الحمد لله جعل التقوى أساس التكريم،وجعل الأخوة الإيمانية الرابطة بين المسلمين،وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله،أرسله الله رحمة للعالمين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين..أما بعد فاتقوا الله عباد الله,,
(هو سماكم المسلمين) إنه معنى عظيم ينشره القرآن ويبثه في نفوسنا أن تميزنا إنما هو بالإسلام وعزتنا به ومهما ابتغينا العزة بغيره أضلّنا الله..ولن نصبح بدونه شيئاً يُذكر..
عباد الله..جاء الإسلام ليرسي قيم الخير،ودعا إلى نشر الأخلاق الفاضلة؛كالإحسان إلى الجار،وإكرام الضيف،ونصرة المظلوم،وبذل المعروف،وتقديم النصح والتراحم بين الناس،والحب والمودة والإخاء، وعالج أخلاقا سيئة سادت المجتمع الجاهلي،وأثرت في سلوكيات أبنائه،حتى أصبح التناحر والتباغض سمة من سماته،بل سفكت لأجل ذلك الدماء،واستبيحت الأعراض والأموال، يتفاخر أحدهم..
فَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَـــــا
أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا
تَـخِرُّ لَـهُ الـجَبابِرُ ساجِدِينا
إذا بَـلَغَ الـرَّضِيعُ لَنَا فِطاماً
وقف الإسلام بتشريعاته وتوجيهاته موقف الزاجر الناهي من أثر العصبية والتعصب على الفرد والمجتمع في الدنيا والآخرة.لأن أثرها خطر عليهم ولو لم يُدرك!!كالتعصب للون أو للقبيلة أو للنسب،أو للمنطقة أو بلد،أو التعصب للرأي،أو للمذهب،أو تعصب لأشخاص بالحق أو بالباطل.والتعصب أو العصبية؛كما قال الأزهري-رحمه الله-"هي أن يدعو الرجل إلى نُصْرة عَصَبته،والتألُّب معهم على من يناوئهم،ظالمين كانوا أو مظلومين"وقال ابن تيمية -رحمه الله-"وكلُّ ما خرج عن دعوة الإسلام والقرآن من نسب أو بلد،أو جنس أو مذهب،أو طريقة فهو من الجاهلية،ولما اختصم رجلان من المهاجرين والأنصار،فقال المهاجري..يا للمهاجرين،وقال الأنصاري..يا للأنصار،قال صلى الله عليه وسلم.."أَبِدَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ"وغضب لذلك"وهم إنما تنادوا للتفرقة بدون مسبّة والتعصب أن يعتقد الإنسان أنه أفضل من غيره؛بسبب لونه أو جنسه،أو ميوله ونسبه وقبيلته،أو مذهبه أو مهنته ووظيفته،هذه العصبية لم تدخل في مجتمعٍ أو وطن إلا فرَّقته،ولا في عمل صالحٍ إلا أفسدته،ولا في كثيرٍ إلا قللَّته،ولا في قوي إلا أضعفتْه،وما نجحَ الشيطانُ في شيءٍ مثلما نجحَ فيها.والله تعالى بين أن الناس جميعاً متساوون،خلقوا من تراب،وقسم بينهم معيشتهم،وجعلهم شعوباً وقبائل،وجعل شرط التميز التقوى له..((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)..
أيها المؤمنون..بالإيمان والتقوى يترجح ميزان الإنسان، ويرتفع قدره عند الله،وبقيمه وخلقه يرتفع شأنه وما عدا ذلك فلن يغني شيئاً، قال صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع.."أيها الناس! إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد،ولا فضل لعربي على عجمي،ولا لأحمر على أسود،إلا بالتقوى" (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)ألا هل بلغت؟ قالوا.. بلى يا رسول الله! قال.. فيبلغ الشاهد الغائب"ولو كان النسب أو المال أو الجنس أو المكانة تنفع صاحبها عند الله لكان ابن نوح عليه السلام، وهو فلذة كبده وقطعة منه معه في الجنة(وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ * قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنْ الْمَاءِ قَالَ لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنْ الْمُغْرَقِينَ)..قال الأصمعي..بينما أنا أطوف بالبيت ذات ليلة، إذ رأيت شاباً متعلقاً بأستار الكعبة،وهو يقول..
يا مَن يُجيب دُعاءَ المُضطرَ في الظُلَمِ يا كاشِفَ الضَرّ و البلوَى مَع السَقَمِ
قَد نامَ وفدُكَ حَولَ البَيتِ و انتَبَهُوا و أنتَ يا حيُ يا قَيُوم لَم تَنَمِ
إن كانَ جُودكَ لا يَرجُوهُ ذو سَفَهٍ فمَن يَجُود على العَاصِينَ بِالكَرَمِ
ثم بكى بكاءا شديدا،وسقط على الأرض مغشيا عليه،فدنوت منه،فإذا هو زين العابدين بن علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم أجمعين، فقلت ما هذا البكاء والجزع، وأنت من أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة? فقال.. هيهات هيهات يا أصمعي، إن الله خلق الجنة لمن أطاعه، ولو كان عبداً حبشياً، وخلق النار لمن عصاه ولو كان حراً قرشياً، أليس الله تعالى يقول.. (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ) لقد رأيناه صلى الله عليه وسلم حذّر من هذا التعالي والتفاخر،فقال.. "إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عِبية الجاهلية، والفخر بالآباء، مؤمن تقي وفاجر شقي، الناس بنو آدم، وآدم خلق من تراب، لينتهين أقوامٌ عن فخرهم بآبائهم في الجاهلية، أو ليكونن أهون على الله من الجعلان، التي تَدفع النتن بأنفها"وهو تحذير نبوي كريم من آثار الجاهلية التي جاء الإسلام ليحطمها، ويقيم عليها بناءه وهي أخوة الإسلام التي لا ترقى إليها عصبية،ولا تؤثر فيها جاهلية.والله إنك لتجد الرجل يقيم شعائر الدين، ويبكي من خشية الله، ويتصدق، وفيه خير كثير، ثم تجده بعد ذلك قدْ مُلئ قلبه بالعصبية، للأشخاص والقبيلة والأحزاب والآراء والمذاهب والمناطق والأندية والبلاد،فلأجلها يحب،ومن أجلها يعادي،ويحتقر وفي سبيلها يقاتل وينتصر، بل إنك لتجد من يعرف الخطأ في قوله وفعله وسلوكه، ومع ذلك يتعصب بالحق وبالباطل وينتصر لموقفه، ولو خالف جميع الشرائع والقيم"ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جثاء جهنم،قالوا..يا رسول الله وإن صام وإن صلى؟قال..وإن صام وإن صلى وزعم أنه مسلم؛فادعوا المسلمين بأسمائهم بما سماهم الله ، المسلمين،المؤمنين،عباد الله"إن داءَ العصبية ينتشر ويتوارث مع الزمن بنشر الاحتقار للأجناس والألوان والمناطق والبلدان ألسنا نرى من بعض أولادنا احتقاراً للعمالة والخدم وربما وصل للإيذاء لمجرّد فقط أنهم أجانب؟ألم نسمع من يهزأ بأحدٍ لفقره ومنطقته أو لونه؟ألم نسمع في ملاعبنا من يتنابزون بالألقاب وبالألوان!كيف تمكن بنا هذا الداء وأين تعاليم الإسلام التي نقرؤها عنه؟أين تعاليم الإسلام من تعصب للقبائل تؤدي لمفاخرةٍ وإسراف يمارس بالمناسبات ومزايين الإبل والشِّعْر..
إنه التعصب والعصبية التي دمرت الحياة،وقلبت الموازين،وغيرت القيم،ونشرت الرذائل؛وبسببها انقسم المجتمع وظهرت فيه نعرات مختلفة قد يكون بعضها خطراً على الدين ويتساهل به البعض روى الطبري"أن طلحة النميري قال لمسيلمة.. "أشهد أنك كذاب وأن محمداً صادق،ولكن كذاب ربيعة أحب إلينا من صادق مضر"فقتل معه يوم عقرباء.لذلك قال عنهم الطبري بعد سرد قصص مثلها وكانوا قد علموا واستبان لهم -كذب مسيلمة-ولكن شقاء العصبية غلب عليهم".
ومن أبرز مظاهر التعصب في حياتنا اليوم..التعصب الحزبي،والذي بسببه طمست الحقائق،وضيعت الحقوق،وأهملت الواجبات،وكثرت الصراعات،وحلّت البغضاء،وقل الإنتاج، وأهدرت الأموال، وأصبحت قيم الحب والإخاء والمودة بين الناس قائمة على الانتماء،لبلد أو قبيلة أو طائفة أو لفكر معين أو نادٍ رياضي وأهلنا إخوة الإسلام في قوله تعالى..(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)"ومَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى"
إن بعض الناس يزعم أنه طالب علم لكنه متعصبٌ لرأيه أطلق لسانه في الأحياء والأموات وباتهام النيات والمؤلفات ولا يحتمل رأي المخالف حتى أنه لأجل تعصبه يتخلى عن أبسط قيم الدين وخلق السلف بتأليب الدول والنظام على كل أحد خالف رأيه ويقلب الحقائق..ويزعم الوطنية بفعله هذا بينما هو بممارسته قسَّم المجتمع فرقاً وأحزاباً..
لقد أصبحت العصبية والتعصب مؤثرة في حياتنا اليوم حتى أنك تتساءل هل فُقدت قيم الإسلام ومعانيه وأصبح هذا التعصب هو من يُقرِّ علاقاتنا وتعاملنا مع بعضنا البعض..وأصبح الإعلام ببرامجه ووسائل الاتصال بانتشارها مساهمة بتغذية روح التعصب والعصبية بين أفراد المجتمع لأبسط الحوادث والأسباب حتى الكرة التي هي للمتعة صارت تعصباً وحزباً حين تجد المتعصب يتهم غيره بما ليس فيه ويركبون المقاطع والنكات على بعضهم ولو كذب وبالغ في اتهاماته وكان أداة لغيره في المبالغة بالذم،وتنشأ العداوات لأجل هذا والأعجب من التعصب حين ترى الشباب يذبحون الذبائح ويقدمون الدعم لانتصار نادٍ أو خسارة آخر ويهملون التبرع لمآسي المسلمين وفقرائهم..تعصبٌ للكرة يؤدي لنعرات..نعرات قبليّة وعنصريّة كذب وانتقاصٍ من الناس لأجل النوادي ..ذهاب للقيم والأخلاق كلُّ ذلك لأجل كرة!وذلك التعصب دليل عَلَى خَوَاءِ عُقُولِ أَهلِهِ وَبُعدِهِم عَن وَسَطِيَّةِ الدِّينِ وَيُسرِهِ وَجَهلِهِم بِالأَسبَابِ الَّتي تَكُونُ عَلَيهَا المُوَالاةُ وَالمُعَادَاةُ وَيُحمَدُ فِيهَا التَّنَاصُرُ،لأنه تعصب لما لا فَائِدَةَ مِن وَرَائِهِ دِينِيًّا وَلا دُنيَوِيًّا ، وَإِنَّمَا هُوَ تَخدِيرٌ لِلأُمَّةِ وَإِمَاتَةٌ لِشُعُورِ أَبنَائِهَا وَصَرفٌ لَهُم عَنِ الأَمجَادِ والمَعَالي..غُلُوِّ وَالتَّشَدُّدِ في اتِّبَاعِ نَادٍ مُعَيِّنٍ أَو تَشجِيعِ فَرِيقٍ مُحَدَّدٍ ، يَتَجَاوَزُ المَرءُ لأَجلِهِ حُدُودَهُ وَلا يَقِفُ عِندَ مَعَالِمِهِ ، وَيَخرُجُ عَنِ القَصدِ وَيَضِلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ ، فَيُحِبُّ مَن لا يَجُوزُ لَهُ حُبُّهُ ، وَيُبغِضُ مَن يَحرُمُ عَلَيهِ بُغضُهُ،وَيَمدَحُ مَن لا يَستَحِقُّ مَدحًا وَيَذُمُّ مَن قَد لا يَلحَقُهُ ذَمٌّ ، وَيَوَالي وَيُعَادِي في غَيرِ اللهِ،فيتنافسون لأجل نادٍ وتعصب للاعب لم يهتم بهم ويأخذ الملايين وربما كان غير مسلم أو لايهتم بهؤلاء الذين تعادوا لأجله ودفاعاً عنه أَلا فَاتَّقُوا اللهَ ـ أَيُّهَا المُسلِمُونَ ـ فـ" إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ . وَمَن يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزبَ اللهِ هُمُ الغَالِبُونَ "
إن التعصب الرياضي بأنواعه،والذي يوجد ما بين فترة وأخرى وبسببه قد تنشأ الخصومات والكذب والعداوات،وتهدر الأموال والأوقات،لأنه لا يخلو من كلمة بذيئة، أو سبة شنيعة،أو زلة لسان. تودي بصاحبها في النار من عظمتها بل قد تتفرق دول،وتحصل خصومات بين الشعوب؛بسبب هذا التعصب المقيت،ألم نر قبل فترة ما حصل بين مصر والجزائر مثلاً بسبب مباراة رياضية وما يحدث هنا وهناك من خصومات أدت إلى ظهور جيل من الشباب،ساذج ضعيف مقلد،يسير وراء كل ناعق،يثيره إعلام متعصب ويُشكِّلُ فكره ويتجاهل به قيمه ولا يقوى على خدمة دينه ومجتمعه وأمته لسان حالهم يقول..(وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ)يلعب بعقولهم الإعلام بإثارته واستغلاله للرياضة وأخبارها وصورها ليغيّرُ هدفَها من تسلية إلى تعصب وعداوة بإثارة قضايا تخرج الكرة والمنافسة عن طبيعتها..
وهناك تعصب آخر يماثل ذلك وهو التعصب للرأي، حين يعتقد صاحبه أن رأيه هو الصواب وغيره خطأ،ولا يناقش ولا يحاور غيره من الناس، وقد حكى القرآن الكريم لنا نماذج من المتعصبين، منكرا عليهم، ومنددا بمسلكهم، تحذيرا للمسلمين فقال عن بني إسرائيل.. (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَآ أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَاءهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ)وقال عن المشركين.. (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ)إن التعصب للرأي منطق فرعوني،قال..(مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ)والتعصب للرأي يحرم صاحبه معرفة الحق وتأييده ويعميه تعصبه عن رؤيته للحق وإذا تعصبت الأمة والمجتمع في آرائهم ولم يحترموا أراء بعضهم حُرموا الإصلاح والحضارة وإقامة الحياة..قد ترى متعصباً لرأيه فيُلقي التهم والأراجيف ويحيد عن الحق لمجرد أنهم خالفوا رأيه و أثروا على مكانته وهو يدّعي نصرة الحق!وما أحوجنا لفهم الإمام الشافعي رحمه الله محذراً من هذا التعصب.."رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب"والنفسية الرائعة حين يقول..(ما ناظرت أحداً إلا تمنيت أن يظهر الله الحق على لسانه قبلي)
عباد الله..لنحذر من هذه العصبية بجميع مظاهرها،لأنها باب من باب الكبر الذي يدخل صاحبه الجنة ولو كان مثقال ذرة!!لاحظ مثقال ذرة!!ولنحذر من ألفاظ للتعصب يغذيها إعلام لايهتم بالقيم وتلوكها الألسن..وتنشرها وسائل التواصل..وتراها في بعض التصرفات مما لا يساعد على بناء البلاد وإصلاح العباد وتلبية الطموحات..ولننشر في مجتمعاتنا ثقافة الحب والتسامح والتراحم،ولنحذر من وساوس الشيطان ونزغاته،ولنقوِّ أخوتنا،ونوحد صفنا،ونكون عباد الله إخوانا،كما سمانا الله((المسلمين))ولنقوم بواجباتنا،ونؤدِّ الحقوق التي علينا،للقريب والبعيد وللوطن والمجتمع ولنتذكر أننا على الله مقبلون،ومن الدنيا راحلون،وعلى أعمالنا محاسبون،فلنحسن العمل..أقول ماتسمعون
الخطبة الثانية الحمد لله وحده
أيها الأحبة..لنطهّرْ مجتمعنا من أفكار الغلو وداء التعصب وعادات العصبية المقيتة فذلك كله مخالف للدين هادم للقيم مفسد للمجتمع موجد للعداوات بين الناس ولنُقم بناء الإسلام وقيمه وأخلاقه كما أقامه صلى الله عليه وسلم وصحابته الذين فتحوا الدنيا بأخلاقهم قبل جهادهم وتوحّدوا تحت راية الإسلام إخوة متآلفين ولذلك نجحوا..لم يرفعوا إلا راية الدين ففتحت بلدان كثيرة من خلال مسلمين ذهبوا إليها للتجارة بأخلاق الإسلام وقيمه فدخل أهلنا كما تعاملوا معهم في دين الله أفواجاً لما شاهدوا تطبيق الإسلام وهذا ما نرجوه في تعاملتنا اليوم بدلاً من صفات وتعصب يفرق بيننا وُشوه ديننا للناس..اللهم إنا نسألك أن تجعلنا بالحق هداة مهتدين حامين للإسلام وناصرين للمسلمين .