شرَرِ ملتهِب إذا وقع على شيءٍ أحرقَه((والمرء على دين خليلِه، فلينظر أحدُكم من يخالل))..

تفكُّكُ الأسرةِ،وضَعفُ الروابِط بين أفرادِها،كلٌّ يَهيمُ في وادٍ،الأبُ هناك، والأمّ هنالك،يولِّد فجوةً وجفوةً تتراكَم أضرارُها على الأولاد ثم يكتشفون كلّهم ذلك بعد فواتِ الأوان ..الأسرةُ السَّوِيّة رَوابِطُها لا تسمَح باختراقها،وتشعرُ بالطمأنينةِ والاستقرار..وتأخيرُ زواج الفتاة يترتَّب عليه مفاسدُ خلُقيّة واجتماعيّة ونفسيّة، وعضلُها بمنعِها من الزواج لأغراضٍ دنيويّة جريمةٌ في حقِّ فتياتنا والمجتَمَع..((فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ))..واحذروا ثم احذروا من قنواتٍ تتوجه اليوم ببرامجها ومسلسلاتها العربية المدبلجة المخصصة للبنات برامج لاتغذي خُلقاً،وتَهدمُ قِيماً وتُحاربُ الدِّينَ والفَضيلةَ،وتُورِّثُ الفسادَ والانحلال،وكذا بعضُ مواقع الانترنت،ووسائل التواصل..لقد تغيرت مجتمعاتنا مؤخراً متأثرة بذلك كلّه عبر مظاهر تُعرض ونراها ليست من ديننا ولا من قيمنا بل ولا تراثنا،عدا عن مفاسد أُخرى كُلُّهَا أَضعفت وازع الدين وقوام التربية ونحن والله كآباء مسؤولون عنهم بالتربية والرعاية نسأل الله أن يهدي البنين والبنات ويحميهم من الفتن والفجور وسوء الأخلاق ويرزقهم على الدين الثبات..أقول ماتسمعون.

الخطبة الثانية..الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد..فاتقوا الله عباد الله..

لأهمية المرأة في البيت والتربية فقد استُهدفت في تربيتها وعِفَّتها وطَهارَتها وأخلاقها وإسلامها،فإفسادُها إفسادُ الجيل والمجتمع كلِّه فكل الأخطارمن فكرٍ ضال وخلقٍ ضار تتسلّل عند الأسرة أولاً،لقد اختصرت المرأة وحقوقها اليوم مع الأسف بقيادةٍ للسيارةِ أو سفرٍ بلا محرم أو وظيفةٍ غير مناسبة وأُهمل ما هو أعظم لها بالرعاية وحفظ حقوقها المادية والمعنوية..ولتكون سدّاً منيعاً ضد ما يُراد بها بوعيِها والتزامِها، حَذِرةً من دَعوةٍ للحريَّة المزيَّفة والحقوقِ المزعومةِ لا تريد لها صلاحآ ورأينا نتاج تلك الحريةِ في بلادٍ سبقتنا كيف انحرفت فيها المسيرة بتلك الدعاوى!!والجامعات والمراكزُ والإعلام عليهم مسؤوليةٌ كبرى في ذلك.. وإعدادُ برامجَ جادّة لتثقيف الفتيات وتدريبهن وتوظيفهن بما يليق بهنّ ويزيد من علمهنّ وثقافتهن..لايكفي أن نطرح للمرأة ونكرر موضوع الحجاب والاختلاط فقط بل لنعدّ برامج التطوير وبناء النفس والتدريب والاختراع في كل ما يرفع شأنها.. ثم نحرص أيضاً بإعطائها حقوقها ومنحها الاختيار في وظيفتها وزواجها ومالِها..أما أن تُعامَل كسلعةٍ للبيعِ والشراء وسداد الديون أو يتعدى والدها أو زوجها على أموالها وراتبها و مهرها بالقوة أو بدعوى الحفاظ عليها يمنعها من حقها بالتعليم والخروج المبرر أو يُفضّل الذكور عليها بالحقوق والتساهل فهذا ظلم لها.. ثم ابحث أنت أيها الأب عن الزوج المناسب في دينه وخلقه لها وهذا ليس بمعيب فعمر عرض ابنته حفصة على أبي بكر وعثمان رضي الله عنهم ثم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم..وابتعد عن استعمال العنف معها أو الحرمان مستغلاً قوامتك عليها فهذا كله ظلم ستعود عاقبته عليك وعلى نفسيتها المسكينة الرقيقة فرفقاً بالقوارير.ألا ترون كيف ينظر المجتمع بقسوة وتبرم للمطلقة أو العانس..قال صلى الله عليه وسلم ألا أخبرك بأفضل الصدقة؟قال..نعم قال له..((نفقتك على البنت المردودةِ عليك لا عائل لها غيرك))واعلموا أن تضرّع الأبوين إلى الله ليصلحَ أولادَهم هو دأبُ الصالحين،ودُعاؤهم للأبناءِ مُستجاب اللهم ارزقنا شكر نعمتك و أصلح لنا الأبناء و البنات و أعنا على أداء الأمانات و القيام بالواجبات..((رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا))



 0  0  4015

Powered by Dimofinf cms Version 4.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Ltd.