• ×

02:20 صباحًا , الإثنين 21 جمادي الثاني 1446 / 23 ديسمبر 2024

دروس من عاشوراء

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الحمدُ للهِ مَن اِعْتَصَمَ بِحَبِلِهِ وَفَقَهُ وَهَدَاَهُ، وَمَنْ اِعتَمَدَ عَلَيّهِ حَفِظَهُ وَوَقَاهُ، وَأَشَهَدُ أَلَا إِلهَ إِلَا اللهَ وَحدهُ لَا نَعُبُدَ إِلَا إِياه،وَأَشهدُ أَنَ سَيّدَنَا وَنَبِيّنَا مُحَمَداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَ مُصطَفَاهُ،صَلَى اللهُ وَسَلَّمَ وَ بَارَكَ عَليهِ،وَعَلى آلهِ وَ صَحَبِهِ وَاَلْتَابِعِينَ وَ مَن اتبع هُدَاه..أَمَا بَعدُ..فَاتقوا اللهَ عِبادَ اللهِ .

اللَّهُمَ اِغفِر ذُنُوبَنَا،وَاْسْتُرْ عَورَاتِنَا،وَآمن رَوعَاتِنا،وَاجمَع شَملَنَا وَتَولَ أَمَرَنَا، وَأَحسِن خَلاصَنَا،وارزقنا اَلَلَّهُمَ الجنة وأَجِرنَا من النار..

أَيُّهَا اَلإِخوَةُ اَلمسلمِونَ ..شَهُرُ اللهِ اَلمُحَرّمُ شَهرٌ عَظيمٌ مُبَارَكٌ، وَهُوَ أَوَلُ شُهُورِ اَلْسَنّةِ اَلهِجْرِيَةِ وَأَحَدُ اَلأَشُهُرِ اَلحُرُمِ اَلتي قَالَ اَللهُ فِيهَاَ ((إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّيْنُ القَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيْهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)) وقال تعالى((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلا الْهَدْيَ وَلا الْقَلائِدَ))،وَقَالَ صلى الله عليه وسلم((أَلَا إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ , السَّنَةَ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا , مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ,ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ؛ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ ، وَرَجَبٌ شَهْرُ مُضَرَ))مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ..وَاَلمُحَرم سُمِيَ بِذَلِكَ تَأَكِيداً لِتَحريِمِهِ.وَقَولِهِ تَعَالى((فَلا تَظْلِمُوا فِيْهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)) أَي فِي هَذِهِ اَلأَشُهِرِ اَلمحُرَمَةِ لأَنَهَا آكدُ وَأَبَلَغُ في الإِثمِ مِنْ غَيرهَا.قَالَ اِبنُ عَباسٍ((فَلا تَظْلِمُوا فِيْهِنَّ أَنْفُسَكُمْ))أَي فِي كُلِّ اَلْشُهُورِ ثُمَ اِختصَ مِن ذَلَكَ أَربَعَةَ أَشْهُرٍ فَجَعَلَهُنَ حَرَامَاً وَعَظَّمَ حُرُمَاتِهِنَ، وَجَعَلَ اَلْذنبَ فِيهِنَ أَعظَمَ، وَاَلَعَمَلَ اَلْصَالِحَ وَالأَجرَ أَعْظَمَ.وَإِنْ كَانَ اَلْظُلُمُ عَلَى كُلِ حَالٍ عَظِيمَاً، وَلَكِن اَللهَ يُعَظِّمُ مِن أَمرهِ مَا يَشاء..وذكر ابن كثير رحمه الله أن حكمة الأشهر الحرم ارتبطت بزيارة البيت العتيق بمكة في العمرة وسط السنة في رجب أو بعده برحلة الحج والعودة في ذي القعدة وذي الحجة ومحرم..وكان القتال فيها محرماً،وهي كذلك منذ أن خلق الله السماوات والأرض.. وقَال صلى الله عليه وسلم((أَفَضَلُ اَلْصّيَامِ بَعَدَ رَمَضَانَ شَهرُ اَللهِ اَلمحرم))..رَوَاهُ مُسلِّمٌ ولما قَدِمَ اَلْنَبِيُّ صلى الله عليه وسلم اَلَمَدِينَةَ رَأَى اَلَيَهُودَ تَصُومُ يَومَ عَاشُورَاءٍ فَقَالَ((مَا هَذا؟قَالوا هَذَا يَومٌ صَالِحٌ،نَجَّىَ اَللهُ بَنِي إِسرَائِيلَ وأغرق فرعون فَصَامَهُ مُوسَى،ونحن نصومه قَالَ فَأَنَا أَحَقُ بِمُوسَى مِنكِم، فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ)) متفق عليه..وَيَومُ عَاشُورَاءَ كَانَ معظماً عِنْدَ اَلَبَعضِ حَتَى أَيَامِ اَلجَاهِلِيَةِ قَبَلَ اَلَبِعِثَةِ اَلْنَبَوّيّةِ، فَقَد ثَبَتَ عَن عَائِشَةَ رَضِيَ اَللهُ عَنهَا قَالت"إِنَ أَهلَ اَلجاهِلِّيَةِ كَانوا يُعَظِمُونَهُ "قَالَ اَلقُرطُبِيُ((لَعَلَ قُريشَاً كَانوا يَسَتَنِدونَ في تَعِظِيمهِ إِلى شَرعِ مَنْ مَضَى من أهل الكتاب))وَقَالَ صلى الله عليه وسلم((صِيامُ يَومِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اَللهِ أَن يُكَفِرَ اَلْسَنَةَ اَلَتَي قَبَلَهُ))وهذا الأجر يتحقق بصيام يوم عاشوراء فقط وَاَسَتَمَرَ صلى الله عليه وسلم بِصِيَامِهِ تِسْعَ سَنَوَاتٍ وَقَبَلَ وَفَاتِهِ بِسَنَةٍ أَمَرَ بِمُخَالَفَةِ اَليَهُودِ بصوم يومٍ قبله أو بعده،وكان صلى الله عليه وسلم أول مقدمه المدينة يحب موافقة اليهود في بعض شعائرهم ولذلك اتجه في البداية لبيت المقدس بالقبلة! لأنهم أهل كتاب طمعاً في دخولهم للإسلام كما قرر ذلك القرطبي وابن القيم وغيرهم ثم اتجه لمخالفتهم آخر مره لما رأى صدودهم وكان يحث على مخالفتهم حتى قالت اليهود[ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئاً إلا خالفنا فيه]

أَيُّها الإِخوَةُ اَلَمُؤْمِنُوُنَ..هَذَا يَومُ عَاشُوراءَ مِنْ خِلالِ أَحَادِيثَ مُجِتَمِعَةً وصيامه سنة لا تفوتكم نَسَأَلُ اللهَ لنا وَ لَكمْ اَلَقَبوُلَ،لَكِنَنَا اَلَيَومَ وَ مَعَ ذِكَرى عَاشُورَاَءَ نَقِفُ عِندَ بَعضِ دُرُوسِهِ لنَعِرِفَ فَضَلَ اَللهِ تَعَالى عَلَينَا فِي أَنَ جَعَلَ لَنَا مَواسِمَ نَتُوبُ فِيهَا وَنَرجِعَ إِلى اللهِ فَيُكَفِرَ عَنَا اَلخَطَايَا وَ يُعَظِمَ لَنَا فِيهَا اَلحَسَنَاتِ وَ رَفعَ اَلْدَرَجَاتِ..

مِن دُرُوسِ عَاشُورَاءَ أننا َنأُخُذُ مِنْ قَوله صلى الله عليه وسلم((نَحَنُ أَحَقُ بِمُوسَى مِنكُم))أَن هَذِهِ اَلأُمَةُ المبَارَكَةُ هِيَ اِمتِدَادٌ لِلأَنَبِيَاءِ وَاَلْصَالِحِينَ،وَنَحنُ أَحَقُ بِكُلِّ نَبِيٍ مِن قَومِهِ اَلَذَينَ كَذَبُوهُ وَعَصَوهُ وحرّفوا كتابه..وَقَد قَالَ اَللهُ تَعَالى بَعدَ أَن ذَكَرَ قَصَصَ اَلأَنَبيّاءِ ((إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ))فَالأَنبِيَاءُ يؤمنون بِعَقِيدَةٍ وَاحِدَةٍ قَالَ صلى الله عليه وسلم((أَنَا أَولَى اَلْنَاسِ بِعِيسَى اِبنِ مَريمَ فِي اَلْدُّنيَا وَالآخِرَةِ، وَالأَنَبيَاءُ إِخْوةٌ لعَلاّتٍ أُمَّهَاتُهم شَتّى وَدِينُهُم وَاحد)).

وَمِنْ دُرُوسِ عَاشُورَاءَ أَنَنَا نَأُخُذُ مِنْ هَذَا اَلَيَومِ عِبَرَةً عَظِيمَةً بنصر الله لموسى عَلى اَلْطَاغِيَةِ فِرعَونَ..بِالاسِتَعَانَةِ بِاللهِ و اَلْصَبرِ((قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ))وَيُحَاوِلُ مُوسَىَ وَهَارُونُ دَعْوَةُ فِرعَونَ وَقَومِهِ وَأنْذَرَهُمْ اَللهُ بِاَلآيَاتِ وَ اَلْسِنِينَ وَنَقِصٍ فِي اَلْثَمَراتِ لَعَلَّهُم يَذَكرونَ لَكنِ فِرّعَوَنَ عَلَا فِي اَلأَرْضِ وَ تَكَبَرَ..وَأَصَرَ عَلَى اَلَكُفِرِ وَاَلفَسَادِ وطغى وتجبر وَتَجَبَرَ وَ أَرَادَ قَتَلَ مُوسَى وَ مَنْ مَعَهُ بِدَعْوَى اَلخَوُّفِ مِنْ الَفتِنَةِ كَمَا زَعَمَ لِقَوّمِهِ عَن مُوسَى(( فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ ))فَأَوحَى اللهُ إِليهِ((فَأَسْرِ بِعِبَادِى لَيْلاً إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ)) فَإِذَا عَبَرتَ أَنَتَ وَمَنْ مَعَكَ فَاْتُرُكِ اَلَبَحَرَ رَهواً،أَي سَاكِنَاً كَمَا هُوَ،إِغرَاءً لِفَرِعَونَ بِالعُبُورِ،فَإِنَهُم قَومٌ مُغرَقُون..وَيخَرَجُ مُوسَى بِبَنِي إِسرَائِيلَ، وَيعَلِمُ فِرعَونُ بِخُرُوجِهِم فَجَمَعَ اَلجمُوعَ وَخَرجَ ِفي طَلَبِهِم ((فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ فَلَمَّا تَرَاءا ٱلْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَـٰبُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِىَ رَبّى سَيَهْدِينِ فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَى أَنِ ٱضْرِب بّعَصَاكَ ٱلْبَحْرَ فَٱنفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَٱلطَّوْدِ ٱلْعَظِيمِ))كَالجبَلِ اَلَعَظِيمِ، وَصَارَ اَلَبَحرُ اِثَنَي عَشَرَ طَريّقَاً لِكُلِ سَبَطٍ مِن بَني إِسرائِيلَ طَريق، وَأَمَرَ اَللهُ اَلرِيحَ فَنَشَّفت أَرْضَه،طريقاً في البحر يبساً وَتَخرّق الماءَ بَينَ اَلْطَريقَ كَهَيئَةِ اَلْنَوافِذِ لِيَرى كُلُّ قَومٍ غَيرَهُم فَيَطَمَئِنوا عَلَيِّهِم أَثَنَاءَعُبُورِهم.وَجَاوَزَ بَنو إِسرائِيلَ،فاقتحم فِرعَونُ بجنوده كلِّهم وراءهم..لَمَا أَرَادَ اللهُ إِهلَاكَهُم حَتَى إِذَا اِدّارَكُوا فِي اَلَبَحَرِ جَمَيعاً، جَاءَهُم اَلَمَوجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ، وَجَعَلَ يَرفَعُهُم وَيُخَفِضُهُم، وَتَرَاكَمَتْ اَلَأَمَوَاجُ فَوقَ فِرْعَونَ، فَجَاءَتُهُ حِينَئِذٍ سَكَرَةُ اَلَمَوتِ لَمَا رَأَى اَلَحَقَ فَنَادى((لا إِلِـٰهَ إِلاَّ ٱلَّذِى ءامَنَتْ بِهِ بَنواْ إِسْرٰءيلَ وَأَنَاْ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ)) فَقَاَلَ اللهُ لهُ ((ءالئَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ ٱلْمُفْسِدِينَ فَٱلْيَوْمَ نُنَجّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ ءايَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مّنَ ٱلنَّاسِ عَنْ ءايَـٰتِنَا لَغَـٰفِلُونَ))قال صلى الله عليه وسلم((قَالَ جِبريّلُ يَا مُحَمَد لَو رَأَيتَنِي وَأَنَا آخذُ مِن حَالِ اَلَبَحَرِ فَأَدُسّه في فِيهِ، مَخَافَةَ أَن تُدِرَكَهُ اَلْرَحمة)) أخرجه الترمذي وهكذا نجّى اللهُ مُوسَى وَالمسلمينَ، وَأَغرَقَ فِرعَونَ وَالكافرين ((وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبّكَ ٱلْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِى إِسْرءيلَ بِمَا صَبَرُواْ))و لنا فيهم عبرة ((إِنَّ فِي ذَلِكَ لايَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ))

عِبَادَ اَللهِ..وَ مِنْ اَلوَقَفَاتِ اَلمُهِمَةِ يَوَمَ عَاشُورَاءَ مَعَ مَانَرَاهُ فِي قَنَوَاتِ اَلرافضة هذه الأيام من أكثرة مَجَالِسِ النواح والبكاء وما فيها من قصص مكذوبة يستدرّون بها دموع الناس باسم حب أهل البيت والدفاع عن الحسين رضي الله عنه وتستغرب والله للكذب العظيم في القصص التي يقولها لهم سادتهم وامتلأت بها كتبهم ولمن يُصدقها نسأل الله لهم الهداية وأن تجمع كلمتنا وإياهم على الحق،ونحن نحمد الله أن جَعَلَنَا مِن أَتْبَاعِ اَلْسُنَةِ اَلَمُطَهَرَةِ وَأَنَ نَجَانَا مِنْ إتباع طَريقِ أَهلِ اَلَبِدَعِ اَلَذَينَ اِتَخَذُوا ضَربَ أَنَفُسِهِم وَ إِرَاقَةِ دِمَائِهم وَتَسويدِ وُجُوهِهِم فِي هَذَا اَلَيَوم دِيناً يَدِينُونَ اللهَ تَعَالى بِهِ، َجَعَلوا الَلعَنَ وَسَبَ أَصحَابَ النَبِيِّ صلى الله عليه وسلم قُربَةً يَتَقَرَبُونَ بِها إِلى اللهِ، وَهِيَ بُعُدٌ عَنِ اَللهِ وَ مَنْهَجِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم..لأَنَ اَللهَ تَعَالى قَد أَثَنَى عَلَى صَحَابَةِ اَلْرَسُولِ صلى الله عليه وسلم فِي آياتٍ كَثيرةٍ الله..ثُمَّ لِمَاذَا سَبُ اَلْصَحَابَةِ والله تَعَالى يُعِلِنُ رِضَاهُ عَنهُمُ فَيَتَفَضَلُ عَلَيّهِم بِرِضوَانِهِ وَامِتنَانِهِ وَتَثبيتِهِ..(( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً*وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً))أَفَهُؤُلاءِ اَلَذِينَ رَضِيَ اَللهُ عَنهُم يَتَطَاوَلُ عَلَيّهِم هَؤُلاءِ اَلمبَتَدِعَةِ..

أما مقتل الحسين رضي الله عنه وأرضاه هذه الفتنة المؤلمة والجريمة المحزنة التي اشترك بها الكثير فقد كاتبه أهل البصرة والكوفة ممن يدَّعي التشيّع يريدون بيعته ضد يزيد بن معاوية فعزم على السفر إليهم رغم تحذير عدد كبير من الصحابة له بعدم الذهاب وأن هؤلاء سيتخلّون عنه كما تخلَّوا عن مبعوثه مُسلمُ بن عقيل فأرسل عبيد الله بن زياد والي البصرة جشياً من ثلاثة آلاف لأسره فرفض الأسر وتقاتلوا رغم قلِّتهم حتى قُتلوا واحداً واحداً حتى قام رجل خبيث يقال له شمَّر بن ذي الجوشن بقتله حين رماه بسهم رضي الله عنه وأرضاه وغضب يزيد بن معاوية لقتله لكنها الفتنة إذا ظهرت أعمتْ العيون وصمّت الآذان وأما قصص منع الماء والموت عطشاً وغير ذلك من بكائيات الرافضة التي يذكرونها هذه الأيام ويشابهون فيه بعض النصارى بكذبهم لصلب المسيح عليه السلام الذي اتخذوه شمّاعة لتحريفهم ووضع القصص التي لا يصح منها شيء..

فرضي الله عن آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورحم الله الحسين ومن معه وله منا الدعاء والترضي..ولا بد هنا من التفريق أيها الأحبة بين من اتخذ من التشيع وخرافاته ستاراً يريد من خلاله تمرير مؤامراته الفارسية والمجوسية الصفوية التي تهدم الإسلام وتحارب دوله وتضيع التوحيد بالغلوِّ بالأئمة حتى قالوا في كتبهم [من زار قبر الحسين يوم عاشوراء كمن زار الله في عرشه] تعالى الله عن ذلك علواًّ كبيراً وهؤلاء مع أعداء الإسلام هم من يصنع الفرق الضالة والتكفيرية لتشويه الإسلام وتديرها بأسماء سنة كداعش وغيرها والله المستعان..قَالَ اِبنُ تَيمِيَةَ رَحِمَهُ اَلله بَعدَ أَن ذَكَرَ مَقَتَلَ اَلحُسِيّنِ رَضِيَ اَللهُ عَنهُ وكيف اتخذه الناس سبباً للفتن فَقَالَ"فَصَارت طَائِفَةٌ جَاهِلَةٌ ظَالِمَةٌ،تُظِهِرُ مُوَالاتِهِ وَمُوَالاةِ أَهلِ بِيتِهِ،وتَتَخِذُه يَومَ مَأَتَمٍ وَحُزنٍ وَنِيَاحَةٍ،وَتُظِهِرُ فِيهِ شِعَارَ اَلجَاهِليّةِ مِن لَطِمِ اَلخُدُودِ، وَشَقِ اَلجيوبِ،وَإِنشَادِ قَصَائِدَ اَلحُزِنِ،وَرِوَايَةِ اَلأَخَبَارِ فِيهَا كَذَبٌ كَثيرٌ،وَاَلْصّدقِ فِيهَا فَيهِ تَجْدِيْدُ اَلحُزُنِ،وَاَلْتَعَصُبِ،وَإِثَارَةِ اَلْشَحَنَاءِ وَاَلحَربِ،وَإِلقَاءِ اَلَفِتَنِ بَينَ أَهلِ الإِسلامِ،وسَبُ اَلْسَّابِقِينَ الأَوَلِينَ، وعَارَضَ هَؤُلاءَ قَومٌ من النّوَاصِبِ المتَعَصّبينَ عَلى اَلَحسينِ رضي الله عنه وَأَهلُ بَيتِهِ،مَنْ اَلجُهّالِ الّذينَ قابلوا فساد أولئك بضدّه بإظهار اَلَفَرَحِ وَاَلْسُرُورِ يَومَ عَاشُورَاءَ كَالاكِتِحَالِ و الاخِتِضَابِ،وَطَبِخِ الأَطَعِمَةِ اَلخَارِجَةِ عَن اَلَعَادَةِ، وكأنه عيد،فَصَارَ هَؤُلاءَ يَتَخِذُونَ يَومَ عَاشُورَاءَ مَوسِماً كَمَواسِمِ الأَعيَادِ وَالأَفرَاحِ، وَأُولئِكَ يَتَخِذُونَهُ مَأَتَمَاً يُقِيمُونَ فِيهِ الأَحزَانَ وَالأَفراحَ، وَكِلا اَلْطَائِفَتَيّنِ مُخَطِئَةٌ خَارِجَةٌ عَن اَلْسُنَةِ"

أَيُّهَا الإِخوَةُ..أَهلُ اَلْسُنَةِ لا يَفرَحُونَ بِمَقَتَلِ اَلَحُسَينِ وَلا بغيره مِنْ اَلَمُسَلِّمِينَ،ولا يُخِرِجُهُم إِلى حَدِ الغُلوِ وَالابَتِدَاعِ فِي اَلْدينِ،وَلَو جَازَ لَهُم فِعلُ شَيءٍ مِنْ ذَلِكَ لَكَانَتْ وَفَاته صلى الله عليه وسلم أَعَظَمَ مُصِيبَةٍ مِن قَتَلِ اَلَحُسَينِ رَضِيَ اللهُ عَنه..وَلَو أَنَ هَؤُلاءِ يُحِبُونَ اَلَحُسَينَ حَقَاً لاتَبَعُوهُ وَاِهتَدوا بِهَديِّهِ فِي هَذَا اَلَيَومِ وَلَكَانُوا صيَّاماً كَمَا كَانَ اَلَحُسَينُ صَائِمَاً رَضِيَّ اَللهُ عَنهُ..لكنهم يوزعون الأطعمة الخاصة بعاشوراء وهي بدع موروثة يَتَعَصَبُونَ لَهَا نَسَأَلُ اللهَ أَن يَرُدَهُم إِلَى اَلَحَقِ وَاَلْسُنَةِ اَلْصَحِيحةِ..نَسَأَلُ اللهَ أَن يُحييَنا عَلَى الإِسلامِ وَأَن يُميتَنَا عَلَى الإِيمانِ،وَأنَ يُوَفِقَنا لِمَا يُحِبُ وَيَرضى..أقول ما تسمعون..

الخطبة الثانية ..

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد..

مِمَا نَأُخُذُهُ مِن عَاشُوراءَ اتخاذه صلى الله عليه وسلم مخالفة اليهود منهجاً،ونستفيد من ذلك أن ما ورد فِي اَلْنَهيِّ عَنِ اَلْتَشَبُهِ بِالكُفَارِ فِي كُلِّ شَيءٍ كَثَيرةٌ جِداً ومنها مخالفتهم في عاشوراء مع أن صيامهم كَانَ صِيَامَاً صَحِيحَاً عَلَى شَرعِ مُوسَى عَلَيهِ اَلْسَلامُ..وَلِذَلِكَ كَانت وَصِيَتُهُ عَلَيّهِ اَلْصَلاةُ وَاَلْسَلامُ وَهُوَ يَمُوتُ ((لَعَنَ اللهُ اَلَيَهُودَ وَ اَلْنَصَارَى اِتَخَذوا قُبُورَ أَنَبِيَائِهمْ مَسَاَجِدْ)) يُحَذِر مَاصَنَعُوا .

لَقد كَانَ صلى الله عليه وسلم يُريدُ لَنَا اَلْرِفَعَةَ عَن مُشَابَهَةِ الْكُفَارِ، وَيُريدُ لَنَا اَلَعِزَةَ واَلْتَمَيُزَ، فَلِمَاذَا نَسَتَبِدِلُ اَلذي هُوَ أَدنَى بِالذَي هُو خَير؟..فإنك تأسى اليوم لأقوام من شباب ونساء وبرامج تُقدّم ورياضة تُتابع،تعدّت التسلية إلى الإعجاب بالمظاهر والحركات واللباس وتقليدهم على وجه المحبة والموالات وهذا فيه أخطار كبرى على المجتمعات بضياع الدين وذهاب الهوية والقيم نعوذ بالله أن نكون ممن قال الله فيهم(( رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ ))

اللَّهُمَّ يا مَنْ بِيَدِهِ مَفاتِيحُ الفَرَجِ فَرِّجْ عَنْ إِخْوانِنا وَاكْشِفْ ما بِهِمْ مِنْ غٌمَّةٍ.اللَّهُمَّ يا عَزِيزُ يا جَبَّارُ يا مَنْ لاَ يُعْجِزُه شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّماءِ، أَنْزِلْ رِجْزَكَ وَعَذَابَكَ وغضبك عَلَى اليَهُودِ الغاصبين وعلى النصيرية الحاقدين والبوذيين المجرمين والحوثيين المعتدين وَمَنْ يُعِينُهُمْ عَلَى الْمُسْلِمِينَ يارب العالمين اللَّهُمَّ يا مَنْ بِيَدِهِ مَقَالِيدُ الأُمُورِ،نَسْأَلُكَ نَصْراً تُعِزُّ بِهِ الإِسْلاَمَ وَأَهْلَهُ وَتٌذِلُّ بِهِ البَاطِلَ وَأَهْلَهُ.اللهم ارحم شهدائهم وداوي جرحاهم واحفظ عليهم أعراضهم وأموالهم واطعم جائعهم يا حي ياقيوم..اللهم احفظنا في أوطاننا...... وصلى الله وسلم على نبينا محمد


 0  0  1046

Powered by Dimofinf cms Version 4.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Ltd.