الحمدُ لله ربِّ العالمين،أحمده سبحانه وأشكرُه على نِعمةِ الأمن والاسلام،وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له الملك العلام، وأشهدُ أنَّ نبيّنا محمّدًا عبدُه ورسولُه سيدُ الأنام صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه البررة الكرام وسلَّم تسليما..أما بعد..أيُّها الناس اتقوا الله..
أعظم نعمةٍ من الله للإنسان بعد نعمة الدين هي نعمة الأمن والاستقرار((الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْف))إذا عَمّ الأمنُ البلادَ وألقى بظلّه على الناس،أَمِنَ الناسُ على دينهم،وعلى أنفسِهم وعقولهم وأمِنُوا على أموالهِم وأعراضِهم ومحارمهِم..وفي رحابِ الأمنِ وظلّه تطمئن النفوسَ،وتهدأُ وتسعد،قال صلى الله عليه وسلم..((من أصبح آمنًا في سِرْبه معافًى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حِيزت له الدنيا بحذَافِيرها))..أخرجه الترمذي..وكذلك العكسُ أيُّها الإخوة..فإذا سلبَ الله بعزتهِ وقُدرتِهِ الأمنَ من بلدٍ ما فتصوّر كيف حالُ أهلهِ؟!وكم من بلادٍ حولنا الآن يعيشُ أهلُها في خوفٍ وذُعرٍ،في قلقٍ واضطرابٍ وحصار،لا يهنئون بطعامٍ،ولا يرتاحونَ بمنامٍ،كلٌ ينتظرُ حَتْفه بينَ لحظةٍ وأخرى،عَمّت بلادَهم الفوضى،لأن هناك شرذمة باغية متطرفة أفسدت عليهم وطغاة حاصروهم!!
كل هذا يبين لنا نعمةَ الأمنِ،فنسألُ اللهَ جل وعلا أن يرحمنا برحمته، ونحن نخاف والله أن يدرِكَنَا ما أدركَهم..كيف ونحن نرى اليومَ بعضَ الناس يتهاونون بأمن بلادهم وحدودها،وإزهاق أرواح جنودها ثم يزعم أن ذلك رفعةً للإسلام،وهم يهدمون الإسلام بفعالهم وتطرفهم ..
أيّها المسلمون..بلادٌ الأمن فيها دعاءُ إبراهيمَ الخليل عليه السلام..ربِّ اجعل هذا البلدَ آمنًا،فاستجاب الله دعاءَه((وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا))وفضَّل الله البيتَ الحرام وجعله ((مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا))((وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ)) هذه نعمةُ الأمن في بلادِنا ولله الحمد بعدما مرَّ عليها الخوف في عصورٍ سالفة وعاش ذلك أجدادُنا وروَوه وحدَّثوا به،وكم يتمنى الملايين أن يستقروا بهذه البلاد ويعيشوا في نعمها ورخائها الذي أهمل نعمته البعض بتطرفه أو إسرافه أو فساده!!وهذه النعمة لا يمكن أن نسمح لأحدٍ أن يعبث فيها أو يُخلُّ بها بتطرفه وغلوّه أو بتبعيته وولائه لمن يريد الإفساد في بلادنا..ولم نكن نتصور أن يأتي يوم يوجد فيه من عاش في هذه البلاد ورأى أمنها ورخاءها،وإقامة العبادات وإظهارها في الحرمين والمساجد وخدمتها وتوسعة الحرمين الهائلة،وخدمة ضيوف الرحمن،ثم يخرج ليفسد الأمن بقتل نفسه وإراقة الدماء وتكفير وتطرف جعلهم ينفذون خطط أعدائنا علموا أم لم يعلموا..شبابٌ غُسلت أدمغتهم فأصبح ولاؤهم لغير بلادهم ولغير علمائهم وولاة أمرهم،لا يحققون إلا مصلحة الأعداء وقد حذّرَ النبي صلى الله عليه وسلم من فعالهم وصفاتهم نسأل الله أن يهدي ضالهم ويكفينا شرّهم..ثم هل هم يبحثون عن الإصلاح؟فليس هكذا يُمارس! حتى مع وجود الأخطاء والتجاوزات مثلنا مثل غيرنا لكننا نصلحها بتكاتفنا شعباً وقادةً وعلماء ومصلحين وبالتناصح والاحتساب بسلك الطرق الشرعية والحكمة والإصلاح هكذا نصلح أحوالنا أما هاوية التطرف والإفساد فو الله إنه عبر تاريخهم لم تحقق إصلاحاً ولا نماءً بل أفقدت نعمة الأمن بأحداثٍ تُقلقُ الخائفَ على أمنِ بلدهِ.. فليس بعد ضياعِ الأمنِ شيء..الإنسانُ يمكنُ أن يعيشَ فقيراً جائعاً لكنه لا يعيش مع الفوضى والقلاقل والاضطرابات والواجب أن يسعى كلٌّ منا لتحقيق الأمن ودفعِ أسبابِ نزعه،الفرد والمجتمع،والدولة كلهم مسؤولون..فمن وسائل حفظ الأمن إقامة الدين وتطبيق الشرع الحكيم ((الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)) ومن وسائل حفظ الأمن إقامة العدل بين الناس في الحكم والمعاملة فبالعدل تدوم الدول وذهابه سبب لزوالها!!
ومن الوسائل المهمةِ لحفظِ الأمنِ أن نحفظَ ما تميزنا به من إقامةِ الحدودِ التي فيها زجرٌ للناسِ،لكي يأمنَ الناسُ على أموالهِم وأعراضِهم،قال تعالى((وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )) وقال سبحانه((تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ))..ويقول صلى الله عليه وسلم((لحدٌ من حدود الله يُقام في الأرض خيرٌ من أن تمطروا أربعين صباحاً))ولذلك كان رضى الناس هذا الأسبوع بإقامة حدود الله فيمن تعدّى على أمن البلاد وحاول الإفساد وكان تطبيقاً للشرع وإظهاراً للدين وصلاحاً لعموم الناس نسأل الله أن يجعله سبباً مباركاً لدوام الأمن والاستقرار على هذه البلاد وسائر بلاد المسلمين..
أيها الأحبة..إذا اختلَّ الأمنُ تبدَّل الحالُ،ولم يهنأْ أحدٌ براحةِ بال،فيلحقُ الناسَ الفزعُ في عبادتهم، فتُهجَرُ المساجدَ ويمنَعُ المسلمُ من إظهارِ شعائرِ دينه..باختلالِ الأمنِ تُقتَلُ نفوسٌ بريئة،وتُرمَّلُ نِساءٌ، ويُيتَّم أطفال.ويفشوا الجهلُ ويشيعَ الظلمُ ويحل الخوف،((فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما يكون يصنعون))..لطلب الأمن لا بد من حفظ العقول من التصورات الفاسدة والأفكارِ المنُحرفةِ الضالة في التكفيرِ والتفجيرِ والتبديعِ والتصنيف والفسقِ والفجورِ..
إنها مسؤولية الدعاة والعلماء بالبيان وعدم المجاملة في مثل هذه الأحداث بالقول الشرعي والرد على الشبهات التي تؤثر في عقول الشباب..ومن وسائل حفظ الأمن أن نوجد تعليماً يدركُ أهميةَ الواقع والمنافسة..وثقافة يتبناها مثقفون مُخلصون لدينِهم وأمتهِم وملتزمون بأخلاقهِم..وبمشاريعَ تنشرُ الخيرَ وتبذلُ النفعَ العامَّ للناس في حياتِهم وتعليمِهم وأخلاقِهم وعلاقتِهم فيما بينهم..
حفظ الأمن يكون بإعلامٍ يتجنب فساد الأخلاق والأسر التي هي منبع التربية والحفظ من الخطر..أما عرض الفساد والإفساد في الأخلاق والعقول وضياع الهوية وتأكيد التبعية للغير وتشويهٍ لجهات الدين والحسبة فإن هذا ينافي الانتماء للوطن ويشوّه الدين ويضعف الأمن..
من وسائل حفظ الأمن أن نعلم أهمية رجال الأمن الذين يقومون بحماية البلاد وأن نعترف بجهودهم وننوّه بها وننظر للآثار الكبرى لهذه الجهات في حماية أمننا وحفظ البلاد وقيمها في هذا السبيل العظيم والمصلحة الكبرى وهذا الأمن يشمل الحياة والأخلاق وإقامة النظام والمحافظة عليه ضد كل من يريد إفساده..كما ننظر لجهود جنودنا البواسل الذين يحمون حدودنا ويجاهدون ضدّ أعدائنا الذين يحاربوننا الآن في اليمن وغيرها باسم مذهبٍ رافضي..رأينا كيف عداوتهم تثمر..وتدخَّلهم السافر..ومولاتهم لكل عدو لنا وهم متفقون معهم ضدنا هم ومن يدعي إقامة دولة للخلافة تقيم التفكير والقتل وتشويه الإسلام فبعضهم أولياء بعض اجتمعوا لتشويه السنة ودعوة السلف..
مما يؤثر بالأمن عباد الله الاستهانة بالدماء والقتل التي نراها اليوم في العالم فلم يرد بالقرآن تحذير من ذنب بعد الشرك كما ورد في القتل بغير حق،ويكفي أنَّ((مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا))وعظمه سؤال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأسامة بن زيد بعد قتل من تشهد بالتوحيد فَكَيْفَ تَصْنَعُ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟))فقط لا إله إلا الله،فكيف بالصيام والصلاة والحج وأعمال ستكون خصيمك أمام الله؟و(لَنْ يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا)رواه البخاري وأعظم من القتل التكفير،وهو المدخل لاستباحة الدماء والاستخفاف بها((وأَيُّمَا امْرِئٍ قَالَ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا إِنْ كَانَ كَمَا قَالَ وَإِلَّا رَجَعَتْ عَلَيْهِ))متفق عليه ورسول الله-صلى الله عليه وسلم- لم يخرج مسلماً من الإسلام،حتى المنافقون أخذهم بظاهرهم وأمضى عقودهم ومعاملاتهم،ووكّل سرائرهم إلى الله ليكون تشريعاً من بعده،وليس من حق أحد أن يصنف الآخرين ويكفرهم على هواه ورؤيته الضيّقة أو أن يفرض الخلافة بالأرض على هواه فالأوطان تتسع للناس ويشتركون بالحقوق والواجبات والمحن والآلام،وغرس الكراهية والتفرق يؤجج الفتن والحروب..أما السماحة والتسامح فهي التي تجمع القلوب..لابد من إدانة العدوان على حياة الإنسان من أي أحدٍ ونبذ العنف أيّاً كان ممارسه..فكيف بهؤلاء وهم يستهدفون رجال الأمن بالقتل وهمّ موكلون بحماية البلاد.
فاتقوا الله إخوتي وحافظوا على هذه النعم في أوطانكم نعمةُ العقل والدين والأخلاق والأمن،حافظوا على عقولِ أولادكم من كُلِّ ما يضرها في دينها ودنياها،لننتبه للشباب بإقامة المحاضن التربوية والتعليمية التي توجههم نحو العلم والشرع وتحفظهم من الفراغ والترف والشبهات والشهوات ومن خفافيش الظلام عبر وسائل التواصل الذين يسعون بكل قوةٍ كما رأيناهم يطرحون مقاطعهم ودعاياتهم المضللة التي تعبث بالعقول ولا حماية ولا مواجهه إلا بالعلم الشرعي لدى علماء ودعاة ثقاة..
إن الأمنَ يكون في ظل شريعةِ اللهِ حُكمًا وتَحاكمًا،ولقد امتنَّ الله بنعمةِ الأمن((وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمْ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ)) وببركةِ الأمرِ بالمعروف والنهي عن المنكر تُمنَع الشرور والآفاتِ عن المجتمعات..وحِفظُ الأمن في بلادِ الحرمينِ ألزمُ،فعلى ثراها تنزَّل الوحي،فيها بيتُ الله قائم،ومسجدُ نبينا صلى الله عليه وسلم عامر والحكم معلن أنه بشريعة الله..وبالتمسك بالشريعة يسعَدُ الجميعُ بالأمن والرخاء،إن الأمن مسؤولية الجميع مواطنين ومقيمين ورجال شرط لأن مظلةَ الأمن تظلنا جميعاً فنتعاون كلنا لإقامتها وعدم الإخلال بها((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُون))..والحفاظ على أمن الوطن ومقدراته وبذل النصيحة والمناصحة مع الولاة والقادة هو الوطنية الحقة وهو احترام للوطن ومبادئ الدين فالوطن ليس شعارات ترفع ولا يُعرف معناها..اللهم إنا نعوذ بك من حال الفاسقين وألا تجعلنا من غير الآمنين واجعلنا من عبادك الصالحين يا أرحم الراحمين..أقول ما تسمعون..
الخطبة الثانية الحمد لله و حده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده و بعد..
عباد الله..لقد كان إقامة حدود الله وشرعه المطهر قبل أيام على من رآهم قضاة شرعيون مستحقين لهذا الحد أمراً له مصالح عظيمة ينبغي ألا نغفل عنها فهي أولاً وأخيراً شرع ربّ العالمين الذي كتب القصاص في القتلى وسنة الأنبياء والمرسلين والسائرين على منهجهم إلى يوم الدين..وهذا منهج اتخذته بلادنا ولله الحمد منذ تأسيسها في كل من ارتكب جرماً يستحق به إقامة حدِّ الله عليه ونبذ للظلم والفوضى التي توجد الثارات..وردع للمعتدي وإصلاح للفاسد بل وتطهير وتوبة لمن ارتكب الجريمة..رغم ما تدّعيه منظمات وإذاعات تدعي حماية حقوق الإنسان والأقليات ثم نراهم يغفلون عن حقوق من اعتدي عليه ونيل منه وينظرون للعقوبة فقط..ويثلج صدورنا أن بلادنا مستمرة بمنهجها بحمد الله ولا تلتفت لهؤلاء الناعقين ممن ملأ الدنيا ضجيجاً بانتقاد تطبيق حدودنا الشرعية..أو أولئك الذين يستغلون الأقليات لإثارة الفتن الطائفية في مجتمعنا من إيران وحزب الشيطان بإيجاد عملاء لهم يريدون إفساد الأمن والتخريب ببلادنا واستغلال مواسم الحج والعمرة والزيارة لأفعالهم وهذا تاريخهم شاهد وكذلك أفعالهم في بلادهم تقتل علماء السنة ونشر البدعة وتشويه الإسلام بإيجاد داعش وأمثالهم التي تخدمهم وتدافع عنهم وينسبونها لأهل السنة وكل المطلعين على أفعالها وما يسمى بجهادها الذي أصبح حرباً وتكفيراً للسنة وسلم منهم الرافضة واليهود حمانا الله من شرهم جميعاً وكيدهم سريعاً..
وأيُّ تشويهٍ للإسلام بأفعال تمارس وتنشر باسم الجهاد والخلافة وهي تخالف الدين والعقل السليم فلنحذر أيها المسلمون جميعاً من الاندفاع وراء دوامة الفكر الضال من عنفٍ وفتن وتكفير وقتل وتفجير فهذا تشويه للدين وسبب لتمكين العدوِّ واستنزاف لخيرات البلد وبعد عن النصح والإصلاح ودعم للنفاق والإفساد..فلننتبه كآباء ودعاةٍ من هذا الهدم والتشويه ولنحرص على دفع أسباب البلاء والعقوبة عن بلادنا وسائر بلاد المسلمين بنبذ هذا الفكر الضال وهي مسؤولية الآباء والدعاة والمعلمين والمربين لاسيما مع تنوع وسائل الاتصال نسأل الله أن يحمينا وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن..
اللهم آمنا في أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا وأدم علينا نعمة الأمن والإيمان والسلامة والاطمئنان وارزقنا شكرها و المحافظة عليها..اللهم ارزق بلاد المسلمين الأمن والإيمان والحكم بشرعية الرحمان والنجاة من الظلمة والطغيان يا كريم يا منان يا أرحم الراحمين ..اللهم كن لإخواننا في بلاد الشام وفي مضايا فقد طال بهم البلاء وعظم الكرب وزاد الكرب فكن لهم يا ألله ناصراً ومعيناً ومؤيداً وظهيراً..فك حصارهم..وأطعم جائعهم ولاتؤاخذنا بتقصيرنا يارب العالمين مالنا حيلة ياربنا إلا بالدعاء اللهم فاستجب واكشف كربهم وعجل بنصرهم..اللهم يامنتقم ياجبار عليك بمن حاصرهم وآذاهم أهلكهم بدداً ولا تبق منهم أحداً وكن لإخواننا المسلمين في كل مكان بالأمن والإيمان والسلامة والإطمئنان..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
أعظم نعمةٍ من الله للإنسان بعد نعمة الدين هي نعمة الأمن والاستقرار((الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْف))إذا عَمّ الأمنُ البلادَ وألقى بظلّه على الناس،أَمِنَ الناسُ على دينهم،وعلى أنفسِهم وعقولهم وأمِنُوا على أموالهِم وأعراضِهم ومحارمهِم..وفي رحابِ الأمنِ وظلّه تطمئن النفوسَ،وتهدأُ وتسعد،قال صلى الله عليه وسلم..((من أصبح آمنًا في سِرْبه معافًى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حِيزت له الدنيا بحذَافِيرها))..أخرجه الترمذي..وكذلك العكسُ أيُّها الإخوة..فإذا سلبَ الله بعزتهِ وقُدرتِهِ الأمنَ من بلدٍ ما فتصوّر كيف حالُ أهلهِ؟!وكم من بلادٍ حولنا الآن يعيشُ أهلُها في خوفٍ وذُعرٍ،في قلقٍ واضطرابٍ وحصار،لا يهنئون بطعامٍ،ولا يرتاحونَ بمنامٍ،كلٌ ينتظرُ حَتْفه بينَ لحظةٍ وأخرى،عَمّت بلادَهم الفوضى،لأن هناك شرذمة باغية متطرفة أفسدت عليهم وطغاة حاصروهم!!
كل هذا يبين لنا نعمةَ الأمنِ،فنسألُ اللهَ جل وعلا أن يرحمنا برحمته، ونحن نخاف والله أن يدرِكَنَا ما أدركَهم..كيف ونحن نرى اليومَ بعضَ الناس يتهاونون بأمن بلادهم وحدودها،وإزهاق أرواح جنودها ثم يزعم أن ذلك رفعةً للإسلام،وهم يهدمون الإسلام بفعالهم وتطرفهم ..
أيّها المسلمون..بلادٌ الأمن فيها دعاءُ إبراهيمَ الخليل عليه السلام..ربِّ اجعل هذا البلدَ آمنًا،فاستجاب الله دعاءَه((وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا))وفضَّل الله البيتَ الحرام وجعله ((مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا))((وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ)) هذه نعمةُ الأمن في بلادِنا ولله الحمد بعدما مرَّ عليها الخوف في عصورٍ سالفة وعاش ذلك أجدادُنا وروَوه وحدَّثوا به،وكم يتمنى الملايين أن يستقروا بهذه البلاد ويعيشوا في نعمها ورخائها الذي أهمل نعمته البعض بتطرفه أو إسرافه أو فساده!!وهذه النعمة لا يمكن أن نسمح لأحدٍ أن يعبث فيها أو يُخلُّ بها بتطرفه وغلوّه أو بتبعيته وولائه لمن يريد الإفساد في بلادنا..ولم نكن نتصور أن يأتي يوم يوجد فيه من عاش في هذه البلاد ورأى أمنها ورخاءها،وإقامة العبادات وإظهارها في الحرمين والمساجد وخدمتها وتوسعة الحرمين الهائلة،وخدمة ضيوف الرحمن،ثم يخرج ليفسد الأمن بقتل نفسه وإراقة الدماء وتكفير وتطرف جعلهم ينفذون خطط أعدائنا علموا أم لم يعلموا..شبابٌ غُسلت أدمغتهم فأصبح ولاؤهم لغير بلادهم ولغير علمائهم وولاة أمرهم،لا يحققون إلا مصلحة الأعداء وقد حذّرَ النبي صلى الله عليه وسلم من فعالهم وصفاتهم نسأل الله أن يهدي ضالهم ويكفينا شرّهم..ثم هل هم يبحثون عن الإصلاح؟فليس هكذا يُمارس! حتى مع وجود الأخطاء والتجاوزات مثلنا مثل غيرنا لكننا نصلحها بتكاتفنا شعباً وقادةً وعلماء ومصلحين وبالتناصح والاحتساب بسلك الطرق الشرعية والحكمة والإصلاح هكذا نصلح أحوالنا أما هاوية التطرف والإفساد فو الله إنه عبر تاريخهم لم تحقق إصلاحاً ولا نماءً بل أفقدت نعمة الأمن بأحداثٍ تُقلقُ الخائفَ على أمنِ بلدهِ.. فليس بعد ضياعِ الأمنِ شيء..الإنسانُ يمكنُ أن يعيشَ فقيراً جائعاً لكنه لا يعيش مع الفوضى والقلاقل والاضطرابات والواجب أن يسعى كلٌّ منا لتحقيق الأمن ودفعِ أسبابِ نزعه،الفرد والمجتمع،والدولة كلهم مسؤولون..فمن وسائل حفظ الأمن إقامة الدين وتطبيق الشرع الحكيم ((الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)) ومن وسائل حفظ الأمن إقامة العدل بين الناس في الحكم والمعاملة فبالعدل تدوم الدول وذهابه سبب لزوالها!!
ومن الوسائل المهمةِ لحفظِ الأمنِ أن نحفظَ ما تميزنا به من إقامةِ الحدودِ التي فيها زجرٌ للناسِ،لكي يأمنَ الناسُ على أموالهِم وأعراضِهم،قال تعالى((وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )) وقال سبحانه((تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ))..ويقول صلى الله عليه وسلم((لحدٌ من حدود الله يُقام في الأرض خيرٌ من أن تمطروا أربعين صباحاً))ولذلك كان رضى الناس هذا الأسبوع بإقامة حدود الله فيمن تعدّى على أمن البلاد وحاول الإفساد وكان تطبيقاً للشرع وإظهاراً للدين وصلاحاً لعموم الناس نسأل الله أن يجعله سبباً مباركاً لدوام الأمن والاستقرار على هذه البلاد وسائر بلاد المسلمين..
أيها الأحبة..إذا اختلَّ الأمنُ تبدَّل الحالُ،ولم يهنأْ أحدٌ براحةِ بال،فيلحقُ الناسَ الفزعُ في عبادتهم، فتُهجَرُ المساجدَ ويمنَعُ المسلمُ من إظهارِ شعائرِ دينه..باختلالِ الأمنِ تُقتَلُ نفوسٌ بريئة،وتُرمَّلُ نِساءٌ، ويُيتَّم أطفال.ويفشوا الجهلُ ويشيعَ الظلمُ ويحل الخوف،((فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما يكون يصنعون))..لطلب الأمن لا بد من حفظ العقول من التصورات الفاسدة والأفكارِ المنُحرفةِ الضالة في التكفيرِ والتفجيرِ والتبديعِ والتصنيف والفسقِ والفجورِ..
إنها مسؤولية الدعاة والعلماء بالبيان وعدم المجاملة في مثل هذه الأحداث بالقول الشرعي والرد على الشبهات التي تؤثر في عقول الشباب..ومن وسائل حفظ الأمن أن نوجد تعليماً يدركُ أهميةَ الواقع والمنافسة..وثقافة يتبناها مثقفون مُخلصون لدينِهم وأمتهِم وملتزمون بأخلاقهِم..وبمشاريعَ تنشرُ الخيرَ وتبذلُ النفعَ العامَّ للناس في حياتِهم وتعليمِهم وأخلاقِهم وعلاقتِهم فيما بينهم..
حفظ الأمن يكون بإعلامٍ يتجنب فساد الأخلاق والأسر التي هي منبع التربية والحفظ من الخطر..أما عرض الفساد والإفساد في الأخلاق والعقول وضياع الهوية وتأكيد التبعية للغير وتشويهٍ لجهات الدين والحسبة فإن هذا ينافي الانتماء للوطن ويشوّه الدين ويضعف الأمن..
من وسائل حفظ الأمن أن نعلم أهمية رجال الأمن الذين يقومون بحماية البلاد وأن نعترف بجهودهم وننوّه بها وننظر للآثار الكبرى لهذه الجهات في حماية أمننا وحفظ البلاد وقيمها في هذا السبيل العظيم والمصلحة الكبرى وهذا الأمن يشمل الحياة والأخلاق وإقامة النظام والمحافظة عليه ضد كل من يريد إفساده..كما ننظر لجهود جنودنا البواسل الذين يحمون حدودنا ويجاهدون ضدّ أعدائنا الذين يحاربوننا الآن في اليمن وغيرها باسم مذهبٍ رافضي..رأينا كيف عداوتهم تثمر..وتدخَّلهم السافر..ومولاتهم لكل عدو لنا وهم متفقون معهم ضدنا هم ومن يدعي إقامة دولة للخلافة تقيم التفكير والقتل وتشويه الإسلام فبعضهم أولياء بعض اجتمعوا لتشويه السنة ودعوة السلف..
مما يؤثر بالأمن عباد الله الاستهانة بالدماء والقتل التي نراها اليوم في العالم فلم يرد بالقرآن تحذير من ذنب بعد الشرك كما ورد في القتل بغير حق،ويكفي أنَّ((مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا))وعظمه سؤال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأسامة بن زيد بعد قتل من تشهد بالتوحيد فَكَيْفَ تَصْنَعُ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟))فقط لا إله إلا الله،فكيف بالصيام والصلاة والحج وأعمال ستكون خصيمك أمام الله؟و(لَنْ يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا)رواه البخاري وأعظم من القتل التكفير،وهو المدخل لاستباحة الدماء والاستخفاف بها((وأَيُّمَا امْرِئٍ قَالَ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا إِنْ كَانَ كَمَا قَالَ وَإِلَّا رَجَعَتْ عَلَيْهِ))متفق عليه ورسول الله-صلى الله عليه وسلم- لم يخرج مسلماً من الإسلام،حتى المنافقون أخذهم بظاهرهم وأمضى عقودهم ومعاملاتهم،ووكّل سرائرهم إلى الله ليكون تشريعاً من بعده،وليس من حق أحد أن يصنف الآخرين ويكفرهم على هواه ورؤيته الضيّقة أو أن يفرض الخلافة بالأرض على هواه فالأوطان تتسع للناس ويشتركون بالحقوق والواجبات والمحن والآلام،وغرس الكراهية والتفرق يؤجج الفتن والحروب..أما السماحة والتسامح فهي التي تجمع القلوب..لابد من إدانة العدوان على حياة الإنسان من أي أحدٍ ونبذ العنف أيّاً كان ممارسه..فكيف بهؤلاء وهم يستهدفون رجال الأمن بالقتل وهمّ موكلون بحماية البلاد.
فاتقوا الله إخوتي وحافظوا على هذه النعم في أوطانكم نعمةُ العقل والدين والأخلاق والأمن،حافظوا على عقولِ أولادكم من كُلِّ ما يضرها في دينها ودنياها،لننتبه للشباب بإقامة المحاضن التربوية والتعليمية التي توجههم نحو العلم والشرع وتحفظهم من الفراغ والترف والشبهات والشهوات ومن خفافيش الظلام عبر وسائل التواصل الذين يسعون بكل قوةٍ كما رأيناهم يطرحون مقاطعهم ودعاياتهم المضللة التي تعبث بالعقول ولا حماية ولا مواجهه إلا بالعلم الشرعي لدى علماء ودعاة ثقاة..
إن الأمنَ يكون في ظل شريعةِ اللهِ حُكمًا وتَحاكمًا،ولقد امتنَّ الله بنعمةِ الأمن((وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمْ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ)) وببركةِ الأمرِ بالمعروف والنهي عن المنكر تُمنَع الشرور والآفاتِ عن المجتمعات..وحِفظُ الأمن في بلادِ الحرمينِ ألزمُ،فعلى ثراها تنزَّل الوحي،فيها بيتُ الله قائم،ومسجدُ نبينا صلى الله عليه وسلم عامر والحكم معلن أنه بشريعة الله..وبالتمسك بالشريعة يسعَدُ الجميعُ بالأمن والرخاء،إن الأمن مسؤولية الجميع مواطنين ومقيمين ورجال شرط لأن مظلةَ الأمن تظلنا جميعاً فنتعاون كلنا لإقامتها وعدم الإخلال بها((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُون))..والحفاظ على أمن الوطن ومقدراته وبذل النصيحة والمناصحة مع الولاة والقادة هو الوطنية الحقة وهو احترام للوطن ومبادئ الدين فالوطن ليس شعارات ترفع ولا يُعرف معناها..اللهم إنا نعوذ بك من حال الفاسقين وألا تجعلنا من غير الآمنين واجعلنا من عبادك الصالحين يا أرحم الراحمين..أقول ما تسمعون..
الخطبة الثانية الحمد لله و حده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده و بعد..
عباد الله..لقد كان إقامة حدود الله وشرعه المطهر قبل أيام على من رآهم قضاة شرعيون مستحقين لهذا الحد أمراً له مصالح عظيمة ينبغي ألا نغفل عنها فهي أولاً وأخيراً شرع ربّ العالمين الذي كتب القصاص في القتلى وسنة الأنبياء والمرسلين والسائرين على منهجهم إلى يوم الدين..وهذا منهج اتخذته بلادنا ولله الحمد منذ تأسيسها في كل من ارتكب جرماً يستحق به إقامة حدِّ الله عليه ونبذ للظلم والفوضى التي توجد الثارات..وردع للمعتدي وإصلاح للفاسد بل وتطهير وتوبة لمن ارتكب الجريمة..رغم ما تدّعيه منظمات وإذاعات تدعي حماية حقوق الإنسان والأقليات ثم نراهم يغفلون عن حقوق من اعتدي عليه ونيل منه وينظرون للعقوبة فقط..ويثلج صدورنا أن بلادنا مستمرة بمنهجها بحمد الله ولا تلتفت لهؤلاء الناعقين ممن ملأ الدنيا ضجيجاً بانتقاد تطبيق حدودنا الشرعية..أو أولئك الذين يستغلون الأقليات لإثارة الفتن الطائفية في مجتمعنا من إيران وحزب الشيطان بإيجاد عملاء لهم يريدون إفساد الأمن والتخريب ببلادنا واستغلال مواسم الحج والعمرة والزيارة لأفعالهم وهذا تاريخهم شاهد وكذلك أفعالهم في بلادهم تقتل علماء السنة ونشر البدعة وتشويه الإسلام بإيجاد داعش وأمثالهم التي تخدمهم وتدافع عنهم وينسبونها لأهل السنة وكل المطلعين على أفعالها وما يسمى بجهادها الذي أصبح حرباً وتكفيراً للسنة وسلم منهم الرافضة واليهود حمانا الله من شرهم جميعاً وكيدهم سريعاً..
وأيُّ تشويهٍ للإسلام بأفعال تمارس وتنشر باسم الجهاد والخلافة وهي تخالف الدين والعقل السليم فلنحذر أيها المسلمون جميعاً من الاندفاع وراء دوامة الفكر الضال من عنفٍ وفتن وتكفير وقتل وتفجير فهذا تشويه للدين وسبب لتمكين العدوِّ واستنزاف لخيرات البلد وبعد عن النصح والإصلاح ودعم للنفاق والإفساد..فلننتبه كآباء ودعاةٍ من هذا الهدم والتشويه ولنحرص على دفع أسباب البلاء والعقوبة عن بلادنا وسائر بلاد المسلمين بنبذ هذا الفكر الضال وهي مسؤولية الآباء والدعاة والمعلمين والمربين لاسيما مع تنوع وسائل الاتصال نسأل الله أن يحمينا وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن..
اللهم آمنا في أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا وأدم علينا نعمة الأمن والإيمان والسلامة والاطمئنان وارزقنا شكرها و المحافظة عليها..اللهم ارزق بلاد المسلمين الأمن والإيمان والحكم بشرعية الرحمان والنجاة من الظلمة والطغيان يا كريم يا منان يا أرحم الراحمين ..اللهم كن لإخواننا في بلاد الشام وفي مضايا فقد طال بهم البلاء وعظم الكرب وزاد الكرب فكن لهم يا ألله ناصراً ومعيناً ومؤيداً وظهيراً..فك حصارهم..وأطعم جائعهم ولاتؤاخذنا بتقصيرنا يارب العالمين مالنا حيلة ياربنا إلا بالدعاء اللهم فاستجب واكشف كربهم وعجل بنصرهم..اللهم يامنتقم ياجبار عليك بمن حاصرهم وآذاهم أهلكهم بدداً ولا تبق منهم أحداً وكن لإخواننا المسلمين في كل مكان بالأمن والإيمان والسلامة والإطمئنان..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..